[د. حامد العطية]

الأخ العزيز الفاضل الأستاذ أبو يوسف التميمي حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزيل الشكر والامتنان على إضافتك القيمة على مقالي المتواضع وأنت أثريته بحق وما تطرقت إليه من تقييم الطلاب لأداء أساتذتهم تقليد ثابت في الجامعات الأمريكية فلا يرقى استاذ جامعي ولا يجدد عقده إذا لم يحصل على تقييم مرضي من طلابه مما يفرض على الأساتذة التجاوب مع احتياجات طلابهم ومتطلبات التعليم الرصينة كما أن معايير تقييم أداء الأكاديميين الأخرى كفيلة بالحفاظ على المستوى المطلوب من الإساتذة من تحديث للمعرفة التخصصية والمشاركة في البحوث العلمية والنشر وخدمة المجتمع.
وكما تفضلت فالوضع في المؤسسات التعليمية العليا العراقية، وهو ما تؤكده المعلومات المنشورة، غير مرض ومن المحتمل أن يتفاقم هذا الوضع السلبي ومن المستغرب أن يشهد العراق نمواً كبيراً نسبياً في الجامعات والكليات الأهلية في الوقت الذي يعاني القطاع التعليمي من نقص في القوى العاملة المؤهلة والمدربة وانخفاض مستويات الأداء ويبدو بأن الوضع السلبي السائد في العهد الطاغوتي السابق مستمر، وفي الثمانينات وقبل مغادرتي العراق إلى المنفى الاختياري أشرفت على عدد من طلاب الدراسات العليا وشاركت في لجان التقييم وتعرفت عن كثب على بعض سلبيات العملية التعليمية، ولكن لم يسمح لي بالتدريس لأني رفضت الانضمام إلى حزب التخلف البعثي، وعندما طلبت من طلابي تطبيق منهجية البحث العلمي (عينات وفرضيات وإختبارات إحصائية) اعترض أساتذة كلية الإدارة والاقتصاد الأعضاء في لجنة الدراسات العليا بذريعة أن المهارات المطلوبة للقيام بذلك أعلى من المستوى الأكاديمي لطلاب درجة الماجستير، وكانت معظم بحوث التخرج مجرد دراسات وصفية، واصررت على موقفي وساندني بعض الطلاب، الذين وجدوا في ذلك الفرصة لتعلم وتطبيق المنهجية العلمية في البحث استعداداً لإكمال دراساتهم العليا، مما أغاظ الأساتذة مني، ويبدو بأن هذا النوع من الأساتذة ما زال متحكماً بالجامعات العراقية
أعجبني جداً وصفك البليغ لأساتذة جامعاتنا أو البعض منهم على الأقل، وهم كما وصفتهم بدقة طفوليين وربما متطفلين على هذه المهنة العظيمة
دمت بكل خير
أخوك
حامد