قصة مهمة من تجارب وواقع حياتي ، يشرفني عرضها لكم مع خالص محبتي وتقديري:
في إحدى المعاهد الداخلية التقنية وقد كنت صغيراً وقتها ببلدي الأصلي الذي مزقته الحروب الأهلية والطائفية والحزبيّة، كنت بعد الدراسة أتنقل بين غرف إخواني منهم أكبر مني سناً أو أغلبهم، وألتقي بهم للصلاة وليلة الجمعة نقرأ معا دعا كميل في إحدى الغرف، وكان أحدهم يعزف عل القيثاارة تلاحينا اسلامية، وكنا نمارس أغلب شعائرنا بالسر، وكنت أفرح بلقياهم كثيراً، كانوا أهلي وإخواني، وكان أحدهم يفقهني بمذهبنا ..وآخر يثقفني دائما بالقصص الكربلائية الجميلة وبطولات مولانا علي ع.
تجدر إشارتي الى ان المنطقة الموجودة فيها مدرستنا تقع بدائرة خطرة، على كلّ شيعي موالي، وكانت مكاتب البعث العراقي لللمفزور صدام منتشرة بكثرة...
في إحدى الليالي الماطرة ومن هنا بدأت رحلتي وتجربتي، لم أستطع النوم من أصوات القنابل القريبة من مدرستنا، دق باب غرفتي أحدهم ويدعى رضا، طالباً مني الذهاب الى غرفة إخواننا، ذهبنا معا، وإذ بي أسمعهم ينشدون نشيد:
باقر الصدر منا سلاما......أيُّ باغٍ سقاك الحماما
إلى آخر النشيد.....
النشيد أخذ بمجامع روحي وجوارحي : سألتهم من هو محمد باقر الصدر ومن هي بنت الهدى؟؟؟؟
من هنا بدأت البداية ورحلتي السرمديّة في عشق علي وفاطمة ع،
كبرت معهم وتعلمت من مكتبة آية الله العظمى الشهيد وقصص العالمة الفاضلة بنت الهدى علوم الحياة والعزة والإباء والصرخة الحسينية الهادرة وبدأت مشاركت إخواني بنشاطاتهم ومسيرات حسينية و،
و... وبدؤا يرحلون عني ، هم حوالي ال ٦ ...وأنا رحلت عنهم بسفري الطويل وغربتي...
بعد فترة في إحدى زياراتي لبلدي وأثناء مروري في العاصمة وتصفحي صور الشهداء ، إثنان منهم كانوا مع قافلة الشهداء، قتلهم حزب صدام،رجعت لسفري، وعلمت بعد حين أن الأربعة الباقين التحقوا بركب الشهداء، وقافلة المقاومة....
فأحسست بوحدة العيش وبغربة البقاء،،
وبصعوبة السؤال : لماذا أنا بقيت حياً؟؟؟؟
لماذا؟؟؟؟ أين هم؟؟؟؟؟ هل أبي الذي أصرّ على سفري يومها خوفا عليّ هو المذنب؟؟؟ أم أنا؟؟؟؟ أم قدري؟؟لسنوات طويلة مزقت قلبي ريح الغربة والوحشة....وعندما أبدأ البكاء.....
يجاوبني ذلك النشيد الذي سمعته معهم، ودعاء كميل، والسيرة الحسينية...
وعيون محمد باقر الصدر وبنت الهدى المسافرة في حدقات أعيننا الباكية وصورتهم المزروعة في أعماق الروح
بأن :
لا تحزن، إن الله معنا
هذه إحدى تجاربي على هدى الطريق
والسلام عليكم
الأخ الفاضل شكـراً لكـ للمشاركة الطيبة
قصة مؤثرة بوركتفعلا مهما بلغ بنا الحال وضاقت بنا الامورفأن هذا هو تمحيص لنا من الله وبه نزداد قرباً لله تعالى
لأنه الاعلم منا بخفايا وعواقب امورنا نسأل الله حسن العاقبة
وفقكم الله
دمتم