عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية حسين ال دخيل
حسين ال دخيل
شيعي فاطمي
رقم العضوية : 74854
الإنتساب : Oct 2012
المشاركات : 4,936
بمعدل : 1.16 يوميا

حسين ال دخيل غير متصل

 عرض البوم صور حسين ال دخيل

  مشاركة رقم : 4  
كاتب الموضوع : حسين ال دخيل المنتدى : المنتدى الفقهي
افتراضي
قديم بتاريخ : 18-06-2013 الساعة : 11:17 PM



51- إنّ الابتعاد عن المحرمات الإلهية، لا يستدعي جهداً جبَّاراً، بل الإنسان مع قليل من الترويض النفسي والعمل، يستطيع أن يترك جميع المحرمات، شريطة إرادته أن يكون فرداً من أهل السعادة والنجاة، ومن أهل الولاية للأئمة الأطهار وكرامة الحق المتعالي.

52- إنّ ولاية أهل بيت العصمة والطهارة، ومودّتهم، ومعرفة مرتبتهم المقدّسة، أمانة من الحق سبحانه. كما ورد في الأحاديث الكثيرة الشريفة في تفسير الأمانة في الآية ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ بولاية أمير المؤمنين عليه السلام.

53- يجب على الإنسان أنْ يكون مستسلماً لأقوال الأنبياء والأولياء عليهم السلام، ولا يوجد شيء في سبيل تكامل الإنسان، أفضل من التسليم والطاعة أمام أولياء الحق، وخاصة في الأمور التي لا مجال للعقل في التطرّق إليها ولا يوجد سبيل لإدراكها واستيعابها إلا بواسطة الوحي والرسالة.

54- من المؤسف جداً آلاف المرات أنّي قدمت إلى هذا العالم وأنا مستغرق في بحار هوى النفس، وملتصق بالأرض المادية، ومقيّد بالشهوات وأسير للبطن والفرج، وغافل عن عالم مُلك الوجود، وسكران بسكر الأنانية والذاتية. من المؤسف أني سأفارق هذا العالم، ولم أدرك شيئاً من محبّة الأولياء، ولم أفهم شيئاً أبداً من جذباتهم وجذواتهم ومنازلهم ومغازلاتهم، بل كان حضوري في هذا العالم حضوراً حيوانياً، وحركاتي حركات حيوانيةً وشيطانية. وعليه فسيكون موتي أيضاً حيوانياً وشيطانياً. اللهمّ إليك المشتكى وعليك المعوّل.
إلهي! أنقذنا بنور هدايتك، وأيقظنا من هذا النوم العميق، وخذ بأيدينا إلى عالم الغيب والنور ودار البهجة والسرور، ومحفل الأنس، والخلوة الخاصة بك.

55- إننا قلّما يعترينا النسيان تجاه أمر دنيوي لا سيّما في الأمور المهمّة منها، وذلك لاستعظام النفس لها، وتعلّقها بها، وتذكّرها الدائم. ومن الطبيعي أن لا يُنسى مثل هذا الأمر. فإذا قال لك شخص صادق في وعوده، إنني لدى الظهر من يوم كذا، أدفع لك مبلغاً يعدّ كبيراً ومهمّاً عندك، فإنك لا تنسى ذلك اليوم والموعد، بل تحصي الساعات والدقائق حتى يقترب الوقت لكي تستقبل الموعد بكل توجه وحضور قلب. كل ذلك نتيجة أن حبّ النفس لذلك الشيء وإكبارها له، قد شغلك به، فلا تتهاون فيه أبداً. وهكذا يكون الاهتمام من جانب الإنسان في كل الأمور الدنيوية حسب وضعه وشؤونه. وأما إذا كان الشيء تافهاً لدى الإنسان، لتوجهت النفس له لحظة واحدة، ثم غفلت عنه.
إذاً، هل تعرف المسوّغ لفتورنا هذا في الأمور الدينية؟ إنه لأجل عدم إيماننا بالغيب، ولأن مرتكزات عقائدنا واهية، وإيماننا بالوعود الإلهية والأنبياء مهتز ومتزلزل، وتكون النتيجة أن جميع الأمور الدينية والشرائع الإلهية عندنا تافهة وواهنة.

56- إنّ الإنسان إذا آمن بالمقامات الروحانية والمعارج العرفانية فمن الممكن أن هذا الإيمان يُلهب جذوة العشق الفطري الهامد تحت رماد الرغبات النفسية، ويشعل نور الشوق في القلب، ويندفع شيئاً فشيئاً نحو الطلب والنهوض بالجهاد، فيصبح مشمولاً بهداية الحق، ونجدة الذات المقدّس المتعالي له، والحمد لله.

57- فليكن معلوماً أنّه لا بدّ لأي إنسان أن يكون هو معالج قلبه وطبيب روحه "فإنّ المربية لن تكون أرحم من الأم". ولا يترك أيّام الفرصة والمهلة والتوسعة تفوت منه، فيستيقظ من الغفلة في وقت الاضطرار والضَّنك والضّيق حيث لا ينفعه أي دواء.
يا أيها العزيز، ما دامت هذه النّعمة الإلهيّة العظيمة والعمر الذي أعطاكه الله تعالى موجودين فابذل همّتك لأيّام الابتلاء والضّر، ونجّ نفسك من المشقّات والشقاوات التي تعترضك، فأنت اليوم في دار التغيُّر والتبدُّل ودار الزّراعة، وتستطيع أن تحصل على النتيجة المطلوبة، فإذا لا سمح الله كان الحزب الشّيطاني غالباً فيك، وعلى هذا الحال تنقضي أيَّامك وتنقطع يدك من هذا العالم فلا يُقبل الجبران بعده ولا تفيده الحسرة والنَّدامة ﴿وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ﴾.

58- إنّ الاشتغال بتهذيب النفس وتصفية الأخلاق، وهو في الحقيقة خروج من سلطة إبليس وحكومة الشيطان، من أعظم المهمات وأوجب الواجبات العقلية.

59- أيُّها الإنسان المسكين كم ستكون حسرتك يوم يرفع حجاب الطبيعة عن بصرك وتعاين أنَّ كل ما مشيت له في العالم، وسعيت فيه كان في طريق مسكنتك وشقاوتك وقد انسدّ طريق العلاج والجبران وانقطعت يدك عن كل شيء، وليس لك مجال للفرار من السلطة الإلهيّة القاهرة﴿ يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا﴾ (الرحمن: 33) ولا سبيل لجبران النقائض الماضية والاعتذار عن المعاصي الإلهية ﴿آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ﴾.

60- "يا رب" هل يمكن أن توقظ هذا القلب المحجوب والمنكوس، وتجرّ هذا الغافل المستغرق في ظلمات الطبيعة إلى عالم النُّور وتكسر بيد قدرتك الأصنام الموجودة في القلب، وتزيل غبار الجسم عن البصر؟ "إلهي" قد خنَّا أمانتك وجعلنا فطرتك في تصرف الشَّيطان اللَّعين وحجبنا عن الفطرة الإلهيَّة، وأخاف أن أخرج كليّاً بهذا السَّير الطَّبيعي والسُّلوك الشَّيطاني عن الفطرة الإلهيَّة وأجعل الدّار كلَّها في تصرُّف الشَّيطان وجنوده، والجهل وجنوده.
"يا رب" خذ أنت بيدنا حيث لا طاقة لنا على المقاومة، إلاّ أن يأخذ بيدنا لطفك، إنَّك ذو الفضل العظيم.

61- إنّ قلوبنا لم تتعلق بوعوده لننزعها من هذه الدُّنيا الدنيّة والنشأة الفانية ونعلّقها بالنشأة الباقية، ولم يؤثر وعيده فيها لنحترز من المعاصي الإلهيَّة ومخالفة وليّ النعمة، وهذا ليس إلاَّ لأن حقيقة القرآن وحقيَّته لم تصل إلى قلوبنا، ولم تؤمن به.

62- أيُّها الإنسان القاسي القلب، فكّر وانظر ما هو المرض الذي جعل قلبك أقسى من الحجر الصَّلب، ولا يقبل قرآن الله الذي نزل لنجاتك من العذاب والظلمات. نعم إنّ حبائل الشيطان التي تجلّت في نظرك في صورة الدُّنيا بأصفرها وأحمرها قد سدّت طريق سمعك وبصرك، وجعلت قلبك منكوساً. والآن فكّر في الآية الشريفة التي تقول: ﴿وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ﴾ (الأعراف: 179) فانظر هل علامات الذين خلقوا لجهنم موجودة فيك؟ إن قلباً حرم من نور التدبُّر والتفقُّه، وإرجاع ظاهر الدنيا إلى باطنها، لا فرق بينه وبين قطعة لحم تشكّل القلب الحيواني.

63- بالذّكر الحقيقي تخترق الحجب بين العبد والحق، وترتفع موانع الحضور، وتزول قسوة القلب وغفلته، وتنفتح للسالك أبواب الملكوت الأعلى، وأبواب لطف الحق تعالى ورحمته. ولكن العمدة أن يكون القلب في ذلك الذكر حياً ولا يكون ميتاً ولا مستأنساً مع الأموات، وكل شيء سوى الله وسوى وجهه المقدّس هو من الأموات، ﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ﴾.

64- اعلم أنّ الإنسان بسبب حبّ النّفس والإعجاب بها يغفل عن نفسه، وربما يرى النّقائض والعيوب الموجودة فيها كمالاً وحُسناً. والاشتباه بين صفات النفس كثير جدّاً، وقَلّ من يقدر على التمييز بينها تمييزاً صحيحاً. وهذا أحد معاني نسيان النفس، أو أحد مراتبها، الذي يحصل من نسيان الحق تعالى. ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.

65- فتنبّه أيُّها العزيز، واستيقظ من النّوم الثَّقيل، واحذر الغرور الشَّيطاني، فإن هذا الغرور يهلك الإنسان هلاكاً أبديّاً، ويؤخّره عن قافلة سالكي الطريق ويحرمه من كسب المعارف الإلهيَّة التي هي قرَّة عين أهل الله. واعلم أنَّهُ لا تؤثر مع الغرور المواعظ الإلهيَّة ودعوات الأنبياء، ومواعظ الأولياء، لأنَّ الغرور يقلع جذورها كلها، وهذا من مصائد إبليس الكبيرة وحبال النفس الدّقيقة.

66- على الشَّباب حتماً ولازماً أنْ يكونوا في صدد التَّصفية والتَّزكية ما دامت فرصة الشباب حاضرة، والصَّفاء الباطني، والفطرة الأصليَّة باقيين على حالهما. فيقلعون جذور الأخلاق الفاسدة، والصفات المظلمة من قلوبهم، لأنه بوجود خلق واحد سيّئ تكون سعادة الإنسان في خطر عظيم.

67- نحن المساكين كدود القز ننسج حول أنفسنا خيوط الآمال والأماني والحرص، والطَّمع، ومحبّة الدُّنيا، وزخارفها، ونهلك أنفسنا في هذا النسيج.

68- اليوم لا بدّ لك من أنْ تفكّر في النّعم، والرَّحمات الإلهيّة، وتقطع يد طلبك عن المخلوق الضعيف، وتنظر إلى ألطاف الحق تعالى العامة والخاصّة، وتقطع قدم السعي عن غير بابه تعالى، ولا تعتمد على غير ركن الرحمة الإلهية الركين. فما لك غفلت عن وليّ نعمتك، واعتمدت على نفسك وعملك، وعلى المخلوقين وعملهم، وارتكبت هذا الشرك الخفيّ أو الجليّ؟

69- يمكن للعالم أنْ يؤمن سعادته الأبديّة بالروابط الحسنة. ولكن مع الأسف هذه القوى المخترعة هي تحت سيطرة الجهل والشيطنة وحب النفس وكلها تستعمل ضد سعادة النوع الإنساني وخلاف نظام المدينة الفاضلة.

70- لو اجتمعت النَّارُ كُلّها في عالم الدُّنيا بعضها فوق بعض فلا تقدر على إحراق فؤاد الإنسان. وما يحرق الباطن والظاهر والرُّوح والقلب، والفؤاد والبدن هو النَّار الملكوتيَّة الإلهيّة، وتبرز من باطن القلب، وتنفذ إلى الظَّاهر من مجرى الحواس.

71- إنّ العلاج القطعي لأكثر المفاسد يكون بعلاج حب الدُّنيا، وحب النَّفس، لأنّه بعلاجها تكون النفس ساكنة ومطمئنة، ويسكن القلب، ويحلّ فيه الاطمئنان، ويتساهل بالأمور الدنيويَّة، ولا يهمُّه أي مأكل أو مشرب. فإذا زاحمه أحد في أمر من أمور الدنيا، يتلقّاه ببرودة الدم ويواجهه بالتساهل.

72- أيها الحبيب، استيقظ قليلاً من النوم الثقيل وخذ طريق عشاق الجناب، واغسل اليد والوجه من هذا العالم، عالم الظلمة والكدورة والشيطنة، وضع القدم في حيّ المحبين، لا بل تحرك إلى حيّ الحبيب.
أيها العزيز، ستنتهي هذه الأيام القليلة للمهلة الإلهية، وسيأخذوننا من هذه الدنيا طوعاً أو كرهاً، فإن ذهبت باختيار، فَرَوح وريحان وكرامات الله، وإن ذهبت كرهاً، فنزع وصعق وضغط وظلمة وكدورة. إن مثلنا في هذه الدنيا كمثل شجر تأصل في الأرض، فكلما كان حديث الغرس كان نزعه أسهل.

73- أيها العزيز، كلٌ منّا، لو أخبره طفل ابن عشر سنين أن حريقاً وقع في بيته، أو أن ابنه وقع في الماء، وهو الآن يغرق، فهل نترك الاشتغال بالعمل المهم، ونرفع اليد عنه، ونركض وراء تلك الأخبار الموحشة، أم أننا لا نهتمّ لها ونجلس في اطمئنان نفس كامل؟ فالآن أي أمر حدث؟! إن جميع الآيات والأخبار والبراهين والعيان لم تؤثر فينا تأثير خبر طفلٍ ابن عشر سنين. لأنها لو أثرت لسلبت الراحة منا.

74- إنّ الإنسان إذا انحرف عن الطريق المستقيم فهو يفوق البهائم والسباع والشياطين في كل باب من أبواب البهيمية والسُبعية والشيطانية، لأن لقواه سمة الإطلاق، وغيره من الموجودات محدود ومقيّد.

75- لا يمكن العروج إلى الكمالات الروحانية، والوصول إلى لقاء جمال الجميل مع التعلّق بغير الحق تعالى، وتبعية شهوات البطن والفرج.

القسم الاخير غدا انشاء الله تعالى

توقيع : حسين ال دخيل
حسين منجل العكيلي
من مواضيع : حسين ال دخيل 0 من أسباب النسيان
0 مامعنى نفخة الصور المذكورة في الفرآن الكريم؟؟
0 لؤلؤة بين القمامة
0 قالوا عن المرأة المسلمة
0 لاتحدثوا انفسكم بالزنا
رد مع اقتباس