عرض مشاركة واحدة

شيخ الراضي
عضو جديد
رقم العضوية : 78270
الإنتساب : May 2013
المشاركات : 66
بمعدل : 0.02 يوميا

شيخ الراضي غير متصل

 عرض البوم صور شيخ الراضي

  مشاركة رقم : 9  
كاتب الموضوع : شيخ الراضي المنتدى : المنتدى الفقهي
افتراضي
قديم بتاريخ : 16-10-2019 الساعة : 02:23 PM


@(خط الوعي في النهضة الحسينية)@
لايقتصر تأثير النهضة الحسينية على توقيت محرم/صفر لاعاطفيا ولا ثقافيا فهو مطلق من حيث الزمان كما هو مطلق من حيث التأثير فلاينبغي أن يتغلب جانب منه على آخر حتى لو كان الأكثر شعبية والأسهل تأثيراً كما هو الجانب البكائي الأصيل إنما لايعني عدم أصالة الجوانب الأخرى التي نرتبها عبر ثلاثة خطوط (الوعي - الموقف - الوجدان)
نتناولها بالتعاقب
@خط الوعي الحسيني@
يظهر أن مفردة الوعي لم تستعمل بالمعنى المعاصر في لغة العرب إنما كان هناك مفردة مقاربة هي (البصيرة) المألوفة في القرآن والنصوص، مع أن الوعي مفردة عربية وحاصل المعاجم أن الوعي يعني الحفظ مع الفهم مع النباهة، فالواعي هو الفاهم النبيه. والوعي في الخطاب الديني هو مؤدى ما حث عليه الدين من تعقل.تفكر. تدبر إضافة إلى الحفظ حفظ التجربة أو الفكرة لا الحفظ اللفظي الشكلي.
يبدو أن الوعي عمل مشترك بين القلب والعقل، أي بين عقلنة المشاعر وشعرنة العقلانية بذلك يتحقق الوعي بلا جفاف فكري ولا ذوبان عاطفي.
النهضة الحسينية حتى بالحسابات غير الدينية والمذهبية لاشك أنها أثرت في وعي الأمة، دون أن يمنع ذلك حصار المنع والترهيب والتشويه، هكذا تأثير يتسرب ببطء إنما بعمق وبخفاء إنما بجد، التاريخ يكشف من ذلك التأثير سلب القدسية من الخلافة الأموية وسقوط الجناح السفياني بموت يزيد بعد النهضة بمدة قصيرة أباح فيها المدينة المنورة وهتك مكة بهدم الكعبة، وأنتج ذلك ثقافة نقدية بقيت ممنوعة وتم تأجيل فتح الاجتهاد في نظريات بينها الحكم الإسلامي إلا أن ذلك لم يجتث أصول التجديد الديني النهضوي مع أنه يعتمد على الإهتمام بخط الوعي في هذه النهضة الحسينية وهو صعب المنال للأسف مع تغليب جانب شعبي واحد حيث لم تدخل النهضة في أصول الفقه ولا أصول الفكر بعد وبقي النظام الفكري الميداني داخل نسق الخلافة التاريخية حتى لدى المذهب الناقد الذي همه زحزحة نظرية خلافة بتغييرات هامشية شخصانية لاجوهرية نهضوية.
يبقى التساؤل هنا : هل أثرت النهضة الحسينية في وعي الأمة، بمعنى هل تغير الوعي بعد سنة ظ¦ظ،
ثم هل أن الوعي الحالي متأثر بالنهضة الحسينية؟
الجواب قد يأتي في مجال تفصيلي ، إنما نشير فقط إلى أن النهضة الحسينية لم توجه نحو الفتوحات ولا دفاع غزو وإنما توجهت نحو خلل وسط الأمة لذلك هي نهضة محرجة خصوصاً وأن الأمة تعرف منزلة الحسين ع وقربه النسبي والمعنوي من رسول الله ص
لذلك لم يبرز أي نقد للنهضة الحسينية إلا من أصوات شاذة حتى لو رأينا ضعف التفاعل مع النهضة فالمقولة التي أعلنها أبوبكر بن العربي في القواصم مضمونها :
" أن الحسين تجاوز حده فقتل بسيف جده"
مقولة لا يتبناها معظم أهل السنة جتى الآن حتى أتباع الفقه الذي يحرم الخروج وليس بين رؤساء المذاهب من تجرأ على نقد النهضة الحسينية نعم هناك ارتباك في الفقه السنة بسبب هذه النهضة وقد نجد الرواد أمثال أبي حنيفة ومالك وابن حنبل أكثر تقدمية من أتباعهم وهذا حال الفكر الإسلامي المذهبي حيوي عند السلف راكد عند الخلف .
أما الجانب الشيعي فلن نرصد هنا درجة تفاعله فكرياً توعوياً مع النهضة من حيث الضعف إنما هو بالفعل حتى الآن فقهياً وفكريا في حاجة إلى إكمال نقصه وتسديد تعثره عبر الاستنارة بالنهضة الحسينية، هل كلامنا هذا عمومي؟
فلنشر إلى عناوين يفكر فيها المؤمن
عنوان الحرية، عنوان الفقه الإداري، عنوان التغيير، عنوان نقد الفكر السائد .. عناوين لايمكن التفاعل مع النهضة الحسينية عند التغافل عنها.
لانتجاوز الصواب بالقول أن خط الوعي متغير بحسب تغيرات العصور إنما تلقي النهضة بحسب اتجاهات الوعي فهذا لايتغير إلى في الشكل ومن أهم الاتجاهات في فهم النهضة الحسينية :
أ- اتجاه انعزال :
وهو المتمثل في المتهربين من النهضة بينهم شخصيات كبيرة في زمنها بين الحجاز والعراق ومنهم مجتمعات اندفعت بعد الفاجعة إلى العبث واللهو فقد تحولت مكة والمدينة إلى مراكز غناء بعد سنة ظ¦ظ، يقصدها المغنون والهواة من البلدان.
ب - اتجاه قبلي :
فهناك من استمر يفسر المواجهة بين الحسين ع ويزيد على أنها من محطات التخاصم بين بني هاشم وبني أمية، مع خصم ثالث هو الحزب الزبيري ولهذا الاتجاه أدبيات وشواهد لخصها المقريزي :
عبدشمسٍ قد أضرمت لبني
هاشم حرباً يشيب منها الوليدُ
فابن حربٍ للمصطفى
وابن هندٍ لعليٍ وللحسين يزيد
بالطبع القبلية مؤثرة إلا أنها ليست الدافع الأساسي للنهضة الحسينية.
ج - اتجاه رسالي :
هذا الاتجاه أهم معالمه أنصار الحسين من المستضعفين والمفارقين لعشائرهم وهم فئات متنوعة مثل (جون العبد. وهب النصراني. حبيب الأسدي الوجيه. زهير بن القين المخالف. أسلم التركي. أنس الكاهلي الصحابي) هؤلاء لهم امتداد لم يستشهد لكنه شهد هذا الوعي وأستدركه لاحقاً بثورات التوابين والمختار والحرة.
اتجاه الوعي هذا اتجه حتى نحو تصحيح الأدب العربي ليخرجه من العشائرية الساذجة نحو الرسالة.
يؤرخ للشاعر (سليمان بن
قتة العدوي) تظ،ظ¢ظ¦)
أنه أول من رثى الحسين وروي أنه أول زائر له بعد أيام الواقعة، الثابت أنه من الأوائل، أبيات بن قتة رائدة شجية لكنها لم تتجاوز السائد العشائري فهو فهو يذكر قبيلة قيس ويطلب بالثأر من آل غني ثم يقول :
وإن قتيل الطف من آل هاشمٍ
أذل رقاباً من قريشٍ فذلتِ
فاعترضه لاحقاً عبدالله بن الحسن المثنى قائلا :
ويحك ألا قلت أذل رقاب المسلمين فذلتِ ؟
بالطبع كان الرثاء الحسيني لابن قتة خطراً حينها لكنه بالخروج من القبيلة إلى الرسالة يصبح أخطر وأهم، أدرك عبدالله بن الحسن ذلك بثقافته الممتازة الرافضة للقيد القرشي القبلي وإن يستوعب ذلك جيداً شعراء متأخرون مثل حيدر الحلي الناطق بلسان بيئة عشائرية ولولا ثقافته المقيدة لضاهى رواد التحديث الأدبي أمثال البارودي وحافظ وشوقي..
خاتمة المقال :
الآن بعد (سظ،ظ، مساء الثلاثاء ظ،ظ¥ / ظ،ظ* / ظ¢ظ*ظ،ظ© قبل الأربعينية ب ظ¥ أيام) أثناء تبييض هذا المقال اتصل صديق أجبته دون أن يسأل : منشغل بمقال انتهى وما يريحني ؟
لماذا ؟ الجواب : على خط الوعي الحسيني جانب محير هو أن الوعي لايتم بالتثقيف فقد تجنب مقالي الوعي الروحي عبر طاقة الشهادة، حيث صنع الوعي العميق في تنبيه العقل وتصفية الرؤية فاليقظة ممر للنهضة وتضحية الشهداء أسرع من الفكر النظري في تحقيق الوعي.
الحيرة هنا ناتجة عن حذر الوقوع في الانفعالية أو الإنشائية وربما من سلبيات المحاولة الفكرية (التبارد) لإثبات مقاربة الموضوعية وتجنب الذاتية، فمنذ البداية خطر سؤال مخبوء : هل يمكن تناول خط الوعي للنهضة الحسينية دون خطابيات وإنشائيات؟ أي هل يمكن بيان خط الوعي بما يناسب واقعية النهضة الحسينية وتاريخيتها بعيداً عن الأدلجة المتأخرة، لا أعرف لماذا تذكرت الآن كتاب (مقاتل الطالبيين)؟ ربما حاولت كتابة المقال بنفس قلم أبي الفرج، بعيداً عن برودة ابن كثير وعن سخونة الأقلام الحركية، وعن كلامية الشريف المرتضى و سردية الدربندي بل والصحافة والمنابر ..
مع الاحترام لمعظم المحاولات إلا أنني عاجز حاليا عن تدوين الطموح كما أنني لم أجد هذا الطموح في المؤلفات التي طالعتها، ربما لأن باب هذه النهضة الواعية الموعية يبقى مشرعاً للتفقه للتفكر للتأمل .

من مواضيع : شيخ الراضي 0 كشكول الحوزة العلمية
0 {{ كتاب سليم بن قيس : رؤوس أقلام
0 لقطات من التفسير
0 لقطات من الفضائل الفاطمية
0 ما معنى لقاء العصاة بوجوه مكفهرة ؟
رد مع اقتباس