عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية حميد الغانم
حميد الغانم
شيعي حسيني
رقم العضوية : 56469
الإنتساب : Sep 2010
المشاركات : 8,303
بمعدل : 1.66 يوميا

حميد الغانم غير متصل

 عرض البوم صور حميد الغانم

  مشاركة رقم : 133  
كاتب الموضوع : حميد الغانم المنتدى : المنتدى الإجتماعي
افتراضي
قديم بتاريخ : 27-12-2013 الساعة : 03:52 PM


الهدم والبناء

مضت الايام وحان وقت الزيارة الاربعينية الى الامام الحسين سلام الله عليه
والحمد لله وفقت واصحابي الى الزيارة ماشين على الاقدام من
النجف الاشرف من عند ضريح أمير المؤمنين علي سلام الله عليه
الى كربلاء المقدسة
من هنا سجلنا مواقف كثيرة وكثيرة وهذا الطريق المكتظ بمئات الالاف من الزائرين
السائرين الى الامام حسين
وهنالك سائر زائر حافي القدمين اقتربت منه فاذا هو غارق في تسبحيه وسبحته التي لم تفارق يده
اقترب منه ورايت كم هو محلق في عالم العبادة والتسبيح
حافي القدمين مع برودة الاجواء الشديدة
مع ما يحمله من ثقل وحقيبة على ظهره
هنالك
طفلة صغيرة قدرت عمرها بالست او الخمس سنوات
وكانت ترتدي قمصلة والدها الذي كان يسير بجبنها
طفلة صغيرة تسير في هذا البرد
العجيب اننا بسرعتنا بالكاد لحقناها وهي طفلة صغيرة
حقيقة موقف يشد العزم على المسير والوصول الى كربلاء المقدسة
اقتربت من والدها سلمت عليها
ضحكت مع الطفلة الصغيرة
قائلا
زيارة مقبولة زايرة زغيرونة
وباللهجة العراقية
سالت والدها من اين مشت هذه الطفلة
من النجف الاشرف الى كربلاء المقدسة
قال لا
استغربت حقيقة
فقلت من اين
قال من محافظة ذي قار او الناصرية كما نسميها ها هنا
حقيقة شجاعة هي هذه الطفلة
فالمسافة من الناصرية الى كربلاء المقدسة طويلة جدا مرهقة
تتورم لها الاقدام
فاذا بتلك الطفلة تسيرها ولا تزال سائرة بعزم واصرار
هنالك كبير منغمس في بحر العبادة
هنا صغير الى الحسين يسير لا يهمه البرد والتعب والالم
وتستمر مسيرتنا ونصل الى أمراة كبيرة بالعمر من جنسية غير عراقية
اغلب الظن لبنانية
مع كبر تلك الامراة وثقل حملها
الا اننا رايناها تسير وتسير بخطئ سريعة تسبق خطانا
وعلى الرغم من ثقل الايام وكبر العمر فان ارادتها كبيرة قوية صامدة
وسبقتنا بالمسير
واكملنا مسيرنا صوب الحسين قاصدين
عائلة كاملة طفل بالرابعة من عمر قد قدرته جميل الشكل مع والده يسير وامه واخوه اقتربت من ذاك الطفل الصغير مددت يدي اليه سلمت عليه
امسك بيدي بقوة مبتسما
وراح والده مبتسم ايضا
حاولت الكلام معه لكن للاسف لم افلح لانه كان من ايران الاسلام وللاسف لا اجيد هذه اللغة
هناك لبنان وهنا ايران
واسترحنا قليلا عند احد المواكب
ومر بقربنا شاب يبحث عن مكان ليستريح فيه لساعتين يصلي ويكمل مسيره
فعلا جلس يستريح خلع نعله القى بجسده على الفراش استراح قليلا
فتحدثنا معه لهجته عربية ولكن بها شي غريب
سالناه من اين البلدان انت
قال انا افغاني ولكنني مقيم في الكويت
وهذه اول زيارة لي ماشيا على الاقدام الى الحسين سلام الله عليه
وصرنا نحكي ونسال عن رؤياه للزيارة الاربعينية المليوينة
وقال لن افوتها بعد اليوم
كل سنة بحول الله ماشيا الى كربلاء
جلسنا وبتنا في ذات المكان
اما صاحبنا الزائر الافغاني
تناول عشاءه وتوكل على الله ليسير في الليل يحدوه الشوق الى الحسين
وليلتها
وحين وقت النوم
طرق ابواب الموكب الحسيني رجل معمم شيخ في الثلاثين من العمر اكثر بقليل حسب التقدير
الغريب نظرت اليه وكان الوقت ليلا تقريبا الساعة التاسعة والدنيا باردة جدا
ولكنه كان حافي القدمين يسير يحمل عصاه بيمينه بلا نعل او حذاء
فاي اصرار يملكه هذا الشيخ وهو يسير بهذا الليل بلا زميل او صديق
ومشينا صباحا وراينا شابين يحملان مجسما الى قبة الحسين سلام الله عليه وصادف ان التقينا بهم اكثر من مرة
اي اصرار يحلمونه لحمل هذا المجسم الثقيل من النجف الاشرف الى كربلاء المقدسة
ومشينا والتقينا عائلة عراقية
اطفال صغار وشباب وام واب
يسيرون ويسيرون صوب الحسين
وراينا مواكب ومواكب
واناس تخدم وتخدم للزارئرين
ورجل كبير بالعمر
قد جاوز الستين عاما
لم ينطق بكلمة يمر من هنا وهناك يحمل اكواب الشاي الفارغة ينظف المكان يجمع النفايات وينظف المكان بصمت
كبير بالعمر هكذا ولم يوقفه عجزه ولا كبره عن اداء واجبه الذي هو يراه واجبا
قلت سبحان الله الكريم
فنرى ان دين اليزيدية لا غيرة لا نخوة لا كرم لا عطاء لا تضحية لا فداء
كل ما همهم هو المال ثم المال والحقد الاعمى الذي ملئ تلك القلوب القاسية
وسبحان الله اذ يقول
لو انفقت ما في الارض جميعا ما الفت بين قلوبهم
فماذا انفق الحسين سلام الله عليه
كي يجمع تلك القلوب من بلدان الارض جميعا
ويوحدها الحب الحسيني
وكما قال رشيد الحسيني
ان رجلا مات ابنه وهو يخدم زوار الحسين
قال قبلوه لي واكفنوه وادفنوه وقولوا له ان ابيك يخدم زوار الحسين
سلام الله عليك يا ابا الاحرار الحسين بن علي بن ابي طالب
وسلام الله على كل قطرة دم زاكية سقطت في ارض كربلاء تذود عن العز والكرامة والحرية
عن دين الله
الاسلام
فهنا البناء
حميد الغانم


توقيع : حميد الغانم
انـــــــا الذي سمتني امي حيدرة * ضرغام اجام و ليث قسورة
على الاعادي مثل ريح صرصرة * كليث غابات كريه المنظرة
أكيلكـــــــــــم بالسيف كيل سندرة * أضربكم ضرباً يبين الفقرة
من مواضيع : حميد الغانم 0 مقامات ابي بكر في القران الكريم .. اعتراف شيعي خطير
0 حق الصحابة الفقراء في صدقة رسول الله . طعون في ابي بكر وكذبه على الله ورسوله
0 قرارات وهابية بحق عائشة
0 تحطيم الوهابية بالضربة القاضية .. ما علاقة ابو بكر بهذا التحطيم
0 بشر ونبي .. ام .. نبي وبشر.. ومن يتقدم بالارث ومن يتاخر
رد مع اقتباس