عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية الجابري اليماني
الجابري اليماني
مشرف المنتدى العقائدي
رقم العضوية : 43999
الإنتساب : Oct 2009
المشاركات : 4,425
بمعدل : 0.83 يوميا

الجابري اليماني غير متصل

 عرض البوم صور الجابري اليماني

  مشاركة رقم : 4  
كاتب الموضوع : الجابري اليماني المنتدى : منتدى البحوث العقائدية والتأريخية
افتراضي
قديم بتاريخ : 15-08-2011 الساعة : 09:44 PM



خلاصات ...

حاولت أن تظهر الهوامش في البحث لكن لم أستطع..
لذلك آمل أن أنقل صورة عامة في بقيىة الرويات التي أسردها..
وأن هذه الروايات الكثيفة تعطينا اطمئناناً بأن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
مانت من أكبر المحرضين على عثمان
وهذا ما اعترف به أهل السنة والشيعة والمعتزلة والزيدية والإباضية
ولم يخالف في هذا إلا شرذمة من السلفية ممن لا اطلاع لهم على التاريخ ولا إنصاف لهم في النقل ولا الحكم على الرواية..

تلخيص الموضوع:

تواترت الروايات في تحريض عائشة على عثمان، وأكثر من روى تلك التحريضات هم أهل السنة كابن سعد صاحب الطبقات وشيخه الواقدي، والطبري والبلاذري ..
وكل مصادر أهل السنة في التاريخ والتراجم ذكرت هذا..
ومن مصادر أهل السنة التاريخية نقل الشيعة وغيرهم إضافة إلى ما رووه في مصادرهم الخاصة.
إلا أن أبلغ التحريضات هو فتواها بقتله ( سواءً بلفظ : اقتلوا نعثلاً أو بغيره)
أو أمرها بالنبذ إليه على سواء أو التحريض على حصاره ونهي الناس عن الدفاع عنه،
وإشهارها بأنه أبلى سنة رسول الله (ص) وأنه طاغية، و..الخ
وهذا السقف الأعلى من التحريض رواه السنة والشيعة والنواصب
وروته جميع الأمصار بالعراق والشام والحجاز واليمن ومصر ..الخ،
وسنعرف هذا مما سبق ومما تبقى من استعراض بعض الروايات الكثيرة في هذا الباب:

1- قال البلاذري ( ص 656): عن مروان وعبد الرحمن بن عتاب بن أسيد:
(قالوا: ولما اشتد الأمر على عثمان أمر مروان بن الحكم وعبد الرحمن بن عتاب بن أسيد فأتيا عائشة وهي تريد الحج فقالا لها: لو أقمت فلعل الله يدفع بك عن هذا الرجل ، قالت: قد قربت ركابي وأوجبت الحج على نفسي ووالله لا أفعل فنهض مروان وصاحبه ، مروان يقول:
وحرق قيس على البلاد ...... حتى إذا اضطرمت أجذما .
فقالت عائشة: يا مروان وددت والله إنه (أي عثمان) في غرارة من غرائزي هذه وأني طوقت حمله حتى ألقيه في البحر)! وفي الرواية نفسها أنها لقيت ابن عباس وكان عثمان قد ولاه الحج فقالت:
(يا ابن عباس إن الله قد آتاك عقلاً وفهماً وبياناً فإياك أن ترد الناس عن هذا الطاغية).!!!

والشطر الأول رواه البلاذري بالإسناد في موضع آخر (4/1172) حدثنا زهير بن حرب حدثنا وهب بن جرير حدثنا جويرية قال حدثنا يحي بن سعيد الأنصاري حدثني عمي -أو عم لي- .....الرواية باللفظ نفسه تقريباً.

وشاركه عمر بن شبة – وهو مؤرخ سني ثقة- فروى القصة من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري ( شيخ الإمام مالك) عن عمه أيضاً:

وهذه رواية عمر بن شبة في كتابه المشهور تاريخ المدينة (4/1171) قال:
حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا جويرية بن أسماء عن يحي بن سعيد (الأنصاري) عن عمه: جاءها مروان (أي عائشة) فقال : أرسلني أمير المؤمنين يقرأ عليك السلام ويقول: ردي عني الناس، فأعرضت عنه مرة أو مرتين، ...ثم قالت (ارجع لوددت أنك وصاحبك الذي جئت من عنده في وعائنا وكيت عليكما ثم نبذتكما).

رواية ابن عباس:
واللفظ الأخير له شاهد عند الطبري (4/407) من طريق الواقدي وفيها حث عائشة ابن عباس على عدم نصرة عثمان بقولها (أنشدك الله أن تخذل عن هذا الرجل وأن تشكك الناس فيه فقد بانت لهم بصائرهم ...) .

وفي مصنف ابن أبي شيبة - (ج 8 / ص 685) أبو أسامة قال حدثنا معتمر عن أبيه عن أبي نضرة عن أبي سعيد أن ناسا كانوا عند فسطاط عائشة فمر بهم عثمان ، وقد سبقت هذه الرواية ( رواية أبي سعيد)..

ومقطع آخر من رواية أبي سعيد مولى أبي أسيد: ( شاهد لقصة إخراج الشعر والثياب):
قال الحافظ: المطالب العالية للحافظ ابن حجر العسقلاني - (ج 5 / ص 474) وبهذا الإسناد- وأشار إلى صحته- قال : « كان بين عثمان وعائشة بعض الأمر فتناول كل واحد صاحبه ، فذهبت عائشة تتكلم فكبر عثمان وكبر معه الناس ، ففعل ذلك بها مرتين لكيلا يسمع كلامها ، فلما رأت ذلك سكتت »!
وقد سبقت إلا أنها هنا معماة!

وفي الكامل في التاريخ لابن الأثير - (ج 2 / ص 28)
وكان سبب اجتماعهم بمكة أن عائشة كانت خرجت إليها، وعثمان محصور، ثم خرجت من مكة تريد المدينة. فلما كانت بسرف لقيها رجلٌ من أخوالها من بني ليث يقال له عبيد بن أبي سلمة، وهو ابن أم كلاب، فقالت له: مهيم؟ قال: قتل عثمان وبقوا ثمانياً. قالت: ثم صنعوا ماذا؟ قال: اجتمعوا على بيعة علي. فقالت: ليت هذه انطبقت على هذه إن تم الأمر لصاحبك! ردوني ردوني! فانصرفت إلى مكة وهي تقول: قتل والله عثمان مظلوماً، والله لأطلبن بدمه! فقال لها: ولم؟ والله إن أول أمال حرفه لأنت، ولقد كنت تقولين: اقتلوا نعثلاً فقد كفر. قالت: إنهم استتابوه ثم قتلوه، وقد قلت وقالوا، وقولي الأخير خير من قولي الأول.... الخبر

وفي الفخري في الآداب السلطانية - (ج 1 / ص 29) لابن الطقطقي
... سرد القصة وفيها: فقال لها الرجل: لم؟ والله إن أول من أمال حروفه لأنت، والله لقد كنت تقولين: اقتلوا نعثلاً فقد كفر، وكان ذلك لقباً لعثمان، فقالت: إنهم استتابوه ثم قتلوه، وقد قلت وقالوا، وقولي الأخير خير من قولي الأول.

وفي تاريخ مختصر الدول - (ج 1 / ص 55) لابن العبري
فقال لها الرجل من أخوالها: والله أول من أمال حرفه لأنت. ولقد كنت تقولين: اقتلوا نعثلاً فقد كفر. قالت: إنهم استتابوه ثم قتلوه. ونعثل اسم رجل كان طويل اللحية وكان عثمان إذا نيل منه وعيب شبه به لطول لحيته اهـ

وفي تاريخ الإسلام للذهبي - (ج 1 / ص 444)
قالوا لعثمان " نعثلاُ " تشبهاً له برجل مصري اسمه نعثل كان طويل اللحية.

وفي المحصول للرازي - (ج 4 / ص 343)
الحكاية الثانية أن عثمان رضي الله عنه أخر عن عائشة رضي الله عنها بعض أرزاقها فغضبت ثم قالت يا عثمان أكلت أمانتك وضيعت الرعية وسلطت عليهم الأشرار من أهل بيتك والله لولا الصلوات الخمس لمشى إليك أقوام ذوو بصائر يذبحونك كما يذبح الجمل
فقال عثمان رضي الله عنه ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط الآية فكانت عائشة رضي الله عنها تحرض عليه جهدها وطاقتها وتقول أيها الناس هذا قميص رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبل وقد بليت سنته اقتلوا نعثلا قتل الله نعثلا ..اهـ

وفي تاريخ اليعقوبي - (ج 1 / ص 176)
وكان بين عثمان وعائشة منافرة وذلك أنه نقصها مما كان يعطيها عمر ابن الخطاب، وصيرها أسوة غيرها من نساء رسول الله، فإن عثمان يوماً ليخطب إذ دلت عائشة قميص رسول الله، ونادت: يا معشر المسلمين! هذا جلباب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبل، وقد أبلى عثمان سنته! فقال عثمان: رب اصرف عني كيدهن إن كيدهن عظيم.

بل قصة عائشة مع عثمان تواترات في ثقافة المسلمين
ففي المصادر اللغوية كلسان العرب - (ج 11 / ص 669)
وفي حديث عائشة اقْتُلُوا نَعْثَلاً قَتَل اللهُ نَعْثَلاً تعني عثمان وكان هذا منها لما غاضَبَتْه وذهبتْ إِلى مكة...الخ

وهو في تاج العروس - (ج 1 / ص 7561)
.. وفي حديث عائشة اقتلوا نعثلا قتل الله نعثلا يعنى عثمان

وفي النهاية في غريب الأثر - (ج 5 / ص 177)
ومنه حديث عائشة [ اقتُلوا نَعْثَلا قَتَل اللَّه نَعْثَلا ] تَعْني عثمان .
بل حتى الناصبي الكبير سيف بن عمر التيمي اعترف بهذا ففي تاريخ الطبري - (ج 3 / ص 476)
كتب إلي علي بن أحمد بن الحسن العجلي) ان الحسين بن نصر العطار قال حدثنا أبي نصر بن مزاحم العطار قال حدثنا سيف بن عمر عن محمد بن نويرة وطلحة بن الاعلم الحنفي قال وحدثنا عمر بن سعد عن أسد بن عبدالله عمن أدرك من أهل العلم أن عائشة رضى الله عنها لما انتهت إلى سرف راجعة في طريقها إلى مكة لقيها عبد بن أم كلاب وهو عبد بن أبي سلمة ينسب إلى أمه فقالت له مهيم قال قتلوا عثمان رضى الله عنه فمكثوا ثمانيا قالت ثم صنعوا ماذا قال أخذها أهل المدينة بالاجتماع فجازت بهم الامور إلى خير مجاز اجتمعوا على علي بن أبي طالب فقالت والله ليت ان هذه انطبقت على هذه إن تم الامر لصاحبك ردوني ردوني فانصرفت إلى مكة وهي تقول قتل والله عثمان مظلوما والله لاطلبن بدمه فقال لها ابن أم كلاب ولم فوالله إن أول من أمال حرفه لانت ولقد كنت تقولين اقتلوا نعثلا فقد كفر قالت إنهم استتابوه ثم قتلوه وقد قلت وقالوا وقولي الاخير خير من قولي الاول فقال لها ابن أم كلاب: منك البداء ومنك الغير * ومنك الرياح ومنك المطر
وأنت أمرت بقتل الامام * وقلت لنا إنه قد كفر
فهبنا أطعناك في قتله * وقاتله عندنا من أمر
ولم يسقط السقف من فوقنا * ولم ينكسف شمسنا والقمر
وقد بايع التاس ذا تدرإ * يزيل الشبا ويقيم الصعر
ويلبس للحرب أثوابها * وما من وفى مثل من قد غدر
فانصرفت إلى مكة فنزلت على باب المسجد فقصدت للحجر فسترت واجتمع إليها الناس فقالت يا أيها الناس إن عثمان رضى الله عنه قتل مظلوما ووالله لاطلبن بدمه

ورواية سعيد بن المسيب:
وروى البلاذري ( بنو عبد شمس من الأنساب ص 556): حدثني هشام بن عمار الدمشقي حدثنا محمد بن سميع عن ابن أبي ذئب عن الزهري عن سعيد بن المسيب – رواية طويلة وفيها - (وكانت عائشة تقرصه كثيراً....)
وفيها بعد مقتله خروج عائشة باكية تقول : قتل عثمان رحمه الله
فقال عمار (أنت بالأمس تحرضين عليه واليوم تبكينه). ولم يذكروا لها رداً على هذا.
لكن هذه الرواية عليها إشكالات تحتاج لوقت.

رواية أبي مخنف:
ولها شاهد من رواية البلاذري من طريق أبي مخنف ( ص 538): وفيها (وبلغ عائشة ما صنع بعمار – يعني ضربه- فغضبت وأخرجت شعراً من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم وثوباً من ثيابه ونعلاً من نعاله ثم قالت: ما أسرع ما تركتم سنة نبيكم وهذا شعره وثوبه ونعله لم يبل بعد فغضب عثمان غضباً شديداً...).

وفي الفتوح لابن أعثم:
عزمت عائشة على الحج ، وكان بينها وبين عثمان قبل ذلك كلام ؛ وذلك أنه أخر عنها بعض أرزاقها إلى وقت من الأوقات فغضبت ، ثم قالت : يا عثمان ! أكلت أمانتك ، وضيقت رعيتك ، وسلطت عليهم الأشرار من أهل بيتك ، لا سقاك الله الماء من فوقك ، وحرمك البركة من تحتك ! أما والله لولا الصلوات الخمس لمشى إليك قوم ذو ثياب وبصائر ، يذبحوك كما يذبح الجمل . فقال لها عثمان : ( ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأت نوح وامرأت لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صلحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيا وقيل ادخلا النار مع الدخلين )|

رواية الزهري في شعر رسول الله ( وله شاهد عن أبي مخنف سيأتي):
وروى الزهري – وكان إماماً في المغازي وقد أخذ بمرسلاته مجموعة كبيرة من أهل الحديث ولا نأخذ منها إلا ما يؤكد الروايات الصحيحة – ذكر: قصة اجتمع الناس في المسجد وما حصل من ضرب عمار ثم أن عائشة ( أطلعت شعراً من شعر رسول الله ونعله وثياباً من ثيابه ثم قالت: ما أسرع ما تركتم سنة نبيكم ...) وواضح من السياق أنها تقصد عثمان.

وفي الرواية نفسها قول الزهري وكانت عائشة تؤلب على عثمان...) (أنساب الأشراف ص 580).

وفي المختصر في أخبار البشر - (ج 1 / ص 118) :
ثم فارقه طلحة والزبير ولحقا بمكة، واتفقا مع عائشة رضي الله عنهم وكانت قد مضت إِلى الحج وعثمان محصور، وكانت عائشة تنكر على عثمان مع من ينكر عليه، وكانت تخرج قميص رسول الله صلى الله عليه وسلم وشعره وتقول: هذا قميصه وشعره لم يبل، وقد بلي دينه، لكنها لم تظن أن الأمر ينتهي إِلى ما انتهى إِليه.

وفي تاريخ اليعقوبي - (ج 1 / ص 176) :
وكان بين عثمان وعائشة منافرة وذلك أنه نقصها مما كان يعطيها عمر ابن الخطاب، وصيرها أسوة غيرها من نساء رسول الله، فإن عثمان يوماً ليخطب إذ دلت عائشة قميص رسول الله، ونادت: يا معشر المسلمين! هذا جلباب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبل، وقد أبلى عثمان سنته! فقال عثمان: رب اصرف عني كيدهن إن كيدهن عظيم.
ترى أن عثمان ممن يجب النبذ إليهم على سواء:
ويشهد للنبذ هذا ما رواه عمر ابن شبة أن عائشة كانت ترى عثمان ممن يجب النبذ إليهم على سواء لخيانتهم! (عمر بن شبة 4/171) روى هذا عن موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الوهاب بن عكرمة عن أمه عن عائشة.
رواية عائشة بنت قدامة بن مظعون:

وذكر الواقدي – فيما نقل من كتب المفقودة- ، عن عائشة بنت قدامة ، قالت : سمعت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وآله يقول [ كذا ] - وعثمان محصور قد حيل بينه وبين الماء - : أحسن أبو محمد حين حال بينه وبين الماء . فقالت لها : يا أمه ! على عثمان . فقالت : إن عثمان غير سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسنة الخليفتين من قبله فحل دمه اهـ
وهذا يتفق مع الروايات السابقة، منع طلحة عنه الماء ( ومبحث طلحة وعثمان يحتاج لبحث مفرد، ففيه من الكثرة والصحة ما لعائشة وأكثر).

وأخرج الطبري من طريقين :
إن عائشة رضي الله عنها لما انتهت إلى سرف، راجعه في طريقها إلى مكة لقيها عبد بن أم كلاب وهو عبد بن أبي سلمة ينسب إلى أمه فقالت له : مهيم ؟ قال : قتلوا عثمان رضي الله عنه فمكثوا ثمانيا . قالت : ثم صنعوا ماذا ؟ قال : أخذها أهل المدينة بالاجتماع فجازت بهم الأمور إلى خير مجاز ، اجتمعوا على علي بن أبي طالب . فقالت : والله ليت إن هذه انطبقت على هذه إن تم الأمر لصاحبك ردوني ردوني . فانصرفت إلى مكة وهي تقول : قتل والله عثمان مظلوما ، والله لأطلبن بدمه . فقال لها ابن أم كلاب : ولم ؟ فوالله إن أول من أمال حرفه لأنت ولقد كنت تقولين : اقتلوا نعثلا فقد كفر . قالت : إنهم استتابوه ثم قتلوه ، وقد قلت وقالوا وقولي الأخير خير من قولي الأول . فقال لها ابن أم كلاب.
منك البداء ومنك الغير * ومنك الرياح ومنك المطر
وأنت أمرت بقتل الإمام * وقلت لنا : إنه قد كفر
فهبنا أطعناك في قتله * وقاتله عندنا من أمر
ولم يسقط السقف من فوقنا * ولم ينكسف شمسنا والقمر
وقد بايع الناس ذا تدرإ * يزيل الشبا ويقيم الصعر
ويلبس للحرب أثوابها * وما من وفى مثل من قد غدر
فانصرفت إلى مكة فنزلت على باب المسجد فقصدت للحجر|فسترت واجتمع إليها الناس فقالت : يا أيها الناس ! إن عثمان رضي الله عنه قتل مظلوما ووالله لأطلبن بدمه اهـ

و قال أبو مخنف لوط بن يحيى الأزدي في كتابه :
إن عائشة لما بلغها قتل عثمان وهي بمكة أقبلت مسرعة وهي تقول : إيه ذا الإصبع لله أبوك ، أما إنهم وجدوا طلحة لها كفوا ، فلما انتهت إلى شراف استقبلها عبيد بن أبي سلمة الليثي فقالت له : ما عندك ؟ قال : قتل عثمان . قالت : ثم ماذا ؟ قال : ثم حارت بهم الأمور إلى خير محار ، بايعوا عليا . فقالت : لوددت أن السماء انطبقت على الأرض إن ثم هذا ، ويحك انظر ماذا تقول . قال : هو ما قلت لك يا أم المؤمنين ! فولولت . فقال لها : ما شأنك يا أم المؤمنين ؟ والله ما أعرف بين لابتيها أحدا أولى بها منه ولا أحق ، ولا أرى له نظيرا في جميع حالاته ، فلماذا تكرهين ولايته ؟ قال : فما ردت عليه جوابا .
وهناك شواهد من روايات الحسن البصري وأبي سعيد مولى أبي أسيد والأحنف بن قيس وغيرهم كثير|


والشيعة لم يزيدوا على هذا بكثير:
ففي الجزء الثامن ( من الغدير للأميني) : أن الشهود على الوليد بن عقبة بشربه الخمر استجاروا بعائشة وأصبح عثمان فسمع من حجرتها صوتا وكلاما فيه بعض الغلظة فقال : أما تجد مراق أهل العراق وفساقهم ملجأ إلا بيت عائشة . فسمعت فرفعت نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت : تركت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحب هذا النعل . الحديث فراجع .|
وذكروا في مواقف عمار : إن عائشة لما بلغها ما صنع عثمان بعمار فغضبت وأخرجت شعرا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وثوبا من ثيابه ونعلا من نعاله ثم قالت : ما أسرع ما تركتم سنة نبيكم وهذا شعره وثوبه ونعله لم يبل بعد ؟ فغضب عثمان غضبا شديد حتى ما درى ما يقول . الحديث .

وكذلك أهل السنة رووا الخبر ولم يستنكروه:
وممن رواه منهم الطبري والواقدي والبلاذري والرازي في المحصول وغيرهم كثير جداً..
ومن ذلك: وقال أبو الفدا : كانت عائشة تنكر على عثمان مع من ينكر عليه وكانت تخرج قميص رسول الله صلى الله عليه وسلم وشعره وتقول : هذا قميصه وشعره لم يبل وقد بلي دينه .|

والخبر رواه المعتزلة:
قال ابن أبي الحديد : قال كل من صنف في السير والأخبار : إن عائشة كانت من أشد الناس على عثمان حتى أنها أخرجت ثوبا من ثياب رسول الله صلى الله عليه وآله فنصبته...الخ

قال : وقد روى قيس بن أبي حازم : إنه حج في العام الذي قتل فيه عثمان وكان مع عائشة لما بلغها قتله فتحمل إلى المدينة قال : فسمعها تقول في بعض الطريق إيه ذا الإصبع . وإذا ذكرت عثمان قالت : أبعده الله . حتى أتاها خبر بيعة علي فقالت : لوددت أن هذه وقعت على هذه . ثم أمرت برد ركائبها إلى مكة فرددت معها ورأيتها في سيرها إلى مكة تخاطب نفسها كأنها تخاطب أحدا : قتلوا ابن عفان مظلوما . فقلت لها : يا أم المؤمنين ! ألم أسمعك آنفا تقولين أبعده الله ؟ وقد رأيتك قبل أشد الناس عليه وأقبحهم فيه قولا ، فقالت : لقد كان ذلك ولكني نظرت في أمره فرأيتهم استتابوه حتى إذا تركوه كالفضة البيضاء أتوه صائما محرما في شهر حرام فقتلوه اهـ

قال : وروي من طرق أخرى : أنها قالت لما بلغها قتله : أبعده الله قتله ذنبه ، وأقاده الله بعمله ، يا معشر قريش ! لا يسومنكم قتل عثمان كما سام أحمر ثمود قومه ، إن أحق الناس بهذا الأمر ذو الإصبع . فلما جاءت الأخبار ببيعة علي عليه السلام قالت : تعسوا لا يردون الأمر في تيم أبدا اهـ

وشهرة معارضة عائشة لعثمان وتحريضه عليه أشهر من تحريض بقية الثوار!
ولو جمعوا الأسانيد في تحريض كبار هؤلاء الثوار لن يجدوا صحة أو كثافة في صحة وكثافة رويات تحريض عائشة..
فلنطبق منهجاً واحداً
أما الانتقاء أو الافتراء فهذا ليس تاريخاً..
ولا ريب أن جماعة المسلسل قد افتروا روايات ليس لها وجود في التاريخ
وضعوها للتو
وتخبرنا بأن عائشة كانت مع عثمان!!
وهذا يدل على أن الوضع في التاريخ وتزييفه لم ينته بعد!
وأن تلك الفرقة التي غطت على معارضة الصحابة لعثمان
مازالت تضع الروايات إلى اليوم في هذا السياق!!
وان الشيعة أصدق من السلفية في هذا الأمر
لأننا وجدنا كلامهم تدعمه المصادر السنية التي سبقت وغيرها كثير
بينما افتراء هؤلاء من خيالاتهم لا تجد لها أصلاً..


توقيع : الجابري اليماني
** إنـنـا للـمـوت عشّـــاق الحسين **




من مواضيع : الجابري اليماني 0 عجائب الدهر في فلتات عمر ج 7
0 الصحيح من واقعة الجمل
0 عجائب الدهر في فلتات عمر ج 6
0 محاولات قتل الامام علي (ع) من قبل السلطة المنقلبة واتباعهم
0 عجائب الدهر في فلتات عمر ج 5
رد مع اقتباس