انفصال منظمة بدر ,, و قراءتي لهذا الانفصال
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
من باب خير الكلام ما قل و دل , و من منطلق عدم حصول الوقت الكافي للاطالة , فساختصر الكلام لتسليط ضوء على هذه الزاوية و هي بحسب وجهة نظري القاصرة .. تعرفون حضراتكم , ان فيلق بدر تأسس في الجمهورية الاسلامية المباركة في ايران و كان برعاية و مباركة السيد الامام روح الله الموسوي الخميني رضوان الله تعالى عليه و تحت قيادة شهيد المحراب محمد باقر الحكيم رضوان الله عليه . كان لهذا الفيلق دورا كبيرا في العمل الجهادي المسلح , سواء ايام الحرب العراقية الايرانية , او بعد ذلك ... و قدم الفيلق عشرات بل مئات الشهداء على طريق الحرية و السعادة المنشودة ... و فيلق بدر الظافر , كان مدربا تدريبا قويا و دقيقا , و كان فيه اعتناء كبير , و قدراته فائقة .. و كان يعتبر كالحرس الثوري الايراني .... ومن يتذكر من الاخوة في الفيلق في ايران , كانت هوياتهم مكتوب عليها ( سباه باسداران \ بدر ) ... ( الحرس الثوري \ بدر ) هذا الفيلق الذي قارع النظام و قدم ما قدم , كان ولاؤه و شرعية عمله مرتبطة ارتباطا مباشرا بنظرية ولاية الفقيه , و اتباع السيد الامام الخميني , و السيد القائد الخامنائي بعد رحيل الامام .. و هي بنفس الوقت كانت تعمل بامرة السيد محمد باقر الحكيم , الذي كان الابن البار للسيد الامام الخميني , وهكذا بالفعل كان يخاطبه سيدنا الامام الخميني ب ( ولدنا البار ) .. فيلق بدر و بعد سقوط النظام البعثي , دخل العراق و اصبح تشكيلا سياسيا دخل العملية السياسية تحت مسى ( منظمة بدر ) بعد رحيل شهيد المحراب و شهادته , اصبح السيد عبد العزيز الحكيم رئيسا للمجلس الاعلى , و الاستاذ هادي العامري رئيسا لمنظمة بدر .. و عملوا جميعا تحت تيار شهيد المحراب ... بعد ذلك اصبح هناك حراك عسكري و سياسي , و من ثم دخلت قوى و تشكيلات جديدة , و اصبحت هناك معادلات جديدة في الساحة ... نذكر اهمها و هي لها ربط بموضوعنا و تحليلنا ... كتائب حزب الله ... يعتقد انها كتائب مشكلة من منشقين من جيش المهدي , و قادة من فيلق بدر ممن رفض الانخراط في العملية السياسية . عصائب اهل الحق , تشكيلات منبثقة من جيش المهدي , و منشقة عنه لاحقا .. و كلا العصائب و الكتائب تؤمن بنظرية ولاية الفقيه , و تتبع الامام القائد السيد الخامنائي حفظه الله بحسب بعض الاخبار ... بوجود المحتل الامريكي , و تهديده الدائم للجمهورية الاسلامية , و الذي يعتبر العراق هو خط التماس الاقرب مع الجمهورية الاسلامية , فان ضرورة الدفاع عن الجمهورية الاسلامية هاجس عند الكثيرين , و خصوصا من يرى عز التشيع و مناعته بوجود الجمهورية الاسلامية . و في هذا الصدد لنناقش اولا قضية دعم ايران للمجاميع الشيعية المسلحة , و ضرورة الدفاع عن ايران لمجرد وجود اي خطر عليها في اي بلد اخر : هناك معترضون كثر في العراق على دعم الجمهورية الاسلامية للمجاميع المسلحة في العراق , و يعتبرون ان ايران تدافع ( عن نفسها ) كدولة لها حدودها , في اراضي الغير و بدماء شعوب الغير .. كالعراق مثلا ..!! و طبعا هذا المنطلق للاسف الشديد ليس منطلق ديني و لا شرعي .. فمن ينظر بعين الشريعة , فانه سوف لا يرى الحدود المصطنعة التي وضعها الاستعمار نفسه , و حددنا بحدود صرنا نتفاعل مع من هو داخل حدودنا , و لا نتأثر بما يحصل خارج حدودنا و كأنها حدود الهية مقدسة لا يجوز الثورة عليها , بل و لا ينبغي ان نتحدث بما خارج تلك الحدود , و نحاسب من يدخل هذه الحدود من خارج الحدود !!!!! الجمهورية الاسلامية بمتبنياتها و انطلاقاتها الدينية , ترى ان اي خطر يتهدد الاسلام و بيضته , و في اي بقعة من بقاع الاسلام , فانها لا تنتظر اذنا من احد لتدفع ذلك الخطر او تصده و تقاومه , و هي لم تطلب ابدا ممن لا يرتضي ايران و لا يتبعها ان يقاتل نيابة عنها .. بل هي تعمل مع من يعتقد بولاية السيد الخامنائي , و يعتقد بنظرية ولاية الفقيه .. و من لا يريد ان يعمل فليست الجمهورية الاسلامية و هي قد دعمت التشكيلات العسكرية التي كانت ترفع شعار مقاومة المحتل . نأتي بعد ذلك لنحلل مسألة انفصال منظمة بدر عن تيار شهيد المحراب .. تعرفون ان في تيار شهيد المحراب من يرجع على مستوى قياداته الى مرجعية السيد السيستاني , اما باعتباره المرجع لهم او ( الولي الفقيه الاقليمي ) بحسب متبنيات نظرية ولاية الفقيه المتبعة في الجمهورية الاسلامية فبالنتيجة , هناك رجوع مباشر للمرجعية الدينية النجفية بصورة مباشرة .. و بالتالي , فانه لو ارادت الجمهورية الاسلامية من تيار شهيد المحراب ككل فعل امر تراه الجمهورية الاسلامية ضروريا , فانه قد لا تكون الاستجابة بنسبة 100% , نتيجة لتعدد الرجوع للمرجعيات فيه .. كذلك بالنسبة للتيار الصدري , فان اغلبية قياداته تتبع مرجعية الشهيد الصدر الثاني , و هي بالاصل متقاطعة منذ زمن مع الجمهورية الاسلامية و لا تتبع ولاية السيد الخامنائي .. فالبتالي , فان الجمهورية الاسلامية قد لا تكون لها سلطة مطلقة على التيار الصدري ... و اما حزب الدعوة , فهو بالاصل لا يؤمن بحاكمية المرجعية الدينية , فضلا عن تقاطعاته مع الجمهورية الاسلامية منذ ايام المعارضة , و بالتالي فلا يوجد صدى قوي للجمهورية الاسلامية عليه . و بما ان التحديات المقبلة بالنسبة للجمهورية الاسلامية في ايران , اغلبها سيكون تحد عسكري , و اليوم بات العمل العسكري و لي الاذرع بميزان القوى و التفرعات العسكرية , و وجود الاذرع العسكرية للجمهورية الاسلامية في مناطق عدة خصوصا في لبنان و العراق , ما شأنه ان يربك حسابات العدو المتربص بالجمهورية المباركة . لذلك _ حسب وجهة نظري _ فان الجمهورية الاسلامية , عمدت على تكوين تشكيلات مستقلة تتبع ولاية الفقيه و هي مدربة عسكريا و لها اثر كبير و هي لا ترفض امرا صادرا من السيد الخامنائي حفظه الله تعالى . فهي اولا قد سحبت عصائب اهل الحق من التيار الصدري , و جعله تشكيلا مستقلا بقراراته و عمله . و بالاصل كانت الكتائب كذلك , و هي مدربة تدريبا قويا .. و في الاخير , سحبت منظمة بدر , و المؤمنون جميعهم بولاية الفقيه , و المدربون جيدا منذ ايام الثمانينات و التسعينات , و هم اصل المجاهدين و مصدر قوتهم .. و هذه التشكيلات الثلاث تعتبر قوة عسكرية ضاربة قوية مدربة تدريبا جيدا و هي لا تعصي امرا ولائيا صادرا من السيد الخامنائي حفظه الله ... و هناك اخبار من بعيد , تشير الى ان هذه التشكيلات الثلاث ستشكل تحالفا مشتركا تحت عنوان ( 9 بدر ) .. و الايام القادمة , ستبرز مدى واقعية هذا التحليل .... تحية ... و ارحب باي اثارة او اشارة او اعتراض او اضافة على الموضوع ... |
الاخ العزيز
محمد الشرع ماطرحته في مدونتك يحتاج الى وقفة ودراسة وتحليل ومطابقة للواقع والاحداث السياسية الجارية في العراق اتذكر وعند متابعتي للخبر ان سماحة السيد عمار الحكيم قد صرح تعقيبا لخبر الانفصال ان المنظمة (منظمة بدر ) قد وصلت الى مرحلة النضوج السياسية واتخاذ القرار . وخبر اعلان الانفصال اتخذ على اثر اجتماع ضم قيادات من المجلس والمنظمة من امثال السيد الحكيم نفسه والشيخ المعلة الساعدي والشيخ جلال الدين الصغير والسيد باقر جبر صولاخ والسيد هادي العمري والبعض من قيادات المنظمة ,غرضي من ذكر هذا الاجتماع هو ان الانفصال حدث باتفاق الطرفين وبقناعة كاملة من القيادات العليا في التيارين ,وكذا سيحرص التيارين على ادامة التنسيق ووحدة المواقف والستراتيجيات بين الطرفين في الداخل والخارج عزيزي الشرع هذه اضافة الى موضوعكم عسى ان تتقبلوها مني بعد الاذن من جنابكم تقديري وتحياتي لجنابكم موفقين مشكورييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي ييييييييييييييييين |
السلام عليكم سيدنا الشرع // بوركتم
نعتقد ان انفصال بدر عن المجلس الاعلى الاسلامي كما وصفها سماحة السيد عمار الحكيم اعزه الله انها خطوة في الاتجاه الصحيح وهي كلمة لها مداليلها العميقة لعلها بعض ماذهبتم اليه في موضوعكم القيم ولا اجد خير من هذه الاستعارة القرآنية الشريفة لهذا الانفصال الايجابي وليس السلبي كما فهمه بعض اصحاب العواطف السطحية :
|
سيدنا العزيز محمد الشرع : بعد التحية . . . بغض النظر عن تدخل ايران ودعمها للمليشيات المسلحة وكلامك حول ( الحدود ) ورأيك بها ، وأنت تعرف أنني أختلف معك في هذا الموضوع اختلاف كبير ولا أعتقد بصحة نظرتك لهذه الامور ولهذا سأبقى في اطار الموضوع وحصراً بإنفصال منظمة بدر عن المجلس الاعلى . . . وبإختصار شديد / عندما أصبح لمنظمة بدر رأياً خارج عن رأي المجلس الاعلى نظرة مختلفة عن نظرة المجلس الاعلى وقرارات منفردة تصدر من أمينها العام الاستاذ هادي العامري ، كان من الافضل أن تكون هذه المنظمة منظمة مستقلة عن المجلس الاعلى تتخذ قراراتها بنفسها من دون الرجوع الى المجلس الاعلى حتى لا تؤثر على قرارات المجلس الاعلى . . . وكما شاهدنا ورأينا أنه بعد أن قامت منظمة بدر بترشيح المالكي لرئاسة ثانية كان البعض يعتبر هذا ( ضحك ) على الذقون وأن المجلس الاعلى في الظاهر يرفض التصويت له بينما في الباطن منظمة بدر صوتت له وهذا يعتبر ( تشكيك ) في مصداقية المجلس الاعلى و في مصداقية اطروحاته ، وإذا كان هو منقسم قسمين فكيف يستطيع أن يثبت على رأي ( واحد ) في المرات القادمة . . . هذه إحدى سلبيات تفرد منظمة بدر بقرارتها السابقة ، لهذا أجد أنه من الانسب للمجلس الاعلى أن يكون مستقلاً بقراراته وأن يكون لمنظمة بدر استقلاليتها في اتخاذ القرار على حسب نظرتها للامور أو على حسب اتباعها للمرجع وهذا ليس مهم بقدر الحفاظ على ( وحدة ) المجلس الاعلى . . . لهذا أعتقد أنه قرار صائب جداً ولن يؤثر على مسيرة المجلس الاعلى وهو حل ينصف الجميع . . . تحياتي للجميع . |
بسمه تعالى
نشكركم على التوضياحات وهذه الدراسه يحتاجله وقفه تأمل ليس بقصيره |
اقتباس:
تحية لك و لاضافتك ... سيدي العزيز ... هي معلومات كثيرة املكها حول الامر , و لكن ليس كل ما يعرف يقال .. موضوع الانفصال قد وقع حيز التنفيذ العملي منذ قرابة السبعة اشهر ... و لكنه لم يكن رسميا و لم يتم الاعلان عنه وقتها ... قبل حوالي ستة اشهر او خمس , شرفنا السيد الحكيم بمقدمه للبصرة الفيحاء , و كان قد تلقى سؤالا وقتها من احد الاخوة في تنظيمات المجلس الاعلى حول موقفه من انفصال منظمة بدر .. و قال السيد , ان الابن حينما يكبر , فانه يطمح ببيت مستقل , يأخذ فيه راحته , و الوالد مع انه يعز عليه ذلك , لكنه بالنتيجة يريد لابنه السعادة دائما .. و هذا كان اول كلامه عن نية الاخوة في بدر بالانفصال عن تيار شهيد المحراب ... و الحقيقة يا سيدي الكريم , ان الانفصال وان كان متفقا عليه , او خارج ارادة و مشتهيات الاخرين , الا انه كان يضغط عليه من قبل الجمهورية الاسلامية , مع تشديد سماحة السيد القائد الخامنائي على عدم اضعاف اي من الطرفين .. و يبقى رأي الاخوة البدريين , ففيهم عدد لا بأس به منهم , انفصل عن منظمة بدر , و قرر البقاء تحت قيادة السيد الحكيم حفظه الله ... و اعتقد شخصيا , ان لا منافاة في موقف الجمهورية الاسلامية من التيارين , فهذا عسكري و ذاك سياسي ... و الله العالم ... تحية لك . |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته العزيز الكبير السيد محمد الشرع ,, اسمحي لي ان ادخل الى موضوعكم القيم بشيء من التوضيح وبشيء من الاستفهام وبشيء من التعليق الذي ان شاء الله سوف تكون به بعض الفائدة. قبل كل شيء احببت ان ابين لكم ان كتائب حزب الله هي تشكيل ولائي بحت اي تتبع ولاية الفقيه في الجمهورية الاسلامية المتمثلة بالسيد على الخامنائي وليس في قمة هرمها ولا في رجالات تأسيسها ولا في مجلس شوراها اية قيادة منشقة عن التيار الصدري بل وليس على مستوى الكوادر الوسطية ,, الا اذا كانت بين الكوادر الوسطية بعض الشخصيات من هنا وهناك الذين يذوبون حتماً في توجه المجموع ,, واما بالنسبة للكوادر الميدانية فلربما انضم فيما بعد بعض الافراد في مختلف المحافظات العراقية الى التشكيل لكن ليس على مستوى قيادة ميدان ,, غير هذا فأن كتائب حزب الله تبقى تشكيلاً ولائياً لا يتبع اية مرجعية غير مرجعية السيد الخامنائي ,, ولم ترفع الكتائب اي شعار يبرز قيادة دينية وسياسية كبرى غير شخصيات معينة مثل الامام الخميني والسيد الخامنائي والسيد الشهيد عباس الموسوي والسيد الشهيد محمد باقر الصدر والسيد حسن نصر الله والشهيد عماد مغنية ,, وهذا ماكان واضحاً في احتفالية الكتائب بمناسبة خروج قوات الاحتلال الاميركي قبل اكثر من شهر والتي اقيمت قبل اكثر من شهر في منطقة البلديات في بغداد .. كما ان العناصر القيادية التي اشتركت في التشكيل والتي كانت من قبل ضمن كوادر السيد الشهيد الحكيم فأنها من المرجح قد تركت المجلس الاعلى بعد استشهاد السيد الحكيم بعد ان قررت قيادة المجلس الاعلى التخلي عن ولاية الفقيه والتحول الى الخط التقليدي في المرجعية الدينية |
سيدنا الكريم الشرع ,, اتصور ان جنابكم الكريم قد نسيتم امراً في غاية الاهمية والخطورة وانا موقن انه لربما غاب عن ذهنكم الكريم ساعة كتابة المقال وهو ان المجلس الاعلى للثورة الاسلامية كان تشكيلاً ولائياً بأمتياز وقائده السيد الشهيد محمد باقر الحكيم رضوان الله تعالى عليه هو احد الاقطاب الكبيرة والارقام الصعبة في المجموعة العلمائية التي تشير الى اعلمية السيد الخامنائي وهو احد الاركان القوية التي تؤيد ولاية الفقيه القائمة في الجمهورية الاسلامية ,, والشهيد الحكيم لم يتخلى عن هذا المبدأ الى لحظة استشهاده بل كان بحق يمثل مشروعاً عملاقأ لأمتداد ولاية الفقيه لربما يجعل من السيد الحكيم نصر الله العراق او لربما خميني العراق لولا استشهاده وحرمان الملايين من ضياء وجهه المحمدي الملامح ,, ولا يستطيع احد ان ينكر ان الشهيد الحكيم لما دخل العراق لم يتخلى عن اي مبدأ من مبادئ الولاء لولاية الفقيه بل انه لم يتردد عن طرح نفسه كمرجعية سياسية الى جانب كبار المرجعيات الدينية في النجف الاشرف وهذا واضح لكل باحث منصف .. وخلال وجود المجلس الاعلى كأمتداد للمشروع الاسلامي الكبير الذي تقوده ولاية الفقيه في ايران فقد كان القوة الاكثر سطوة والاعلى مهابة لدى الجميع وقد فرض المجلس الاعلى وجوده في جميع مؤسسات الدولة ودوائرها ,, حتى القرارات السياسية كان للمجلس الاعلى الدور الاوضح في رسمها ,, لدرجة ان اعداء العراق من بعثيين ونواصب واميركان (( وغيرهم )) كانوا يحسبون لذلك المارد القادم من الشرق الف حساب ولم يهدأ لهم بال حتى اشترك جميع الاعداء في اقذر عملية بحق شيعة العراق في عصرهم الحديث عندما اغتالوا السيد الشهيد الحكيم والذي بمقتله رضوان الله عليه فتحت ابواب الجحيم على مصراعيها امام العراقيين فأحترق الاخضر واليابس وكأن الشهيد الحكيم رضوان الله عليه هو باب رحمة من الله سبحانه فأغلق بأغتياله (( اذكر ان السيد الحكيم لما قدم من ايران الى العراق هب اليه بعض الاخوة من حولي لأستقباله شأنهم شأن ملايين العراقيين وقد اقسموا بأغلظ الايمان ان المطر كان يتناثر على رؤوس الناس في مالا يقل عن ثلاث محافظات مر بها السيد الشهيد الحكيم وهم يرافقون مقدمه المبارك بسياراتهم من محافظة الى اخرى ,, ولا عجب فقد كان الحكيم غيثاً كالمطر )) |
اما بعد استشهاد السيد الحكيم فقد اعلنت قيادة المجلس الاعلى الخروج من ولاية الولي الفقيه في الجمهورية الاسلامية والدخول في مرجعية النجف الاشرف اضافة الى تغيير اسم المجلس الاعلى للثورة الاسلامية الى المجلس الاعلى الاسلامي العراقي ,, وبهذا تكون قيادة المجلس الاعلى قد اختارت تغيير المنهج الذي تأسست عليه واستشهد الالاف من قياداتها وافرادها على جانبيه والذي صنع لها ذلك المجد الذي كان فيه المجلس الاعلى هو الرقم الاصعب والقوة الارهب والامل الذي ينتظره الملايين ,, وفات قيادة المجلس الاعلى انها انما تخرج من نظام وهيكلة و تجربة قيادة وواقع وجود وعملية حكم عمرها عقود من العمل والبناء الى حيث الفراغ من اي طرح سياسي او تجربة مدنية او عملية اجتماعية بل ولا محاولة طرح متكاملة في أي جانب من جوانب ادارة العمل السياسي ولو نظرياً ,, ولم تحسب حسابات اقحام تجمع ديني سياسي مدني اجتماعي ثقافي امني عسكري ولربما اقتصادي ايضاً في اطار فقهي بحت ,, ومحاولة البدء من جديد ,, لذا فقد بدأ الانهيار يدب في اركان المجلس الاعلى والتراجع امام النهج السياسي المتشح بالبراكماتية الذي تبناه حزب الدعوة ورأسه المالكي ,, وامام تيارات صاعدة واحزاب وليدة بدأت تظهر على الساحة الشيعية و تقرض اطراف المجلس الاعلى و تضع اقدامها بدل خطاه المتراجعة بسرعة صاروخية .. وهنا لا بد لنا من وقفة نبين فيها ان مفهوم ولاية الفقيه هو المفهوم الاصيل في ادبيات المجلس الاعلى وتراثه الجهادي والبنائي والثقافي ,, اما الدخول في المرجعية التقليدية فهو الحالة الطارئة على سلوك المجلس الاعلى و اهدافه ,, علماً ان المرجعية في النجف الاشرف لا تؤمن بولاية الفقيه اساساً فكيف يصح التصور انها ولاية فقيه اقليمية .. وعليه فأن انقسام المجلس الاعلى على نفسه بهذا الشكل والذي جاء بعد مراحل من التراجع والانحسار والضعف لسوف يعتبر دليلاً على خطأ قيادات المجلس في تركها ولاية الفقيه وتخليها عن المشروع الاسلامي الكبير ,, الذي كان من الممكن ان يجعل منه نسخة ثانية من حزب الله الذي يعيش ظروف تحد وتنوع طائفي وعرقي وتحديات احتلال ومؤامرات داخلية وخارجية قد لا تختلف عن ظروف العراق كثيراً بل لربما تعد اقسى بكثير لبعد الموقع الجغرافي عن حدود الجمهورية الاسلامية و امكانية محاصرة حزب الله من جميع الجهات و قلة عدده وهو الواقع في مواجهة دائمة مع اسرائيل التي تمتلك اقوى تكنولوجيا عسكرية في العالم . |
اما بالنسبة للدعم الذي تقدمه الجمهورية الاسلامية للمجاميع الشيعية المسلحة في العراق فهو ليس لحماية كيان الجمهورية الاسلامية حصراً بل هو لحماية المشروع الاسلامي الكبير الذي تقوده الجمهورية الاسلامية والذي اصبح الاميركان ومنذ اليوم الاول لدخولهم العراق يهددون بمهاجمته بأعتباره نظاماً مارقاً وفق منظور الاستكبار العالمي ,, ولكذلك لحماية العراق من الاحتلال الاميركي الذي جاء بخارطة الشرق الاوسط الجديد والتي اعتبر العراق نقطة انطلاقها وقد خرج المحتل ( عسكريا ) بدون ان يحقق اي من اهدافه الاستراتيجية البعيدة المدى ,, وكذلك ان الدعم العسكري الايراني للقوى الشيعية هو لحماية الشيعة في جميع مناطق الخليط السكاني الذين تعرضوا لعمليات ابادة و هتك للأعراض وسلب للأموال يعتبر تأريخ التسنن العروبي حافلاً بها بحق شيعة آل البيت عليهم السلام ,, وما عروس الدجيل عنا ببعيد والتي لولا الدعم العسكري الايراني للمجاميع الشيعية المسلحة لتكررت في كل بيت شيعي عراقي "حتى بيوت اولئك المتذمرين بتبطر من ما يعتبرونه بكل صلافة ووقاحة تدخلاً سافراً في الشأن العراقي" ,, وياليت اولئك الذين يختلفون معك يا سيد محمد الشرع حول احقية الفصائل الشيعية في ان تتسلح اعتماداً على ايران ان يمتلكوا ولو ذرة من الشجاعة والرجولة و يتجولوا في مناطق الخليط الديموغرافي في جنوب بغداد وشمالها و بعض المناطق الغربية وديالى حيث طبخ التكفيريون اطفال الشيعة ووضعوا فوقهم الطماطم والخيار ووضعوهم امام بيوت اهليهم في اوان كبيرة نكالاً بأهليهم الذين اعتادوا طبخ الطعام وتوزيعه ثواباً لسيد الشهداء صلوات الله عليه ,, كما ليتهم يتركوا المطامير التي دفنوا انفسهم فيها و يتجولوا في مناطق اللطيفية والمحمودية وغيرها ,, ويسألوا عن ما كان يسمى بـ نهر القائد ليروا بأم اعينهم ذلك النهر الكريه الذي لطالما اخرجنا جثث احبتنا واعز اصدقائنا واقرب اناسنا بالاضافة الى تكدس الالاف من جثث الشيعة اثناء الهجمة التكفيرية الاعرابية على شيعة اهل البيت في ما كان يعرف لدى الاعراب والنواصب بمحيط الدولة الاسلامية ,, علماً ان النواصب التكفيريين في تلك المناطق كانوا يطلقون على النهر المذكور اسم ثلاجة الشيعة ,,, سيدنا الكريم الشرع ,, مثل جنابكم الكريم لا يخفى عليه ان عباد الاصنام البشرية ولشعورهم العميق بالنقص لا يتقبلون فكرة الاسلام القوي الكبير الذي يأبى الذل و يكره الهوان ,, فلا يستطيعون ان يضعوا ولو بصمة واحدة على اطلاقة تطلق بأتجاه تكفيري اوغل في دماء الشيعة واعراضهم ,, او تدفع القتل عن شيعة آل محمد ,, وياليتهم يسكتون فيريحون الناس من اصواتهم النشاز ويبقوا قابعين في غيابات الذل يقطعون مئات الكيلومترات لمجرد تقبيل الايدي ,, والغريب ان تراهم يقفون بكل صلف امام عملية تقوية الشيعة ودعم المستضعفين .. سيدنا الكريم الشرع ,, حقاً كان موضوعكم ناضجاً معبراً عن عظيم فهمكم للأمور وياليت البعض ممن يرون الامور من فتحة في الباب الموصد على عقولهم ان يستنيروا بما خطته يمينك ها هنا ويتعلموا كيف تحسب الامور الكبيرة تحياتي لكم |
الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام الساعة الآن: 03:08 AM. بحسب توقيت النجف الأشرف |
Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024