حديث " أنت سيد فى الدنيا والاخرة " فى منظار التحقيق !!
بسم الله الرحمن الرحيم انه من الامور المتعارف عليها بين علماء المسلمين أن أمير المؤمنين سيد الموحدين على بن أبى طالب – عليه السلام – ورد فى حقه من الفضائل ما لم يرد فى أى صحابى أحد من الصحابة : وبالجمة : فاننا سنقوم بنقل بعض أقوالهم حول فضائله العظيمة وخصاله الشريفة : 1- قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في [ فتح البارى بشرح صحيح البخارى :ج7 ص57 ] : [قال احمد والقاضي والنسائي وابو علي النيسابوري :لم يرد فيحق احد من الصحابة بالاسانيد الجياد اكثر مما جاء في علي] [وقال احمد بن حنبل واسماعيل بن اسحاق القاضي : لم يرو فيفضائل احد من الصحابة بالاسانيد الحسان ماروي في فضائل علي بن ابي طالب ، وكذلك قال احمد بن شعيب بن علي النسائي رحمه الله ] 3- قال ابن الجوزى الحنبلى في [ مناقب الامام أحمد :ص163 ] : [ عن عبد الله قال : سمعت ابي يقول : ماورد لاحد من الصحابة من الفضائل بالاسانيد الصحاح ماورد لعلي رضي الله عنه ] قلتُ : ومع هذا نجد أن القوم قد أغلقوا عقولهم واتبعوا شيخهم [ ابن تيمية ] الذى انهال على فضائل أمير المؤمنين تضعيفاً فها نحن نجد الالبانى – وغيره – يضعفون فضيلة لامير المؤمنين وهى من الفضائل التى ان صحت وتدبر القوم فى متنها لتهدمت عقيدتهم وأصبحت يبابا ؛ فاننا سوف نتعرض فى بحثنا المتواضع هذا الى : [ حديث " أنت سيد فى الدنيا والاخرة " فى منظار التحقيق !! ] _______________________ (( المبحث الاول : المناقشة حول سبب تضعيفهم للحديث )) سنتكلم فى هذا المبحث حول كلام الالبانى فى تعليل هذا الحديث [ سلسلة الاحاديث الضعيفة :ج10 ص522 ] طبعاً لن نورد كلام الالبانى كاملاً خوفاً من الاطالة وطلباً للتقليل ؛ فللقوم – الالبانى – فى تعليل هذا الحديث أمران : الاول : ان هذا الحديث مدسوس على [ معمر ] - وهو احد رواة الحديث - : [ أما بالنسبة لمعمر ؛ فقد بين وجه العلة فيه : أبو حامد الشرقي ؛ فقد روى الخطيب بسند صحيح عنه : أنه سئل عن حديث أبي الأزهر هذا ؟ فقال : "هذا حديث باطل ، والسبب فيه : أن معمراً كان له ابن أخ رافضي ، وكان معمر يمكنه من كتبه ، فأدخل عليه هذا الحديث ، وكان معمر رجلاً مهيباً لا يقدر عليه أحد في السؤال والمراجعة ، فسمعه عبد الرزاق في كتاب ابن أخي معمر !" . ] الثاني : ان عبد الرزاق فى حفظه كلام ؛ خاصة ماحدث به دون كتابه : [ وأما بالنسبة لعبد الرزاق ؛ فإعلاله بن أقرب ؛ لأنه وإن كان ثقة ؛ فقد تكلموا في تحديثه من حفظه دون كتابه ] قلتُ : وبعد أن عرفنا حجة القوم فى تضعيف الحديث سوف نتناولها فى المباحث الاخرى تفنيداً وتفصيلاً . _______________________ (( المبحث الثاني : الرد على العلة الاولى )) سنتناول فى هذا المبحث التحقيق فى العلة الاولى التى أشار اليها القوم – الالبانى – فى تضعيف الحديث : أولاً : يجب أن نعرف أولاً صحة هذه القصة !! قد أوردت مجلة البحوث الاسلامية هذه القصة ولننقل ما قالته [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع وهو مذيل بالحواشي ومعه ملحق بتراجم الأعلام والأمكنة أيضا من موقع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء ]- (80 / 2087) ] : [ قال الحاكم : حدث به أبو الأزهر ببغداد في حياة يحيى بن معين ، فأنكره منأنكره ، حتى تبين للجماعة أن أبا الأزهر بريء الساحة منه ، فإنه صادق . وحدثناه أبو علي محمد بن علي بن عمر المذكر ، حدثنا أبو الأزهر ، فذكره ،وحدثني عبد الله بن سعد ، حدثنا محمد بن حمدون ، حدثنا محمد بن علي النجار ،فذكره .وسمعت أبا علي الحافظ ، سمعت أحمد بن يحيى التستري يقول : لما حدث أبو الأزهر بهذا في الفضائل ، أخبر يحيى بن معين بذلك ، فبينا هو عنده فيجماعة أصحاب الحديث ، إذ قال : من هذا الكذاب النيسابوري الذي حدث بهذا عنعبد الرزاق ؟ فقام أبو الأزهر فقال : هو ذا أنا ، فتبسم يحيى بن معين ،وقال : أما إنك لست بكذاب ، وتعجب من سلامته ، وقال : الذنب لغيرك فيه .وسمعت أبا أحمد الحافظ ، سمعت أبا حامد بن الشرقي ، وسئل عن حديث أبيالأزهر ، عن عبد الرزاق ، في فضل علي ، فقال : هذا باطل ، والسبب فيه أنمعمرا كان له ابن أخ رافضي ، وكان معمر يمكنه من كتبه ، فأدخل عليه هذاالحديث ، وكان معمر مهيبا ، لا يقدر أحد على مراجعته ، فسمعه عبد الرزاق فيكتاب ابن أخي معمر .قلت : هذه حكاية منقطعة ، وما كان معمر شيخا مغفلا يروج هذا عليه ، كان حافظا بصيرا بحديث الزهري ] قلتُ : فترقيع القوم – الالباني – لا يصح الاستناد اليه . ثانياً : يجب أن نعرف من هو [ معمر ] ؟!! الاجابة : [سير أعلام النبلاء : ج7 ص5 ] : [الامام الحافظ ، شيخ الاسلام ،أبو عروة بن أبي عمرو الأزدي ، مولاهم البصري ، نزيل اليمن ] وهنا يكمن السؤال ! : [هل شيخ الاسلام الامام الحافظ معمر كان سيمكن الرافضى من كتبه؟! ] قلتُ: فلا مجال للترقيع فى هذه العلة اذ أنها لاتصح أبداً . _______________________ (( المبحث الثالث : الرد على العلة الثانية )) سنتناول فى هذا المبحث الكلام حول العلة الثانية وهى [ التوقف فى الاحاديث التى حدث بها عبد الرزاق دون كتابه أو من حفظه ] : أولاً : أشار أهل الحديث الى أن عبد الرزاق اختلط فى أخر عمره فكان يخطئ فى بعض الاحاديث التى يحدث بها دون التى فى كتابه ؛ولا اشكال هنا لان أهل الحديث حكموا – فى أسوا الاحوال – بالتوقف فى رواية عبد الرزاق وليس الحكم بضعفها ،وينجبر التوقف بالشواهد والشهرة فلا يصح الحكم بالضعف أيضاً خاصة أن للحديث شواهد كثيره ستأتى فى محلها . ثانياً : يستغرب القوم – الالبانى – بأن عبد الرزاق حدث بالحديث سراً مع أن اسناده ساطع كالشمس ؛ولا غرابة فى هذا فعبد الرزاق كما هو معلوم بين أهل الحديث قد اتهموه بالتشيع وانه روى فى مصنفه أحاديث تفرد بها فى مدح أهل البيت وقدح غيرهم اذ يقول ابن حجر العسقلانى فى [ مقدمة هدى السارى بشرح صحيح البخارى :ص483 ] : [عبد الرزاق بن همام الصنعاني: قال العجلى:ثقة يتشيع قال أبو أحمد بن عدى : و لعبد الرزاق أصناف و حديثكثير ، و قد رحل إليه ثقاتالمسلمين و أئمتهم و كتبوا عنه . و لم يروابحديثه بأساإلا إنهم نسبوه إلى التشيع. و قدروى أحاديث فى الفضائل مما لا يوافقه عليه أحد من الثقات،فهذا أعظم ما ذموه من روايته لهذه الأحاديث، و لما رواه فى مثالب غيرهم ، و أما فى باب الصدق فإنى أرجو أنه لا بأس بهإلا أنه قد سبق منه أحاديث فى فضائل أهل البيت و مثالب آخرين مناكير. ] قلتُ : فالمتحصل أن عبد الرزاق لم يحدث بالحديث أئمة أهل السنة لان متنه مهلك لعقيتهم وحدث به سراً .والشاهد على هذا أن [ يحيى بن معين ] لما سمع بالحديث على الفور كذبه وقال أنه موضوع واتهم أبو الازهر بوضعه ،وعندما قام أبو الازهر اليه وقال بأنه سمعه من عبد الرزاق وقسم بهذا عدل يحيى عن قوله ورمى العلة على غيره من الرواة : [وسمعت أبا علي الحافظ ،سمعت أحمد بن يحيى التستري يقول : لما حدث أبو الأزهر بهذا في الفضائل ،أخبر يحيى بن معين بذلك ، فبينا هو عنده في جماعة أصحاب الحديث ، إذ قال : من هذا الكذاب النيسابوري الذي حدث بهذا عن عبد الرزاق ؟ فقام أبو الأزهر ،فقال : هوذا أنا ، فتبسم يحيى بن معين ، وقال : أما إنك لست بكذاب ، وتعجبمن سلامته ، وقال : الذنب لغيرك فيه .] قلتُ : فما كان تحدث عبد الرزاق به سراً الا لظروف الزمان فعبد الرزاق كان فى زمن النواصب من بنى أمية وبنى العباس. ثالثاً : ان لهذا الحديث شواهد خاصة أضف الى ذلك أن أبو الازهر قد توبع على روايته فالعلة فيه منتفية . _______________________ (( المبحث الرابع : شواهد الحديث )) 1- قال عبد الله بن أحمد بن قدامة فى كتابه [ جزء العاشر من المنتخب :رقم الحديث 94 ] : [ وَسَمِعْتُأَبَا عَبْدِ اللَّهِ،ذُكِرَ لَهُ عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْر،عَنْ سَعِيدِ بْنِجُبَير ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنّالنَّبِيَّ (ص ) قَالَ: " أَنَاسَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ، وَعَلِيٌّ سَيِّدُ الْعَرَبِ ".فَأَنْكَرَهُ إِنْكَارًا شَدِيدًا.قُلْتُ لأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: رَوَاهُابْنُ الْحِمَّانِيِّ، فَأَنْكَرَهُ النَّاسُ عَلَيْهِ، فَإِذَا غَيْرُهُقَدْ رَوَاهُ، قَالَ: مَنْ؟ قُلْتُ: ذَاكَ الْحَرَّانِيُّ أَحْمَدُ بْنُعَبْدِ الْمَلِكِ.قَالَ: هَكَذَا.كَأَنَّهُ يَتَعَجَّبُ، ثُمَّ قَالَ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْهُ؟ قُلْتُ: سَمِعْتُهُ، وَهُوَ يَقُولُ فِيهَذَا.قُلْتُ لَهُ: إِنَّ ابْنَ الْحِمَّانِيِّ قَدْ رَوَاهُ.قَالَ: فَمَايُنْكِرُونَ عَلَيَّ، وَقَدْ رَوَاهُ الْحِمَّانِيُّ، وَلَمْ يُحَدِّثْنَابِهِ؟ قُلْتُ لأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: حَدِيثُ أَبِي صَادِقٍ، عَنْرَبِيعَةَ بْنِ نَاجِدٍ، رَوَاهُ أَبُو عَوَانَةَ يَعْنِي عَنْ عُثْمَانَبْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ أَبِي صَادِقٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ نَاجِدٍ، عَنْعَلِيٍّ، أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: بِمَا وَرِثْتَ ابْنَ عَمِّكَ؟ قَالَ أَبُوعَبْدِ اللَّهِ: وَهَذَا مِمَّا أَخْطَأَ فِيهِ.وَقَالَ لَنَا مُوسَى بْنُإِسْمَاعِيلَ: هَكَذَا حَدَّثَنَا بِهِ أَبُو عَوَانَةَ مِنْ حِفْظِهِ،وَأَخْطَأَ فِيهِ، وَحَدَّثَنَا بِهِ مِنْ كِتَابِهِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِالْمُغِيرَةِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مَيْسَرَةَالْكِنْدِي، عَنْ عَلِي ] قلتُ : فهذا اسناد ،صحيح رجاله ثقات ،رجال الشيخين . 2- قال ابن القيسرانى فى كتابه [ ذخيرة الحفاظ :ج2 ص885 ] : بعد أن سرد الرواية معلقاً عليها قائلاً : [ القصة مشهورة ] . _______________________ للحديث بقيه ،،، |
السلام عليكم احسنتم مولانا العزيز وفقكم الله تعالى واصلو عطائكم تحياتي |
بسمه تعالى ،،
يرفع ،، |
احسنتم كثيرا مولانا فعلا بحث متكامل سددك الله واعلى كلمتك |
الله يحفظكم عزيزى الكريم ...
يرفع ،،، |
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بحثك الشامل دحض تفاهات ابن تيميه ومزاعمه الواهية جزاكم الله خيرا |
الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام الساعة الآن: 03:06 AM. بحسب توقيت النجف الأشرف |
Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024