الموضوع: عِبر ُ عاشوراء
عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية الحوزويه الصغيره
الحوزويه الصغيره
عضو فضي
رقم العضوية : 34252
الإنتساب : Apr 2009
المشاركات : 1,863
بمعدل : 0.34 يوميا

الحوزويه الصغيره غير متصل

 عرض البوم صور الحوزويه الصغيره

  مشاركة رقم : 52  
كاتب الموضوع : الحوزويه الصغيره المنتدى : المنتدى الفقهي
افتراضي الصلاة
قديم بتاريخ : 30-12-2012 الساعة : 12:31 AM





اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم
عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا و إياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام



وكان من الدور العام والرسالة المشتركة لأئمّتنا عليهم السلام دور ومهمّة "إحياء الدين" والحفاظ على المعالم الإسلاميّة التي نُسيت أو تعرّضت للتحريف نقيّة مشرقة على حقيقتها بلا تحريف، فكلٌّ منهم عليهم السلام حافظ للدين ومحيي للشريعة ومميت للبدعة، نقرأ في دعاء الإمام السجّاد عليه السلام في يوم عرفة: "ربّ صلّ على أطائب أهل بيته الذين اخترتهم لأمرك، وجعلتهم خزنة علمك، وحفظة دينك... اللّهمّ إنّك أيّدتَ دينك في كلّ أوان بإمام أقمته علماً لعبادك... اللّهمّ فأوزع لوليّك شُكر ما أنعمتَ به عليه... وأقم به كتابك وحدودك وشرائعك وسنن رسولك صلواتك اللّهمّ عليه وآله، وأحي به ما أماته الظالمون من معالم دينك..." ، ونقرأ في الدعاء للإمام صاحب الزمان (عجّل الله تعالى فرجه الشريف): "... وأحي به سنن المرسلين ودارس حكم النبيّين، وجدّد به ما امتحى من دينك وبُدِّل من حُكمك، حتّى تُعيد دينك به وعلى يديه جديداً غضّاً محضاً صحيحاً لا عوج فيه ولا بدعة معه...." .

ولقد كانت عاشوراء الحسين عليه السلام برنامج إحياء الدين ومعالمه المختلفة، ليقوم الدين في ظلّ بذل الدم والجود بالنفس، ولتكون سيرة النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم قدوة المسلمين في العمل والسلوك، وليعود الدين عزيزاً في المجتمع .

إنّ الجهود التي بذلها الأئمّة المعصومون عليهم السلام وأتباعهم والشعائر التي سنّوها لإحياء أصل واقعة عاشوراء وقيمها، ومواجهتهم لسياسة الأعداء في التعتيم على أمر الواقعة وحقيقتها وتشويه مجرياتها، ودفن تضحيات ومناقبيّة أبطال ملحمة عاشوراء في بئر النسيان، تُعتبر برنامجاً آخر على صعيد إحياء الدين، وبلاغ هذا البرنامج هو: ضرورة تبيين أهداف النهضة الحسينيّة، وتنوير أذهان النّاس بحقائقها وقيمها، والمحافظة على إحياء شعائرها وملاحمها وذكرياتها.




الصلاة


لقد كانت النهضة الحسينيّة من أجل إحياء الدين في جميع مظاهره وأبعاده، ومن جملتها "الصلاة"، ولا يخفى أنّ أفضل وأسمى أبعاد الحياة هو بعدها المعنويّ والعباديّ. والصلاة أبرز معالم حياة المسلمين المعنويّة، وتتمتّع بأهميّة خاصّة في الإسلام لما لها من آثار تربويّة بنّاءة في حياة الإنسان المسلم الفرديّة وفي حياة المجتمع الإسلاميّ، ولما لهذا الارتباط بالله من قوّة نهي وردع عن الفحشاء والمنكر.

وكان الإمام الحسين عليه السلام قد اهتمّ بالصلاة اهتماماً كبيراً في نهضة عاشوراء، ففي المهلة التي أخذها عليه السلام من الأعداء عصر تاسوعاء إلى صباح عاشوراء كان قد أحيا عليه السلام وأصحابه ليلة العاشر بالصلاة وتلاوة القرآن والتضرّع والدعاء، واستمدّوا من هذا المنبع الإلهيّ المدد الروحيّ الكافي لملحمة يوم عاشوراء، لقد كان قلب الإمام عليه السلام طافحاً بحبّ الصلاة والدعاء وقراءة القرآن والاستغفار إلى حدّ أن قال لأخيه أبي الفضل العبّاس عليه السلام:"إرجع إليهم، فإنْ استطعتَ أن تؤخّرهم إلى غدوة وتدفعهم عنّا العشيّة، لعلّنا نصلّي لربّنا الليلة وندعوه ونستغفرهُ، فهو يعلم أنّي كنت أحبّ الصلاة له وتلاوة كتابه وكثرة الدعاء والاستغفار" .

وكما تنقل التواريخ، فإنّ خيم معسكر الإمام الحسين عليه السلام كانت تُسمع منها طيلة ليلة عاشوراء أصوات أنّات المناجاة وآهات الدعوات والتضرّعات وترتيل تلاوة القرآن.

وفي يوم عاشوراء بعد صلاة الصبح، خطب عليه السلام في أصحابه واستعَدّوا للقتال، وعند ساعة الزوال من ظهر عاشوراء تذكّر أبو ثمامة الصائديّ (رضوان الله عليه) الصلاة في وقتها، فقال له الإمام الحسين عليه السلام:"ذكرت الصلاة! جعلك الله من المصلّين الذاكرين! نعم، هذا أوّل وقتهاثمّ قال عليه السلام:"سلوهم أن يكفّوا عنّا حتّى نصلّي" .

ثمّ صلّى الإمام الحسين عليه السلام بأصحابه، فاستقدم سعيد بن عبد الله الحنفيّ (رضوان الله عليه) أمامه، فاستهدف لهم يرمونه بالنبل يميناً وشمالاً، فما زال يُرمى قائماً بين يديه حتّى سقط رحمة الله عليه ، فكان شهيد الصلاة الأوّل في معركة كربلاء.

كان قد تجسّد عشق الصلاة في الأتباع الحقيقيّين لأبي عبد الله الحسين عليه السلام، منهم مثلاً: عبد الله بن عفيف الأزديّ (رضوان الله عليه) الذي كان يعيش في الكوفة، وكان مكفوفاً وملازماً لمسجد الكوفة يصلّي فيه، وفي نفس المسجد كان (رضوان الله عليه) قد انتفض معترضاً على ابن زياد لقتله الإمام الحسين عليه السلام ولسبّه إيّاه وأباه أمير المؤمنين، وقد استشهد (رضوان الله عليه) في سبيل هذا الدفاع في نهاية المطاف، ولقد نقل المؤرّخون أنّ عبد الله بن عفيف الأزديّ (رضوان الله عليه) كان لا يفارق المسجد الأعظم يصلّي فيه إلى الليل .

فقولنا إذن حقّ في اعتقادنا بأنّ الإمام الحسين عليه السلام كان قد أحيا مبادئ الصلاة الحقّة وأقام عمود الدين بعد أن عرّضه الأمويّون للاعوجاج والإمالة والتشويه، وأنّه عليه السلام كما عبد الله مخلصاً له الدين، أقام أيضاً شعائر الدين، تماماً كما نقول في مخاطبتنا إيّاه عليه السلام في متن زيارته، معتقدين بذلك حقّ الاعتقاد:

"أَشهدُ أنّك قد أقمتَ الصلاة، وآتيتَ الزكاة... وعبدته مخلصاً حتّى أتاك اليقين..." ، ونقرأ هذه العبارة أيضاً في زيارة مسلم بن عقيل عليه السلام، ونلتقي بمثل هذه العبارة أيضاً في كثير من زيارات سيّد الشهداء عليه السلام، وهذا كاشف عن مكانة الصلاة السامية في نهضة عاشوراء وأبطال ملحمتها.

بلاغ عاشوراء بلاغ إقامة الصلاة وتربية جيل مقيم للصلاة، محبّ لله، وأهل تهجّد وعرفان، وعلى أصحاب العزاء الحسينيّ أن يجعلوا "إقامة الصلاة" في الدرجة الأولى من اهتمامهم حتّى يؤكّدوا موالاتهم وتبعيّتهم الحقّة لمولاهم الإمام الحسين عليه السلام.

يقول الإمام الخمينيّ (رضوان الله عليه) مؤكّداً على هذا الدرس المستفاد من عاشوراء الحسين عليه السلام:

"في ظهر نفس يوم عاشوراء، حيث كانت الحرب قائمة، وكانت تلك الحرب عظيمة، وكان الجميع معرّضين للخطر، لمّا أخبر أحد الأصحاب سيّد الشهداء عليه السلام أنّ الظهر قد حان، قال عليه السلام:ذكرتَ الصلاة! جعلك الله من المصلّين. ووقف عليه السلام في نفس ذلك المكان وأدّى الصلاة، لم يقل: إننا نريد أن نقاتل! كلاّ، إنّه قاتل من أجل الصلاة" .



نسألكم الدعاء



من مواضيع : الحوزويه الصغيره 0 التمسكم الدعاء ..
0 في مسألة الخاتمة ..
0 مشكلة عند فرمتة الجهاز
0 هلال الشهر بين الفتوى و الإخبار
0 حرمة التظليل - للـــــنقاش
رد مع اقتباس