اللهم صل على محمد وآل محمد الاطهار وعجل فرجهم ورحمنا بهم
ثواب وآثار قراءة سورة «هل أتى»..
1ـ في مجمع البيان: قال أبو جعفر [عليه السلام]: من قرأ سورة هل أتى في كل غداة خميس، زوجه الله من الحور العين مئة عذراء، وأربعة آلاف ثيب. وكان مع محمد [صلى الله عليه وآله].
وفي كتاب ثواب الأعمال، بإسناده عن أبي جعفر [عليه السلام] مثله، غير أنه قال: ثمان مئة عذراء..
2ـ أُبَي بن كعب، عن النبي [صلى الله عليه وآله] قال: ومن قرأ سورة «هل أتى» كان جزاؤه على الله جنة وحريراً.
3ـ في أمالي الطوسي، بإسناده إلى علي بن عمر العطار، قال: دخلت على أبي الحسن العسكري [عليه السلام] يوم الثلاثاء، فقال: لم أرك أمس!
قال: كرهت الحركة في يوم الإثنين.
قال: يا علي، من أحبَ أن يقيه الله شرَّ يوم الإثنين فليقرأ في أول ركعة من صلاة الغداة: {هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ}.
ثم قرأ أبو الحسن [عليه السلام]: {فَوَقَاهُمُ اللهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً}([1]).
4ـ روي عن النبي [صلى الله عليه وآله] أنه قال: من قرأ هذه السورة كان جزاؤه على الله جنة وحريراً. ومن أدمن قراءتها قويت نفسه الضعيفة. ومن كتبها وشرب ماءها نفعت وجع الفؤاد، وصح جسمه، وبرئ من مرضه.
5ـ قال رسول الله [صلى الله عليه وآله]: من قرأها أجزاه الله الجنة، وما تهوى نفسه على كل الأمور. ومن كتبها في إناء وشرب ماءها نفعت شرَّ وجع الفؤاد، ونفع بها الجسد.
6ـ قال الصادق [عليه السلام]: قراءتها تقوِّي النفس وتشد، وإن ضعف في قراءتها كتبت ومحيت وشربها، منعت من النفس (كذا) ويزول ضعفها عنه بإذن الله تعالى([2]).
7ـ محمد بن الحسن، بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن أبي مسعود الطائي، عن أبي عبدالله [عليه السلام]: أن رسول الله [صلى الله عليه وآله] كان يقرأ في آخر صلاة الليل {هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ}([3]).
سبب نزول هذه السورة:
وقد حفلت الروايات الكثيرة، بأن سبب نزول سورة «هَلْ أَتَى»: هو أن الحسنين عليهما السلام مرضا، فعادهما رسول الله صلى الله عليه وآله وبعض من أصحابه. وجعل علي على نفسه، وكذلك الزهراء، والحسنان عليهم السلام، وفضة رحمها الله: إذا عافاهما الله أن يصوموا ثلاثة أيام شكراً لله تعالى.
فألبسهما الله سبحانه عافيةً، فأصبحوا صياماً، وليس عندهم طعام، فحصل علي عليه السلام على ثلاثة أصوع من شعير, جاء بها للزهراء عليها السلام مقابل أن تغزل جزة صوف..
فغزلت ثلث الصوف، وطحنت صاعاً من الشعير، وخبزت منه خمسة أقراص بعددهم. فصلى علي عليه السلام مع النبي صلى الله عليه وآله، ثم أتى منزله، ووضع الطعام، فأول لقمة كسرها علي عليه السلام إذا مسكين قد وقف على الباب، وطلب أن يطعموه، فوضع علي عليه السلام اللقمة من يده.. ودفعوا ما على الخوان إلى المسكين، وأصبحوا صياماً لم يذوقوا إلا الماء القراح.
وفي اليوم التالي تكرَّرت القضية برمتها، حيث جاءهم يتيم هذه المرة، وذلك بمجرد أن كسر الإمام علي عليه السلام اللقمة، فأعطوه ما على الخوان، وباتوا جياعاً لم يذوقوا إلا الماء القراح.
وهكذا جرى أيضاً في اليوم الثالث، حيث جاءهم أسير من أُسراء المشركين، وقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمد، تأسروننا، وتشدوننا، ولا تطعموننا.
فوضع علي اللقمة من يده، وأعطوه ما على الخوان. وباتوا جياعاً. وأصبحوا مفطرين، وليس عندهم شيء.
وأقبل علي عليه السلام بالحسن والحسين عليهما السلام نحو رسول الله [صلى الله عليه وآله]، وهما يرتعشان كالفراخ من شدة الجوع.
فقال [صلى الله عليه وآله]: يا أبا الحسن: أشد ما يسوؤني ما أرى بكم، انطلق إلى ابنتي فاطمة.
فانطلقوا، وهي في محرابها، قد لصق بطنها بظهرها من شدة الجوع، وغارت عيناها..
فلما رآها رسول الله [صلى الله عليه وآله] ضمها إليه، وقال: واغوثاه، بالله أنتم منذ ثلاث فيما أرى؟
فهبط جبرئيل، فقال: يا محمد، خذ ما هيأ الله لك في أهل بيتك.
فقال: وما آخذ يا جبرئيل؟.
قال: {هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ}([4]).
وذكرت بعض النصوص: أن هذه السورة قد نزلت في الخامس والعشرين من ذي الحجة([5]).
وهناك تفاصيل وخصوصيات مختلفة وردت في الروايات، لا مجال لتقصيها وتتبعها.. لأن المقصود هنا مجرد الإشارة..