|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 82429
|
الإنتساب : Dec 2015
|
المشاركات : 966
|
بمعدل : 0.30 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
مروان1400
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 01-06-2017 الساعة : 08:43 AM
الانتفاضة الشعبانية عام 1991, وجرائم النظام العفلقي في العراق.
قبة مرقد العباس بن علي ع في كربلاء , وقد اصابتها الصواريخ والقنابل البعثية عام 1991ميلادية
أكثر من نصف مليون كردي في العراق يهربون الى الجبال مع عوائلهم خوفا من القصف الكيمياوي والبطش البعثي عام 1991 , لاتختلف الصورة عن ما فعله داعش عام 2014! فالمبادئ واحدة والغاية واحدة! والمخطط واحد والمشرف واحد.
بعد سنة وبضعة اشهر تقريبا من توقف حرب القادسية المشؤومة ,وفي لوثة من جنون الطغاة, يأمر طاغية العراق قواته المسلحة بالدخول الى دولة الكويت لاحتلالها, ولم يكن ذلك الدخول اعتباطيا كما بدا, انما تم بعد تسلم الطاغية أشارة القبول من الام الرؤوم أمريكا ودول التحالف لتبرير تدخلهم وانزالهم لقواتهم بعد ذلك في الجزيرة العربية , وكان ظاهر الامر أن نزول القوات الغربية الى الجزيرة والكويت جاء احترازا من تقدم جيش الطاغية الى السعودية , بينما الحقيقة كانت غير ذلك , فنزول قوات التحالف الى جزيرة العرب جاء حماية لدول الخليج من العدو اللدود ايران وترقبا مباشرا لتحركات الجمهورية الاسلامية الايرانية, والدليل على ذلك بقاء تلك القوات منذ ذلك التاريخ 1991 ميلادي وحتى عهدنا الحاضر 2016 ميلادي , ولم يعد التهديد البعثي الصدامي الكاذب قائما فقد تغير كل شئ وصار صاحب التهديد في مقابر التاريخ ومع ذلك لازال جيش الام الرؤوم في بلاد الخليج ! وإذن كان غزو الكويت ورطة أخرى تورط فيها الطاغية الاحمق , انتهت بتكبيله وتبرير نزول قوات الام الرؤوم الى الجزيرة العربية ! ومن حمق الطغاة ظنهم أن العالم يمشي وفق حركاتهم وتخيلاتهم النرجسية , بينما هم في الحقيقة منفذين لأرادة اسيادهم شاءوا أم أبوا, فكان الحصار القاسي على شعب العراق وعزله عن ركب العالم كله.
ومن عجائب الاقدار وحكم دورات الزمان أن قوات التحالف الدولي والدول التي تحالفت مع نظام البعث في عراق في حربه لايران للاعوام (1980-1988) وقفت جميعا ضده في حربه للكويت عام ( 1990) وقلبت له ظهر المجن كما يقال , فصار اصدقاء الامس أعداء اليوم وظهر امر تلك السياسات لاحقا مما فسر سبب توغل الجيش العراقي الى الكويت بسبب تخلي دول التحالف ودول الخليج والسعودية عن طاغية العراق بعد حرب القادسية, وكأن طاغية العراق الاحمق أدرك بعد فوات الاوان أنه كان عميلا منفذا لاجندة خارجية بشنه حرب القادسية الغادرة , وان مجد تلك الحرب الفاشلة ليس اكثر من فقاعة فقعت في مهب الريح, وان دول الخليج والسعودية ودول التحالف استفادوا من غباءه لجر بلاده في حرب لا طائل منها سوى الموت والخراب , فكانت حرب الكويت انتقاما منه لتنازل القوم عنه , فأحرق ما تبقى مما كان يملك.
بعد اندحار الجيش في الكويت وانسحابه الى العراق , انتهز ابناء الجنوب في العراق فرصة الثورة ضد النظام الغاشم فقامت الانتفاضة في شعبان عام 1991 الموافق لشهر آذار من تلك السنة, وكانت انتفاضة عفوية شعبية غير منظمة, لم يتوانى النظام عن استعمال كل الوسائل في قمعها من قنابل وصواريخ واسلحة كيمياوية , وسرت الانتفاضة الى المحافظات الكردية السنية فوقفت ضد النظام ايضا فكانت حرب الانفال التي أدت الى هجرة وهروب مايقارب ربع مليون مواطن كردي الى جبال تركيا وايران هربا من البطش البعثي الذي لايفرق عن بطش وهمجية عصابات داعش في المدن التي دخلها في اعوامنا هذه( 2014-2016) , ولم تواجه النظام آنذاك (1991 ميلادي) اي معارضة في ثلاث محافظات رئيسية وهي الموصل والانبار ( الرمادي) وصلاح الدين ( تكريت) , فأطلق الطاغية عليها اسم المحافظات البيضاء, وسيكون لهذه المحافظات البيضاء دورا كبيرا في ولادة المسخ البعثي الوهابي ( داعش) فيما بعد كما سيأتي .
كانت حصيلة الانتفاضة في الجنوب والشمال ما يقارب من 180 ألف قتيل وآلاف النازحين من بطش النظام . ولاحت اولى تمهيدات التقسيم في العراق باعلان قيام اقليم كردستان في شمال العراق برعاية دولية , ولكن الملفت للنظر عدم اعلان جنوب العراق اقليما برعاية دولية لاسباب عديدة لانريد الخوض فيها لاختصار البحث, ولكن خطة التقسيم لاحت في تلك الفترة .
وعلى الرغم من تواجد الجيش الامريكي بكامل قوته في الكويت وبلاد الخليج بعد تحريره للكويت واندحار الجيش العراقي منها , ورغما عن الاهوال التي واجهها الشعب العراقي في الجنوب والشمال من طاغية أرعن كان على حافة نهايته, فإن قوات التحالف الدولي تركت الأمر كما هو ولم تتدخل عسكريا , وبدا وكأن وجود تلك القوات في الخليج وترقب مايجري في العراق ليس أكثر من حماية للنظام البعثي نفسه من السقوط , فالاوان لاسقاط النظام لم يخطط له بعد, والبديل عنه يتطلب موالين جدد من غير المعارضة العراقية آنذاك, فتركت دول التحالف النظام يبطش بالشعب شمالا وجنوبا ثم استحدثت اضحوكة تحديد مجال الطيران العراقي العسكري لمنعه من ضرب المدن بالقنابل , لقد استحدث ذلك الامر بعد أن انهى النظام مهتمه في وأد الثورة الشعبية عليه ليخرج أقوى من قبل . وصرحت رئيسة الوزراء البريطانية آنذاك (مارجريت تاتشر) بأنه من الاولى للجيش الامريكي وبعد تحريره للكويت وطرد الجيش العراقي منها مهزوما أن يكمل مهمته ويسقط النظام الغاشم في العراق! لكن الامر لم يتم كما تمنت تلك السيدة , فما يجري أعمق من ذلك وابعد وسيأتي بيانه لاحقا !
يتبع...
|
|
|
|
|