عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية الباحث الطائي
الباحث الطائي
بــاحــث مهدوي
رقم العضوية : 78571
الإنتساب : Jun 2013
المشاركات : 2,162
بمعدل : 0.54 يوميا

الباحث الطائي غير متصل

 عرض البوم صور الباحث الطائي

  مشاركة رقم : 7  
كاتب الموضوع : الباحث الطائي المنتدى : منتدى القرآن الكريم
افتراضي
قديم بتاريخ : 02-06-2021 الساعة : 03:39 PM


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ياكريم

اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (17) إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالإِشْرَاقِ (18) وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَّهُ أَوَّابٌ (19) وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ (20) وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ (21) إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاء الصِّرَاطِ (22) إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ (23) قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ (24) فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ (25) يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ (26) / سورة ص


نكمل البحث ، وصلنا للآية 23 ( إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ )

النعجة هي انثى الضأن ( الشاة ) ، فقال المدعي ( صاحب النعجة الواحدة ) ان اخيه المدعى عليه ( صاحب التسع وتسعون نعجة ) قد سأله ان يكفله نعجته الواحدة الى نعاجه اي يجعلها تحت كفالته وسلطته ( وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ ) ألح واصر عليه في طلبه .

وكما يظهر ويستشعر للمتلقي من مجمل توصيف المدعي انه ضعيف الحال مقابل اخيه الذي يظهر عليه اليسر ، فأذا صدر منه مثل هذا الطلب فهذا يظهر بالعموم الظلم ويستجلب العطف على اخيه الضعيف ، وهذا هو المطلوب بالدقة للاختبار .

وبالفعل أثرت هذه الدعوى أثرها المباشر في نفس داوود ع فتعجل بالقول اقرب منه بالحكم لانه استعطف المدعي بما وقع عليه من ظلم المدعى عليه رغم انه اخيه ، وهذا يضيف قسوة على المشهد مما لو كان صدر من غريب لان صلة الرحم اقرب للاحسان والرحمة في مثل هذا الحال .

وبالمباشر قال داوود ع ( لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ )
اي بمعنى ان اصراره عليك انت الفقير على ان تكفله نعجتك الوحيدة وهو الغني الى نعاجه التسع والتسعين هو ظلم .

واسترسل فقال ( وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ )
اي ان الكثير من الشركاء في الاموال يظلم بعظهم بعضا وهذا محتمل كثيرا حصوله او صدوره عن اخيك اذا كفل نعجتك لانه اصل طلبه وهو يعلم بحالك هذه كان ظلم لك ، وهذا يعني انه ليس ممن يتصف بالايمان والعمل الصالح الذين استثناهم من الوقوع في الظلم ، فتأمل .

إلى هنا ظاهر الحكم يناسب ظاهر الدعوى على فرض صحتها من المدعي ولا يوجد وجه يبررها من المدعى عليه ،

ولكن القضاء الحق اذا سار وفق سياق القضاء العادل يتطلب مثلا
1- أن يسأل المدعي (صاحب النعجة الواحدة ) البينة / الدليل على صدق مدعاه ( البينة على من ادعى )
2- أن يسأل المدعي عليه هل حقا فعل هذا ( الاقرار )
3- أن يطلب من المدعى عليه سبب فعله الذي فعل ، لانه يحتمل هناك مبرر يرتفع فيه وجه صدور الظلم منه

فأذا اجرى على الاقل كل هذه الامور يستطيع بعدها تقرير انه حصل ظلم ام لم يحصل ، ليتمكن بعدها من اصدار القضاء الحق العادل بين الناس.

إلا ان النبي داوود ع وصفه الله بالحكمة وانه عبد مطيع لربه أَوَّابٌ ، ليس من شأنه الظلم او الخروج عن سواء الصراط الحق ، وليس مثله غير خبير في صنعته (قضائه)
وقد آتاه الله فَصْلَ الْخِطَابِ ، فما حصل له غفلة مال فيها باستعطافه الاخ الضعيف على أثر ظلم اخيه فاستعجل بالحكم قبل تمام ثبوت التهمة .

وهنا وفي هذه اللحظة الدقيقة من الاختبار انتهى دور الملائكة ( ولعلها اختفت من عنده لانه لو بقي الخصمان لكان داوود ع بعد تنبهه لما وقع فيه من خطأ الاستعجال ان يعيد مجرى القضاء الى جادة الصواب ويكمل معهما حتى يتبين له الامر ، وحيث لم يحصل فهذا يرجح انتهاء دور الملائكة وانتهاء الاختبار ويعزز ذلك انه بالمباشر ودون فاصلة من قول او عمل اتصل قوله تعالى واصفا امر حدث عن داوود ع وهو ( وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ) اي تيقن أن الله اختبره بهذا وكان اختفائهم دليل عليه خاصتا لمن هو على اتصال بالسماء والملائكة .

وسواء تنبه النبي داوود ع على اثر اختفاء الملائكة كما احتملنا ، او هو تنبه لنفسه مما وقع فيه . فالنتيجة واحدة ، وحيث انه عبد أوآب ، استغفر ربه عن الظلم الذي وقع منه في الحكم ، وَخَرَّ رَاكِعًا اي انحنى لله خاضعا ، وَأَنَابَ اي رجع بالتوبة الى الله .

الباحث الطائي

يتبع لاحقا


توقيع : الباحث الطائي
لا اله الا اللـه محمــــد رســــول الله
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم

( الاسلام محمدي الوجود . حُسيني البقاء . مهدوي الغاية )

*
*

الباحـ الطائي ــث
من مواضيع : الباحث الطائي 0 القراءة السياسية والعلامتية لاحداث مصر
0 متى يخرج السفياني لغزو العراق
0 في أي فصول السنة يظهر القائم ع
0 الفتنة الشرقية الغربية وعلو بني إسرائيل الثاني
0 قراءة جديدة في رواية اذربيجان
التعديل الأخير تم بواسطة الباحث الطائي ; 02-06-2021 الساعة 03:56 PM.

رد مع اقتباس