عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية Amar Ali
Amar Ali
عضو جديد
رقم العضوية : 27452
الإنتساب : Dec 2008
المشاركات : 57
بمعدل : 0.01 يوميا

Amar Ali غير متصل

 عرض البوم صور Amar Ali

  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : Amar Ali المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 07-01-2009 الساعة : 06:17 PM


بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف الخلق محمد وعلى آلهالطيبين الطاهرين

قال الإمام الرضا عليه السلام: إن المحرم شهر كان أهل الجاهلية يحرمون فيه القتال، فاستحلت فيه دماؤنا، وهتكت فيه حرمتنا، وسبي فيه ذرارينا ونساؤنا، وأضرمت النيران في مضاربنا، وانتهب ما فيها من ثقلنا، ولم ترع لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حرمة في أمرنا،إن يوم الحسين أقرح جفوننا، وأسبل دموعنا، وأذل عزيزنا، بأرض كرب وبلاء، أورثتنا الكرب والبلاء، إلى يوم الانقضاء، فعلى مثل الحسين فليبك الباكون، فإن البكاء يحط الذنوب العظام.
ثم قال عليه السلام: كان أبي صلوات الله وسلامه عليه إذا دخل شهر المحرم لا يرى ضاحكا، وكانت الكآبة تغلب عليه حتى يمضي منه عشرة أيام، فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه، ويقول:هو اليوم الذي قتل فيه الحسين صلوات الله عليه، وكان الامام يخاطب ابن شبيب يابن شبيب"ان كنت باكياعلى شيء فابكي على الحسين."
فبهذه الكلمات النورانية من الإمام تتجسد الدمعة والكلمة فتصبح في قالب واحد، إن الدمعة والكلمة وجهان لعملة واحدة، نعم عندما تتعانقالدمعة والكلمة فكل واحدة منهم تحدث الأخرى عن ما جرى في واقعة الطفوف الأليمة التيلم يحدث مثلها قط في التاريخ، وهو الظلم والطغيان والجور والجبروت على الحق والهدىوالصواب، تذرف الدمعة مثل الشمعة عندما تدمع ولكن بهدوء .. تذرف دموعها وبحرارة إذبهما معاً تنير درب الحرية والكرامة ويشع ضياءها ونورها الآسر الظلام الدامس الذيخيم على قلوب وعيون من يريدون الباطل ويتخاذلون معه ضد الحق وأهل الحق، وللدمعة حديث ذوشجون ولوعة على مصاب أبي عبد الله الحسين عليه السلام، ولكن تأتي الكلمة بعقل واعيوتجسد الدمعة وتقف معها بدون أي مشاحنة مذهبية أو حزبية أو مرجعية أو غيرها منالمسميات، لكي يكون للكلمة وقعها ودورها وضلالها لمن يريد أن ينير طريقه بشعاعالكلمة الصادقة وبنور الشمعة التي لا تنطفئ لأنه الحق والحق .. هو دائماً ضد الباطلعلى مر الحقب والأزمنة، وكل من يسير وراءه من المنافقين، لأن بالكلمة يتم تجسيدالدمعة ولكن لا تذهب بالعواطف وتهيجها ونترك الكلمة التي لا نستفيد منها في واقعناالمعاصر والخطير الذي تحويه انعطافات فكرية بحاجة من يصحح مسيرها الطبيعي.
لأنالكلمة المسئولة تبنى المشاريع، المشاريع التي تخدم المجتمع، كذلك تخدم الفكرالمحمدي الأصيل، والدمعة التي هي الشمعة تنير لهذه المشاريع دروبها وطرقها في الوجهةالصحيحة، الذي هو نبراس للمجاهدين والمتقين والصادقين، قال تعالى: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَ كُونُواْ مَعَ الصّاَدِقِينَ}، وفيالرواية هم أهل البيت عليهم السلام، لأن دائماً الكلمة وتدمج معها الدمعة الساكبة المعبرة عن الولاء المحمدي العلوي الفاطمي الحسني الحسيني يكون لهاوقعها في نفوس المؤمنين الذين تربوا وتعلموا ونهلوا من مدرسة عاشوراء ومن مدرسيهاوفي مقدمتهم مدرس الحرية والكرامة والإباء والشجاعة والشهادة ضد الظلم والطغيانوالجبروت الأموي إمامي وإمام الأنس والجان أبي عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالبعليهم السلام .
فمن مدرسته الخالدة نأخذ .. نتعلم .. نتدرب .. نجدد البيعة في كل عام وفي كلسنة من علومها ومعارفها دروساً وعبر ومواعظ لتنير لنا درب الحرية التي سجلها الحربن يزيد الرياحي رضي الله عنه عندما فكر بعقله لا بعواطفه ورأى الجنة والنار ماثلةأمام عينيه ببصيرته لا ببصره، وكذلك الكرامة التي جسدها الإمام الحسين عليه السلام عندما قال :ومثلي لا يبايع مثله عندما عرضت عليه البيعة في مجلس الطاغية، لأنه سوف تهدركرامته وتدنس من قبل يزيد وهو ليس أهل للخلافة والزعامة .
نعم فسلاحنا الذينقاوم به وهو الأقوى دائماً هو سلاح الكلمة الطيبة الجميلة في مضامينها ومعانيها،ودائماً الذي تفوز في المعركة هي الكلمة .. الكلمة .. الكلمة..
وكذلك الإمام يأمر أصحابه بكلمة توجيهية تنير لهم الدرب، (عند إقترابهم من المدينة المنورة) قال بشر بن حذلم : ...قال علي بن الحسين عليهم السلام: يا بشر رحم الله أباك لقد كان شاعراً فهل تقدر على شيء منه؟ ... فركبت فرسي ...... ودخلت المدينة وأنشأت أقول :

يا أهل يثرب لا مقام لكم بها قتل الحسين فأدمعي مدرار


الجسم منه بكربلاء مضرج والرأس منه على القناة يدار


وأيضاً صاحب القلم شاعر أهل البيت عليهم السلام المعروف دعبل بن علي الخزاعي قال من قصيدة يبكي الإمام الحسين بن علي عليهما السلام:

أسلبت دمع العين بالعبرات .. وبت تقاسي شدة الزفرات


وكذلك الإمام أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام لم يبدأ القوم بالقتال ولكن بدأهم بالكلمة وبالموعظة الحسنة لكي يعودوا إلى رشدهم ووعيهم لكن لم تفد فيهم تلك المواعظ الحسينية يوم عاشوراء، وذلك بسبب حصولهم على الجوائز والهدايا من قبل أميرهم الذي غرهم وخدعهم بشيء دنيوي زائل وذهبوا نحو الباطل وتركوا الحق ، وصدق الإمام الحسين عليه السلام عندما قال: " الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درت معايشهم فإذا محصوا بالبلاء قل الديانون " ، وكذلك الكلمة الخالدة للإمام عليه السلام وهي" هيهات منّا الذلّة " كلمة وشعار الحسين عليه السلام يوم عاشوراء، وشعار جميع الأحرار الذين لا يرضخون للظلم والعدوان، وذلك لكي تكون عليهم كلمات وخطب ومواعظ الإمام عليه السلام حجة على القوم الذين خذلوه ولم ينصروه إلى يوم القيامة، وهي تعتبر دروس وحكم ومواعظ لنا جميعاً لكي نأخذ منه الدروس والعبر لتنير لنا درب الحرية والكرامة والشجاعة والإباء والإيثار والمواساة والقيم الأخلاقية .


الإسلام محمدي الوجود حسيني البقاء


سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلينوالحمد لله رب العالمين.




عظم الله أجوركم وأجوركنا بمصابنا الجلل في أبي عبدالله الحسين عليه السلام


بقلم:حسن عون العصافره

بمناسبة عاشوراء الإمام الحسين عليه السلام 1430هـ


توقيع : Amar Ali
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد الطيبين المعصومين الذين أذهبت عنهم الرجس وطهرتهم تطهيرا




من مواضيع : Amar Ali 0 لو لا الامام الحسين عليه السلام
0 نداء القائد بمناسبة فاجعة غزة 28/12/2008
0 بمناسبة حلول أيام عاشوراء
0 عضو جديد هل اجد فيكم مرحب يا موالين او مستضيف
رد مع اقتباس