[والي مطر]

ماذا جنيتي يا دنيا الهوان

فقد ضقت ذُعراً

برحيلِ أخر الأديان

ماذا فعلتي بقلبٍ

يرجوا الأمان

فسرقتي عُمر غَرس

وسرقتي دِفء شَمس

وسرقتي مَسكن الأوطان

ليبقى ضائعً وما من دليل

عليلٌ يشكوا عليل

وصوتُ فقر

ما له من خليل

دنيا لا اعرف مرساها

ولكني عرفت ما يعني القتيل

وما يعني إنني طفل

أشكوا ألمي للكل

وما من سامع لألم الظل

أقول قولاً حزين

وتنتفض روحي وتبين

مجموعة أوجاع السنين

بلحظةٍ كم أراها قطين

أنكرها

ولكن ما غيري لها منكرين

فتدانت

كأنها عمري السجين

ولا ارجوها

إلا أن تحضر في لحدي الدفين

بأعماق حبي

وولهي تصرخ قد جئتك

يا خير النبيين

ساعياً خلف الأم

والنجوم أصابها الهرم

من كثر نوح وسقم

والطير يضج عليك

بحزنٍ ما خَطه قلم

والجُن يبكِ

والإنسان ماله نحرم

من أن تبكيك

تراتيل القَسم

فتركت عالم الندم

وهممت بما هو أهم

وأتيت مع صفير النزوح

أطيل النوح بقربك وأبوح

صدق شوقي وعجيج الجروح

تناديك يا محمد

سألقاك بروح ما تضمها روح

سألقاك بُحبك

وقُرأنك

وآلك أسمى السفوح

سألقاك وإن أحاطتني زُمرة التكفير

بانفجار ضرير

فأضم أشلائي وأسير

وأعاند التكفير

فعنادهُ نومٌ قرير

سأأتيك

فأنت كل شيء

وكل ما للشيء من شيء

لا يكون إلا لك فيء

يا عنفوان حي

وإن قالوا مُت سأدفع الدية

عن نفسي وعن أكفان المنية

وأقول ها هي

قد حانت نهايتي

بموتِ خير البرية

والي المطر

يناير

16-012