: تعيين الامام والخليفة في احاديث الرسول (صلى الله عليه واله )
بتاريخ : 16-07-2014 الساعة : 01:00 PM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
حكمة النبي وعلمه كانا يقتضيان بان يتخذ موقفامناسبا في مجال القيادة الاسلامية من بعده , فلنرى ماذا كان الموقف الذي اتخذه (ص ) في هذا الصعيد؟.
هناك نظريتان في هذا المجال ندرجهما هنا, ونعمد الى مناقشتهما:
الـنـظـرية الاولى : ان النبي (ص ) اختار بامر اللّه تعالى شخصا ممتازا صالحالقيادة الامة الاسلامية , ونصبه لخلافته واخبر الناس بذلك .
النظرية الثانية : ان النبي (ص ) اوكل اختيار القائد والخليفة من بعده الى الناس , انفسهم , لينتخبوا ـ هم بانفسهم ـ شخصا لهذا المنصب .
والان يجب ان نرى اية واحدة من النظريتين تستفاد من الكتاب والسنة والتاريخ ؟.
ان الامـعـان في حياة النبي (ص ) منذ ان كلف بتبليغ شريعته الى اقربائه وعشيرته , ثم الاعلان عن دعوته الى الناس كافة , يفيد ان النبي (ص ) سلك طريق ((التنصيص )) في مسالة القيادة , والخلافة , مرارا, دون طريق ((الانتخاب الشعبي )) وهذا الموضوع نثبته من خلال الامور التالية :
1 حديث يوم الدار
بـعـد ان مـضـت ثـلاث سـنوات على اليوم الذي بعث فيه رسول اللّه (ص ),كلفه اللّه تعالى بان يبلغ رسالته لابنا قبيلته , وذلك عندما نزل قوله عزوجل : (وانذر عشيرتك الاقربين )
فـجمع النبي (ص ) رؤوس بني هاشم وقال : ((يا بني عبد المطلب اني واللّه ما اعلم شابا في العرب جـا قـومـه بـافـضـل مـما قد جئتكم به اني قدجئتكم بخير الدنيا والاخرة وقد امرني اللّه تعالى ان ادعوكم اليه فايكم يؤازرني على هذا الامر يكون اخي ووصيي ووزيري وخليفتي فيكم )).
ولـقد كرر النبي (ص ) العبارة الاخيرة ثلاث مرات , ولم يقم في كل تلك المرات الا الامام علي (ع ), الـذي اعـلـن عـن استعداده في كل مرة لمؤازرة النبي (ص ) ونصرته , وفي المرة الثالثة قال النبي (ص ): ((ان هذا اخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له واطيعوا))
2 حديث المنزلة
لـقـد اعتبر النبي (ص ) منزلة ((علي (ع ))) منه على غرار منزلة هارون من موسى (ع ), ولم يستثن مـن منازل ومراتب هارون من موسى الا النبوة حيث قال : ((يا علي اما ترضى ان تكون مني بمنزلة هـارون مـن مـوسـى الا انـه لانـبـي بـعـدي ))وهـذا النفي والسلب هو في الحقيقة من باب ((السالبة بانتفا الموضوع )) اذ لم تكن بعد رسول اللّه الخاتم (ص ) نبوة حتى يكون علي نبيا من بعده اذ بنبوة رسول الاسلام ختمت النبوات , وبشريعته ختمت الشرائع .
ولـقـد كان لهارون ـ بنص القرآن الكريم ـ مقام ((النبوة ))و((الخلافة ))و((الوزارة ))في زمان موسى , وقد اثبت حديث ((المنزلة )) جميع هذه المناصب الثابتة لهارون للامام علي (ع ) مـا عـداالـنبوة , على انه اذا لم يكن المقصود من هذا الحديث هو اثبات جميع المناصب والمقامات لعلي الا النبوة , لم يكن اية حاجة الى استثنا النبوة .
3 حديث السفينة
لـقـد شـبه النبي الاكرم (ص ) اهل بيته بسفينة نوح التي من ركبها نجا,ومن تخلف عنها غرق في الطوفان كما قال : ((الا ان مثل اهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح في قومه من ركبها نجا, ومن تخلف عنها غرق ))
ونحن نعلم ان سفينة ((نوح )) كانت هي الملجا الوحيد لنجاة الناس من الطوفان في ذلك الوقت .
وعلى هذا الاساس فان اهل البيت النبوي ـ وفقا لحديث سفينة نوح ـ يعتبرون الملجا الوحيد للامة للنجاة من الحوادث العصيبة والوقائع الخطيرة التي طالما تؤدي الى انحراف البشرية وضلالها.
4 حديث ((امان الامة ))
لقد وصف النبي (ص ) اهل بيته بكونهم سببا لوحدة المسلمين , وممايوجب ابتعادهم عن الاختلاف والـتشتت وامانا من الغرق في بحر الفتنة ,اذ قال : ((النجوم امان لاهل الارض من الغرق واهل بيتي امان من الاختلاف , فاذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب ابليس ))
وبـهـذا شـبـه الـنـبـي (ص ) اهـل بـيـتـه الكرام بالنجوم التي يقول عنها اللّه بحانه : (وبالنجم هم يهتدون
5 حديث الثقلين
ان حـديـث الثقلين من الاحاديث الاسلامية المتواترة , التي نقلها ورواهاعلما الفريقين في كتبهم الحديثية .
فقد خاطب رسول اللّه (ص ) الامة الاسلامية قائلا: ((اني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه وعترتي اهل بيتي ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا ابداوانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ))
ان هـذا الـحديث , يثبت ـ بوضوح ـ المرجعية العلمية لاهل البيت النبوي جنبا الى جنب مع القرآن الـكـريـم , ويلزم المسلمين بان يتمسكوا ـفي الامور الدينية ـ باهل البيت الى جانب القرآن الكريم , ويلتمسوارايهم .
ولـكـن المؤسف جدا ان يلتمس فريق من الناس راي كل احد الا راي اهل البيت , ويطرقوا باب بيت كل احد الا باب بيت اهل البيت (ع ).
ان ((حديث الثقلين )) الذي يتفق على روايته الشيعة والسنة يمكنه ان يجمع جميع مسلمي العالم حـول مـحور واحد, لانه اذا ما اختلف الفريقان في مسالة تعيين الخليفة والقائد, والزعيم السياسي لـلامـة بـعـدرسول اللّه (ص ) وكان لكل فريق نظريته وآل الاستنباط التاريخي في هذاالصعيد الى انـقـسـام الـمـسلمين الى فريقين , فانه لا يوجد هناك اي دليل للاختلاف في مرجعية اهل البيت العلمية , ويجب ان يكونوا ـ طبقالحديث الثقلين المتفق عليه ـ متفقين على كلمة واحدة .