عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية alyatem
alyatem
عضو برونزي
رقم العضوية : 77639
الإنتساب : Mar 2013
المشاركات : 741
بمعدل : 0.18 يوميا

alyatem غير متصل

 عرض البوم صور alyatem

  مشاركة رقم : 5  
كاتب الموضوع : alyatem المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 19-05-2015 الساعة : 01:18 AM


هذه هي طالقان أفغانستان


طالقان الأفغانية.. الأغاني عادت تصدح في الشوارع والنجارون استأنفوا صناعة الكراسي بعدما حرمتها طالبان


طالقان (أفغانستان): ويل انجلاند *
علا صوت احد البائعين في وسط السوق بأغنية ليلى والمجنون بينما علت البهجة على وجوه الغادين والرائحين. وما كان مثل هذا المشهد العادي ليحدث قبل اسبوع فقط، اذ كانت قوات طالبان ستهرع لاخراس المغني وربما لجلده لأن الموسيقى والغناء حرام في عرفها، غير ان طالبان ما عاد لها وجود في طالقان التي بات فيها متسع لقصص الحب واغانيها العذبة. دبت الحياة فجأة في هذه المدينة التي عاد اليها من تركها من لاجئين ليعوضوا ما فاتهم فيها. ويشعر اوستو حكيم النجار بالحبور لأن شخصا طلب منه ان يصنع له مائة كرسي، وقال: «لم اتسلم ولو طلب تركيب كرسي واحد عندما كانت طالبان هنا»، ذلك لأن الكراسي اعتبرت تقليدا غربيا وغير اسلامي، ولكن سكان المدينة باتوا مستعدين الآن للترفيه عن انفسهم، ولهذا فان الطلب يشتد على الطاولات ايضا. وبعودة اللاجئين الى طالقان وتقييم الاضرار التي لحقت ببيوتهم على يد قوات طالبان يتزايد الطلب على حكيم وعماله الذين يعكفون على نشر الخشب لصناعة ابواب ونوافذ جديدة.

وعلى الناصية القريبة، دشن محمد فايز ومحمد رسول اول مكان لبيع الاشرطة الموسيقية في طالقان. وخلال ساعاتهم الثلاث الاولى باعوا نحو مائة شريط مقابل دولارين للشريط الواحد لزبائنهم المتدافعين. وشمل ما باعوه من اشرطة اغاني فارسية وبشتونية وتاجيكية، وغربية ايضا، غير ان الاغاني الافغانية القديمة لاقت اقبالا اشد.

اما ايمال محمود فمثل كل سائقي العربات في طالقان زين عربته التي يجرها حصان بالأجراس والأشرطة الملونة الرائعة. واشار الى ان الطلب عليه زاد ثلاث مرات منذ خروج طالبان من المدينة، اذ يبدو ان الناس الذين كان يعتريهم الخوف والقلق من الخروج من بيوتهم باتوا يستمتعون الآن بالخروج من بيوتهم. ويحمل داوود الراغبين في جولة قصيرة حول المدينة التي يصل عدد سكانها الى 500 الف نسمة، وبعد ان يعرج على مدرسة البنات التي احرقتها طالبان يمر على قواعد طالبان العسكرية والادارية التي اصبحت فارغة تماما. اما شوارع المدينة التجارية التي كانت شبه فارغة في الماضي، فانها اصبحت مكتظة بالبائعين والشارين.

كما يلاحظ المار دراجات «فينكس» الصينية في كل مكان، ولكن اعداد الحمير تظل اكثر منها. ويغطي الدخان سماء المدينة وتعج طرقاتها بأوراق الاشجار المتساقطة ويعلو ضجيج ابواق السيارات وتقطيع الخشب ووقع حوافر الحيوانات واجراس الدراجات وضحكات المتجولين. وتتجول النساء بمفردهن في انحاء المدينة، وهو ما كان ممنوعا في ظل طالبان، وهن يرتدين البراقع، ويمكن ملاحظة بعض الكعوب العالية تحتها.

اما داوود، 25 عاما، الذي قصر طول لحيته فيشعر بالارتياح لأنه لم يعد مضطرا الى مرافقة زوجته عند توجهها الى اي مكان تريد الوصول اليه، ولو تحسنت «الاوضاع الامنية» فربما يسمح لها بخلع البرقع الذي فرضته طالبان. واوضح داوود «رغم ان الناس اصبحوا احرارا الا انه ليس هناك شعور بالأمن الكامل بل هناك فوضى اكبر».

واعرب غلام ساخي الذي يدير محلا لبيع قطع السيارات عن سعادته لخروج طالبان من المدينة، لأن عودة العديد من السيارات الى الطرقات تعني الاقبال على شراء بضائعه، علاوة على الاستمتاع اللذيذ بالحرية. وقال «كان الجميع يشعرون بالخوف ويعيشون في حالة من الشك في عهد طالبان، اذ كان الناس يتعرضون للاعتقال في اي مكان وفي اي وقت، سواء في وضح النهار في الشارع او من بيوتهم في عتمة الليل. اما المقاهي فكانت فارغة في عهد طالبان».

وعندما يخيم الظلام هنا تكتظ المقاهي بمرتاديها من الرجال الذين يتربعون فوق سجاجيد تغطي الارض، يحتسون غالونات من الشاي ويتناولون شوربة النعناع والشيش كباب ولحم الخروف مع البطاطا، وهم يصرخون على النادل الذي يصرخ بدوره على الطهاة، وبعد الانتهاء من تناول الطعام يشربون مزيدا من الشاي وهم يراقبون الوافدين من الاجانب على مدينتهم.

وكما بدأ النهار باغنية هكذا انتهى بوصول شحاذ يرتدي الرث من الملابس الى احدى المقاهي ليغني فيه مقابل وجبة عشاء. وغنى الشحاذ عن رمضان وما يتوجب على المسلم التقي القيام به في هذا الشهر الفضيل بينما جمع له المستمعون ما تبقى في صحونهم وقدموه له.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»

من مواضيع : alyatem 0 هل أن كنوز الطالقان في أفغانستان أم في إيران؟!!
0 زيارة قرية المنتظرين للحجة(عجل الله فرجه الشريف) في مدينة طالقان
0 حق اليقين.. في تنزيه أعراض النبيين
0 الرد التحريري على السيد حسن الكشميري
0 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء
رد مع اقتباس