عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية جبل النور
جبل النور
عضو متواجد
رقم العضوية : 44963
الإنتساب : Nov 2009
المشاركات : 93
بمعدل : 0.02 يوميا

جبل النور غير متصل

 عرض البوم صور جبل النور

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : جبل النور المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 18-11-2009 الساعة : 04:41 PM


وما بعث الله عزّ وجلّ نبياً إلاّ أوحى إليه أن لا يسأل قومه أجراً لاَن الله عزّ وجلّ يوفيه أجر الاَنبياء ومحمد صلى الله عليه وآله فرض الله عزّ وجلّ مودة طاعته ومودة قرابته على أُمّته وأمره أن يجعل أجره فيهم ليؤدوه في قرابته بمعرفة فضلهم الذي أوجب الله عزّ وجلّ لهم فإن المودة إنّما تكون على قدر معرفة الفضل ، فلما أوجب الله تعالى ثَقُل ذلك لثقل وجوب الطاعة فتمسَّك بها قوم قد أخذ الله ميثاقهم على الوفا وعاند أهل الشقاق والنفاق وألحدوا في ذلك فصرفوه عن حده الذي حده الله عزّ وجلّ فقالوا: القرابة هم العرب كلهم وأهل دعوته. فعلى أي الحالتين كان فقد علمنا أن المودة هي القرابة فأقربهم من النبي صلى الله عليه وآله أولاهم بالمودة وكلما قربت القرابة كانت المودة على قدرها ، وما أنصفوا نبي الله صلى الله عليه وآله في حيطته ورأفته وما منَّ الله به على أُمّته مما تعجز الاَلسن عن وصف الشكر عليه : أن لا يؤذوه في ذريته وأهل بيته وأن يجعلوهم فيهم بمنزلة العين من الرأس حفظاً لرسول الله فيهم ، والذين فرض الله تعالى مودتهم ووعد الجزاء عليها، فما وفى أحد بها فهذه المودة لا يأتي بها أحد مؤمناً مخلصاً إلا استوجب الجنة لقول الله عز وجلّ في هذه الآية: ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَملُوا الصَّالِحَاتِ في رَوضَاتِ الجَنَّاتِ لَهُم مَّا يَشَاءون عِندَ رَبِّهِم ذَلِكَ هُوَ الفَضلُ الكَبيرُ ، ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لاَّ أَسألُكُم عَلَيهِ أَجراً إِلاَّ الموَدَّةَ في القُربَى ) (30) مفسراً ومبيناً (31) .
ثمّ قال أبو الحسن عليه السلام : حدثني أبي عن جدي عن آبائه عن الحسين بن علي عليهم السلام قال: اجتمع المهاجرون والاَنصار إلى رسول الله فقالوا: إن لك يا رسول الله مؤنة في نفقتك وفيمن يأتيك من الوفود وهذه أموالنا مع دمائنا فاحكم فيها باراً مأجوراً ، أعطِ ما شئت وأمسك ما شئت من غير حرج قال: فأنزل الله عزّ وجلّ عليه الروح الاَمين فقال: يا محمد ( قُل لاَّ أَسألُكُم عَلَيهِ أَجراً إِلاَّ الموَدَّةَ في القُربَى ) يعني أن تودوا قرابتي من بعدي ، فخرجوا فقال المنافقون: ما حمل رسول الله صلى الله عليه وآله على ترك ما عرضنا عليه إلاّ ليحثنا على قرابته من بعده إنْ هو إلاّ شيءٌ افتراه في مجلسه ! وكان ذلك من قولهم عظيماً فأنزل الله عزّ وجلّ هذه الآية: ( أم يَقُولُونَ افتَرَاهُ قُل إِنِ افتَرَيتُهُ فَلاَ تَملِكَونَ لِي مِنَ الله شَيئاً هُوَ أَعلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ كَفَى بهِ شَهِيدَاً بَيني وَبَينَكم وَهُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ ) (32) فبعث عليهم النبي صلى الله عليه وآله فقال: هل من حدث ؟ فقالوا: إي والله يا رسول الله لقد قال بعضنا كلاماً غليظاً كرهناه ، فتلا عليهم رسول الله صلى الله عليه وآله الآية ، فبكوا واشتد بكاؤهم فأنزل عزّوجلّ: ( وَهُوَ الَّذي يَقبَلُ التَوبَةَ عَن عِبَادهِ وَيَعفُو عَن السَّيّئاتِ وَيَعلَمُ مَا تَفعلُونَ ) (33)
فهذه السادسة. وأمَّا الآية السابعة فقول الله عزّ وجلّ: ( إِنَّ اللهَ وَمَلائكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبي يا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيهِ وَسَلِّمُوا تَسليماً ) (34) قالوا: يا رسول الله قد عرفنا التسليم عليك فكيف الصلاة عليك ؟ فقال: تقولون: اللهم صلِّ على محمد وآل محمد كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنّك حميد مجيد (35) . فهل بينكم معاشر الناس في هذا خلاف ؟ فقالوا: لا.
فقال المأمون: هذا مما لا خلاف فيه أصلاً وعليه إجماع الاَُمّة فهل عندك في الآل شيء أوضح من هذا في القرآن ؟
فقال أبو الحسن: نعم ، أَخبِروني عن قول الله عزّ وجلّ : ( يس ، وَالقُرآنِ الحَكِيم ، إنَّكَ لَمِنَ المُرسَلِينَ ، عَلَى صِرَاطٍ مُّستقيمٍ ) (36) فمن عنى بقوله يس ؟
قالت العلماء: يس محمد صلى الله عليه وآله لم يشك فيه أحد
قال أبو الحسن: فإن الله عزّ وجلّ أعطى محمداً وآل محمد من ذلك فضلاً لا يبلغ أحد كنه وصفه إلا من عَقِلَه ، وذلك أن الله عزّ وجلّ لم يسلِّم على أحد إلا على الاَنبياء ـ صلوات الله عليهم ـ فقال تبارك وتعالى : ( سَلاَمٌ عَلَى نُوحٍ في العَالَمينَ ) (37) وقال: ( سَلاَمٌ على إبراهيم ) (38) وقال: ( سَلاَمٌ عَلَى مُوسى وَهَارونَ ) (39) ولم يقل: سلام على آل نوح ولم يقل: سلام على آل إبراهيم ولا قال: سلام على آل موسى وهارون وقال عزّ وجلّ : ( سَلاَمٌ على آل يَاسِينَ ) (40) يعني آل محمد (41) ـ صلوات الله عليهم ـ .
فقال المأمون: لقد علمت أن في معدن النبوة شرح هذا وبيانه فهذه السابعة. وأمّا الثامنة فقول الله عزّ وجلّ: ( واعلموا أنّما غَنِمتُم من شيءٍ فأنَّ للهِ خُمسَهُ وللِرسُول ولِذِي القُربى ) (42) فقرن سهم ذي القربى بسهمه وبسهم رسول الله صلى الله عليه وآله فهذا فضل أيضاً بين الآل والاَُمة لاَن الله تعالى جعلهم في حيّزٍ وجعل الناس في حيّزٍ دون ذلك ، ورضي لهم ما رضي لنفسه واصطفاهم فيه فبدأ بنفسه ثم ثنَّى برسوله ثم بذي القربى فكل ما كان من الفيء والغنيمة وغير ذلك مما رضيه عزّ وجلّ لنفسه فرضيه لهم فقال وقوله الحق: ( واعلموا أنّما غَنِمتُم من شيءٍ فأنَّ للهِ خُمسَهُ وللِرسُول ولِذِي القُربى ) فهذا تأكيد مؤكد وأثر قائم لهم إلى يوم القيامة في كتاب الله الناطق الذي ( لا يأتيه الباطلُ من بين يديه ولا من خلفه تنزيلٌ من حكيمٍ حميد ) (43) . وأمّا قوله ( واليتامى والمساكين ) (44) فإن اليتيم إذا انقطع يتمه خرج من الغنائم ولم يكن له فيها نصيب، وكذلك المسكين إذا انقطعت مسكنته لم يكن له نصيب من المغنم ولا يحل له أخذه ، وسهم ذي القربى قائم إلى يوم القيامة فيهم للغني والفقير منهم لاَنّه لا أحد أغنى من الله عزّ وجلّ ولا من رسول الله صلى الله عليه وآله فجعل لنفسه منها سهماً ولرسوله صلى الله عليه وآله فما رضيه لنفسه ولرسوله صلى الله عليه وآله رضيه لهم ، وكذلك الفيء ما رضيه منه لنفسه ولنبيه صلى الله عليه وآله رضيه لذي القربى كما أجراهم في الغنيمة ، فبدأ بنفسه جل جلاله ثم برسوله ثم بهم ، وقرن سهمهم بسهم الله وسهم رسوله صلى الله عليه وآله وكذلك في الطاعة قال: ( يا أيُّها الذين آمنُوا أطيعُوا اللهَ وأطيعُوا الرَّسُولَ وأُولِي الاَمرِ مِنكُم ) (45) فبدأ بنفسه ثم برسوله ثم بأهل بيته ، كذلك آية الولاية: ( إنّما وليُّكم اللهُ ورسولهُ والذينَ آمَنُوا الّذين يُقيمون الصلاةَ ويُؤتون الزكاة وهم راكِعُون ) (46) فجعل طاعتهم مع طاعة الرسول مقرونة بطاعته ، كذلك ولا يتهم مع ولاية الرسول مقرونة بطاعته كما جعل سهمهم مع سهم الرسول مقروناً بسهمه في الغنيمة والفيء فتبارك الله وتعالى ما أعظم نعمته على أهل هذا البيت، فلما جاءت قصة الصدقة نزه نفسه ورسوله ونزه أهل بيته فقال: ( إِنَّما الصَّدقاتُ للفقراءِ والمساكين والعاملينَ عليها والمؤلفةِ قُلوبُهم وفي الرِقابِ والغارمينَ وفي سبيل اللهِ وابن السبيلِ فريضةً من الله ) (47) فهل تجد في شيء من ذلك أنّه سمَّى لنفسه أو لرسوله أو لذي القربى لاَنه لما نزّه نفسه عن الصدقة ونزَّه رسوله ونزَّه أهل بيته لا بل حرَّم عليهم لاَن الصدقة محرَّمة على محمد وآله وهي أوساخ أيدي الناس لا يحل لهم لاَنهم طُهِّروا من كل دنس ووسخ فلما طهَّرهم الله عزّ وجلّ واصطفاهم رضي لهم ما رضي لنفسه وكره لهم ما كره لنفسه عزّ وجلّ فهذه الثامنة. وأمّا التاسعة فنحن أهل الذكر الذين قال الله عز وجل: ( فاسألوا أهلَ الذِكرِ إن كُنتُم لا تعلمون ) (48) فنحن أهل الذكر فاسألونا إن كنتم لا تعلمون.

فقالت العلماء:
إنّما عنى الله بذلك اليهود والنصارى.
فقال أبو الحسن عليه السلام : سبحان الله ! وهل يجوز ذلك ؟ إذاً يدعونا إلى دينهم ويقولون: إنّه أفضل من دين الاِسلام . فقال المأمون: فهل عندك في ذلك شرح بخلاف ما قالوه يا أبا الحسن ؟ فقال أبو الحسن عليه السلام : نعم ، الذكر رسول الله ونحن أهله وذلك بيِّنٌ في كتاب الله عزّ وجلّ حيث يقول في سورة الطلاق: ( فاتَّقوا اللهَ يا أُولي الاَلباب الذين آمَنُوا قد أنزلَ اللهُ إليكُم ذِكراً رسُولاً يتلو عليكُم آياتِ اللهِ مُبيناتٍ ) (49) فالذكر رسول الله صلى الله عليه وآله (50) ونحن أهله فهذه التاسعة. وأمّا العاشرة فقول الله عزّ وجلّ في آية التحريم: ( حُرِّمت عليكُم اُمّهاتُكُم وبناتكُم وأخواتُكُم ) (51) فأخبروني هل تصلح ابنتي وابنة ابني وما تناسل من صلبي لرسول الله صلى الله عليه وآله أن يتزوَّجها لو كان حياً؟ قالوا: لا .
قال: فأخبروني هل كانت ابنة أحدكم تصلح له أن يتزوَّجها لو كان حياً ؟
قالوا: نعم .
قال: ففي هذا بيان لاَني أنا من آله ، ولستم من آله ، ولو كنتم من آله لحرم عليه بناتكم كما حرم عليه بناتي لاَني من آله وأنتم من أُمّته ، فهذا فرق بين الآل والاَُمّة لاَن الآل منه ، والاَُمّة إذا لم تكن من الآل فليست منه فهذه العاشرة. وأمّا الحادية عشرة فقول الله عزّ وجلّ في سورة المؤمن حكاية عن قول رجل مؤمن من آل فرعون: ( وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤمِنٌ مِن آلِ فِرعَونَ يَكتُمُ إِيمانَهُ أَتَقتلُونَ رَجُلاً أَن يَقولَ رَبّيَ اللهُ وَقَد جاءَكُم بِالبِيِّناتِ مِن رَّبِّكُم ) (52) إلى تمام الآية ، فكان ابن خال فرعون فنسبه إلى فرعون بنسبه ولم يُضِفهُ إليه بدينه ، وكذلك خصصنا نحن إذ كنا من آل رسول الله صلى الله عليه وآله بولادتنا منه وعممنا الناس بالدين فهذا فرق بين الآل والاَُمة فهذه الحادية عشرة


يتبع .. المقطع الأخير


توقيع : جبل النور

قال الأمير(عليه السلام) : اعلم يا أباذر أنا عـبد الله وخليفته على عباده , لا تجعلونا أربابا ً وقولوا في فضلنا ما شئتم فإنكم لا تبلغون كُنه ما فينا ولا نهايته , فإن الله عز وجلّ قد أعطانا أكبر وأعظم مما يصفه واصفكم أو يخطر على قلب أحدكم , فإذا عرفتمونا هكذا فأنتم المؤمنون
من مواضيع : جبل النور 0 تفسير سورة الروم - الشيخ عبد العزيز باقر
0 وثيقة تثبت أن انشتاين اعتنق التشيع في أواخر عمره
0 كـتـب ثـمـيـنـة لـمـوبايـلـك :::: مـجـمـوعــة قـيـمـة جــــدا ً :::: صيغة جــافــا
0 كتاب نفس المهموم في مصيبة سيدنا الحسين المظلوم (عليه السلام) الشيخ عباس القمي
0 كرامة الإمام الرضا عليه السلام بصوت الملا عارف سنبل
رد مع اقتباس