عرض مشاركة واحدة

أبو حسين القحطاني
عضو جديد
رقم العضوية : 74147
الإنتساب : Sep 2012
المشاركات : 27
بمعدل : 0.01 يوميا

أبو حسين القحطاني غير متصل

 عرض البوم صور أبو حسين القحطاني

  مشاركة رقم : 7  
كاتب الموضوع : أبو حسين القحطاني المنتدى : منتدى القرآن الكريم
افتراضي
قديم بتاريخ : 20-09-2012 الساعة : 12:09 PM


القول الثالث: أن التأويل هو المصداق الخارجي العيني

وهو ما ذهب إليه ابن تيمية فهو يرى أن إن التأويل هو عبارة نفس الأمور الموجودة في الخارج.
فهو يقول في كتابه الاكليل:
{إن الكلام نوعان: إنشاء فيه الأمر وإخبار فتأويل الأمر هو نفس الفعل المأمور به . . . وأما الإخبار فتأويله عين الأمر المخبر به إذا وقع }[1].

ويقول في موضع آخر من كتابه:

{فإن الإحاطة بعلمه معرفة معاني الكلام على التمام وإتيان التأويل نفس وقوع المخبر به وفرق بين معرفة الخبر وبين المخبر به فمعرفة الخبر هي معرفة تفسير القرآن ومعرفة المخبر به هي معرفة تأويله. ونكتة ذلك أن الخبر لمعناه صورة علمية وجودها في نفس العالم كذهن الإنسان مثلا ولذلك المعنى حقيقة ثابتة في الخارج عن العلم واللفظ إنما يدل ابتداء على المعنى الذهني ثم تتوسط ذلك أو تدل على الحقيقة الخارجة فالتأويل هو الحقيقة الخارجة وأما معرفة تفسيره ومعناه فهو معرفة الصورة العلمية}[2].
ويقول في موضع ثالث من ذلك الكتاب:

{لتأويل في لفظ السلف فله معنيان: أحدهما تفسير الكلام وبيان معناه سواء وافق ظاهره أو خالفه فيكون التأويل والتفسير عند هؤلاء متقاربا أو مترادفا وهذا - والله أعلم - هو الذي عناه مجاهد أن العلماء يعلمون تأويله ومحمد بن جرير الطبري يقول في تفسيره: القول في تأويل قوله كذا وكذا واختلف أهل التأويل في هذه الآية ونحو ذلك ومراده التفسير، والمعنى الثاني في لفظ السلف - وهو الثالث من مسمى التأويل مطلقا -: هو نفس المراد بالكلام فإن الكلام إن كان طلبا كان تأويله نفس الفعل المطلوب وإن كان خبرا كان تأويله نفس الشيء المخبر به. وبين هذا المعنى والذي قبله بون؛ فإن الذي قبله يكون التأويل فيه من باب العلم والكلام كالتفسير والشرح والإيضاح ويكون وجود التأويل في القلب واللسان له الوجود الذهني واللفظي والرسمي. وأما هذا فالتأويل فيه نفس الأمور الموجودة في الخارج سواء كانت ماضية أو مستقبلة. فإذا قيل: طلعت الشمس فتأويل هذا نفس طلوعها}[3].

ويلاحظ عليه

ان هذا الذي يذكره ابن تيمية كلام سخيف ينم عن جهله وعدم دقته وتدبره في معاني القرآن، والا كيف يستقيم هذا الرأي مع كلمة التأويل الواردة في كثير من الآيات ومنها ما في قوله تعالى في قصة موسى والخضر عليهما السلام : {فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لاَتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا * قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا* أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا * وَأَمَّا الْغُلاَمُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا*فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا* وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلاَمَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا * سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ ما لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرا}[[4
فمن الواضح ان تأويل الخضر عليه السلام لم يكن عبارة عن إرجاع الكلام إلى الواقع الخارجي لأفعاله الثلاث وهي خرق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار، بل كان عبارة عن إرجاع عناوين تلك الأفعال الخارجية إلى عناوين اُخرى غير العناوين التي اوجبت اعتراض موسى عليه السلام، فخرق السفينة وقتل الغلام واقامة الجدار كانت تندرج ظاهراً تحت عناوين قبيحة، لكن الخضر إرجعها إلى عناوين حسنة.
فصحيح ان التأويل بمعنى الإرجاع لكن لا يعني إرجاع الكلام إلى الحقيقة الخارجية والمصداق الخارجي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1]الإكليل في المتشابه والتأويل لابن تيمية، خرج أحاديثه وعلق عليه محمد الشيمي شحاته، نشر دار الإيمان للطبع والنشر والتوزيع، الإسكندرية- مصر، ص15.

[2] المصدر السابق، ص21.

[3] المصدر السابق، ص28.

[4] الكهف: 77-82.


من مواضيع : أبو حسين القحطاني 0 كتب أصول الفقه عند الشيعة مصورة
0 مفهوم التأويل في القرآن الكريم
رد مع اقتباس