اندحاس القلب (دكاك القلب)
اندحاس القلب (دكاك القلب)
اندحاسُ القلب cardiac tamponade هو حالةٌ صحيَّةٌ خطيرةٌ، يملأ فيها الدمُ أو السوائل الفراغَ أو الحيِّز الموجود بين الكيس المُغلِّف للقلب وعضلة القلب، مما يُشكِّلُ ضغطاً كبيراً عليه. ويمنع هذا الضغطُ القلبَ من التمدُّد بشكلٍ كامل، ويحدُّ من قيامه بعمله بالشكل الصحيح. لذلك، لا يمكن للقلب أن يضخَّ كميةً كافيةً من الدم إلى باقي أنحاء الجسم عندَ حدوث الحالة. وقد يؤدِّي ذلك إلى فشلٍ أو صدمةٍ في القلب، وقد يصل الأمرُ إلى الوفاة. يُعدُّ اندحاسُ القلب من الحالات الصحية الإسعافيَّة. لذلك يجب طلبُ المساعدة الطبيَّة فورَ بَدء ظهور الأعراض. معدَّل وقوع اندحاس القلب وانتشاره يحدث اندحاسُ القلب الناجم عن مرضٍ في حوالى شخصين من بين عشرة آلاف من الأشخاص. عندَ للأطفال، يكون اندحاسُ القلب أكثرَ شيوعاً عندَ الذكور منه عند الإناث، بنسبة 7 إلى 3. أمَّا في البالغين، فتكون نسبة إصابةُ الرجال أكبر من نسبة إصابة النساء بقليل، وذلك تكون بمعدَّل 1.25-1.7 إلى 1 من النساء. أسباب اندحاس القلب يحدث اندحاسُ القلب نتيجةً لاختراق التأمور عادةً، والذي هو كيسٌ رقيقٌ مضاعف الجدران يُحيط بالقلب، حيث يمكن للتجويف المحيط بالقلب أن يمتلئ بكمِّية كافية من الدم أو من سوائل الجسم الأخرى، ممَّا يُشكِّل ضغطاً على القلب. وعندَ وجود هذا الضغط على القلب، تتناقص كميةُ الدم الداخلة إلى القلب؛ وبذلك تتناقصُ كميةُ الدم الغني بالأكسجين التي يضخُّها القلبُ إلى باقي أنحاء الجسم. وقد يُسبِّب نقصُ كمية الدم الواصلة إلى القلب وإلى باقي أجزاء الجسم حدوثَ صدمةٍ وفشلٍ في القلب، وقد يصل الأمرُ إلى توقُّف القلب. يمكن أن تشتملَ أسبابُ الاختراق التأموري أو تجمُّع السوائل ما يلي: • الجروح الناجمة عن الطلقات النارية أو الطعن بالسكِّين. • رضح كليل blunt trauma في الصدر ناجم عن حادث سيارة أو عن إصابة عمل. • انثقاب حادثي بعدَ إجراء قثطرة أو تصوير الأوعية الدموية أو زرع الناظمة القلبية. • الثقوب في أثناء الدخول إلى وريد مركزي، والذي يُعدُّ من أنواع القثطرة لإعطاء السوائل أو الأدوية. • السرطان الذي ينتقل إلى الكيس التأموري، مثل سرطان الثدي أو الرئة، وخصوصاً المرحلة الأخيرة من سرطان الرئة. • أم دم الأبهرية المتمزِّقة. • التهاب التأمور الناجم عن حالات عدوى جرثومية أو فيروسية. • الذئبة، وهي مرضٌ التهابي يُهاجم فيه جهازُ المناعة أنسجةَ الجسم السليمة بالخطأ. • تعرُّض الصدر لمستويات مرتفعة من الإشعاع. • نقص نشاط الغدَّة الدرقية، الذي يزيد من مخاطر الإصابة بمرضٍ قلبي. • النوبة القلبية. • الفشل الكلوي. • أورام القلب. • استعمال بعض الأدوية، مثل هيدرالازين Hydralazine وبروكايناميد procainamide وإيزونيازيد isoniazid ومينوكسيديل minoxidil. • اليُوريميَّة (تَبولُن الدم). • استعمال الأدوية المضادَّة للتخثُّر. • حالات العدوى التي تُصيب القلب. • جراحة القلب. • ابيضاض (سرطان) الدم. • فشل القلب. • التهاب الجلد والعضل. أعراض اندحاس القلب تختلف الأعراضُ باختلاف شدَّة ونوع السبب الكامن وراء حدوث اندحاس القلب. يُعاني الشخصُ المصاب باندحاس القلب من الأعراض التالية: • القلق والتململ. • انخفاض ضغط الدم. • ارتفاع الضغط الوريدي الوداجي. • النبض التناقضي Pulsus paradoxus. • نقص كمية البول المُفرَغ. • الضَّعف. • ألم صدري ينتشر إلى الرقبة أو الكتفين أو الظهر. • اضطراب التنفُّس أو التنفُّس العميق. • ألم صدري يتفاقم بالتنفُّس العميق أو السعال. • تنفُّس سريع. • شعور بالانزعاج يتحسَّن عندَ الجلوس أو الانحناء إلى الأمام. • الدوخة والإغماء ونقص أو فقد الوعي وخفَّة الرأس. • جلد شاحب رمادي أو أزرق. • خفقان القلب. • تورُّم الساقين أو البطن. • اليرقان. • الشعور بالنعاس. • ضَعف أو غياب النبض. • برودة الأطراف ونداوتها بالعَرق نتيجة نقص جريان الدم عندَ بعض المرضى. تشخيص اندحاس القلب يمكن للطبيب أن يلاحظَ ظهور ثلاثِ علاماتٍ عند الأشخاص المصابين باندحاس القلب. وتُعرَفُ هذه العلاماتُ بثالوث بيك Beck’s triad عادةً. وهي تنطوي على ما يلي: • انخفاض في ضغط الدم وضَعف النبض نتيجةً لنقص حجم الدم الذي يضخُّه القلب، وعندَ التنفُّس العميق. • توسُّع أوعية الرقبة نتيجةً تأخُّر عودة الدم إلى القلب. • تسرُّع ضربات القلب بالتزامن مع خفوت أصواته، نتيجة زيادة الطبقة السائلة داخل التأمور. يوصي الطبيبُ بإجراء المزيد من الاختبارات لتأكيد تشخيص اندحاس القلب. يعدُّ مخطَّطُ صدى القلب echocardiogram مخطَّطاً بالأمواج فوق الصوتية، يمكنه كشف التوسُّع في التأمور، والانخماص في البطينين نتيجة نقص حجم الدم. وقد تُظهر صورُ الأشعة السينية للصدر تضخُّماً كرويَّ الشكل في القلب عندَ إصابته بالاندحاس. يمكن أن تشتملَ الاختباراتُ التشخيصية الأخرى على ما يلي: • التصوير المقطعي المحوسب للصدر thoracic CT scan للتحرِّي عن وجود تجمُّع للسائل في الصدر، أو للتحرِّي عن حدوث تغيُّراتٍ في القلب. • التصوير الوعائية بالرنين المغناطيسي magnetic resonance angiogram لمعرفة حجم جريان الدم من خلال القلب. • مخطَّط كهربائيَّة القلب electrocardiogram لتقييم ضرباته. • قثطرة الجهة اليمنى من القلب. علاج اندحاس القلب يُعدُّ اندحاسُ القلب من الحالات الطبية الإسعافية التي تستدعي دخولَ المستشفى. ويوجد هدفان من معالجة هذه الحالة، حيث ينبغي أن تُخفِّفَ الضغطَ عن القلب، ثمَّ معالجة الحالة الكامنة. وتقوم المعالجةُ الأوَّلية على التأكُّد الطبيب من استقرار حالة الشخص. كما يعمد الطبيبُ إلى نزح أو بزل السائل من الكيس التأموري بإبرة عادةً، حيث ينبغي سحبُ هذا السائل بأسرع وقتٍ ممكن. ويُسمَّى هذا الإجراء ببزل التأمور pericardiocentesis. كما قد يلجأ الطبيبُ إلى إجراءٍ جارحٍ يُسمَّى بضع الصدر thoracotomy لنزح الدم أو لإزالة الجلطات الدموية عندَ وجود جرح نافذ. ويمكن أن تكونَ هناك ضرورةٌ لاستئصال جزءٍ من التأمور للمساعدة على تخفيف الضغط عن القلب، ويُعرَف هذا الإجراء باستئصال التأمور الجراحي surgical pericardiectomy أو بالنافذة التأمورية pericardial window. يُعطى المريض الأكسجين والسوائل والأدوية لزيادة ضغط الدم. تُعطى السوائلُ للحفاظ على المستوى الطبيعي لضغط الدم ريثما يجري بزلُ السائل من حول بالقلب. كما قد تُفيد الأدويةُ الرافعة لضغط الدم في الحفاظ على حياة الشخص حتى يُسحَب السائل. وقد يُعطى الأكسجين للمساعدة على تخفيف عبء عمل القلب من خلال خفض متطلَّبات الأنسجة من الجريان الدمويّ. قد يوصي الطبيبُ بإجراء اختباراتٍ أخرى بمجرَّد السيطرة على اندحاس القلب واستقرار الحالة، وذلك لتحديد السبب الكامن وراءَ حدوثه. مآل اندحاس القلب يعتمد مآلُ اندحاس القلب على سرعة تشخيص الحالة، وعلى السبب الكامن وراءَ حدوثها، وعلى المضاعفات التالية لها. ويكون مآلُ الحالة مُرضِياً إذا كان تشخيصُها وعلاجها سريعين. المضاعفات المحتملة لاندحاس القلب يمكن أن تنطوي المضاعفاتُ على ما يلي: - فشل القلب. - الوذمة الرئوية. - النزف. - الصدمة. - الوفاة. الوقاية من اندحاس القلب لا يمكن الوقايةُ من الإصابة بالكثير من الحالات. ولكن، قد تفيد معرفةُ عوامل الخطر لدى الشخص في تشخيص اندحاس القلب ومعالجته مبكِّراً. المصدر/ صحتك الجسدية والنفسية الشيخ عباس محمد |
الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام الساعة الآن: 03:08 AM. بحسب توقيت النجف الأشرف |
Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024