هذه مجموعة من الشعر القيم، والنظم الرائع له (عليه السلام)، وجلها في المواعظ والأخلاق والمكارم والفخر، ومن بينها ما أنشده (عليه السلام) في يوم عاشوراء، في ذلك الموقف الرهيب، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على تمكنه (عليه السلام) من هذه الصناعة، وتضلعه في هذا الفن.
نذكر من ذلك:
1- قال (عليه السلام) في الحث على الجود:
على الناس طراً قبل أن تتفلت إذا جادت الدنيا عليك فجد بها
ولا البخل يبقيها إذا ما تولت فلا الجود يفنيها إذا هي أقبلت
2- وقال (عليه السلام) في الاستغناء بالله تعالى عن الناس:
تغن عن الكاذب والصادق اغن عن المخلوق بالخالق
فليس غير الله من رازق واسترزق الرحمن من فضله
فليس بالرحمن بالواثق من ظن أن الناس يغنونه
زلت به النعلان من حالق أو ظن أن المال من كسبه
3- وقال (عليه السلام) في الزهد في الدنيا:
زيد في همه وفي الاشتغال كلما زيد صاحب المال مالاً
ويا دار كل فان وبال قد عرفناك يا منغصة العيش
ـد إذا كان مثقلاً بالعيال(1) ليس يصفو لزاهد طلب الزهـ
4- وقال (عليه السلام) لما زار مقابر الشهداء بالبقيع:
فأجابني عن صمتهم ندب الحشا ناديت سكان القبور فأسكتوا
مزقت جثماناً وخرّقت الكسا قالت أتدري ما صنعت بساكني
كانت تأذى باليسير من القذا وحشوت أعينهم تراباً بعد ما
حتى تباينت المفاصل والشوى أمّا العظام فإنني مزقتها
فتركتها مما يطول بها البلى قطعت ذا من ذا ومن هذا كذا
5- وقال (عليه السلام) في الإعراض عن الدنيا:
فقتل امرئ بالسيف في الله أفضل لئن تكن الأبدان للموت أنشئت
فقلة سعي المرء في الكسب أجمل(2) وإن تكن الأموال للترك جمّعت