عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية حسين ال دخيل
حسين ال دخيل
شيعي فاطمي
رقم العضوية : 74854
الإنتساب : Oct 2012
المشاركات : 4,936
بمعدل : 1.16 يوميا

حسين ال دخيل غير متصل

 عرض البوم صور حسين ال دخيل

  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : حسين ال دخيل المنتدى : المنتدى الفقهي
افتراضي نصائح عرفانية
قديم بتاريخ : 17-06-2013 الساعة : 11:59 PM


26- الويل لنا نحن الغافلين الذين لا نستيقظ من النوم حتى آخر العمر. نبقى في سُكر الطبيعة غارقين، بل نزداد كل يوم سُكراً وغفلة، ولا نفهم شيئاً سوى الحالة الحيوانية من مأكل ومشرب ومنكح، ومهما فعلنا، وإن كان من سنخ العبادات، فإنما نفعله في سبيل البطن والفرج. أتحسب أن صلاة خليل الرحمن كانت مثل صلاتنا؟ الخليل لم يطلب حاجة حتى من جبرائيل، ونحن نطلب حاجاتنا من الشيطان نفسه ظناً منّا بأنه يقضي الحاجات.

27- إلهي وربي! إن أيدينا عن كل شيء قاصرة، ونحن عارفون بأننا ناقصون وتافهون، ولا نملك ما يليق بأعتاب قدسك. كلّنا نقص وعيب. ظاهرنا وباطننا ملوّث بالمهالك والموبقات. فمن نحن حتى نرجو القدرة على الثناء عليك، فيما يعترف الوليّ من أوليائك قائلاً: "أَفَبِلِساني الكالّ هذا أَشْكُرُكَ!" مقراً بعجزه وَقصوره؟ فكيف بنا نحن أهل المعصية المحجوبين عن ساحة كبريائك؟ ما عسانا نقول سوى أن نحرّك ألسنتنا قائلين: إن رجاءنا موكول إلى رحمتك، وإن أملنا وثقتنا بفضلك ومغفرتك وجودك وكرمك.

28- إذا نظّف العبد أرض قلبه من أشواك الأخلاق الفاسدة وأحجار الموبقات وسباختها، وبذر فيها بذور الأعمال، وسقاها بماء العلم الصافي النافع والإيمان الخالص، وخلّصها من المفسدات والموانع مثل العجب والرياء وأمثالهما التي تعدّ بمثابة الأعشاب الضارّة العائقة لنموّ الزرع، ثم انتظر ربّه المتعالي ورجاه أن يثبّته على الحق، ويجعل عاقبة أمره إلى خير، كان هذا الرجاء مستحسناً، كما يقول الحقّ المتعالي: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ﴾.


29- إنّ الإنسان عندما يدرك منتهى قصوره في النهوض بالعبودية، ويرى صعوبة وضيق طريق الآخرة، يتولّد فيه الخوف بأعلى درجة. وعندما يجد ذنوبه ويفكّر في أناس كانت عاقبة أمرهم الموت من دون إيمان وعمل صالح، رغم حسن أحوالهم في بدء الأمر ولكنهم انتهوا إلى سوء العاقبة، يشتدّ فيه الخوف.

30- إنّ ما يصل إلينا في ذلك العالم هو صور أعمالنا. فلذلك مزّق سلاسل الشهوة والأهواء المتعرّجة بعضها على بعض، وحطّم أصفاد القلب، واخْرج من قيود الأسر، وكن حراً في هذا العالم، حتى تكون حراً في ذلك العالم. ولولا ذلك لوجدت الصورة الملكوتية لهذا الأسر حاضرة في ذلك العالم، واعلم بأنها مؤلمة جداً.
إن أولياء الله رغم تحرّرهم التام من الأسر والرق، وبلوغهم الحرية المطلقة فإن قلوبهم كانت مضطربة وكانوا يجزعون وينحبون بدرجة تثير دهشة العقول.

31- إنّ الإنسان العاقل الرؤوف بنفسه لا بد له من السعي واللجوء إلى كل سبيل لإنقاذ نفسه من الأسر، والنهوض أمام النفس الأمارة والشيطان الباطني، ما دامت الفرصة سانحة، وقواه الجسدية سالمة وما دام أنه على قيد الحياة وفي صحة موفورة وفتوّة موجودة، وأن قواه لم تتسخّر كلياً، ثم يراقب حياته فترة من الوقت، ويتأمّل في أحوال نفسه وأحوال الماضين، ويتمعّن في سوء عاقبة بعضهم، ويُفهم نفسه أن هذه الأيام القليلة تبلى، ويوقظ قلبه ويفهمه الحقيقة التالية المنقولة عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم حيث خاطبنا قائلاً: "الدنيا مزرعة الآخرة".

32- إنّ العبد الذي لا يتحمّل مصيبة واحدة نازلة عليه من الحق المتعالي والحبيب المطلق، والذي إذ واجه بليّة واحدة رفع صوته بالشكوى من وليّ نعمه أمام المخلوق، رغم نزول البركات عليه وتلقّيه آلاف آلاف النعم، مثل هذا العبد أي إيمان له؟ وأي تسليم له أمام المقام القدسي للحق؟

33- هل تظن أن التوبة مجرّد كلام يقال؟ إن القيام بالتوبة لعمل شاق. إن الرجوع إلى الله والعزم على عدم العودة إلى الذنب يحتاج إلى رياضة علمية وعملية، إذ نادراً ما يحدث للإنسان أن يفكر وحده بالتوبة أو يتوفق إليها أو يتوفق إلى توفير شرائط صحة التوبة وقبولها أو إلى توفير شرائط كمالها. إذ من الممكن أن يدركه الموت قبل التفكير في التوبة أو إنجازها وينقله من هذه النشأة مع المعاصي التي تنوء بالإنسان ومع ظلمات الذنوب اللامتناهية. وفي ذلك الوقت يعلم الله وحده المصائب والمحن التي سوف يواجهها!

34- إذا عاش الإنسان مع الحق سبحانه وتعالى في جميع الأحوال وكافة المستجدات، وشاهد نفسه أمام الذات المقدّس عزّ شأنه، لأحجم عن الأمور التي تسخط الله، وردع نفسه عن الطغيان. إن المشاكل والمصائب المنبثقة من النفس الأمّارة والشيطان الرجيم قد نشأت عن الغفلة عن ذكر الحق وعذابه وعقابه.

35- إن الله سبحانه وتعالى غيور، ويكون هتك ستر المؤمنين وكشف عوراتهم هتكاً لناموس الله وكرامته. ولو أن إنساناً تجاوز في الاستهتار الحدود، وهتك حرمات الله، كشف الله الغيور عيوبه التي سترها عن الآخرين بلطفه وستّاريته، وهتك أسراره وفضح أمره في هذا العالم أمام الناس وفي عالم الآخرة أمام الملائكة والأنبياء والأولياء عليهم السلام.

36- يجب أنْ يكون الإنسان مثل الطبيب الرحيم، والمرافق الرؤوف يراقب نفسه، ولا يسمح لفلتان زمامها مِنْ يده، لأنها في لحظة من الغفلة تنفلت من يده وتقوده إلى الذل والهلاك.

37- اعلم أنّ شكر نِعَم الحق المتعالي سبحانه الظاهرية والباطنية، من المسؤوليات اللازمة للعبودية، حيث يجب على كل شخص حسب قدرته المتيسّرة أن يشكر ربه، رغم أن أحداً من المخلوقين لا يستطيع أن يؤدي حق شكره تعالى. ويكون منتهى الشكر في معرفة الإنسان عجزه عن النهوض بحق شكره سبحانه. كما أن غاية العبودية تكون في معرفة الإنسان عجزه عن القيام بحق العبودية له تعالى.

38- لو أن شخصاً قام بالوظائف العبودية والمناسك الظاهرية- حسب ما هو لازم ومطابق لتوجيهات الأنبياء- لانعكست من جرّاء أدائه لمسؤولياته العبودية آثار على قلبه وروحه، حيث يحسن خلقه، وتتكامل عقائده.

39- أيها العزيز، أنت محتاج في جميع العوالم: عالم البرزخ وعالم القبر وعالم القيامة ودرجاتها إلى المعارف الإلهية الحقّة، والعلوم الحقيقية والخلق الحسن والأعمال الصالحة. فاجتهد أينما كنت من هذه الدرجات والمراتب، وأكثر من إخلاصك وأزل عن قلبك أوهام النفس ووساوس الشيطان حتى تظهر لك النتائج، وتجد سبيلاً إلى الحقيقة، وينفتح لك طريق الهداية، ويكون الله سبحانه في عونك.

40- اعلم أنّ التفرّغ للعبادة يحصل من تكريس الوقت والقلب لها. وهذا من الأمور المهمة في باب العبادات. فإن حضور القلب من دون تفريغه وتكريس الوقت له غير ميسور، والعبادة، من دون حضور القلب، غير مجدية.

41- لا بد للإنسان المتعبد، أن يوظف وقتاً للعبادة. وأن يحافظ على أوقات الصلاة التي هي أهم العبادات وأن يؤديها في وقت الفضيلة، ولا يختار لنفسه في تلك الأوقات عملاً آخر.

42- عزيزي: اجعل مناجاتك مع الحق سبحانه بمثابة التحدّث مع إنسان بسيط من هؤلاء الناس؛ فكيف إنك إذا تكلمت مع صديق، بل مع شخص غريب، انصرف قلبك عن غيره، وتوجّهت بكل وجودك نحوه، أثناء التكلم معه، ولكنك إذا تكلمت وناجيت وليّ النِّعم، وربّ العالمين، غفلت عنه وانصرفت عنه إلى غيره؟

43- إن تفريغ القلب من غير الحق يعدّ من الأمور المهمة، التي يجب على الإنسان أن يحققها مهما كلف الثمن، والسبيل إلى تحصيله ميسور وسهل، فمع قدر قليل من الانتباه والمراقبة نستطيع أن ننجزه ونحققه.

44- كلّما اتجه القلب نحو تدبير الأمور وتعمير الدنيا أكثر، وكان تعلقه أشد، كان غبار الذل والمسكنة عليه أوفر، وظلام الهوان والحاجة أوسع، وعلى العكس كلما رَكَل بقدميه التعلّق بالدنيا، ووجّه وجه قلبه إلى الغني المطلق، وآمن بالفقر الذاتي للموجودات، وعرف بأن أحداً من الكائنات لا يملك لنفسه شيئاً، وأن جميع الأقوياء والأعزاء والسلاطين قد سمعوا بقلوبهم أمام ساحة الحق المقدسة من الهاتف الملكوتي، واللسان الغيبي، الآية الكريمة ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ﴾ كلّما استغنى الإنسان عن العالمين أكثر، وبلغ مستوى استغنائه درجة لا يرى لمُلك سليمان قيمة، ولا يأبه بخزائن الأرض عندما توضع بين يديه مفاتيحها.

45- لو أنّ القلب غفل عن الاشتغال بالحق وأهمل التفرغ في التوجّه نحوه لغدت هذه الغفلة أساس كل الشقاء، وينبوع جميع النقائص ومبعث كافة الأمراض النفسية. وبسبب هذه الغفلة يحول بين القلب والحق المتعالي ظلام داكن وكدورة شديدة وحجب غليظة تمنع من تغلغل نور الهداية فيه، وتحرمه من التوفيقات الإلهية.

46- لا تقارن نفسك مع الأولياء، ولا تظن بأن قلبك يضاهي قلوب الأنبياء وأهل المعارف. إن قلوبنا ذات غبار التعلق بالدنيا وملذّاتها، وإن انغماسنا في الشهوات يمنع قلوبنا من أن تكون مرآة لتجلّي الحق سبحانه، ومحلاً لظهور المحبوب.

47- إنّ الإنسان ما دام يشتغل بتعمير هذا العالم، ويكون قلبه متّجهاً نحو هذه النشأة، وما دام سكر الطبيعة- عالم المادة- قد أعماه وأفقد وعيه، والشهوة والغضب المخدرتان قد خدّرتاه وسلبتا لُبّه، يكون محجوباً نهائياً عن صور أعماله وأخلاقه، وتكون آثار أعماله وأخلاقه مهجورة في ملكوت قلبه. ولكن عندما تغشاه سكرات الموت وتواجهه صعابها وضغوطها، ويبتعد قليلاً عن هذه النشأة، فإذا كان من أهل الإيمان واليقين، وكان قلبه متعلقاً بهذه العوالم المادية، اتّجه قلبه في نهاية المطاف من حياته إلى ذلك العالم، والسائقون المعنويون، وملائكة الله الموكّلون عليه، يسوقونه جميعاً إلى ذلك العالم. وبعد هذا السوق، وذاك الانصراف ينكشف له نموذج من عالم البرزخ، وتنفتح عليه من عالم الغيب كُوّة ويتكشّف له حاله ومقامه قليلاً، كما نقل عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: "حَرَامٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ أَنْ تَخْرُجَ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى تَعْلَمَ أَنَّها مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ هِيَ أَمْ مِنْ أَهْلِ النَّارِ".

48 – إنّ من الأمور الهامّة السعي في سبيل تطوير حالة القلب، وجعلها إلهية، وتوجيهها نحو الحق المتعالي وأوليائه ودار كرامته. ويكون هذا قطعاً بواسطة التفكّر في آلاء الذات المقدّس، ونعمائه والمحافظة على طاعته وعبادته. ولكن يجب أن لا يعتمد الإنسان على نفسه ومساعيه، بل يستعين بالله على ذلك في جميع الأحوال، وخاصة في حالات الخلوة مع الله بكل تذلّل وتضرّع وبكاء، ويطلب منه أن يلقي حبّه في قلبه ويضيئه بنور محبته ومعرفته، ويخرج حب الدنيا وما عدا الله من قلبه.

49- إنّ الورع عن المحرّمات الإلهية يكون أساس جميع الكمالات المعنوية، والمقامات الأخروية. ولا يحصل لأحد مقامٌ إلا عند الورع عن محرّمات الله. وإن القلب الذي لا يتحلّى بالورع ليصدأ، ويبلغ به الأمر إلى مستوىً لا يُرجى له النجاة.

50- إنّ النفوس المدنّسة بالمعصية، لا تقبل صورة ولا رسماً إلاّ بعد تنظيفها من الكدر وتطهيرها من القذارة، حتى يتمكّن الرسّام من الرسم فيها. فالعبادات التي هي الصور الكمالية للنفس، لا تنفع من دون صقلها من غبار المعصية، وإنما تكون صورة من دون لبّ وظاهراً من دون روح.


لها تتمة انشاء الله تعالى

توقيع : حسين ال دخيل
حسين منجل العكيلي
من مواضيع : حسين ال دخيل 0 من أسباب النسيان
0 مامعنى نفخة الصور المذكورة في الفرآن الكريم؟؟
0 لؤلؤة بين القمامة
0 قالوا عن المرأة المسلمة
0 لاتحدثوا انفسكم بالزنا
رد مع اقتباس