فوجئ الشيخ الحبيب ورواد مجلسه الأسبوعي بحضور أحد الشبان الانجليز برفقة أحد أصدقائه ممن كان قد سبق تشيعه وذلك لإشهار إسلامه وتشيعه بمعية الشيخ.
”جيسون بيفي“ شاب انجليزي مولع بالبحث والقراءة والمطالعة كان قد اختار اعتناق الإسلام قبل زهاء سنتين إلا أنه اكتشف مؤخرا بعد مزيد من البحث والتحقيق أن الإسلام الحق هو التشيع لا المذهب البكري الباطل, فلذلك اختار أن يعيد التشهد وإعلان إسلامه وموالاته لأئمة الإسلام من آل محمد (عليهم الصلاة والسلام) في مجلس الشيخ الحبيب يوم السبت الماضي, وقد جرى ذلك في جو ملؤه الفرح والبهجة بعد انتهاء الشيخ من محاضرته حيث تلقى منه التهنئة شخصيا وكذلك من جميع المؤمنين الحاضرين الذين عانقوه ودعوا له بالثبات والاستقامة وحسن العاقبة.
وبعد ذلك استضاف أعضاء المكتب الأخ ”جيسون“ بلهفة لأخذ معلومات وتفاصيل عن رحلته إلى الإسلام والتشيع, فقال: ”أردت البحث عن الإسلام والقرآن, فوجدت أن الدين الإسلامي دين حق وصدق بعد أن بحثت فيه, ومن إحدى وسائلي وأهمها للاطلاع على الإسلام كان الإنترنيت. فوجدته من خير الأديان, وهو الدين الحق, فبعدها اتخذت قراري واعتنقت الإسلام, ولكن على الطريقة البكرية المنحرفة دون ان أعلم أن ”البكرية“ نسخة مزيفة عن الإسلام.
”وقد كنت أسمع عن الشيعة أنهم يسبون الصحابة وأنهم مشركون وأنهم يسبون أمهات المؤمنين وأنهم مجانين، ولكني لم أكن أصدق ذلك ولم أرفضه في نفس الوقت فالدليل هو الفصل, وكانوا ينهونا عن التحدث مع الشيعة أو الإقتراب منهم لأنهم يثيرون الشبهات التي تؤثر على المؤمن -على حد قولهم- وما كان تحذيرهم هذا إلا خوفا من انكشاف الحق. وكان هذا هو الدافع وراء بحثي لأجد التشيع, فكنت واقفا على مجموعة من الإستفهامات والمتناقضات الموجودة عند البكريين, فسألت البكريين عنها فلم يعطوني جوابا, وأثارني ذلك التحذير والتشويه والتهويل ضد الشيعة وصار لي دافعا للبحث عنهم, فبحثت عن الشيعة كما بحثت عن الإسلام, فوجدت الشيعة يلتزمون بضروريات الدين فكيف يقولون عنهم أنهم كفرة ومشركون وما شابه ذلك؟! بل التزامهم بضروريات الدين أصدق وأحق من غيرهم من الطوائف, وعقائدهم وعباداتهم هذه موجودة في كتب البكريين ومنصوص عليها في صحيحي البخاري ومسلم وعباداتهم منطقية طبقا للأدلة ومتوافقة معها“.
وأضاف قائلا: ”ولم تكن عندي تلك القدسية للصحابة ولم أكن اعتقد أن كل الصحابة عدول, فهذه كانت من إحدى المحاور التي كنت أبحث حولها, فعلى سبيل المثال: هم يقدسون عمر وبالبحث عنه وجدت أن الشيعة لا يحبون عمر وهم صادقون في ذلك, لأن هذه الشخصية شخصية ظالمة متجبرة متغطرسة, يضرب ويعتدي ويظلم النساء والضعفاء ويشكك بنبوة النبي (صلى الله عليه وآله) واغتصب فدكا واعتدى على الزهراء (سلام الله عليها) واغتصب الخلافة, وقدسوه وجعلوا منزلته فوق منزلة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله), ولما كنت اسأل البكريين عن جرائم عمر وغيره ممن يسمون بالصحابة, يقولون لي لا داعي للبحث وراء هذه الخلافات والتعرض للصحابة لأنه تاريخ ولّى وانتهى, لم أقتنع بذلك وكأنها محاولة منهم لإخفاء الحق وراء هذه الأعذار التي لا تصح ولا تستقيم, كيف أنسى التاريخ والقرآن الكريم فيه الكثير جدا من التاريخ, والحمد لله الذي رزقني بغضه وبغض من هم على شاكلته والتبرؤ من شخصية ظالمة كهذه“.
وأكمل: ”التبرؤ من عائشة وحفصة كان صعبا علي أن أقبل به ولكن بعد معرفة السبب يبطل العجب, فوجدت وجهة نظر الشيعة في عائشة وحفصة في محله لمن يطلع ويعرف الأسباب, فالبكريون دائما يذكرون عائشة وحفصة والصحابة ولكن علي بن أبي طالب مغيب تماما ولا يُذكر إلا نادرا جدا ولا يذكرون أهل البيت (عليهم السلام) ويتجاهلونهم تماما.
وجدناهم يدافعون دفاع المستميت عن الصحابة ولا يجوز لك أن تعترض على صحابي واحد, ولكن بالنسبة للأنبياء فإنهم غير معصومين إلا عصمة تبليغية! وحتى العصمة التبليغية غير سليمة عندهم فهناك روايات متعددة عندهم تنقض ذلك“!
وختم بقوله: ”والحمد لله الذي منَّ علينا بأن هدانا لنور محمد وآل محمد (صلوات الله عليهم) والذي يشعر الإنسان حقا أنه إنسان كامل جدا, ويشعر الإنسان الموالي لآل محمد (عليهم السلام) أنه متصل مع المعصومين عليهم السلام ومع الله تبارك وتعالى, فنسأله الثبات على ولاية الأطهار عليهم السلام“.