عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية nad-ali
nad-ali
شيعي حسيني
رقم العضوية : 72513
الإنتساب : May 2012
المشاركات : 7,601
بمعدل : 1.73 يوميا

nad-ali غير متصل

 عرض البوم صور nad-ali

  مشاركة رقم : 38  
كاتب الموضوع : nad-ali المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي
قديم بتاريخ : 12-01-2013 الساعة : 09:13 PM




هل ستنخرط البحرية الروسية بالمعارك في سوريا؟
الأربعاء 09 كانون الثاني 2013 ناجي س. البستاني



في كل مرّة تحاول الدول الغربية، بقيادة أميركية وبدعم أوروبي وعربي كبير، تمرير مشروع ضدّ النظام السوري في مجلس الأمن، تتدخّل روسيا، مدعومة من الصين، عبر حق النقض Veto، لمنع إصدار أي قرار يتجاوز الإدانة الإعلاميّة. والموقف الروسي الصلب إلى جانب النظام السوري، لا يقتصر على منع إصدار قرارات تنفيذيّة ضد سوريا في الأمم المتحدة، بل يشمل عرقلة أي تدخّل عسكري محتمل أيضاً. وفي هذا السياق، ومنذ إندلاع الأحداث في سوريا في آذار 2011، تقوم روسيا بإرسال قطع بحريّة إلى قاعدتها البحرية في ميناء طرطوس.
وفي الأيام القليلة الماضية، بلغ الحشد العسكري الروسي البحري مستوى غير مسبوق، حيث وُصف بأنّه أضخم إنتشار عسكري روسي إقليمياً منذ أربعة عقود! وفي هذا السياق، عزّزت موسكو حضورها، مستقدمة وحدات عسكرية من بحر البلطيق إلى البحر الأبيض المتوسّط، ومن بحر الشمال إلى خليج عدن وعمان. وأرسلت خصوصاً سفينتي إنزال من الحجم الكبير، بإسم Saratov، و Novocherkassk، إضافة إلى سفن إنزال أخرى أصغر حجماً، تحمل كلّها مجتمعة آلاف الوحدات العسكرية الروسية السريعة الحركة، إضافة إلى عشرات المدرّعات البرمائية. كما أرسلت روسيا، سفينتين هجوميّتين، هما:Kaliningrad و Alexander Shabalin، وسفينة Severomorsk المضادة للغوّاصات، وسفينة الصواريخ الموجّهة Yaroslav the Wise، وسفينة الإنقاذ SB-921، وناقلة النفط العسكرية Lena، وسفن إمداد ودوريّة ودعم متفرّقة، إلخ. فهل ستنخرط البحرية الروسية في منطقتنا بالمعارك؟
بداية لا بد من الإشارة إلى أنّه ليس صحيحاً أنّ مهمّة البحرية الروسية هي تأمين الإخلاء الآمن لنحو 30,000 روسي يتواجدون في سوريا، باعتبار أنّ خطط إجلاء هؤلاء موضوعة منذ مدّة، وهي تشمل النقل الجوّي عبر مطار دمشق. وفي حال تعذّر ذلك، توجد خطة بديلة تشمل النقل البرّي إلى شواطئ كل من طرطوس واللاذقية، ومنهما عبر عوّامات بحرية سريعة إلى قبرص، ومن الجزيرة القبرصية إلى موسكو عبر طائرات مدنيّة عادية.



وبالتالي إنّ الهدف من الإنتشار العسكري البحري في المنطقة هو:
أولاً: توجيه رسالة إلى الولايات المتحدة الأميركية والدول الغربيّة مفادها أنّ موسكو لن تقف على الحياد في حال وقوع أيّ تدخّل عسكري أجنبي ضد سوريا، أكان تدخّلاً برّياً عبر نشر وحدات قتالية في مناطق معيّنة من سوريا، أو جوياً عبر الغارات، أو حتى عبر فرض حظر جوي فوق مناطق محدّدة من سوريا.
ثانياً: الوقوف بوجه الإنتشار العسكري الأميركي المتنامي في المنطقة، والذي يشمل نشر أسلحة أميركية متطوّرة في الدول الحليفة لواشنطن، وآخرها نصب منظومة الصواريخ الدفاعية Patriot في تركيا.
ثالثاً: التشديد على جدّية موقف القيادة الروسية بالإحتفاظ بقاعدة طرطوس البحريّة، التي هي القاعدة العسكرية الروسية الأخيرة خارج الإتحاد السوفياتي السابق. وهي أيضاً القاعدة الوحيدة لها في الشرق الأوسط والتي تعمل كمحطة تعبئة وقود للسفن الروسية التي تتحرّك من البحر الأسود وإليه.



رابعاً: التحضير لمناورات عسكرية كبرى محتملة في المنطقة، قد تشارك فيها سفن وقوات من كل من الصين وإيران وحتى سوريا. وهذه المناورات – في حال حصولها - ترمي إلى التأكيد أنّ هذه الدول الأربع هي في خندق واحد ضد أي هجوم أجنبي على سوريا.
خامساً: وهو السبب الأهمّ، ويتمثّل بتأمين نقل آمن للأسلحة والذخائر إلى الجيش السوري، من دون المرور بأي مطار أجنبي، وكذلك من دون المرور فوق أجواء أي دولة، حليفة أكانت أم غير حليفة. وبالتالي، تأمين التسليح المناسب للنظام السوري في ظلّ تغطية عسكرية روسية مباشرة لا يمكن إعتراضها أو كشفها من قبل أي طرف.
وفي مقابل الخطوات العسكرية الروسية المتصاعدة، من الضروري التذكير أنّ حجم القوات العسكرية الأميركيّة في مختلف القواعد في منطقة الشرق الأوسط وفي مياه الخليج والبحر الأبيض المتوسط، يُقدّر بما لا يقل عن خمسين ألف جندي من قوات البحرية Marines السريعة التدخّل.



في الخلاصة، لن تنخرط البحريّة الروسيّة في منطقتنا بالمعارك، لأنّ أيّ تدخّل عسكري غربي في الأحداث السورية لن يحصل في المستقبل القريب! فالمعركة على الساحة السورية ستبقى محصورة في الأشهر المقبلة بين الجيش السوري من جهة، و"الجيش السوري الحر" وكل الميليشيات المحلّية والمسلّحين الأجانب الذين يدعمونه من جهة ثانية. وبالتالي، لا تدخّل عسكري روسي مباشر في النزاع، طالما أن لا تدخّل عسكري مباشر من القوى المناهضة للنظام السوري. وحده التدخّل العسكري غير المباشر سيبقى يغذّي طرفي النزاع في سوريا، بشكل يكفل إستمرار المعارك في المدى المنظور، إلى حين تمكّن أحد الفريقين من إحداث تغيير ميداني حاسم، أو ربما إلى حين نضوج تسوية ما، ولو أنّ فرص هذه الأخيرة هي ضعيفة جداً، أقلّه حتى اليوم!


توقيع : nad-ali



من مواضيع : nad-ali 0 تصاميم لشهر محرم الحرام
0 تصميم شهادة الامام الباقر عليه السلام
0 تصميم لمولد الامام الرضا عليه السلام
0 تصميم لذكرى استشهاد الامام جعفر الصادق عليه السلام
0 تصاميم لشهادة امير المؤمنين علي ع
رد مع اقتباس