عرض مشاركة واحدة

ابو مصطفى البهادلي
عضو جديد
رقم العضوية : 76794
الإنتساب : Dec 2012
المشاركات : 23
بمعدل : 0.01 يوميا

ابو مصطفى البهادلي غير متصل

 عرض البوم صور ابو مصطفى البهادلي

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : ابو مصطفى البهادلي المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 19-07-2013 الساعة : 04:20 PM


[علي والقرآن]
فـ « عليّ مع القرآن والقرآن مع عليّ » علي والقرآن يسند أحدهما الآخر، وبمجموعهما تتحقق الهداية وتنتفي الضلالة، فهم الكتاب والعترة التي أوصى بهما رسول الله صلى الله عليه وآله وجعلهما بمجموعهما طريق الهداية الأوحد، فلا التمسك بالكتاب من دونهم ينفع، ولا التمسك بهم من دون القرآن يغني، يقول تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}([1])، ويقول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم: «مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق»([2])
ومن يتتبع كلمات أمير المؤمنين عليه السلام يقف على عظيم نُصحه للأمة وإلزامه بالتمسك بحليف العترة وصنوها؛ أعني القرآن الكريم.. من ذلك قوله عليه السلام:
وَاعْلَمُوا أَنَّ هذَا الْقُرْآنَ هُوَ النَّاصِحُ الَّذِي لاَ يَغُشُّ، وَالْهَادِي الَّذِي لاَ يُضِلُّ، وَالْمُحَدِّثُ الَّذِي لاَ يَكْذِبُ، وَمَا جَالَسَ هذَا الْقُرْآنَ أَحَدٌ إِلاَّ قَامَ عَنْهُ بِزِيَادَةٍ أَوْ نُقْصَانٍ: زِيَادَةٍ فِي هُدىً، أَوْ نُقْصَانٍ مِنْ عَمىً، وَاعْلَمُوا أَنَّهُ لَيْسَ عَلَى أَحَدٍ بَعْدَ الْقُرْآنِ مِنْ فَاقَةٍ، وَلاَ لِأَحَدٍ قَبْلَ الْقُرْآنِ مِنْ غِنىً؛ فَاسْتَشْفُوهُ مِنْ أَدْوَائِكُمْ، وَاسْتَعِينُوا بِهِ عَلَى لَأْوَائِكُمْ.
ثم يقول عليه السلام:
وَاعْلَمُوا أَنَّهُ شَافِعٌ مُشَفَّعٌ، وَقَائِلٌ مُصَدَّقٌ، وَأَنَّهُ مَنْ شَفَعَ لَهُ الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُفِّعَ فِيهِ، وَمَنْ مَحَلَ بِهِ الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صُدِّقَ عَلَيْه، فَإنَّهُ يُنَادِي مُنَادٍ يَوْمَ الْقِيَامةِ: أَلاَ إنَّ كُلَّ حَارِثٍ مُبْتَلىً فِي حَرْثِهِ وَعَاقِبَةِ عَمَلِهِ، غَيْرَ حَرَثَةِ الْقُرآنِ فَكُونُوا مِنْ حَرَثَتِهِ وَأَتْبَاعِهِ، وَاسْتَدِلُّوهُ عَلى رِّبِّكُمْ، وَاسْتَنْصِحُوهُ عَلى أَنْفُسِكُمْ، وَاتَّهِمُوا عَلَيْهِ آرَاءَكُمْ، وَاسْتَغِشُّوا فِيهِ أَهْوَاءَكُمْ.
وفي نفس الخطبة يقول:
وَإِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ لَمْ يَعِظْ أَحَداً بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ، فَإِنَّهُ (حَبْلُ اللهِ الْمَتِينُ)، وَسَبَبُهُ الْأَمِينُ، وَفِيهِ رَبِيعُ الْقَلْبِ، وَيَنَابِيعُ الْعِلْمِ، وَمَا لِلْقَلْبِ جَلاَءٌ غَيْرُهُ، مَعَ أَنَّهُ قَدْ ذَهَبَ الْمُتَذَكِّرُونَ، وَبَقِيَ النَّاسُونَ أَوِ الْمُتَنَاسُونَ.([3])
وغير ذلك كثير وكثير من كلماته بحق القرآن الكريم، وفي الجانب الآخر فإن المقتفي لآيات القرآن الكريم إقتفاء تعقل ورعاية؛ يقف على عظيم نُصح القرآن وإلزامه البشرية للتمسك بمنهاج العترة، فجعل مفتاحه بيدهم: {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ* فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ* لّا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ}([4]) ومن هم الـمُطهرون الذين يمسونه ويعقلون دقائق معانيه؟ يُـجيب القرآن فيقول: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}.([5])
فمحمد وعلي وذريتهما صلوات الله عليهما هم المطهرون، وهم الراسخون في العلم الذين يعلمون تفسير المحكات وتأويل المتشابهات من آيته: {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌهُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ}.([6])
وقد روى الشيخ المجلسي طيب الله ثراه في كتابه بحار الأنوار عن الإمام ابي جعفر الباقر عليه السلام أنه قال: «إن رسول الله أفضل الراسخين في العلم، فقد علم جميع ما أنزل الله عليه من التأويل والتنزيل، وما كان الله لينزل عليه شيئا لم يعلمه التأويل وأوصياؤه من بعده يعلمونه كله».([7])
وروى الشيخ الكليني طيب الله ثراه في كتابه الكافي عن أبي الصباح قال: «والله لقد قال لي جعفر بن محمد عليه السلام: إن الله عَلَّم نبيه التنزيل والتأويل فعَلَّمه رسول الله صلى الله عليه وآله علياً عليه السلام قال : وعَلَّمنا».([8])
------------------
هوامش
([1]) سورة الأسراء: الآية 9.
([2]) الحاكم النيسابوري. المستدرك: ج2 ص343. وقال الحاكم بعد إدراج الحديث: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجه.
([3] ) نهج البلاغة: الخطبة 176.
([4]) سورة الواقعة: الآيات 77-79
([5]) سورة الأحزاب: الآية 33.
([6]) سورة آل عمران: الآية 7.
([7]) المجلسي. بحار الأنوار: ج89 ص81.
([8]) الكليني. الكافي: ج7 ص442.

يتبع..


من مواضيع : ابو مصطفى البهادلي 0 سلسلة البحوث المنبرية : علي والقرآن
0 سؤال: موقع بيع الكتب الشيعية؟؟؟
0 القتل اسرع من ركض البراذين، ومن السيل إلى صِمره
رد مع اقتباس