عرض مشاركة واحدة

ابو مصطفى البهادلي
عضو جديد
رقم العضوية : 76794
الإنتساب : Dec 2012
المشاركات : 23
بمعدل : 0.01 يوميا

ابو مصطفى البهادلي غير متصل

 عرض البوم صور ابو مصطفى البهادلي

  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : ابو مصطفى البهادلي المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 19-07-2013 الساعة : 04:22 PM


[أواصر العلاقة بين علي والقرآن]
فالعلاقة بين أمير المؤمنين وكتاب رب العالمين هي علاقة راسخة متجذرة، والإرتباط بينهما إرتباط موضوعي حقيقي، حيث طرق سمع علي حروف القرآن الكريم من أولها إلى أخراها من لسان أخيه وخليله المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.

فحيدرة:
هو الرفيق الدائم لمصدر الوحي في كل وقت وحال – ما استطاع إلى ذلك سبيلاً- وهو القائل: «ولَقَدْ كُنْتُ أَتَّبِعُه –أي النبي- اتِّبَاعَ الْفَصِيلِ أَثَرَ أُمِّه».. ويقول عليه السلام عن أول نداء سماوي حيث كان رفيق النبي صلى الله عليه وآله في غار حراء: «أَرَى نُورَ الْوَحْيِ والرِّسَالَةِ وأَشُمُّ رِيحَ النُّبوَّةِ، ولَقَدْ سَمِعْتُ رَنَّةَ الشَّيْطَانِ حِينَ نَزَلَ الْوَحْيُ عَلَيْه صلى الله عليه وآله؛ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّه مَا هَذِه الرَّنَّةُ؟ فَقَالَ هَذَا الشَّيْطَانُ قَدْ أَيِسَ مِنْ عِبَادَتِه، إِنَّكَ تَسْمَعُ مَا أَسْمَعُ وتَرَى مَا أَرَى إِلَّا أَنَّكَ لَسْتَ بِنَبِيٍّ ولَكِنَّكَ لَوَزِيرٌ وإِنَّكَ لَعَلَى خَيْرٍ ».([1])
وقد بذل أمير المؤمنين عليه السلام نفسه وكل حياته فداءً للقرآن مدافعاً عنه.. يدافع عن الوحي ومصدره، عن القرآن الكريم ومصدره إلى الإنسانية وهو خاتم الأنبياء صلوات الله عليه وآله، -ولا نتناول في بحثنا هذا تضحيات وصمود علي الولي عليه السلام في حفظ وحماية محمد النبي صلى الله عليه وآله وإلا فهذا مما يحتاج إلى بحث مستقل ينطق فيه القلم وينطلق ناقلاً من كتب الخاصة والعامة ما يشفي به قلوب آمنت بعلي وذابت عشقاً في إسمه ومعناه- وإنما عن حيدرة والقرآن.

وحيدرة:
الذي قال بحقه الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى بإن خاصف النعل – أمير المؤمنين- يقاتل على تأويل القرآن حين تنحرف الأمة عن المعاني الإلهية لكلام الله تعالى، فقد روى الحاكم النيسابوري في المستدرك بطريقين صحيحين عن أبي سعيد قال: «كنا مع رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم فانقطعت نعله، فتخلف علي يخصفها، فمشى قليلاً ثم قال صلى الله عليه [وآله] وسلم: إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن، كما قاتلت على تنزيله، فاستشرف لها القوم، وفيهم أبو بكر وعمر، قال أبو بكر: أنا هو؟ قال: لا، قال عمر: أنا هو؟ قال: لا، ولكن خاصف النعل -يعني علياً-، فأتيناه فبشرناه فلم يرفع به رأسه كأنه قد كان سمعه من رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم».. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه!([2])

وحيدرة:
هو حبل الله تعالى الذي أُمرنا بالإعتصام به، وهو جَنب الله الذي تقول النفس لأجله في يوم الحساب وآحسرتاه، وفي ذلك الموقف يعضُّ الظالم على يديه لانه لم يتخذ علياً سبيلاً، وهو الذي تهواه القلوب وتهوي إليه.. وغير ذلك كثير مما جاء في أمهات الكتب ومصادر المسلمين، الموالي منها والمعادي، والمحب من رواتها والناصبي.. فعن محمد بن عبد الله بن المعمر الطبراني الذي يقول عنه المحدثون بأنه من موالي يزيد بن معاوية ومن النصاب، روى بسنده([3]) عن جابر بن عبد الله الأنصاري: « قال: وفد على رسول الله صلى الله عليه وآله أهل اليمن، فقال النبي صلى الله عليه وآله: جاءكم أهل اليمن يبسون بسيساً، فلما دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وآله قال: قوم رقيقة قلوبهم، راسخ إيمانهم، منهم المنصور، يخرج في سبعين ألفاً ينصر خلفي وخلف وصيي، حمائل سيوفهم المسك. فقالوا: يا رسول الله ، ومَنْ وصيك؟
فقال: هو الذي أمركم الله بالاعتصام به، فقال عز وجل: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ}.([4])
فقالوا: يا رسول الله، بَيّن لنا ما هذا الحبل؟
فقال: هو قول الله: {إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ}([5])فالحبل من الله كتابه، والحبل من الناس وصيي.
فقالوا: يا رسول الله، مَنْ وصيك؟
فقال: هو الذي أنزل الله فيه: {أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ}.([6])
فقالوا: يا رسول الله، وما جنب الله هذا؟
فقال:هو الذي يقول الله فيه: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا}([7])هو وصيي، والسبيل إلي من بعدي.
فقالوا: يا رسول الله، بالذي بعثك بالحق نبياً أرناه فقد اشتقنا إليه .
فقال: هو الذي جعله الله آية للمؤمنين المتوسمين، فإن نظرتم إليه نَظَر من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد عرفتم أنه وصيي كما عرفتم أني نبيكم.. فتَخَللوا الصفوف وتَصَفَحوا الوجوه، فمن أهوتْ إليه قلوبُكم فإنه هو، لأن الله عز وجل يقول في كتابه: {فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ}([8]) أي: إليه وإلى ذريته عليهم السلام.
ثم قال –الراوي-: فقام أبو عامر الأشعري في الأشعريين، وأبو غرة الخولاني في الخولانيين وظبيان وعثمان بن قيس في بني قيس، وعرنة الدوسي في الدوسيين، ولاحق بن علاقة، فتخللوا الصفوف وتصفحوا الوجوه وأخذوا بيد الأصلع البطين، وقالوا: إلى هذا أهوت أفئدتنا، يا رسول الله.
فقال النبي صلى الله عليه وآله: أنتم نجبة الله حين عرفتم وصي رسول الله قبل أن تعرفوه، فبم عرفتم أنه هو؟
فرفعوا أصواتهم يبكون ويقولون: يا رسول الله، نظرنا إلى القوم فلم تحن لهم قلوبنا، ولما رأيناه رجفت قلوبنا ثم اطمأنت نفوسنا، وانجاشت أكبادنا، وهملت أعيننا، وانثلجت صدورنا، حتى كأنه لنا أب ونحن له بنون.
فقال النبي صلى الله عليه وآله: {وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ}([9])أنتم منهم بالمنزلة التي سبقت لكم بها الحسنى ، وأنتم عن النار مبعدون.
قال –الراوي-: فبقي هؤلاء القوم المسمون حتى شهدوا مع أمير المؤمنين عليه السلام الجمل وصفين، فَقُتِلوا في صفين رحمهم الله، وكان النبي صلى الله عليه وآله بشرهم بالجنة وأخبرهم أنهم يستشهدون مع علي بن أبي طالب عليه السلام».

وحيدرة:
الذي قال بحقه العام والخاص أن ما من آية ابتدأها الله بيا أيها الذين آمنوا إلا وكان علي رأسها وأميرها وشريفها([10])، وقال بحقه العام والخاص ان أكثر من ربع القرآن قد نزل بحقه، يُغنينا في المقام ما نقله الحاكم الحسكاني وهو من مفسري القرآن الكريم من الجمهور، -نقل- في كتابه شواهد التنزيل عن ابن عباس؛ قال: أخذ النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم يدي ويد علي بن أبي طالب وخلا بنا على ثبير، ثم صلى ركعات ثم رفع يديه إلى السماء فقال:اللهم إن موسى بن عمران سألك، وأنا محمد نبيك أسألك أن تشرح لي صدري وتيسر لي أمري وتحلل عقدة من لساني ليفقه به قولي، واجعل لي وزيراً من أهلي علي بن أبي طالب أخي أشدد به أزري وأشركه في أمري.
قال ابن عباس: سمعت مناديا ينادي: يا أحمد قد أوتيتَ ما سألت.
فقال النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم لعلي: يا أبا الحسن ارفع يدك إلى السماء فادع ربك وسل يعطك، فرفع علي يده إلى السماء وهو يقول: اللهم اجعل لي عندك عهداً ، واجعل لي عندك وداً،فأنزل الله على نبيه: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا}([11]) فتلاها النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم على أصحابه فتعجبوا من ذلك تعجباً شديداً، فقال النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم: مما تتعجبون، إن القرآن أربعة أرباع فربع فينا أهل البيت خاصة، وربع في أعدائنا، وربع حلال وحرام، وربع فرائض وأحكام، وإن الله أنزل في علي كرائم القرآن.([12])

والخلاصة: فإن بين علي امير المؤمنين والقرآن الكريم أواصر ووشائج لا تُحصى، فهو حبل الله المتين وجنبه وسبيله، وهو الذي يمس روح القرآن ودقائق معانيه، وهو الذي يفسر محكماته ويأول متشابهاته، وهو العالم بكل آية فيما نزلت وأين نزلت، وهو .. وهو.. وبعد كل هذا هل يشك العاقل بأنه صلوات الله عليه حقاً القرآن الناطق وترجمان وحي الله؟!
هذه الأواصر والوشائج التي طرحناها –وأخرى لم نذكرها روماً للإختصار- إنما تُشير بشكل جلي واضح على وحدة الأصل والمنبع فكلاهما من الله تعالى، ووحدة الهدف والغاية فكلاهما يدعوان إلى الله تعالى؛ كما قرر النبي صلى الله عليه وآله وصدح مراراً وتكراراً.. وفي مواضع وأوقات شتى من سني حياته المقدسة، حينما يُشير إلى الكتاب والعترة وأنهما سبيل الهداية؛ والمتمسك بهما –حقاً- لن تمسه يد الضلالة والإنحراف أبداً، فقال صلى الله عليه وآله: «إني تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلّوا بعدي، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، فإنظروا كيف تخلفوني فيهما»([13])هذا الحديث الذي (رواه عن النبي صلى الله عليه وآله أكثر من ثلاثين صحابياً، وما لا يقل عن ثلاثمائة عالم من كبار علماء أهل السنة، في مختلف العلوم والفنون، وفي جميع الأعصار والقرون، بألفاظ مختلفة وأسانيد متعددة، وفيهم أرباب الصحاح والمسانيد وأئمة الحديث والتفسير والتاريخ.. فهو حديث صحيح متواترة بين المسلمين). ([14])
------------------
هوامش

([1]) نهج البلاغة: الخطبة:192
([2] ) الحاكم النيسابوري. المستدرك: ج3 ص123
([3]) النعماني. الغيبة: 46. قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن المعمر الطبراني بطبرية سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة -وكان هذا الرجل من موالي يزيد بن معاوية ومن النصاب-، قال: حدثني أبي، قال: حدثني علي بن هاشم والحسين بن السكن معاً، قالا: حدثنا عبد الرزاق بن همام، قال: أخبرني أبي عن مينا مولى عبد الرحمن بن عوف، عن جابر بن عبد الله الأنصاري.. الحديث.
([4]) سورة آل عمران: الآية 103.
([5]) سورة آل عمران: الآية 112.
([6]) سورة الزمر: الآية 39.
([7]) سورة الفرقان: الآية 25.
([8]) سورة إبراهيم: الآية 14.
([9]) سورة آل عمران: الآية 7.
([10]) القندوري. ينابيع المودة: ج2 ص 177.
([11] ) سورة مريم: الآية 96.
([12] ) الحاكم الحسكاني. شواهد التنزيل: ج1 ص57.
([13]) سنن الترمذي: ج5 ص664، الحديث: 3786.
([14]) السيد حامد النقوي. خلاصة عبقات الأنوار: ج1 ص3.

يتبع...


من مواضيع : ابو مصطفى البهادلي 0 سلسلة البحوث المنبرية : علي والقرآن
0 سؤال: موقع بيع الكتب الشيعية؟؟؟
0 القتل اسرع من ركض البراذين، ومن السيل إلى صِمره
رد مع اقتباس