|
بــاحــث مهدوي
|
رقم العضوية : 78571
|
الإنتساب : Jun 2013
|
المشاركات : 2,162
|
بمعدل : 0.52 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
ما يقوله بشـير من جيش الخسـف !!!
بتاريخ : 07-10-2014 الساعة : 02:38 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم وفرجنا بفرجهم .
ننقل ادناه رواية عن الامام الصادق بخصوص ما سيحل بجيش الخسف الذي سيبعثه السفياني الى المدينة المنورة ، وهو ورد في الروايات على انه من الحتميات الخمسة قبيل القيام .
ومن ثم نستظهر ونفسر امور مهمة منه وكما يلي :
{عن المفضل بن عمر عن الإمام الصادق عليه السلام : (... ثم يقبل على القائم رجل وجهه إلى قفاه، وقفاه الى صدره، ويقف بين يديه فيقول:يا سيدي أنا بشير، أمرني ملك من الملائكة أن ألحق بك، وأبشرك بهلاك جيش السفياني بالبيداء، فيقول له القائم: بين قصتك وقصة أخيك؟ فيقول الرجل:* كنت وأخي في جيش السفياني، وخربنا الدنيا من دمشق إلى الزوراء وتركناها جماء، وخربنا الكوفة وخربنا المدينة، وكسرنا المنبر، وراثت بغالنا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وخرجنا منها.. نريد إخراب البيت وقتل أهله، فلما صرنا في البيداء عرسنا فيها (نزلنا) فصاح بنا صائح: يا بيداء أبيدي القوم الظالمين، فانفجرت الأرض وابتلعت كل الجيش، فو الله ما بقي على وجه الأرض عقال ناقة فما سواه غيري وغير أخي، فإذا نحن بملك قد ضرب وجوهنا فصارت إلى ورائنا كما ترى، فقال لأخي: ويلك يا نذير إمض إلى الملعون السفياني بدمشق فانذره بظهور المهدي من آل محمد صلى الله عليه وآله وعرفه أن الله قد أهلك جيشه بالبيداء. وقال لي: يا بشير الحق بالمهدي بمكة وبشره بهلاك الظالمين، وتب على يده فإنه يقبل توبتك، فيمر القائم يده على وجهه فيرده سوياً كما كان ويبايعه ويكون معه }
******************
اقــــول : مقطع الرواية اعلاه عن الامام الصادق واحدة من كثير روايات جائت من مقام المعصومين حول احداث جيش الخسف وبتفاصيل متنوعة عنه وكلها بالعموم تتشابه في عناوينها وخطوطها الرئيسية بلا استشكالات ، وتفاصيلها متعددة حسب كل رواية .
الا ان المقطع الذي عرضناه اعلاه فيه امور مهمة كثيرة / متنوعة ، مجتمعة فيه نعرض عليها ان شاء الله وبتوفيقه .
1- هذا الرجل الذي تسميه الرواية ( البشير/ بشير ) احد اثنين ممن وفقط نجيا من الخسف كما هو معروف في الروايات التي تتحدث عن الخسف بجيش السفياني المتوجه للمدينة . ويساله كما يظهر الامام الحجة ع ليس مستعلما بل ليعلم اصحابه الذين معه ما حل بجيش السفياني المتوجه اليهم كشاهد عيان واقعي ، وما سيذكر من تفاصيل ه ما بين مهمة وبين ما تحتاج فهم يناسب العصر الحاضر كما سيتبين لاحقاً
2- يقول " بشير " وكما يخبر به الامام الصادق ع ( انه كان هو واخوه في جيش السفياني ، وخربنا الدنيا من دمشق الى الزوراء ، وتركناها جماء ) .
وهذا يعني انه ممن اشترك مع جيش / راية السفياني من اول خروجه المعلوم في رجب بدلالة انه شهد ما حل بدمشق عند دخول جيش السفياني اليها بعد ان قتل الابقع ومن معه وقتل الاصهب .
وقول بشير انه ( خربنا الدنيا ) دلالة على كبير حجم الدمار والهلاك الذي حل بالارض والمدن والناس ( وقد ورد مثل هذا التعبير في رواية اخرى كاول ارض تخرب من ناحية المغرب الشام عند خروج راية السفياني كما في رواية " اذا اختلف الرمحان في الشام .... الخ " ) ، ثم يبين ويحدد المناطق التي شملها الخراب الكبير على اثر الصراع العسكري بين الرايات المتصارعة والغازية ، فيقول بشير ( فخربنا الدنيا من دمشق الى الزوراء ) . ونعلم مسبقا ومن روايات اخرى خارطة سير راية السفياني عموما وخصوصا احياناً ، فهذا يعني ان الكور الخمسة التي سيتملكها السفياني هي داخلة في هذا الدمار الكبير ، وكذالك يضاف اليها من العراق ما سيحل بالمنطقة الغربية حيث حركة عوف السلمي هناك ولعل هذا سيشمل الموصل ومحافضة صلاح الدين وكل الانبار مع اتصالها بالداخل السوري ، وتنتهي حدود الوصف الى الزوراء / بغــــداد ، وهي كما يتبين من الرواية انها مصيبها الدمار / الخراب الكبير على اثر دخول جيش السفياني هناك وليس بالضرورة كل مدينة بغداد لانه حسب الرواية التالية تكون الكرخ اكثر اماناً من الرصافة :
《 عن الإمام الصادق عليه السلام:* (- في حديث طويل - ويعم العراق خوف شديد لا يكون معه قرار، ويقع الموت الذريع بعد أن يدخل جيشه إلى بغداد فيبيحها ثلاثة أيام ويقتل من أهلها ستين ألفاً (وقيل سبعون) ويخرب دورها، ثم يقيم بها ثماني عشرة ليلة فيقسم أموالها، ويكون أسلم مكان فيها الكرخ) ... (عن أبن وهب قال تمثل أبو عبد الله عليه السلام ببيت من شعر لابن أبي عقيب: وينحر بالزوراء منهم لدى الضحى**** ثمانون ألفاً مثل ما تنحر البدن 》.
- ثم يبين الراوي " بشير " للامام الحجة ع وكما يذكره الامام الصادق ع ، بان جيش السفياني سيترك كل هذه المناطق التي دخلها ويحولها الى ارض جماء ، اي ملساء ، وهذا يعني بتعبير اخر وكأنهم سوف يمسحون ما عليها من اثر البنيان / العمران من شدة القتال والتدمير !!! ، فتامل الى كبير وشدة هذا العمل وما سيحل بتلك المناطق من دمشق الى الزوراء حسب الرواية وما نستظهره منها .
3- ثم يقول " بشير " للامام الحجة ع ( وخربنا الكوفة وخربنا المدينة ، وكسرنا المنبر، وراثت بغالنا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وخرجنا منها.. نريد إخراب البيت وقتل أهله )
اقـــول ، يظهر ان ما سيحل بالمدن من دمار وخراب بعمرانها بسبب معارك جيش السفياني وغزوه وتدميره من بعد الزوراء / بغداد والى الكوفة سيكون اقل بدلالة انه لم يلحقه بالذكر والوصف السابق بل عطفه عليه ووصفه بالخراب ، وإن كانت كلمة الخراب هي ايضا تدلل الى كبير الدمار ، ولعل هذا يعود لطبيعة الضروف المحيطة كان تكون الحال بعد معركة بغداد وانكسارها امام السفياني أنْ تجعل الطريق مفتوحة سهلة اكثر امام القوة الغازية والمتجهة نحو الكوفة ، وهذا يعني صدام عسكري ليس بالكبير ودمار بالبنيان اقل من قبله مع بقائم جرائم القتل وانتهاك الاعراض والحرمات نفسها ، والله اعلم .
* كما ويظهر من قول " بشير " ( وخربنا الكوفة وخربنا المدينة ) امور مهمة ايضا :
- ان بشير هو ممن اشترك في جيش الغزو الذي سيبعثه السفياني للعراق / الكوفة ، وهو سيكون مع جيش الغزو الذي سيُبعث للمدينة ( جيش الخسف ) ، ولعل هذا القول منه يمكن الاستفادة منه لحل احد الاستشكالات الفهمية ( عند بعض الباحثين ) حول جيش الخسف ، هل هو جيش يرسل بمعزل عن جيش الغزو للعراق ، أو هو مشتق من نفس الجيش المتوجه للعراق والذي اصله جيش السفياني الذي يدخل العراق بعد معركة قرقيسيا. فتامل ، ولذالك نقول مرجح كثيرا ان جيش الخسف هو مشتق من جيش الغزو للعراق ، وان " بشير " كان مع جيش الغزو من اول خروجه مع راية السفياني وحتى دخوله العراق ، ومن ثم لما كانت الحاجة الى ارسال جيش الخسف للمدينة كان معهم ( ولكن ليس بالضروري ان يكون اشترك " بشير " بالفعل حتى وصل الكوفة فقد يكون تعبيره هنا عمّا فعل جيش السفياني هناك وهو منهم لانتسابه اليهم ، فتأمل ) .
- وقوله ( وكسرنا المنبر، وراثت بغالنا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وخرجنا منها )
هنا يظهر كما هو واضحا ما سيفعله جيش السفياني في المدينة قبل ان يخسف به لاحقا في طريقه لمكة . حيث وكما في الرواية محل الطرح وغيرها من الروايات ان جيش السفياني سوف يستبيح حرمات المدينة ثلاث ايام يقتل وينتهك الاعراض ويدمر ، ( وخاصة بشيعة ال البيت هناك ) ، وسوف يُقدم على تخريب ضريح ومسجد الرسول ويكسر منبره وهذا دلالة على مشابهة اصبحنا نعيشها في عصرنا الحالي المشهود لنا وكيف ان التكفيريين يدمرون المراقد والاماكن الدينية بحجج منحرفة على انها تُعبد من دون الله ، ولكن وقت صدور النص لم تظهر هذه الحيثية التفسيرية بل فقط اشار الامام الصادق ع الى ظاهر الفعل ، فتامل .
وقوله ( وراثت بغالنا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله ) ، هنا لعله تحتاج وقفة ايضا للتامل في قوله ، فلعل البعض يمكن ان يفسر هذا الفعل لا على الظاهر كون ان كلمة البغال ( او الخيل ) مثلا في الروايات دلالة / رمز الى جيش ما لا نفس البغال ، وكما الحال لما يذكر السيف وقت صدور النص فيفسر الان على انه رمز السلاح .
ولكن من جهة اخرى نقول : اذا كان هذا المقصد فلماذا لم يوصّف الامام ع الجيش هنا بالخيل كما هو المعتاد دائما في مثل هكذا توصيف !*
وكذالك نعلم ان البغال عادة ما تستخدم للحمل اكثر منها للركوب حيث ان الخيل اسرع والبغال اقوى تحملا لحمل الاحمال .*
ثم ما الحاجة اصلا لجيش السفياني للبغال ونحن الان في هذا العصر وبفرض ان المقصد ليس رمزي ! هنا قد تكون له علة ما ! او تكون فقط علاقتها بالمبالغة في الاستهانة والتنكيل بمراقد الاولياء وتنفيس البغض / الحقد بحيث يستجلبون هذه الدواب بعد تخريب المسجد ويتركوها " تروّث " في المكان ، وهذا بالعموم وما نشهده من فعل التكفيريين الان اصبح ليس غريبا لتفسير الرواية كمحتمل اذا لم يكن هو نفسه قصداً .
4- ثم يقول " بشير " بعد ذالك : ( وخرجنا منها.. نريد إخراب البيت وقتل أهله، فلما صرنا في البيداء عرسنا فيها (نزلنا) فصاح بنا صائح: يا بيداء أبيدي القوم الظالمين، فانفجرت الأرض وابتلعت كل الجيش، فو الله ما بقي على وجه الأرض عقال ناقة فما سواه غيري وغير أخي ) .
اقول : يظهر ان الفعل التخريبي والاجرامي الذي حصل في المدينة مع انتهاك اكبر المقدسات كان يراد له ان يتكرر في بيت الله ايضا ، ولكن لم يوفق له جيش الخسف ، إلا ان قول بشير ( فصاح بنا صائح: يا بيداء أبيدي القوم الظالمين ) يظهر منه انّ صيحة الاهلاك الجبرائيلية والتي خسفت بالقوم كانت لها اثر حسي معنوي مفهوم تمثل بصوته وهو يناديهم بلسانهم / لغتهم التي يفهمون بدليل ان " بشير " يذكر ما سمعه صراحتا من قول الملك / جبرائيل ع مع ما رافق القول / الصيحة من اثر الاهلاك / الخسف الذي حلّ بجيش السفياني الملعون .
وقوله ( فانفجرت الأرض وابتلعت كل الجيش، فو الله ما بقي على وجه الأرض عقال ناقة فما سواه غيري وغير أخي ) ، يدل على انّ الخسف الذي حلّ بالجيش لا كما قد يتوهمه / يتصوره المتلقي من ان الارض تنهار من تحت المخسوف به ، بل ان عملية الخسف جرت بطريقة مرعبة جداً كما يصفها ، حيث انفجرت من تحت اقدامهم الرمال " الى الاعلى " ومن ثم انهارت بهم جميعا وما معهم من معدات وسلاح الى داخل الارض . فذهبت معالم الجيش جميعا ولم يبقى الا بشير واخيه نذير ، فتامل .
5- وقول بشير ( وقال لي: يا بشير الحق بالمهدي بمكة وبشره بهلاك الظالمين، وتب على يده فإنه يقبل توبتك، فيمر القائم يده على وجهه فيرده سوياً كما كان ويبايعه ويكون معه ) .
واقــول هذا عجيب ولا عجيب في حكمة الله وسعة رحمته ، ونحن علمنا من قصته من اول خروجه مع جيش السفياني وحتى وصوله الى الزوراء وما حل بالمدن من دمار واهلها من قتل ومن ثم الفواجع والعظائم الكبار التي فعلها جيش السفياني في المدينة ، وبعد كل ذالك لمّا يُخسف بجيش السفياني ، ينجوا بشير !!! الذي يظهر منه انّ في قلبه اساس صالح ورفض لجرائم السفياني التي لا يقبلها دين ولا انسانية . ولعل هذا سبب نجاته ومن ثم تشرفه بان يكون من اصحاب جيش الامام الحجة ع ، وهذا يمكن القول فيه انّه كالحر في معركة كربلاء تقريبا اذا صح التوصيف مع فارق الحكمة التي بها استنقذ من العذاب .*
والسلام عليكم*
الباحث الطائي
|
التعديل الأخير تم بواسطة الباحث الطائي ; 07-10-2014 الساعة 02:45 PM.
|
|
|
|
|