مولاي سألتك بالله إلاّ أخبرتني بفضل فاطمة يوم القيامة ؟
بتاريخ : 22-03-2015 الساعة : 04:06 PM
اللهم صل على مُحمد وآل مُحمد وعجل فرجهم واهلك عدوهم من الجن والإنس من الأولين والآخرين
اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر العظيم المستودع فيها عدد ما أحاط به علمك
عن أبي ذر (رضي الله عنه) ، قال رأيت سلمان وبلالاً يقبلان إلى النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إذ انكبّ سلمان على قدم رسول الله يقبّلها ، فزجره النبيُّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عن ذلك ثم قال له : يا سلمان لا تصنع بي ما تصنع الأعاجم بملوكها ، أنا عبد من عبيد الله ، آكل كما يأكل العبد ، وأقعد كما يقعد العبد ، فقال له سلمان : يا مولاي سألتك بالله إلاّ أخبرتني بفضل فاطمة يوم القيامة ؟ قال : فأقبل النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ضاحكاً مستبشراً ، ثم قال : ( والذي نفسي بيده ، إنّها الجارية التي تجوز في عرصة القيامة على ناقة رأسها من خشية الله ، وعيناها من نور الله ) إلى أن قال : جبرئيل عن يمينها ، وميكائيل عن شمالها ، وعليّ أمامها ، والحسن والحسين وراءها ، والله يكلأها ويحفظها فيجوزون في عرصة القيامة فإذا النداء من قِبل الله جلّ جلاله : معاشر الخلايق ، غضّوا أبصاركم ونكّسوا رؤوسكم ، هذه فاطمة بنت محمّد نبيّكم ، زوجة علي إمامكم ، أُمّ الحسن والحسين ، فتجوز الصراط ، وعليها ريطتان بيضاوان ، فإذا دخلت الجنّة ونظرت إلى ما أعدّ الله لها من الكرامة ، قرأت : ( بسم الله الرّحمن الرّحيم * وَقَالُوا الْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ * الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ ) (1) ، قال : فيوحي الله عزّ وجلّ إليها : يا فاطمة سليني أعطك وتمنّي عليّ أرضك .
فتقول : إلهي أنت المنى وفوق المنى ، أسألك أن لا تعذّب محبّي ومحبّي عترتي بالنار ، فيوحي الله إليها : ( يا فاطمة ، وعزّتي وجلالي وارتفاع مكاني ، لقد آليت على نفسي من قبل أن أخلق السماوات والأرض بألفي عام ، أن لا أعذّب محبّيك ومحبّي عترتك بالنار ) (2) .
(1) فاطر : 34 ـ 35 .
(2) تفسير البرهان : ج3 ص365 ، وقد روى بعض فقراته محب الدين الطبري في ذخائر العقبى : ص48 .