بعد كل تلك الأحداث في النجف، بدأ مقتدى الصدر بمحاوله التهدئة وامتصاص غضب أهالي النجف والذين بدأوا بالضغط ليتعرف العالم على حقيقة وجسامة وبشاعة ما جرى للسيد عبد المجيد الخوئي والسيد حيدر الكليدار والسيد ماهر الياسري، فقد بدأ الناس بتعليق لافتات نعي للشهداء وصورهم في شوارع المدينة، وأخذ الناس يتسألون لماذا وقعت هذه الجريمة وما أسبابها الموجبة، حيث ان المرحومين كانوا من عوائل عريقة مشهود لها.
ولهذا فقد قام السيد مقتدى بإصدار فتوى لأتباعه بعدم دخول النجف. وفيما يلي نص الفتوى: نص الفتوى
بسم الله الرحمن الرحيم
مكتب السيد الشهيد
محمد الصدر (قدس سره)
النجف الشريف
السلام عليكم أيها الإخوة ورحمة الله وبركاته
أما بعد فأوصيكم ايها الإخوة الأعزاء المطيعون لأوامر حوزتهم الشريفة بمجيئكم الى الجمعة الموحدة جزاكم الله خير جزاء المحسنين بالآتي:
أولا: ان تتخذوا السلم والسلام سلاحا لاغير، واذا اعتدي عليكم من اي شخصا، فطبقوا هذه الآية (لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي اليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين) المائدة 28.
ثانيا: يستحسن ان يكون دخولكم مباشرة الى الكوفة ومسجدها المعظم وان لا تدخلوا في النجف لكي لا يكون ذلك مثيرا لهم.
ثالثا: ان يكون هتافكم في يوم الجمعة وفي صلاتها (التي هي حج المساكين) موحدا بل واحد فقط لا غير ولا يجوز ان تقولوا غيره اطلاقا بل لو عصى احد فأنا لا أقبل بذلك أبدا والشعار هو:
لبيك اللهم لبيك
لبيك لا شريك لك لبيك
ان الحمد والنعمة لك والملك
لا شريك لك لبيك
مقتدى الصدر
22 / جماى الأول / 1424
نهاية الفتوى
من الظريف هنا أن اروي لكم هذه الرواية والتي يشهد عليها أهالي الكفل وأهالي الحلة، حيث ان بعض المؤمنون من اتباع مقتدى وبعد ان ينتهوا من صلاة الجمعة وفي طريق عودتهم الى مناطقهم، وحال مرورهم في مدينة الكفل، كان هتافهم يتغير من الهتاف الذي امرهم السيد بان يهتفوا به الى هتاف ثان وهو (لا مقتدى ولا جلبي انريد جن ولبلبي) وهتافات اخرى على هذه الشاكلة، وعندما يمتنع السائق عن التوقف في الكفل، يبدأ المصلون بالعراك معه فيضطر للتوقف في الحلة، ليتزود المصلون بالزاد والزواد.
يتبين من هذه الفتوى مدى الكره والحقد الذي يحمله السيد مقتدى على أهالي النجف المعروفين بالكرم والضيافة وحسن معاملة زوار أمير المؤمنين (ع)، وذلك لأن خدمة زوار أمير المؤمنين (ع) شرف لأهالي النجف وواجب مقدس، فلماذا هذا العداء لأتباع الصدر؟ الجواب واضح، لأن أتباع الصدر هم الذين بدأوا بالإعتداء والتجاوز على اهالي النجف و التجاوز الذي حدث على الحرم المقدس من قبل أتباع الصدر بقتل والتمثيل بالجثث والذي لم يحدث مثله من قبل، و محاولاتهم المتكررة للسيطرة على الحرم وبمساعدة مكتبهم الذي أسموه ظلما بمكتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والذي كان وكرا لهم داخل الصحن الشريف لخزن الأسلحة والأعتدة حتى تكون بمتناول أيديهم، دعى أهالي النجف الى التصدي لهم ومنعهم من التمادي بتجاوزاتهم، كما ان ما جرى في مسجد الكوفة ومسجد السهلة من احتلال من قبل جماعة الصدر نبه اهالي النجف الى حجم المؤامرة ودعاهم لتشديد الحراسة على الصحن الحيدري الشريف.
كما ويتبين من الفتوى ومن الشعار الذي طلب من اتباعه ان يرددوه ولا يقبل ان يرددوا غيره، بأنه أخذ يشبه نفسه بالرسول الأعظم صلوات الله وسلامه عليه وآله. فقد قام اتباعه بإنشاء بوستر كبير علقوه على لوحة كبيرة كانت موجودة في ساحة ثورة العشرين مدخل مدينة النجف القديمة عليها خارطة مدينة النجف من زمن الطاغية المقبور، وضعوا في البوستر صورة السيد الشهيد الأول في الزاوية اليمنى العليا وصورة والده في الزاوية اليسرى العليا وصورة مقتدى في وسط اللوحة، كتب تحت صورته الآية الشريفة (إذ ارسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث) وفوق صورته (أناس خلقوا من أجلي). وقد عين حراسة مستمرة من أنصاره على هذا البوستر. وقد أثارت هذه التصرفات القبيحة مشاعر العالم ضده.
شهود هذه الأحداث احياء يرزقون، وانشاء الله تعالى سوف يسطع نور الحقيقة ويتمكنوا من ان يرووا حكاياتهم .
في الحلقة القادمة سوف اتحدث عن محاولة مقتدى الصدر وجيش الحرامية احتلال المراقد المقدسة في كربلاء والمنشور الذي وزعة مكتب الشهيد للتغطية على هذه الفعله القبيحة.