الموضوع: عِبر ُ عاشوراء
عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية الحوزويه الصغيره
الحوزويه الصغيره
عضو فضي
رقم العضوية : 34252
الإنتساب : Apr 2009
المشاركات : 1,863
بمعدل : 0.34 يوميا

الحوزويه الصغيره غير متصل

 عرض البوم صور الحوزويه الصغيره

  مشاركة رقم : 54  
كاتب الموضوع : الحوزويه الصغيره المنتدى : المنتدى الفقهي
افتراضي مشاركة المرأة في الجهاد
قديم بتاريخ : 01-01-2013 الساعة : 12:53 AM





اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم
عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا و إياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام


لا يمكن تحديد أو حصر عاشوراء في نطاق طبقة من النّاس، فإنّ تأثير هذه الملحمة يشمل الجميع، ودروسها للجميع أيضاً، ومن هنا فإنّ بلاغات عاشوراء عامّة للجميع، سواء النساء والرجال، والشباب والكهول.

ولكن، حيث إنّ النساء يشكّلن نصف المجتمع، وحيث إنّ إحدى المسؤوليّات المهمّة والمشهودة لنهضة عاشوراء كانت قد أُلقيت على كاهل نساء الركب الحسينيّ، وحيث إنَّ "عاشوراء" في خلودها مدينة بدرجة كبيرة إلى تضحيات أهل بيت الحسين عليه السلام عامّة، وزينب الكبرى عليها السلام خاصّة .

إنّ خُطب زينب وأمّ كلثوم وفاطمة بنت الحسين عليهنّ السلام في الكوفة والشام تعتبر من الفصول المشرقة لهذه الملحمة المقدّسة، و... كذلك الأدوار والمواقف الأخرى التي قامت بها نساء وبنات قافلة النور طيلة مقاطع هذا السفر حتّى عودتهنّ إلى مدينة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم مرّة أخرى.

ومن الجدير بالنساء اليوم أن يكون لهنّ حضور تديّنيٌّ وملتزم في ميادين المواجهات السياسيّة والفعّاليّات الاجتماعيّة بالاستلهام من منهج عمل وتصرّف وسلوك نساء عاشوراء.



مشاركة المرأة في الجهاد


يطول بنا البحث والمقام إذا أردنا أن نحقّق في جميع موارد وشواهد هذا "الحضور"، ولذا فإنّنا سنشير هنا إلى بعض المشاهد والمواقف لنساء مؤمنات من غير بيت أهل العصمة عليهم السلام، من أجل توضيح بُعد مشاركة المرأة المسلمة في الجهاد.

"طوعة"

لمّا دخل مسلم بن عقيل عليه السلام الكوفة ممثّلاً للإمام الحسين عليه السلام، كان يقرأ على الشيعة كتاب الإمام عليه السلام إليهم كلّما اجتمعت إليه جماعة منهم، فبايعه منهم أُلوف عديدة، حتّى صار مسلم عليه السلام يشكّل خطراً حقيقيّاً على النظام الأمويّ في الكوفة، لكنّ الأوضاع في هذه المدينة تغيّرت بعد مجيء ابن زياد إليها شيئاً فشيئاً، حتّى اعتقل هاني بن عروة (رضوان الله عليه)، فاضطر مسلم عليه السلام إلى التعجيل بالخروج ضدّ ابن زياد، فكانت محاصرة القصر، ثمّ آلت الأمور إلى تفرّق النّاس عن مسلم عليه السلام وخاصّة أصحابه، حتّى إذا جاء الليل مضى مسلم عليه السلام وحيداً إلى دار"طوعة" المرأة المؤمنة المضحيّة، فآوت مسلماً عليه السلام تلك الليلة وقامت بخدمته خير قيام، معرّضة نفسها بشجاعة إلى خطر انتقام ابن زياد منها، كلّ ذلك وفاءً منها لمولاها الإمام الحسين عليه السلام وممثّله مسلم بن عقيل عليه السلام.

وفي آخر مرحلة من مراحل نهضة مسلم عليه السلام تحوّلت دار تلك المرأة المؤمنة المجاهدة "طوعة" إلى ميدان المواجهة بين مسلم عليه السلام وبين جُند ابن زياد، وفي ختام تلك المواجهة خرج عليه السلام من دار "طوعة" وقاتل الجند المهاجمين في ميادين الأزقّة....

"دلهم" زوجة زهير بن القين:

تنقل بعض المصادر التأريخيّة أنّ الإمام الحسين عليه السلام لمّا التقى زهير بن القين (رضوان الله عليه) في منزل (زرود) من منازل الطريق إلى الكوفة، أرسل عليه السلام رسوله إلى زهير يدعوه إلى لقائه، وفي البدء لم يكن زهير راغباً في لقاء الإمام عليه السلام وأظهر عدم ميله، لكنّ زوجته (دلهم) عاتبته في ذلك وحثّته على لقاء الإمام عليه السلام قائلة: "أيبعث إليك ابن رسول الله ثمّ لا تأتيه!؟ سبحان الله، لو أتيته فسمعتَ من كلامه ثمّ انصرفت!"، وما إن ذهب زهير إلى الإمام عليه السلام حتّى عاد حسينيّاً قد انضمّ إلى الإمام عليه السلام.

فلعلّ زهير بن القين (رضوان الله عليه) ما كان ليوفّق إلى الانضمام إلى صفّ الحقّ والفوز بالشهادة في ملحمة عاشوراء الخالدة، لو لم يكن حثُّ وترغيب زوجته "دلهم بنت عمرو" إيّاه على لقاء الإمام عليه السلام .

"أمُّ وهب"

كانت أمُّ وهب زوجة لعبد الله بن عمير الكلبيّ، وكانت تعيش معه في الكوفة، ولمّا عزم زوجها على الارتحال ليلاً من الكوفة إلى كربلاء لنصرة سيّد الشهداء عليه السلام، أصرّت عليه أمُّ وهب أن يأخذها معه أيضاً، فارتحلا ووصلا إلى كربلاء في الليل والتحقا بأنصار الإمام عليه السلام، وفي يوم عاشوراء لمّا برز زوجها إلى ميدان القتال أخذت أمّ وهب عموداً ثمّ أقبلت نحو زوجها تقول:

"فداك أبي وأمّي قاتل دون الطيّبين ذريّة محمّد صلى الله عليه وآله وسلم، فأقبل إليها يردّها نحو النساء، فأخذت تجاذبه ثوبه وتقول: إنّي لن أدعك دون أن أموت معك! فجاء إليها الحسين عليه السلام وقال: جُزيتم من أهل بيت خيراً، ارجعي رحمك الله إلى النساء فاجلسي معهنّ فإنّه ليس على النساء قتال. فانصرفت إليهنّ.

ولمّا استشهد عبد الله زوجها خرجت تمشي إلى زوجها حتّى جلست عند رأسه تمسح التراب عنه وتقول: هنيئاً لك الجنّة! أسأل الله الذي رزقك الجنّة أن يصحبني معك! فقال شمر لغلامه رستم: اضرب رأسها بالعمود! فضرب رأسها فشدخه، فماتت مكانها رحمها الله
"، فكانت المرأة الوحيدة التي استشهدت في معركة الطفّ يوم عاشوراء.

وكان لأمّ وهب ابن قد استشهد أيضاً يوم عاشوراء، أمّ وهب تشجّع ابنها وتحثّه يوم عاشوراء على الجهاد بين يدي الإمام حتّى الفوز بالشهادة، فلم يزل يقاتل حتّى قتل من الأعداء جماعة، فرجع إلى أمّه فقال: "يا أمّاه أرضيت؟ فقالت: ما رضيتُ أو تقتل بين يدي الحسين عليه السلام. فرجع فلم يزل يقاتل حتّى استشهد".

"أمُّ عمرو بن جنادة"

كان عُمْرُ عَمرو بن جنادة (رضوان الله عليه) يوم استشهد يوم عاشوراء إحدى عشرة سنة، فهو أصغر أنصار الحسين عليه السلام سنّاً من غير الهاشميّين، وكان أبوه جنادة قد استُشهد يوم عاشوراء في الحملة الأولى، فأمرته أمّه بعد أن قُتل أبوه في الحرب أن يتقدّم لنصرة الحسين عليه السلام، فوقف أمام الإمام الحسين عليه السلام يستأذنه، فلم يأذن له، فأعاد عليه الاستئذان، فقال الحسين عليه السلام:" إنّ هذا غلامٌ قُتل أبوه في المعركة، ولعلّ أمَّه تكره ذلك. فقال عمرو: إنّ أمّي هي التي أمرتني. فأذن له فتقدّم إلى الحرب فقُتل، وقُطع رأسه ورمي به إلى جهة الحسين عليه السلام، فأخذته أمُّه وضربت به رجلاً فقتلته! وعادت إلى المخيّم فأخذت عموداً لتقاتل به فردَّها الحسين عليه السلام ".

وكانت هذه الأمّ المجاهدة تسمّى "بحريّة بنت مسعود الخزرجيّ" ويُروى أنّها لمّا حملت رأس ابنها قالت: "أحسنتَ يا بُنَيَّ، يا سرور قلبي، ويا قُرّة عيني!"

"زوجة مسلم بن عوسجة"

كانت "أمُّ خلف" زوجة مسلم بن عوسجة من نساء الشيعة المرموقات، وكانت من النساء اللّاتي حضرن كربلاء، ومن أنصار سيّد الشهداء عليه السلام.

حينما استشهد زوجها مسلم، تهيّأ ابنها "خلف" للقتال، غير أنَّ الإمام عليه السلام طلب منه أن يبقى لرعاية أمّه وخدمتها، لكنّ أمّه حرّضته على الجهاد في سبيل نصرة الإمام عليه السلام وقالت له: "لن أرضى عنك إلّا بنصرة ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

فبرز"خلف" إلى الميدان مسرعاً، فقاتل قتال الأبطال حتّى استشهد... ولمّا ألقوا برأسه إلى أمّه حملت رأسه بشجاعة وقبّلته وبكت
".

وهذه المرأة المجاهدة أيضاً، بتشجيعها ابنها وتحريضه وحثّه على الجهاد في سبيل نصرة الدين، وبموقفها المناسب اللائق عند استشهاد ابنها، تكون من القدوات اللّاتي يُلهمن أمّهات الشهداء كيف يستقبلن برحابة صدر تقديم أبنائهنّ من أجل نصرة الإسلام.



نسألكم الدعاء


من مواضيع : الحوزويه الصغيره 0 التمسكم الدعاء ..
0 في مسألة الخاتمة ..
0 مشكلة عند فرمتة الجهاز
0 هلال الشهر بين الفتوى و الإخبار
0 حرمة التظليل - للـــــنقاش
رد مع اقتباس