|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 76
|
الإنتساب : Aug 2006
|
المشاركات : 6,203
|
بمعدل : 0.93 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
ميثم التمار(رض) صاحب اسرار الامام علي(ع)
بتاريخ : 02-08-2006 الساعة : 01:20 AM
الخطيب: السيد حسن الكشميري الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله بيته الطيبين الطاهرين.
من الاعلام الذين يفخربهم التاريخ، تاريخ الاسلام هو الصحابي المعروف ميثم التمار احد ابرز تلاميذ الامام علي بن ابي طالب(ع) مشهده بالكوفة، يعني مرقده لما يخرج الانسان من مدينة الكوفه من مسجد الكوفة متجهاً صوب النجف بعد المسجد بميل او اقل. هناك مرقد مبنى وقبة عالية هذا مرقد الصحابي ميثم التمار(رض)، وتوجد هذه الابيات مكتوبة على قبة قبر ميثم التمار للمرحوم السيد مهدي البغدادي رحمه الله هذان البيتان هناك وجدتهما:
ايها المدعي الولا لعليً
زر ولياً لديه كان يقيم
ان قبراً قد ضمن ميثم
قبر فيه سر من الولاء عظيم
ميثم التمار قلت بانه من خيرة تلاميذ الامام امير المؤمنين، لان تلاميذ الامام مستوياتهم تختلف. ماكان الامام(ع) يضخ كل معلوماته لتلاميذه ولكن يصنفهم. هناك منهم من كان يبوح له بكل مافي صدره وما حدث به من رسول الله وما تلقاه من النبي(ص)، ومنهم من كان يعطيه بعض المعلومات. ميثم التمار من الذين اقتبسوا كل العلوم من الامام امير المؤمنين(ع)، حتى ان الامام اخبره بما يجري حتى عليه.
مثلاً يقول له الامام يوماً من الايام كأني بك يا ميثم تقتل مصلوباً وانت اول رجل يلجم في الاسلام، يلجم يعني يقطع لسانه الامام كان يخبر البعض لم اقل يخبر الكل بل البعض بما يجري عليهم، وفعلاً هؤلاء لما كانت نتعرض نهايات حياتهم الجهادية يرون المصاديق تطبق كلها، هذه التي اشار اليها امير المؤمنين(ع).
كان الامام بالاضافة الى علاقته بميثم من الاشخاص الذين يأنس بهم. يعني دائماً الامام امير المؤمنين في اوقات فراغه يأتي ويجلس الى جنبه. طبعاً هذا ميثم انما سمي بالتمار لانه كان يبيع التمر من الكسبة.
الامام كان يجلس عنده ويتسامران ويتحدثان لهذا المرحوم البغدادي لما يقول ايها المدعي الولا لعلي زر ولياً لديه كان يقيم، يعني دائماً الامام كان يجلس بجانبه.
فالرجل هذا بدايات حياته هو اسلم على يد رسول الله(ص)، وقيل اسلم على يد الامام علي، وكان الامام قد اخبر من النبي يعني اعطي بعض المعلومات عن هذا الرجل كأنه عرف عن سيرة الامام امير المؤمنين، انه كان يشتري المماليك العبيد ويعتقهم في سبيل الله، ومن جملة من اشتراهم الامام امير المؤمنين هذا الرجل ذلك اليوم كان اسمه سالم فالامام امير المؤمنين اختار له هذا الاسم بعد ان اسلم وحسن اسلامه.
قال له الامام: "اني اختار لك هذا الأسم الذي سماك به ابوك من قبل". حتى هو لايعرف ولم يكن يعلم قال: "من اخبرك بذلك يا ابا الحسن" قال: "علمي علم رسول الله" قال: "صدقت وصدق رسول الله وصدق الله تعالى". يقول هذا الرجل سألت امي يعني عن هذا الموضوع قالت لي صحيح ابوك سماك بهذا الاسم وفعلاً فهو ابتسم يقول له: "يا ابا الحسن اسم سالم فيه منقصة" قال: "لا اذهب فقد كنيتك بابي سالم"، اصبح اسمه ميثم ويكنى بابي سالم.
اما لقبه بالتمار اشتهر بهذا العنوان تبعاً لمكسبه يعني كان يبيع التمر في سوق الطعام. كان الامام احياناً يأتي يجالسه احياناً يبيع التمر مكانه احياناً يشتري التمر منه لعياله. لان الامام امير المؤمنين اتصف بهذه الصفة، من الصفات التي اتصف بها انه كان دائماً يجالس بسطاء الرعية ضعفاء الناس. وهؤلاء لما كان الامام امير المؤمنين اعظم شخصيته بعد الرسول في الكون في الوجود يجالسهم ويسامرهم هذه تعطيهم شحنة معنوية ودفيء نفسي.
فيقول له الامام ذات يوم "يا ميثم كأني بك تموت مصلوباً وانك تؤخذ بعدي وتصلب على جذع نخلة". لماذا لان السلطة آنذاك بني اميه وعبيد الله بن زياد لان هو استشهاده سنة 61 من الهجرة قبل وصول الحسين(ع) الى كربلاء بعشرة ايام، يعني بناءاً على هذا اواخر ذي الحجة مثلاً لماذا هذه الملاحقة وهذه المطاردة وهذا الاجراء القاسي مع انسان قلنا انه من حيث الوجود الظاهري الطبيعي لا يعدو كونه كاسب يبيع التمر. لا في الواقع المطاردة تهدف الى بعد اعمق من هذا بكثير. المطاردة الاموية كانت من اجل دفن كل ما يتعلق باهل البيت. هؤلاء ميثم التمار وغيره من تلاميذ الامام امير المؤمنين كل واحد منهم يعتبر وعاء لعلوم اهل البيت، صندوق تكتنز فيه علوم الامام علي بن ابي طالب. فلما يجلس ويتحدث امام الخمسة زرع من الخمسة شيء من المعلومات. يذهب الى مكان آخر او ندوة يتحدث عن فضيلة او معلومة تتعلق باهل البيت. معناه اصبح مذياع وهذا يشكل علامة غضب وعلامة اثارة لحفيطة بني امية الذين كانوا يعملون على مسخ الوجود الاسلامي واستبداله بوحود جاهلي يحمل اسم الاسلام. لذلك يطاردون هؤلاء ويلاحقونهم ويحاولون القضاء عليهم.
الامام امير المؤمنين كان يقول له يا ميثم سيمر عليك هذا وستلاحق يا اباذر وانت تعاني كذا يا ابا م**** انت يمربك هذا يا فلان يا عمار آخر شرابك من الدنيا... انظر الامام كان يخبر هؤلاء انه مسيرتكم الجهادية وثباتكم واعتزازكم بالمباديء له ثمن، وينتهي بكم الى نفق جداً صعب وخيار مر. وفعلاً كان الامام يبشرهم ان اجتياز هذه العقبة يلقي بكم الى ذلك النعيم الخالد، الى الروح والريحان. وهؤلاء عشرة امر بأعدامهم عبيد الله بن زياد من اصحاب اهل البيت مرتبطين باهل البيت العاشر. كان ميثم التمار وذلك اليوم كان يتعمد الجهاز الاموي ولما يصلبون شخص يصلبوه امام الناس ويتركون جثمانه نوع من التفنن بالتعذيب والقسوة. يراد من هذا نشر الفزع والارهاب حتى يستطيعون كم الافواه وتحويل الناس الى شبيه قطيع من الغنم، فقط يعلفون ويأكلون غير هذا ابداً لايتصرفون بشيء، لايكون هناك كلمة واحدة تجري بخلاف المجرى الطبيعي لسلوك بني امية.
فكانت هذه الشخصيات العشرة صلبت على عشرة من النخيل، وكانت اقصر نخلة هي النخلة التي جاءوا بميثم ليصلب عليها. تقول الاخبار هذا الامام كان مخبره انه انت يدعوك ابن زياد لبرائة وكذا يقول حتى هذه تحققت ان الامام لما قال بان تصلب على جذع نخلة وانت عاشر عشرة اقربهم الى المطهرة، المطهرة الارض جعلت الارض مسجداً وطهوراً.
يقول انا لم اكن منتبه الى معنى كلمة الامام امير المؤمنين اقربهم رأيت هذه النخيل واحدة شاهقة وواحدة متوسطة وانا العاشر، جاءوا بي الى نخلة كانت اقصر النخيل الى الارض، فقلت يا سبحان الله حتى هذه الامام امير المؤمنين(ع) لم يتركها وانما اخبرني فعلاً. جاءوا به الى ابن زياد كلما ألح واراد ان ينتزع منه كلمة يتنازل بها عن مبادئه رفض، وانما وجه القذائف لابن زياد لما سأله في النهاية اخبرني من الذي اخبرك به صاحبك علي. يبدو ان العلملاء المرتزقة خبروا ابن زياد بان هذا يقول انه اخبرني امير المؤمنين.
فقال له ميثم أتعلم ما الذي اخبرني صاحبي امير المؤمنين قال لي كيف بك اذا اخذك العتل ابن الامة الفاجرة فيقطع يديك ورجليك ولسانك ويصلبك. لانه كان الى آخر لحظة يتحدث عن فضائل امير المؤمنين وفضائل اهل البيت(ع).
قطع لسانه واستشهد وسلام الله عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حياً والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
|
|
|
|
|