|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 66821
|
الإنتساب : Jul 2011
|
المشاركات : 54
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العام
التكبر – اسبابه و طرق علاجه – حسن اللامي
بتاريخ : 18-02-2013 الساعة : 02:51 AM
التكبر – اسبابه و طرق علاجه – حسن اللامي
قال الله تعالى :
[ ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين . قال ما منعك أن تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ] سورة الاعراف الايات 11- 12
المقدمة :
ان في نفس الانسان غرائز كثيرة و تسيطر على عقل الانسان في اكثر الاوقات فأن علماء النفس يقولون ان الانسان عندما يقدم على عمل سيء يحدث نزاع كبير جداً بين العقل و النفس فالعقل ينهي الانسان عن هذا العمل الفاحش لكونه الحجة الباطنية و النفس تريد عكس ما يريده العقل فتبقى تحثه على هذا العمل القبيح الى ان يكون منتصر في هذا النزاع الكبير , لكن في اكثر الاحيان ينتصر العقل عند الانسان المؤمن و في اغلب الاحيان تنتصر النفس عند الانسان الذي ابتعد عن الله و جعل الشيطان هو الصديق المقرب له , و من هذه الغرائز التي تكلمنا عنها بشكل مختصر هي غريزة التكبر ! , التي ابتلى بها اكثر الملوك و الحكام و ادى الى هلاكهم و يبتلى بها ايضاً اصحاب المال فتؤدي الى زوال كل هذه النعمة منه و النتيجة هي الهلاك , لكن من الذين يبتلون في هذه الغريزة و هذه مشكلة كبيرة جداً هم بعض طلاب العلم الذين كانت نواياهم قبل الدراسة هي نوايا سيئة فيبتلون بهذا البلاء و يسبب في انسلاب التوفيق منهم و عودتهم الى منازلهم و لذلك يوصون العلماء بأن يخلص الانسان نيته قبل دخول الحوزة العلمية لكي لا يقع في هذه الاشكالات و الغرائز السيئة .
اسباب التكبر :
توجد اسباب عديدة لتولد هكذا غرائز في الانسان و نريد ان نبين بعضها لكي يذهب الانسان الى محاسبة نفسه و خصوصاً الشاب و اصحاب الاموال , و بالتالي يطبقون هذا الكلام على انفسهم هل ان صفة التكبر موجودة في داخلهم ام انهم سيطروا عليها ؟! , من اهم الاسباب التي تكون اساس تولد هذه الغريزة هو الضعف في شخصية ذلك الانسان ! , نعم لا نتفاجئ عندما نقراء هذا الكلام فأنه السبب الحقيقي في تولد هذه الغريزة , فهو من خلال هذا التكبر يسد جانب من جوانب ضعف الشخصية و يبرر لنفسه و لباقي الناس عن نفسه و بالتالي يكون خاطئ لا محال فأن التكبر ليس حلاً لمشكلة ضعف الشخصية , بل يجب ان يراجع ذلك الشخص حياة الانبياء و الرسول الاكرم صلى الله عليه و اله و حياة المعصومين و دورهم في الحياة و كيف كانوا يتعاملون مع المواقف و خروجهم منها لكي يحصل على الطريقة المثلى للتخلص من هذه المشكلة , و ايضاً من الاسباب التي تجعل الانسان متكبراً بين الناس هو الجهل المركب , فأنه يرى نفسه عالماً و هو في الواقع انسان فاشل و جاهل و لا يفقه شيئاً , لذلك ابليس عليه لعائن الله رفض السجود لادم فهو لو لم يكن جاهلاً لما رفض السجود فأنه امر اللهي و السجود الى ادم يعني السجود الى المولى عز و جل فقال انا خير منه خلقتني من نار و خلقته من طين , لذلك ينبغي على الانسان ان يراجع حساباته و يهذب نفسه و يطرح عليها بعض الاسئلة التي تخرجه من تلك الامراض النفسية .
درس في التكبر
كان رجلاً ثرياً في بغداد لديه اموال كثيرة و عقارات و كل ما يتمناه الناس و كان متكبراً بشكل كبير جداً و يعامل الناس معاملة سيئة و في ذات مرة كان ذاهباً الى الحج و معه خدمه يحمونه فكانوا يمشون امامه و خلفه و يبعدون الناس عنه و يدفعونهم و هو يمشي في وسطهم فغضب الناس على هذا الغني و دعو عليه دعوة المظلوم على الظالم , لكن في يوم من الايام شاهده رجل على جسر من جسور بغداد و هو جالس بثياب ممزقة و في وضعية ذليل مقابل ذلك الحال الذي كان عليه سابقاً و تتصدق عليه الناس , فتعجب ذلك الرجل فقال له يا فلان الم تكن ذات يوم في الحج و فعلت كذا و كذا ؟ قال له بلى انا هو المقصود , فقال له اذاً ما الذي اوصلك لهذا الحال بعد كل ذلك العز ؟ قال له اوصلني لهذا الحال تكبري , فقد تكبرت في مكان يتواضع فيه العظماء فأذلني الله في مكان يتعالى به الاذلاء فكانت هذه النتيجة !
علاج التكبر
لو بقى الانسان على هذا المرض سيخسر كل ما لديه كما خسر هذا الغني امواله في القصة التي ذكرناها في هذا المقال لذلك يجب على الانسان ان يبحث و يدور في كل مكان باحثاً عن علاج حقيقي لهذا المرض النفسي القبيح , لكن لو بحثنا لن نجد علاج افضل من التواضع لله عز و جل و للناس , فمثلاً لو كان ذلك الانسان المتكبر لديه اموال كثيرة و بسببها يكون متكبراً على الناس فعلاجه الوحيد هو مخالطة الفقراء و التصدق عليهم و المعايشة معهم و قضاء حوائجهم فالنتيجة ستكون الخلاص من ذلك المرض لان من تواضع لله رفعه , و ان كان الانسان مبتلى بالتكبر بسبب كثرة العلم فعلاجه الوحيد هو البحث عن من هو اعلم منه في ذلك العلم الذي يمتلكه فيحصل على نقطتين ايجابيتين , الاولى انه يقضي على مرض التكبر بكسبه ذلك العلم , و النقطة الاخرى هي الحصول على معلومات جديدة في ذلك المجال الذي اجتهد به , و هكذا حتى يقضي على كل مشاكله في هذه الجوانب .
لكن لا تنسى هذا المقطع :
(يابن آدم أوّلك نطفة مذرة، وآخرك جيفة قذرة، وأنت فيما بين ذلك تحمل العذرة )
نسئل الله عز و جل ان يخلصنا من التكبر و ان يوفقنا و يجعلنا من المتواضعيه له و للناس بحق محمد و الـِ بيته الطيبين الطاهرين المعصومين
|
|
|
|
|