ما هو مشروعكم في العراق ؟؟؟...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مرحبا بكم ايها الدكتور المجاهد في هذا البيت الشيعي الكبير .. لدي عدة اسئلة ارجو من جنابكم الكريم الاجابة عنها برحابة صدر كما عهدناكم من خلال قراءة التوجه الايدولوجي في الواقع الشيعي العراقي يتبين انه توجه ديني ,, غير انه لا يرتقي الى مصاف التوجه الاسلامي العقائدي الحضاري الخلاق الاصيل الذي يضع مسارات صحيحة للأمة تؤدي الى التغيير الامثل ,, فيصنع الشخصية المجتمعية الاسلامية التي رسم ابعادها القرآن الكريم و وصفها بالحياة ( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ) رغم امتلاك الامة للحياة البايولوجية من الناحية الفسلجية .. و قد دأب اهل البيت صلوات الله عليهم على خلق تلك الشخصية تارة و استنهاضها تارة اخرى في الافراد و المجتمعات مضحين ( روحي فداهم ) بأرواحهم الزكية الطيبة المقدسة و دمائهم الطاهرة في سبيل دفعها في جسد الامة .. غير اننا و مع شديد الاسف نجد الامة الشيعية في العراق تقتصر على مظاهر الطقس الديني دون روح الشعائر و تكتفي بالعناوين العامة دون القيم الجوهرية لمفهوم الاسلام ,, فكما تعلمون ان المسير المليوني الى كربلاء الحسين صلوات الله عليه هو ظاهرة دينية بأمتياز ,, غير اننا لا نزال البلد الاول في العالم في الفساد الاداري و المالي ,, ذلك الفساد الذي استشرى من قمة الهرم الاداري في الدولة العراقية الى قاعدته مع تلون يتناسب و مقام المفسدين .. حتى اننا رحنا نشهد شرعنة لطرق الفساد و اللصوصية لدرجة ان البعض راح يتندر بأن الموظف الفلاني متدين يبحث عن سرقة محللة .. فهل ان تلكم الازدواجية و التلون ناجم عن التركيبة السايكولوجية للأنسان العراقي ام ان ضعف المد الديني في العراق و قصوره امام التيارات الشعبية الممزوجة بغير تجانس بالتوجهات القبلية و الليبرالية و القومية و الفئوية و حتى النفسية و المزاجية حال دون جعله ذا اثر تغييري فعال في شخصية الامة ؟؟.. استاذنا الكبير .. جنابكم ممن له باع طويل في العمل الاسلامي الحركي الحي الذي لم يقبل يوماً ان ينزوي تحت ظلال سيف الطاغوت و ضلاله ,, وقد تسلمتم قيادة الحكومة العراقية فترة من الزمن و لو كانت قصيرة ,, و من الشائع عن شخصكم الكريم انكم لستم من النوع الذي يساوم على المبادئ و القيم الاسلامية المحمدية الاصيلة ,, فهل لديكم خارطة طريق للزج بأطروحة اسلامية حضارية في الواقع الشيعي العراقي تعتمد المنهج القرآني و تجذر الوعي السماوي المعصوم الذي حمل رسالته اهل بيت العصمة الاطهار صلوات الله عليهم ؟؟.. هل لديكم اي طرح اسلامي حقيقي يمتاز بالكاريزما التي تستقطب العقول و القلوب و الابدان لجعل الاسلام المحمدي العلوي الفاطمي الحسني الحسيني المتمدن و الحضاري هو السمة الغالبة على عموم شيعة العراق ,, بدلاً من التدين الانهزامي الذي يشرعن للفساد و لا يتورع عن المحرمات و يجتهد في التلون و الازدواجية و يرضى بالتذلل و الخضوع للطواغيت و الذي عانى منه شيعة العراق لعقود بل لقرون طويلة ؟؟.. و اذا لم يكن لديكم هكذا طرح فما هو مشروعكم في العراق وهل لكم ان تبينوا لنا ابعاد هذا المشروع و هل اعددتم دراسة مكتوبة عنه نستطيع الرجوع اليها و مقارنتها ببقية المشاريع الناجحة و الواعدة و الفاشلة في العراق و المنطقة و العالم ؟؟.. اعتذر عن الاطالة و أسأل الله سبحانه ان يتقبل طاعاتكم بأحسن قبول و يسدد خطاكم بحق الصديقة الزهراء صلوات الله عليها |
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته جزيل الشكر لترحيبكم الطيب عزيزي : الشعائر الحسينية كجزء مهم من الشعائر الإسلامية عامة هي تعبير عن خزين القيم والفكر الذي أودعه الله - تعالى - في مكنون الإنسان. هذه الشعائر لا يمكن لها أن تُحيى من دون وعي من حيث تنطلق إلى حيث تستهدف، ولا نستطيع أن نتصور أمة بلا مشاعر، كما لا نتصور إنساناً بلا مشاعر كذلك. مستوى المشاعر يتناسب مع عمق وعي الأمة والإنسان، فكلما زاد وعيه ارتفع مستوى مشاعره. الذين يحيون الشعائر الحسينية يعكسون بذلك ما يحملون من طاقة ورع في قلوبهم، وهذا الرصيد من التقوى في القلب تتجلى ثماره بالشعائر. قال الله - تعالى -: ((ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)) وهي، أي الشعائر بصورتها المثلى سليمة المنطلق، سليمة الأهداف، سليمة الأدوات في التعبير.. - يبقى: هل إن كل من يمارسون الشعائر بمستوى واحد من هذا الثالوث (المنطلق، الهدف، والوسيلة)؟ هم يختلفون في الدرجة، بل قد يصل التفاوت إلى حد التناقض! حين يناقض سلوكه ما يريده الإمام الحسين - عليه السلام -. ولي هنا أن أشير إلى حقيقة: إن البعض ممن لا يرتقون إلى مستوى المشاعر لا نفترض أنهم في صف أعداء الإمام الحسين - عليه السلام -، بل إن ذلك مدعاة لتعميق الوعي في صفوفهم، واستثمار حبهم له - عليه السلام -. ربما يبدأ البعض منهم بحبه - عليه السلام - وهو لم يكن ملتزماً بسيرته، ثم يرحل به ذلك من شاطئ اللاالتزام إلى شاطئ الالتزام، وهو ما يقع على عاتق الهادفين من أصحاب الوعي، والشعور بالمسؤولية. إن تحويل الطاقة الكامنة في الأمة من حيث الفكر والمشاعر جدير بأن يبعث فيها عوامل النهوض، والتقدّم.. الأمة بلا مشاعر تموت، والموت المشاعريّ لا يؤهّلها لأن تتسنم موقعها بين الأمم. إن تناوُل المشاعر الحسينية كجزء حيّ من المشاعر الإسلامية في طريقة مبرمجة تستوفي عناصر الفكر، والقيم، والتجسيد، وتعتمد منهجية التطبيق، والتكافل، وتنفتح على أمم العالم؛ للإثراء، والاستفادة منها بما لا يتعارض مع الفكر، والقيم الإسلامية يوفر لها إطلالة إنسانية واسعة لا تختنق بالذات خصوصاً أننا نعيش عصر العولمات التي تعبر للآخر عندما تأنسن؛ لتلقى استجابات بنّاءة. |
الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام الساعة الآن: 03:35 AM. بحسب توقيت النجف الأشرف |
Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024