هذه هي المرة الثانية التي اواجه فيها كما كبيرا من النقد سلبا وايجابا من خلال التعليقات او الايميلات او حتى المكالمات بعد مقالتي ( القافلة الانتحارية) والمقال الاخير ( مستشار المالكي... ) لاني تطرقت الى حالة اعتقدتها خلل وشخصتها بدقة .. ففي مقالي الاول اردت القول ان هناك قفز على الواقع السياسي والاجتماعي المربك اصلا وفي مقالي الاخير اردت القول ان مستشار بهذا الوزن يجب ان يتوخى الدقة المتناهية في اختيار كلماته ليعكس الحالة المثلى لمركزه ...
ولست هنا في معرض نفي او تاكيد ماكتبت ولكني امام ظاهرة قد تبدو غريبة نوعا ما الا وهي عدم تقبل فقه الاختلاف .. فلا الذين استهجنوا طرحي ورفضوه كانوا بدوافع موضوعية ومنطقية ولاالذين قبلوه كانوا كذلك ..
ولأثبت اولا ان السيد المالكي من الشخصيات العراقية المهمة والمجاهدة والمناضلة والنزيهة والوطنية ( لااقول هذا خوفا منه ولاتملقا له ) ولكنها حسب وجهة نظري هي الحقيقة التي اراها
الذي اريد تثبيته هنا هو ثقافة الاختلاف التي يجب ان نتعلمها جيدا وحين ننقد الاخرين نكون بصدد تقويمهم لاهدمهم .. وان المسؤول ممكن ان يخطأ وخطأه وارد مع التفاف الكثير من الاميين حوله الذين لاتعدوا ثقافتهم ثقافة جريدة وبعضهم قد حسبت دول الجوار تاريخه نقطة نقطة وتعرف عنهم مالايحمد عقباه.. دون الالتفات الى الكفوئين من اصحاب ثقافة الكتب والحضارة فينعكس ذلك عليه وعلى العملية برمتها ..
فدعونا ننتقد بروح وطنية عالية هدفها المصلحة العامة ولنرتق بخطابنا الى المستوى الذي يجعلنا مؤهلين لقيادة وطن ومراجعة اخطائنا وتصحيحها وتصليحها ... مثلا اتساءل امام كل منصف وكل ذي بصيرة .. الم يكن استجواب وزير الكهرباء والذي استقتل حزب السيد المالكي بان لايتم .. الم يكن فضيحة بكل مالها من وقع مؤلم في نفوس العراقيين .. كيف يسكت وهو المناضل ضد التعسف على هكذا تفريط بالمال العام وكيف يحاول( ولمصلحة وطنية) كما يدعون التستر على هذه الجريمة ( فلطالما قيل لمصلحة وطنية نرفض استجواب الوزراء داخل البرلمان ) ..
نحن على ثقة تامة بان السيد المالكي نزيه ولايرتقي اليه الشك ولكن هناك تساؤلات تركت في نفوسنا الكثير من الحيرة .. اذ كيف يسكت على هكذا انتكاسة في وزارة خدمية تعاني منها الناس يوميا وفي وزارة التجارة من قبلها.. وكيف لايقتص من المجرمين وياخذ بثار اهالي الضحايا وكيف يسمح بتسلل المجرمين الى مفاصل الدولة بذريعة المصالحة الوطنية.. وانا اجزم ان ماخفي كان اعظم ..
فضرورة الاختلاف هنا كي نتكامل ونجمع شتات الصورة والرسول الكريم يقول ( اختلاف امتي رحمة ) هذا الذي يدفعنا للنقد وليس لاسقاط الاخرين وانما للمصلحة العامة فلا تحولوا هذا الاختلاف الى سكين توخز خاصرتي يوميا برسائل غير مسؤولة تتهمني بالكيدية .. والرجل وطني ونحن وطنيين وانا من الفخورين به
ولكننا نقول من يفرط بحقه لايمكن ان ينتصر واننا نفقد العدالة بفقد القدرة على تحديد بوصلتها الصحيحة .. ولايوجد معصوم او مقدس ونحن في حالة حراك .. ومن الطبيعي ان تكون هناك اخطاء تحتاج الى تشخيص ومعالجة .. ونشخصها حبا بالعراق,, ورئيس الوزراء هو الحاكم الفعلي في العراق سياسيا وامنيا واقتصاديا اي انه المسؤول عن الرعية.. لذلك عندما نشخص خلل ما فانما هو شغفا بالعراق وحرصا على السيد المالكي وليس بغضا به ... ولكننا لانريد ان نقف امام هكذا مشهد فنؤلهه كالخرسان او ان لانستمع الى ارائه التي قد تكون فيها الكثير من المصلحة كالطرشان .. هناك مساويء ومثالب وسلبيات ان لم نشر اليها استفحلت وتفاقمت وقد تتحول الى كارثة ...
د. ناهدة التميمي