عرض مشاركة واحدة

السيد \ المسني
عضو جديد
رقم العضوية : 78963
الإنتساب : Jul 2013
المشاركات : 66
بمعدل : 0.02 يوميا

السيد \ المسني غير متصل

 عرض البوم صور السيد \ المسني

  مشاركة رقم : 7  
كاتب الموضوع : السيد \ المسني المنتدى : منتدى العقائد والتواجد الشيعي
افتراضي
قديم بتاريخ : 27-09-2013 الساعة : 02:35 AM


ثالثا:- الإنسان

وفق السنن السابقة فان الإنسان سيكون خاضع لها في خلقة ولو تفحصنا في كيفية خلق الإنسان لوجدنا السنن نفسها ولكن بالاختلاف بالمواد المكونة له وفق نسبها بمعنى ان المادة الأساسية التي خلق منها الكون تدخل كعضو أساسي لخلق المكونات الفرعية اذ بدونها يكون الخلق مختلا وغير موزون لافتقاده التغذية الأساسية له التي وجد منها فهي تدخل كمادة أساسيه في خلقه كما أنها تكون من ضمن الغذاء المادي للجسم تزوده بالطاقة اللازمة لمواصلة حياته ونحن نعلم من القران ان سنن الله ثابتة حيث قال في كتابه العزيز(فهل ينظرون الى سنة الاولين فلن تجد لسنت الله تبديلا ولن تجد لسنت الله تحويلا )43 فاطر. وهنا يجب ان نعلم ان هذه السنن في الخلق أي في وجود خلق الكائنات وهي ثابتة اما في ما يقوم به من عمل فهي معرضة للخرق وفق تسخير الله للسموات والارض وما بينهما للانسان كما انها تضل ثابتة . بمعنى ان السنن الالاهية غير قابلة للتحول او التبدل في الخلق بل تضل ثابتة يخضع لها الكون وفق تكويناته وبما تحملها من صفات وقدرات وان السنن ثابتة لكونها تشير الى وجودية الله تعالى وانه خالق حكيم بديع عظيم كما ان التوحد في السنن تعزز من وحدانية الله تعالى .
وان هذه المنظومة المتكاملة وفق السنن لا يمكن ان تكون الا من اله واحد ولو فرض انها من آلهة متعددة فان الكون لن يكون مستقيما ولكان كل شيء منفصل عن الأخر لا يكمله في المسيرة الحياتية إلا أن هذا النظام البديع يشير انه صادر من اله واحد وهو الله تعالى لا شريك له في الخلق .
و ان الانسان هذا المخلوق لا يمكن ان يكون اوجد نفسه بذاته ولا يمكن للصدفة أن توجده و توجد التكامل الحياتي للخلق وان قيل أن الصدفة تخلق فهل ستعلم الصدفة الإنسان ما يضره وما ينفعة سوى في اكله ومنافعة وهل الصدفة ستخلق بجواره الانثى التي ستكمل الحياة والحركة الإنسانية . انه لمن الجهل ان يقول انسان بان الصدفة هي من اوجدته وخلقت له معايشة وارزاقه وانه من الغباء ان يشبه الخالق بالمخلوق او ان يتم تشبيهه بالإنسان أو المخلوقات الأخرى حيث سيذهب كل مخلوق بتشبيه الله بنفسه وبما يحمله من وسائل حياتية تخدم حياته .
أما من يجعل لله الولد والزوجة (استغفر الله العظيم) كما يقول المسيحيين لكان هناك تعدد للالهه ولفسدت الأرض وفق هذا التعدد كون كل الاه سيذهب فيما خلق نحو تضاد للأخر ولما كان هناك تكامل حياتي ولما وجد هدف من وراء الحياة إذ أن كل مخلوق سيكون هدفه مختلف عن الأخر لا يخدم الحياة وفق التكامل والتوازن وسيكون هناك فساد فيها حيث كل اله سيسعى الى إثبات قوته على الاخر وان من يقول ان لله ولد وزوجة (واستغفر الله عما يقولون ( لكان الأبناء يحملون الالوهية وهذا ما ينفيه العقل فهل هناك إلاه كما تقول المسيحية وترفع شعارها بالصليب يقبل لنفسه الموت ومن يقتله ويزيحه من الحياة . المخلوقات التي أوجدها عجبا كيف يسمح لنفسه ان يقتل ويموت من قبل من أوجدها فيكون العيش والبقاء لها والموت لابن الاهها .وان رفع الله لعيسى عليه السلام لهو اكبر دليل انه ليس الاها وانما نبي ومخلوق من مخلوقات الله تعالى .
كما ان من له أبناء ويقبل التكاثر لا يمكن ان يكون متصف بالكمال والربوبية اذ لا يكون الولد إلا لإكمال حركة أو مسيرة حياتية والله ليس محتاج لولد لكي يكمل مسيرة حياته ومن قال ذلك فانه يلصق النقص بالخالق عز وجل كونه يحتمل الموت وان من يتصف بالنقص لا يخلق كمال . وان الكمال لله تعالى .
وان الله خلق الإنسان وحمله أمانة و جعل له هدف حياتي في الدنيا هو الحفاظ على الحياة والأخذ بحركتها نحو الكمال وان تحميل الله للإنسان هذه الأمانة وجعله خليفة له في الأرض (ادم عليه السلام ) ليس لان الله محتاج إلى الإنسان لا بل ان الله في غنا عن الدنيا ومن فيها وحمل (مع فتح الحاء ) الإنسان الأمانة ظلما وجهلا ومع ذلك فان الله لايقبل لعباده الظلم فامد الانسانية بكل الوسائل العلمية والجسمية والفكرية والقدراتية لاكمال مهمته في حمل الامانة فسخر له الله السموات والأرض وما فيها وجعل فيه أعظم القدرات الخلقية التي بموجبها فضل عن بقية المخلوقات كما جعل الله تعالى من الانسانية خلفاء له يعلمون الناس ويوجهونهم لاجل اقتدارهم على حمل الامانة رحمة من الله للعباد.
وطالما أن الإنسان يحمل الأمانة فلا بد أن لا يستغني عن خالقه في حملها إذ لابد من عون الله له مالم فانه لن يستطيع حملها فأرسل الله الرسل والأنبياء وجعل الأئمة هداة للناس للاستعانة بالله لما يحيهم .وعلى ذلك فان الله تعالى قريب من الإنسان إن دعاه يعينه ويهديه وينصره ويقضي حوائجه ويمده بالقوة وبكل الوسائل العلمية والفكرية والجسمية التي بمجملها تمثل الخير للإنسانية والحياة والتي تسهم في جعل الإنسان مقتدر في حمل الأمانة ولولا الله تعالى ما استطاع الإنسان الأخذ بالحركة الحياتية نحو الكمال او النهاية ومن استغنى عن الله فانه سيكون مخلا بالهدف الذي وجد لأجله في الدنيا والمتمثل بعبادة الله وفق حمل الامانه والأخذ بحركتها نحو الكمال أي أن الانسان المضر بحركة الانسانية اساسا يضر بالحياة كما ان من اعظم المعاصي قتل الانسان بغير حق اي الانسان المحافظ على الحياة وحركتها اما الانسان المضر بالحياة فان جزاءه على قدر اسائته إلى الحياة في مدى كبرها وأهميتها بالنسبة اليها وان مهمة الانسان الصالح تكمن في منع الإنسانية من السعي وراء الشرور للحياة .
واننا نعبد الله وفق اقامة الشعائر الإسلامية وآدابها من صلاة وصوم وزكاة وحج وعمرة الى اخره ليس لان الله محتاج الينا ولكن لاننا محتاجون الى الله والتقرب اليه وفق الشعائر لما فيه صلاحنا وصلاح الإنسانية ليكون لنا عونا وسندا وتوفيقا لعمل الخير وطلب الصحة في أبداننا وقوة علومنا وتعاوننا وأخوتنا وكل أمور حياتنا الخيره كما ان الحمل لايكون الا بموجب العمل والعمل لايكون الا في وجود كل الوسائل الحياتية الموزونه(الفكرية والعلمية و الصحية والمادية الخ )
للاخذ بالحركة فامدنا الله بهذه الوسائل كلها ولم يبخل علينا باي شيء نحتاجه لخدمة الحياة وحركتها ولكن بعض الناس استغنى عن خير الله وأبدلها بالشرور التي تضر بالحياة وجعل من التكبر والاستكبار شعار كما فعل إبليس في تكبره واستكباره برفضه السجود لأدم عليه السلام وعلى ذلك فان قوى الشر من صفاتها الاستكبار والتكبر على الله تعالى . وكل المستكبرين يسيرون في طريق واحد نحو معصية الله تعالى والتي في صلبها حب الذات لدرجة الاضرار بالحياة على حسابها وعلى حساب الكائنات الوجودية المخلوقه فيها .

وان كل الشعائر الإسلامية تمثل الخير للإنسانية بما تحمله من أواصر وروابط وأهداف قيمة تحمل في كنفها الخير والمتمثلة في الارتباط بالخالق عز وجل لأجل الخير وكذلك ارتباط الإنسانية فيما بينها في تعزيز روابط الخير.
ومعلوم ان هناك من يقيم الشعائر الإسلامية ويسير في طريق الظلم والباطل للإضرار بالحياة وبذلك يكون قد اخل بقواعد الخير التي من صلبها إقامة الشعائر الإسلامية لأجل خير الإنسانية وان الخير للإنسانية هو الهدف الأساسي للحياة وان إقامة الشعائر ومن ثم السير في طريق الظلم لا تغني ان لم تكن في طريق الكف عن الإضرار بها وبحسب خطورتها على كامل الحياة وحركتها .
سيأتي احد ويقول ان الله لم يخلقنا الا لأجل عبادته وهنا أقول له كلامك سليم فان الله قال في كتابه العزيز
(وما خلقت الجن والإنس الا ليعبدون ) 56 الذاريات


من مواضيع : السيد \ المسني 0 قانون الخلق والخليقة ( العلم والعمل )
0 (الخمس ) دراسة تكميلية
0 مستوى الخطر على الشعوب الاقليمية والدولية والعالمية في عدم تحرير محافظة تعز
0 عبدالله صالح والهدف من انشاء الحركة الحوثية
0 عبدالله صالح والهدف من انشاء حركة الحوثيين
رد مع اقتباس