عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية حيدر القرشي
حيدر القرشي
شيعي حسني
رقم العضوية : 24389
الإنتساب : Oct 2008
المشاركات : 5,056
بمعدل : 0.89 يوميا

حيدر القرشي غير متصل

 عرض البوم صور حيدر القرشي

  مشاركة رقم : 5  
كاتب الموضوع : حيدر القرشي المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 22-10-2013 الساعة : 02:45 PM


رواية الإمام العسكري: الإخلاص طريق النجاة



يقول الإمام العسكري عليه السلام في روايته التي أخبرتكم عنها..، وقد تذكّرت بعد ذلك أنّي أوردت هذه الرواية أيضاً في المجلّد الأوّل من كتاب أسرار الملكوت[15]، وهي رواية عجيبة صادرة عن الإمام العسكري عليه السلام، و يستشهد فيها بكلامٍ للإمام الصادق عليه السلام، حيث يسألونه لماذا ذمّ الله علماء اليهود مع أنّ هذا الأمر قد يكون في علماء الإسلام أيضاً؟ فكيف يذمّ علماء اليهود والنصارى؟ فيجيبه الإمام العسكري عليه السلام ويبيّن له حقيقة الأمر، ثمّ يستشهد بكلام جدّه الإمام الصادق عليه السلام... وهي رواية عظيمة!! ثمّ يتكلّم عليه السلام عن العلماء الذين لا يقولون الحقيقة بل يكتمونها عن الناس فيصفهم بأنّهم "أضرّ على شيعتنا من جيش يزيد بن معاوية على الحسين عليه السلام وأصحابه"، والعبارة للإمام العسكري عليه السلام وليست من تأليفي، فأولئك الذين يأتون ويبرّرون التصرّفات بتبريرات غير صحيحة وغير ناهضة، وأولئك الذين يخفون الحقائق مع علمهم بأنّ فعلهم إخفاء للحقائق ويتركون الناس في ظلمات الجهل عن مباني الدين ومباني الولاية فهم طبقاً لرواية الإمام العسكري عليه السلام (اذهبوا وشاهدوها بأنفسكم..) : أولئك "أضرُّ على ضعفاء شيعتنا من جيش يزيد على الحسين بن عليّ عليه السلام وأصحابه" ثمّ يقول عليه السلام هذه العبارات وهي مورد الشاهد، وهي بيت القصيد، فإذا تمسّكتم بها فقد انتهى الأمر، وإذا تجاهلتموها وتركتموها فلا حجّة لنا بعد ذلك يوم القيامة.
يقول عليه السلام :
"لا جرم أنَّ من علم الله من قلبه من هؤلاء القوم (من هؤلاء الناس، هؤلاء الناس الذين يصلّون ويصومون ويحجّون، أي من هؤلاء المسلمين...) ..
أنَّه لا يريد إلّا صيانة دينه (لا يريد في باطنه وفي قلبه أن يُخدع، بل يرغب أن يصون دينه عن الانحراف، ويسعى نحو الواقع والحقيقة، ولا يرغب أن يذهب خلف فلان وفلان.. لا يريد أن يقع تحت تهديد فلان وفلان فيخاف منهم، ولا يريد أن يُخدع بترغَيْبات هذا أو ذاك بأن يقولوا له مثلاً: خذ هذه الأرض وأغلق فمك! أو يقال له: نمنحك هذا المنصب، ولا تقل أيّ شيء، فالآن المصلحة تقتضي السكوت!! لا .. فهو لا يريد إلا صيانة دينه، إنّ هذه الكلمات تنزل على القلب وعلى الدماغ مثل المطرقة الضخمة)..
وتعظيم وليِّه (يرغب في تعظيم إمام الزمان لا تعظيم نفسه!! فنحن لدينا إمام زمانٍ، ولدينا صاحب اختيار، ولدينا مشرف على الأمور، ولدينا الوليّ، وهو يقدّم هذا الوليّ، يطرح كلماته في المجتمع وبين الناس ليسمعوها، وينشر أخلاقه وتصرّفاته بين الناس وفي المجتمع، المطلوب "تعظيم وليه" فمن أكون أنا؟! أنا لست إلاّ ذرة تبن لا أكثر، يا عزيزي من أنا؟!)..
.. لا يريد إلّا صيانة دينه.. (يريد أن يصون دينه، لا كلام هذا و ذاك، بل يريد صيانة الدين الذي علمه إيّاه الإمام المعصوم عليه السلام، ويريد أن يعظّم ذلك الوليّ، يريد أن يعلي اسم ذلك الولي في المجتمع، يريد أن يُرسي منهج ذلك الوليّ في المجتمع، يريد أن يسوق الناس نحو ذلك الوليّ.. هذا هو الشرط!! فمن يلتزم بهذا الشرط، وهذا ما ينطوي عليه قلبه فالنتيجة هي أنّه
...لم يتركه في يد هذا المتلبِّس الكافر (كم هو عجيب! إنّ الله لا يتركه بين يدي ذلك الكافر، وكان ذلك الأمر في زمن الإمام العسكري عليه السلام، وكان حينها زمن الخلفاء، إنّ الله لا يتركه بين أيدي هؤلاء الكفّار الذين أتوا وغصبوا حقّنا وخدعوا الناس بالشعارات والجيوش والمظاهر الكذّابة، فحينما كان يأتي المتوكّل كان يأتي مع هذا العدد الكبير من الخيول ليبهر عيون الناس، ثمّ يأتي بالإمام الهادي عليه السلام بعد ذلك ماشياً على الأقدام خلفه، تعساً لك أيها المتوكّل! فمن هذا الذي تريد أن تصغّر من شأنه؟! أتريد استصغار الإمام؟! تريد أن تستصغر من يدور جميع عالم الملك والملكوت بأمره؟! أنت تركب الخيول وتجعل الإمام الهادي عليه السلام يمشي خلفك على رجله؟! أتريد أن تبرز جلالك المزيّف والواهي للناس ؟! و عندما حصل ذلك جاء أحد الأصحاب الذين رأوا المشهد إلى الإمام الهادي وهو يبكي لما رآه من أذية المتوكّل للإمام، فيقول له الإمام عليه السلام: "أنا أكرم على الله من ناقة صالح { تمتعوا في دار كم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب}"[16]، وكما أنّه في زمن النبي صالح عليه السلام لم يطل الأمر بقومه أكثر من ثلاثة أيّام بعد أن عقروا الناقة فأخذهم العذاب، كذلك لم يطل الأمر بالمتوكّل أكثر من ثلاثة أيام حتّى يذهب إلى جهنّم، من تريد أن تستصغر؟! بالمقابل تجد أنّ الشيعيّ يريد أن يعظّم إمام الزمان، وعندما يسمع باسم الإمام يأخذ نفساً عميقاً ويفرح، ويقول: ها هم يذكرون اسم إمام الزمان، يشعر أنّ قلبه يتّسع لأنّ اسم إمام الزمان قد ذُكر، وعندما يريد أن يعلّق لوحة في بيته فإنّه يضع كلمات إمام الزمان، وحينما يريد أن يتكلّم مع أهله في بيته فإنّه يطرح كلمات إمام الزمان، ولا أعني فقط إمام الزمان عجّل الله فرجه الشريف، بل كلّ الأئمّة عليهم السلام فلا فرق بينهم، نعم الآن إمام الزمان هو الذي على قيد الحياة، ولكن مرادنا هو المعصوم عليه السلام، مرادنا المعصومين الأربعة عشر عليهم السلام، فهو ينشر كلماتهم بدلاً من أن ينشر كلمات الحقير وأمثال الحقير .. بل هي يريد تعظيم وليِّه .. ( فهدفه هو تعظيم ولي الله، فلا يرى لنفسه قيمةً لكي يُبرز نفسه، ويفرح بطرح اسمه في المجتمع، لا يقول: ما شاء الله لقد جاء عدد كبير من الناس!! فإذا كان كذلك عندها لم يتركه في يد هذا المتلبِّس الكافر (لا يتركه الله بأيدي هؤلاء، هنا قد تمّت الحجّة علينا!)..ولكنَّه يقيِّض له مؤمناً (يقيّض له مؤمناً، من هو؟ لا نعلم، فالله عنده ألف طريقة لذلك).. يقف به على الصواب.. (فيعلمه الصواب من الخطأ.. يقول له: أين تذهب؟ هذه حفرة فلا تسقط، أمّا هذا الطريق فصحيح، لا تذهب من هناك! بل من هنا.
ولكن من أين أتى هذا المؤمن؟ ليس مهماً، قد يأتي في المنام، وقد يأتي في مجلس من المجالس، أو يراه صدفة، أو يأتي صديقه ويقول له: يا فلان ذهبت لأشتري كتاباً، لكن صدفةً رأيت كتاباً كُتب عليه: العلامة الطهراني، وكثيراً ما تحصل هذه المسائل، وقد نقل لي الكثيرون العديد من هذه القصص، فهي تحصل كلّ يوم بالعشرات، يقول أحدهم: كنت ذاهباً لأشتري أقراص الكمبيوتر، بل بعضهم نقل لي أنّه ذهب ليشتري أقراص الموسيقى والغناء [يبتسم سماحته: لم أسأله أيّ الأغاني كنت تريد؟ أهي أغاني جميلة أم رديئة وهو لم يقل لنا ذلك!!] ذهبت لأشتري الأغاني، لكن بالصدفة رأيت قرصاً اسمه ... (لا أذكر بالضبط اسمه و الظاهر أنّه أحد هذه الأقراص التي نشرت أخيراً والظاهر أنّه كان يتضمّن محاضرات العلامة رحمه الله)، يقول: قلت فلآخذ هذا أيضاً، قلبه صافي، كان يريد أن يشتري الأغاني!! فهل تعتقدون أن الله لا يعرف من أين يأتي إليه؟ بل هو يعرف أكثر منّا جميعاً، فكلّ شيء بيده، يقول هذا الشخص: عندما فتحت القرص، رأيت أنّه عندما قال: بسم الله وإذا بي لم يعد الأمر بيدي، واللطيف أنّه قال: إنّني سمعته إلى آخره، فقلت له: عجباً ألم تأكل شيئاً ؟! ألم تأكل؟ لم تنم؟! وفي النتيجة وفّقه الله، فما هذا؟ هذا صاحب قلب صافٍ، هذا الإنسان عندما يسمع كلاماً حقّاً لا يحرّفه ولا يُعرض عنه، لا يتّهم العلاّمة بألف تهمة من دون دليل، فتجده بدلاً من التهمة، يبحث عن صحّة الكلام: هل ما قاله صحيح أم باطل؟ لا كغيره من الناس!
يا عزيزي لماذا لا تترك مجالاً للكلام الحقّ لكي ينفذ إلى قلبك؟ هو إمّا صادق أو كاذب، والكذب يمكن معرفته سريعاً، فلماذا بدلاً من التهمة [لا تتحقّق من صحّة الكلام؟!]
لقد كتب المرحوم العلامة كتاباً باسم "وظيفة الفرد المسلم في إحياء حكومة الإسلام"، فيأتي شخص ويتّهمه قائلاً: إنّ مراده أن يرفع من شأن نفسه بكتابته هذا الكتاب! جيّد سلّمنا جدلاً أنّه كان يريد أن يرفع من شأن نفسه، ولكن السؤال: هل كان صادقاً فيما كتب أم كاذباً؟ سيأخذ الله بتلابيبنا، ويوصد علينا كل أبواب الأعذار! إن كان ما قاله صِدقاً؛ فاتّبعه لأنّ ما قاله صِدق، وإن كان كاذباً فقل هو كاذب بالدليل الفلاني والفلاني.. لقد حرّف الحقيقة، ولم يكن أميناً في نقل التاريخ، ألا يكتبون التاريخ الآن؟ لقد كتبوا مسألةً تاريخيّةً، وقد قرأها الحقير من أوّلها إلى آخرها، فلم يجد فيها ذكراً لاسم المرحوم الوالد قدّس سرّه أصلاً، مع أنّ أصل كلّ تلك الحادثة التاريخيّة كان المرحوم العلامة نفسه، فما هذا؟! إنّه الانتقائيّة، و ذكر بعض الأمور وإخفاء البعض الآخر، ولا فائدة في الانتقائيّة، فهنا نتكلّم للمصلحة، وهناك نخفي للمصلحة، ويا عجباً لهذه المصلحة! إن كان الأمر كذلك، فأين هو الواقع؟ إن كان الحاكم هو المصلحة، فأين هو الواقع؟! هنا مصلحة وهناك مصلحة، فأين الواقع؟
ولكن إذا نظرنا إلى آيات القرآن فإنّنا لا نجد أنّ المصلحة تتدخل في كتمان أو إعلان الحقيقة، هذا الأمر عجيب جداً، فكم نحن بعيدون عن الواقع! ولو لم يكن لدينا سندٌ على حقّانيّة القرآن إلّا هذه الآية لكانت كافية: {وَ لَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاويلِ (يا رسولنا لو أنّك تضيف على ما أرسلناك به من عندك.. أُه أُه .. كم هو عجيب هذا الكلام! لا أنّك تأتي بملّة من عندك، بل فقط لو أضفت من عندك كلمة واحدة لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمين‏ (لضربناك بيد قدرتنا، بحيث تتحطّم عظامك،) ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتين}[17]، والوتين هو عصب النخاع، فسنسحب عصبك من نخاعك ، أيّ كلام هذا؟ القرآن، ومع من يتكلّم؟ مع الرسول؛ وعندها نعلم أنّه في نظام الله ليس هناك من عالي وداني! والله عزّ وجلّ يبرز لنا هذه الحقيقة، ويقول لنا: هل رأيتم ماذا فعلت برسولي لعدم قوله: "إن شاء الله" ؟! لقد انقطع عنه الوحي أربعين يوماً، قال تعالى: {وَ لا تَقُولَنَّ لِشَيْ‏ءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَدا* إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللَّهُ}[18] وإن لم تقل: إن شاء الله، وحتّى لو كنت نبيّاً، ينقطع الوحي عنك، ثمّ بعد التوبة، عليك أن تصبر أربعين يوماً حتّى يعود الوحي، وهو أمرٌ عجيب! فلماذا ينبغي أن ينتظر أربعين يوماً حتّى يعود الوحي؟ هذا الأمر ينطوي على أسرارٍ كثيرةٍ!
... يقف به على الصواب (يُرشده هذا المؤمن إلى ذلك السبيل السويّ والسليم، سواءً عن طريق كتاب أم عن طريق قرص أم عن طريق صديق، وسبيل الوصول إلى هذا المؤمن ليس من شأننا بل من شأن الله، ولكن المهم هنا: بعد أن عرف الصواب فمن الممكن أن يعمل طبقاً لهذا الصواب ويمكن أن لا يعمل!
والمسألة كلّها هنا حيث يقول: ثمّ يوفِّقه الله للقبول منه (فبعدما دلّه على الطريق الصواب نحن نقوم بعملٍ يجعل هذا الرجل يقبل بذلك الصواب، لا أنّه فقط يقف به على الصواب وحسب، بل يجعله يقبل به، والقبول يأتي بعد المعرفة، فهناك العديد من الأفراد الذين يعرفون ولكن لا يقبلون، يعلم ولا يقبل .. ينكر! فما هو المنكر؟ هو الذي يعرف ولكن ينكر، وإلاّ فلا معنى لأن نسمّيه منكراً! يعلم بالأمر ويعلم بالحقائق زيعلم أين هو الواقع ويعلم أين هو القول الواهي، ولكنّه لا يقبل، بل يمشي خلف مصالحه .. خلف الدنيا! ذهب البعض إلى شخص أعرفه وتكلّموا معه في مسألة، فقال: لا تقف في طريق لقمتي وخبزي! وللأسف هو من المعمّمين! )..
ثمّ يوفِّقه الله للقبول منه (التفتوا فهذا الكلام من الإمام العسكري عليه السلام! و نحن نشاهد جميع هذه المسائل في أنفسنا، ونحن من يقرّر هل نذهب من هذا الطريق أم من ذلك الطريق؟ فأيّ السبيلين نختار؟ هنا أُقيمت الحجّة علينا من قِبل الإمام عليه السلام) فيجمع الله له بذلك خير الدنيا والآخرة..
ويجمع على من أضلَّه .. (واويلاه!! الآن نذهب إلى الطرف الآخر من القضيّة: أولئك الذين كتموا الحقيقة، أولئك الذين يتذرّعون بالتبريرات الواهية، أولئك الذين يخفون الأمور، ولا يذكرون اسم الإمام عليه السلام، وأولئك الذين لا يعظّمون وليّ الله، أولئك الذين يفضّلون الباطل على الحقائق النورانيّة، أولئك الذين يسوقون الناس إلى سبيل آخر، هنا يقول الإمام العسكري عنهم: ) ويجمع على من أضلَّه لعناً في الدنيا وعذاب الآخرة" (فالناس في الدنيا يلعنونه، يوقولن: بالأمس خَدَعنا، ولكن اليوم علمنا أنّه لم يقل الحقيقة، فعليه لعنة الله، لعنة الله عليه، لعنة الله عليه، وهذا اللعن في الدنيا يبقى فالملائكة واقفة بالصفّ تلعنه، وتقدّم له الضيافة الخاصّة!!).
اليوم هو يوم عيد الغدير، ويوم عيد الولاية، يعني: لهذا قال الله تعالى في كتابه الشريف: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتي‏ وَ رَضيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ ديناً}[19]، يعني: اليوم فتحت لكم الطريق والسبيل إلى غلبة العقل على الإحساسات! فتجعلون العقل هو الحاكم، وتجلس الإحساسات جانباً، وتجلس الأوهام جانباً، ولا يصبح القيام بالفعل متوقّفاً على وجود الإمام وعدمه، فالإمام موجود ولا غَيْبة له، فعندما يكون الإمام أقرب إليّ من نفسي، فأيُّ غَيْبةٍ هذه؟! إنّ عقلي لا يستطيع أن يفهم هذه الغَيْبة، فعندما يكون الإمام أقرب إليّ من نفسي، فأين الغَيْبة؟! نعم هذه الغَيْبة التي يذكرونها مختصّة بالعوام، وهذا المذكور في الروايات من أجل العوام، فهم لا يرون ظاهره ويشعرون بالبعد عن الإمام فيسمّون ذلك غَيْبة، نعم بالطبع، فإنّه لا شكّ أنّ هناك مراتب للحضور الظاهري، وعلى الإنسان أن يسعى وأن يقوم بواجب الانتظار.
على كلّ حال نسأل الله أن يجعل هذا اليوم يوماً مباركاً علينا، وأن يجعلنا من المتمسّكين، وأن يجعلنا من المقتفين والمتّبعين لسبيل أئمّة هذا المذهب، وأن يتحقّق هذا العيد في أنفسنا، يعني: أن نلتزم بالصواب كما قال الإمام العسكري عليه السلام.



العمامة زيّ اتّباع الولاية و الدعوة إلى الإمام عليه السلام



وبمناسبة هذا اليوم المبارك، سيتشرّف بعض الأصدقاء بلبس لباس علماء الدين، يعني: سيلبسون زيّ المتابعة لهذا المسير وهذا الطريق، متابعة مسير الولاية، وعلينا أن نعلم ما هي المسؤوليّة التي ستلقى على عاتقنا اليوم، على الأصدقاء والأحبّة الذين سيلبسون هذا الزيّ اليوم، وأنا أقول: "اليوم" ؛ لا لأنّهم قبل الآن لم يكونوا كذلك، بل لأنّه من اليوم صاروا يفهمون مسألة تعظيم الوليّ بنحو أوضح ـ فضلاً عن مسألة صيانة الدين ـ فلا ينبغي أن ننقل قول كلّ أحدٍ كان، ولا نأخذ تعاليم ديننا من أيٍّ كان، ولا نُخدع بكلّ من تلبّس بلباس العلم، بل نأخذه ممّن وصل إلى حقيقة الدين، ونقتفي أثره، سواء كان ميّتاً أم حيّاً ولكن المهم تعظيم الوليّ، علينا أن نعلم : لماذا نلبس نحن هذا اللباس؟ نريد أن نقول للناس أنّنا نبلغ الدين عمّن؟ وبأيّ شيء نلتزم؟ فالطبيب مثلاً عندما يلبس المعطف الأبيض، فإلى أيّ شيء يشير لبسه لهذا اللباس، وماذا سيفعل؟ وعندما يلبس المهندس لباس المهندس، فهو يريد أن يعرّف الناس بمهنته ومنهجه، حسناً عندما يلبس طالب الحوزة لباس الطلبة، فهو يخبر الناس بالمنهج الذي يقتفي أثره، وبمن هو متّصل، وممّن يأخذ علمه، وما هو الهدف الذي يدعو ويبلّغ من أجله، وهنا علينا أن نكون حذرين جداً، فهذه هي المسألة المهمّة! وهذا هو الفهم الذي يفهمه الناس من هذا اللباس، وهذا ما يتوقّعونه من طالب الحوزة، خصوصاً في هذه الأوضاع التي نرى فيها الأمور كيف أصبحت، فتعال وانظر ماذا يحصل؟ الآن بدأ الناس ينتظرون ويتوقّعون توقّعات واقعيّة، لم يصلوا إلى ذلك تماماً، ولكنّهم بدؤوا بذلك وهم في طريقهم لذلك، بدأ توقّعهم يصير واقعيّا وحقيقيا، وها قد رأيتم ماذا يحصل، والحمد لله لقد رأيتم الكثير الكثير، وكان يكفي ما هو أقلّ منه، إذاً فتوقّع الناس ينحو تجاه الواقع، ويريدوننا أن نريهم الحقيقة والواقع، ولسان حالهم: أرونا الواقع فقد مرّ علينا الكثير ولم نعد نقبل بكلّ شيء، فتفضّل وأرنا الواقع، أين ذلك الذي كان يصفه لنا الأعاظم؟ أين ما كتبه الأعاظم في كتبهم؟ أين ما كتبه أولياء الله والأعاظم ؟
وأنا لا أقول هكذا صار الناس، ولكنّهم بهذا المنحى وهم مقبلون على ذلك، وخصوصاً الشباب فهم أصفى، وتعلّقهم بالدنيا أقلّ، نعم شباب الجامعات، حتّى شباب الجامعات، هؤلاء بعينهم، فحتّى لو كانوا من حيث الظاهر والزيّ .. ، لكنّ باطنهم جيّد وسليم، جميعهم يمتلكون الصفاء، ونحن نتفاءل بهذا التغيّر والتبدّل الذي نراه، ونعتبره من بوادر ظهور صاحب العصر والزمان صلوات الله عليه إن شاء الله، ونسأل الله أن يجعلنا من المنتظرين الواقعيّين لقدومه.
اللهم صلّ على محمّد وآل محمّد
محاضرة الغدير 1433 هـ
لسماحة
السيّد محمّد محسن الحسيني الطهراني




توقيع : حيدر القرشي
بِنْتُ مَنْ أُمُ مَنْ حَلِيلَةُ مَنْ *
ويْلٌ لِمَنْ سَنَ ظُلْمَهَا وأَذَاهَا
لا نَبِيُ الهُدَىَ أُطِيعَ ولا *
فاطمةٌ أُكْرِمَتْ ولا حَسَنَاهَا
ولأي الأمور تدفن سرا *
بضعة المصطفى ويعفى ثراها
فرار الدمشقية من المناظرة!!
من مواضيع : حيدر القرشي 0 شبهة : مـعصــــوم يــؤذي طــائــر الخـــطاف و معصـــوم ينهـيـــه!
0 شبهة : مـعصــــوم يــؤذي طــائــر الخـــطاف و معصـــوم ينهـيـــه!
0 كيفيّة إحياء مجالس عزاء سيّد الشهداء عليه السلام
0 حوار هادئ حول الامامة
0 عيد الغدير يوم غلبة العقل على الإحساسات
رد مع اقتباس