عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية الباحث الطائي
الباحث الطائي
بــاحــث مهدوي
رقم العضوية : 78571
الإنتساب : Jun 2013
المشاركات : 2,162
بمعدل : 0.54 يوميا

الباحث الطائي غير متصل

 عرض البوم صور الباحث الطائي

  مشاركة رقم : 5  
كاتب الموضوع : الباحث الطائي المنتدى : منتدى القرآن الكريم
افتراضي
قديم بتاريخ : 02-06-2021 الساعة : 01:55 PM







بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ياكريم

شكرا للاخ الفاضل بني هاشم مشاركته ،
سوف اتعرض بنوع تفصيل لبيان المطلب وابدأ بوضع الايات ذات الصلة لاهميتها في الفهم والتوضيح واستخلاص النتائج

اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (17) إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالإِشْرَاقِ (18) وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَّهُ أَوَّابٌ (19) وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ (20) وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ (21) إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاء الصِّرَاطِ (22) إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ (23)*قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ (24) فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ (25) يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ (26) / سورة ص


اقول : وصفت الاية 17 اعلاه ان داوود ع بذا الايد ( ذَا الأَيْدِ ) وهذا دلالة على انه ذو قوة ( في ملكه وغيرها من الامور ) وانه ( أَوَّابٌ ) أي كثير الرجوع الى الله
وبينت بعدها الآية 20 أنّ الله شد ملكه ( وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ ) اي جعل فيه عناصر القوة ،،، وكذلك ( وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ ) فالحكمة هي النبوة والعلم المتعلق بها بما يقتضي هداية الناس وبيان الشريعة على تمامها ، و فصل الخطاب هو تفصيل الكلام وايضاحه عند مخاطبة غيره وهذا بالطبع يتضمن تمييز الحق من الباطل كما في في شأن القضاء بين الناس .

وخلاصة ما سبق أن داوود ع كان نبيا رسولا حكيما وقاضيا بالحق ، وملكا قوي في ملكه وذاته ، اذا كان هذا واضحا فأن الله ادخله في اختبار يناسب مقامه ودوره وذكر هذه الحادثة في القرآن وقصها على الرسول الخاتم محمد ص .

وبدأت تفاصيل الاختبار بالاية 21 ( وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ )


المحراب مكان العبادة ، وتسور المحراب هو صعودهم عل حائطه للوصول لداخله ، ويظهر من هذا ان داوود ع كان في غير الوقت المخصص للرعية ودخول الخصماء بهذه الطريقة هو على غير المعتاد بل المريب الاقرب للخطأ وفق اخلاق الدين والشرع عموما .

ولكن لنقف ونفصل اكثر في هذه النقطة ، يجمع اكثر المفسرين على ان الخصماء في حقيقتهم ملائكة متلبسين في هيئة البشر وهم من سياق الايات وإن كانا خصمين ولكنهم اكثر من اثنين ، بمعنى طرفين احدهما مع صاحب النعجة الواحدة والآخر مع اخيه صاحب التسع وتسعون نعجة ، وحيث انه اختبار لشخص نبي رسول مثل داوود ع الذي سبق وصفه بالحكمة وفصل الخطاب وقوة الملك فانه يظهر من سلوك الملائكة إنها قاصدة أمر ما من كل فعل وقول تقوم به ، وان هناك اختبار متقن الاركان لمن يعلم اين وكيف يختبر .

بمعنى : كان الاختبار في صميم قابليته وعمله في القضاء والحكم بين الخصماء ، وتطلب الامر ان يخضع لتجربة دقيقة ومؤثرة في هذا الجانب لمعرفة قدرته على تجاوز المؤثر ، وحيث ان الانسان عموما في طبعه العاطفة والرحمة اذا وجد ضعف واحتياج ، والخوف والخشية اذا وجد مصدر ضرر ، فمن الطبيعي تأثره بما ينسجم وطبعه ، وبما ان القضاء مقتضاه العدل والفصل بالحق فلا يقبل إلا ما يوافق الحق وهذا كثيرا ما يخالف الهوى الذي قد ينجر اليه طبع الانسان من الرحمة والعطف والخوف وغيرهما من عوارض الطبائع ، فأفهم.

وعليه كان دخول الملائكة على داوود ع من خلال تسورهم للمحراب ، في غير الوقت المعتاد ، ولا من خلال الطريق المعتاد ، مقصود وداخل في عملية الاختبار وذلك لخلق حالة من الخوف في النفس ( صدمة الخوف ) ومن ثم ملاحظة اثر ذلك عليه وهذا ما حصل ،

بل ووفق هذا المبدأ يظهر لعله ان عدم مجيءالاخوين الخصمين بحالهما فقط بل جائوا بشكل جماعة منقسمين الى طرفي الخصمين فيه مبالغة وتأكيد اكثر لخلق مؤثر الخوف وإلا يكفي المقام بان يأتي الاخوين الخصمين من غير إحد غيرهما فتأمل ، وآلله اعلم .

وبالفعل ( تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ ) وخلق هذا رد الفعل المقصود والمتوقع ( فَفَزِعَ مِنْهُمْ ) فاقتضى هذا تطمينه اولا للمضي في اكمال الاختبار ( قَالُوا لا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ ) وكما تلاحظ كان الجواب بصيغة الجمع مما يدل على انهم كلهم او اكثر من اثنين جاوبه وهذا ابلغ في التطمين مما لو تصدى للجواب واحد فقط . وآلله اعلم
وبعد بيانهم سبب دخولهم باشروا بنقل الحديث الى مطلبهم الذي جائوا من اجله فقالوا ( فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاء الصِّرَاطِ ) اي كونك نبي حكيم وعادل ، فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط اي لا تجر ( تجور / تظلم ) ، وحيث ان الحكم بالحق لمن هو في مثل داوود النبي الحكيم ع ثابت بامر وتسديد الله فلا يتصور منه الجور عن قصد او خطأ الا اذا غفل او تأثر بما هو ممكن له التأثير مما موجود في طبع النفس اذا غلبها الهوى . وهذا لعل فيه تنبيه مضمر لمن يتأمل وإلا عادتا لا يطلب خصم من قاض هو بمقام نبي حكيم اتاه الله فصل الخطاب مثل هذا الطلب بل يكتفي وفق الادب ان يحكم بينه وبين خصمه ، واهدنا سواء الصراط .

نتوقف قليلا ونتابع لاحقا

الباحث الطائي





توقيع : الباحث الطائي
لا اله الا اللـه محمــــد رســــول الله
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم

( الاسلام محمدي الوجود . حُسيني البقاء . مهدوي الغاية )

*
*

الباحـ الطائي ــث
من مواضيع : الباحث الطائي 0 القراءة السياسية والعلامتية لاحداث مصر
0 متى يخرج السفياني لغزو العراق
0 في أي فصول السنة يظهر القائم ع
0 الفتنة الشرقية الغربية وعلو بني إسرائيل الثاني
0 قراءة جديدة في رواية اذربيجان
التعديل الأخير تم بواسطة الباحث الطائي ; 02-06-2021 الساعة 02:17 PM.

رد مع اقتباس