عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية حسين ال دخيل
حسين ال دخيل
شيعي فاطمي
رقم العضوية : 74854
الإنتساب : Oct 2012
المشاركات : 4,936
بمعدل : 1.16 يوميا

حسين ال دخيل غير متصل

 عرض البوم صور حسين ال دخيل

  مشاركة رقم : 6  
كاتب الموضوع : حسين ال دخيل المنتدى : المنتدى الفقهي
افتراضي
قديم بتاريخ : 20-06-2013 الساعة : 12:14 AM



76- ما دام القلب متوجهاً إلى عالم الطبيعة الظلماني وبئر الدنيا الضيق المظلم، وفي غلاف مُلك هذا العالم وغِلّه فهو ضيق وظلماني وليس قابلاً لنور الهداية وتجلّي الجمال والجلال.

77- بالزهد في الدنيا والإعراض عنها يستقر في القلب نور الحكمة، وهو الهادي لطريق السعادة، والوصول إلى مقام كمال الإنسانية، ويجري من القلب إلى اللسان كما ورد في باب الإخلاص أيضاً "ما أخلص عبد الله عزّ وجل أربعين صباحاً إلاّ جرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه".

78- ما دامت محبّة الدنيا والرغبة فيها متمكنتين في القلب فجميع عيوبها تتراءى حسناً وقبائحها جميلاً وجمالاً.

79- إذا حصل الزهد الحقيقي للإنسان يخرج من الدنيا إلى دار السلامة سالماً بكل معنى السلامة، وبلا عيب. لأن جميع العيوب تحصل من التعلّقات، فإذا لم تكن التعلّقات إلى غير عزّ القدس، تحصل السلامة المطلقة.

80- إنّ الحق تعالى شأنه يعامل خلقه في جميع الأمور بالرفق والمداراة، حتى في تشريع الشرائع، لأن الهداية إلى طريق السعادة والكمال عين الرفق.

81- إذا رفقت النفس وجدت أنساً ومحبة للعبادات والطاعات. وبواسطة هذه المحبة والعلاقة تجد المحبة للحق تعالى والأنس به. وهذا فتح لباب المعارف الإلهية الذي هو منبع الإيمان.

82- الإنسان يعجب بنفسه ويحبها. وهذه المحبة المفرطة للنفس هي سبب احتجابه عن نقصائصه وعيوبه فلا يرى قبائحه، بل ربما تتجلى مساوئه في نظرهِ محاسن، ويرى الفضائل والحسنات الموجودة فيه مضاعفة.

83- التواضع مبدؤه العلم بالله والعلم بالنفس، وغايته الله أو كرامة الله ونتيجته وثمرته الكمال النفساني. والتملّق مبدؤه الشرك والجهل وغايته النفس وثمرته الخفّة والذلّة والنقص والعار. والتكبّر مبدؤه الإعجاب بالنفس وحبها والجهل، والغفلة عن الحق ومظاهره، وغايته النفس والغرور ونتيجته التمرّد والطغيان. وعزّة النفس مبدؤها التوكل على الله والاعتماد على الحق تعالى وغايتها الله وثمرتها ترك غيره.

84- ذكر الحق تعالى يصرف القلب عن المنازل والمناظر الطبيعية ويسقط جميع العالم ومن فيه من نظره، ولا يتعلق قلبه بأحد غير الحق تعالى، ولا يفرح قلبه بشيء.

85- إنّ معرفة الله تأتي من خلال حب الله. وهذا الحب إذا كمل يجعل الإنسان منقطعاً عن نفسه. فإذا انقطع عن نفسه ينقطع عن جميع العوالم، ولا يطمع في نفسه وفي الآخرين، ويكون طاهراً من رجس الشيطان ورجس الطبيعة، ويطل نور الأزل في باطن قلبه، ويسري من الباطن إلى الظاهر، ويكون قوله وفعله نورانياً، وجميع قواه وأعضاؤه إلهية ونورانية.

86- إذا وجدت التواضع فيك والتذلّل، فاشكر الله تعالى واسْعَ في زيادتهما ولا تغفل عن الحيل النفسانية، فإن النفس والشيطان بالمرصاد، وينتظران الفرصة ليصرفا الإنسان عن طريق الحق. ولا تغتر أبداً بكمالات النفس، فإن الغرور من الشيطان. فكن سيّئ الظن بنفسك دائماً. وكن حذراً وخائفاً من سوء العاقبة.

87- أيّها العزيز، قم من نومك الثقيل، وعالج هذه الأمراض المختلفة بالقرآن والحديث، وتمسك بحبل الله المتين وذيل أولياء الله، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ترك هاتين النعمتين العظيمتين لنا، لننجو من ظلمات الطبيعة بواسطة التمسك بهما ونتخلص من هذه الأغلال، ونتصف بسيرة الأنبياء والأولياء.

88- إن صلاةً هي معراج المؤمن ومقربة المتقين لا بد من أن تقطع علائق الدنيا عن القلب وتفك عنه أغلال الطبيعة وتجعله إلهياً وربانياً.

89- إنّ السجود على التراب خمسين سنة لا بد من أن يوجد في الإنسان روح التواضع والتذلل لو لم يكن تصرف الشيطان في الوسط.

90- إذا لم يعمل العالم بوظيفة العلم، وهي الأخلاق الحسنة، فسيسقط الدين والعلم من أعين الناس، وتتزلزل عقيدتهم وتنصرف قلوبهم حتى عن العارفين بالله تعالى، وهذه من أوجع الضربات على جسد الدين والحقيقة الصادرة عن العلماء غير العارفين بوظيفتهم، وقلّما يكون شيء أكثر تأثيراً منها.
إنّ خُلُقاً سيئاً من عالم، أو عملاً مخالفاً من طالب، يؤثر في فساد أخلاق الناس وأعمالهم تأثيراً لا يماثله فيه شيء آخر. فلا بد لهم من أن يواظبوا على مراقبة أنفسهم حيث إنهم يأخذون على عاتقهم إسعاد الناس، بالإضافة إلى إسعاد أنفسهم. ففسادهم وقبحهم يختلفان عن فساد الآخرين وقبحهم، والحجّة عليهم أتمّ.

91- إذا أعمل الإنسان الوقار والسكينة والطمأنينة في الأعمال الظاهرية، ولو بالتكلف والتصنّع، فتسحلّ بالتدريج في باطن الروح هذه الملكة الشريفة، أي الطمأنينة والتثبّت، التي هي مبدأ الكثير من الخيرات والكمالات.

92- إنّ قلباً شعّ فيه نور التوحيد ومعرفة كمال المطلق يكون ذا طمأنينة وثبات وتأنٍ وقرار. وإن قلباً أصبح نورانياً بمعرفة الحق جلّ وعلا يرى مجاري الأمور بقدرته تعالى، ويرى نفسه وجدّه وحركته وسكونه وجميع الموجودات منه، ولا يرى زمام أمر الموجودات بيدها.
إن قلباً محتجباً عن المعرفة، وداخلاً في حجب الإعجاب بالنفس وحجب الشهوات واللذات الحيوانية، يخاف من فوت هذه اللذات، وشخص كهذا يفقد طمأنينة القلب ويقدم على الأمور بعجلة وتسرّع.

93- إنّ نظر أولياء الله إلى الدعاء انقطاع إلى الحق تعالى، فلا يجعلونه ولا يجعلون مناجاته والخلوة معه وسيلة لعبادة النفس وحبها، بل كل ما يطلبونه وسيلة لفتح باب مناجاة الحبيب.

94- نحن أسرى النفس والشهوة ونريد الله لثمرات الدنيا، ونفدي اللذات النفسانية بالحبيب المطلق، وهذا من أعظم الخطايا، إذ لو كان لقلوبنا حظ من المعرفة، وحصل فيها تجلٍّ للمحبة فسنموت حتماً من الخجل، وننكّس رؤوسنا حياءً إلى يوم القيامة. فأولئك إذا طلبوا شيئاً فإنما يطلبونه لأنه عطاء الحبيب.

95- إنّ نار الله كما تحرق الجسم بظاهره وباطنه كذلك تحرق الروح والقلب، ونار كهذه غير متصورة في هذا العالم.

96- الإنسان العاقل لا بد من أنْ يقيس مقدار عيشه في الدنيا وحاجته فيها مع مقدار عيشه في الآخرة وحاجته فيها، ثم يجدّ في تقصّي وسائل المعيشة في هذه الحياة وتلك، ولينظر كم يحتاج لو عاش مائة عام فرضاً، وكم يحتاج لعيشه الأبدي الذي لا نهاية له. ثم لينظر كمْ سيواجه في ذلك العالم من الحسرات والندامات ﴿وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ﴾ (العصر: 1–2). إذاً قسماً بالله! لو اطلع الإنسان على مقدار خسارته اطلاعاً حقيقياً لسلب منه الهدوء والراحة، حيث يرى أن كل ما في يده من رأس مال السعادة قد خرج من يده، بل أكثر من ذلك إذ صرفه في تحصيل الشقاء فتهيّأ لنفسه جهنم ونارها، بعرق الجبين وكدّ اليمين.

97- لا بدّ لنا إذاً، نحن المرضى والضالين، من أن نطبِّق وصفة السير الملكوتي ولأمراضنا القلبية الصادرة عن هداة طريق الهداية وأطباء النفوس والأرواح وبدون أن نُعمِل أفكارنا الناقصة وآراءنا الضعيفة لنصل إلى المقصد، وهو الوصول إلى سرائر التوحيد.

98- إذا سلّمت الروح تسلم جميع ممالك الوجود، ثم تسلم جميع الأعضاء الظاهرة والقوى الملكية أيضاً. وتسليمها أن لا يكون لها أو لأنانيّتها حركة أو سكون ويكون قبضها وبسطها خاضعين لإرادة الحق تعالى ويحصل فيها نموذج قرب النوافل "كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به..." إلخ.

99- اعلم أنّ الإنسان مفطور على حب الكمال والجمال وحب الله والتوجّه إليه. فكل ما يرِد عليه فهو من الله، وإن كان حسب الطبيعة غير ملائم له، فيجب عليه أن لا يظهر الجزع، ويعتبر الجزع ممّا يرد من الحق تعالى عيباً.

100- من أعظم الكمالات الإنسانية تجاوز الإنسان عن الأشخاص الذين أساؤوا إليه. وصفة العفو من الصفات الجمالية للحق تعالى، والاتصاف بها تشبُّه بالمبادئ العالية.
نسالكم الدعاء


توقيع : حسين ال دخيل
حسين منجل العكيلي
من مواضيع : حسين ال دخيل 0 من أسباب النسيان
0 مامعنى نفخة الصور المذكورة في الفرآن الكريم؟؟
0 لؤلؤة بين القمامة
0 قالوا عن المرأة المسلمة
0 لاتحدثوا انفسكم بالزنا
رد مع اقتباس