عرفت البشرية البطيخ قبل خمسة آلاف سنة وقد دلت على ذلك الرسومات والصور الفرعونية القديمة على الجدران المصرية وغالبا ماكان يُوضع في مدافن الملوك لتغذيتهم لرحلة مابعد الموت !! ويزرع البطيخ الآن في 96 بلدا وتعتبر الصين وأمريكا اكبر منتج ومستهلك له .
والعراق له الحق ان يفخر بتحوله الى " دولة البطيخ " ليس في إنتاج هذه الثمرة الطيبة انما في العقول البطيخية التي تدير دفة العملية السياسية في الدولة التي افرزت لنا زورخانة المحاصصة و< مافيات > الحرامية وغيرها تحت عنوان الوحدة الوطنية !!
******
وفقا لمفردات البطيخ :
من حقك : ان تعمل في النهار برلمانيا وفي الليل ارهابيا وبالأمكان ايضا ان تحصل على شهادة جامعية من سوق مريدي في بغداد لأن تكون نائبا للشعب أو رئيسا لأحدى المفوضيات او ربما وزيرا ، كما يجوز ان تدرس< المقدمات اوالسطوح > في حوزة طهران أو وقم ليعادلها لك الحزب الذي تنتمي اليه بأحدى شهادات الدكتوراه التي تمنحها الجامعات العراقية !! اما إذا كنت أحد عناصر ملشيات الأحزاب < المبشرة بالجنة > فالباب مفتوحا ان تكون برتبة لواء اوعميد ركن في جيش العراق الجديد وعين الحسود فيها الف عود !!
******
< سماسرة > الديمقراطية عندنا يدورون حول دائرة البطيخ ولاشيىء آخر سواه:
فمن السهل جدا على الذين كانوا بوقا للطائفية طيلة السنوات الماضية ان يمارسوا الضحك على ذقون العراقيين مرة واخرى ويعلنوا عشية الأنتخابات في < مؤتمرات الفنادق > انهم اصبحوا من طينة وطنية خالصة لأن المسألة برمتها لاتحتاج غير تبديل العنوان فقط !!
يبدو ان مسرحية < كأسك ياوطن > التي اطلقها دريد لحام في بداية عقد الثمانينات من القرن الماضي صارت السلعة الجديدة الرائجة في بازار الأنتخابات العراقية القادمة !!
******
أما دغدغة مشاعر المواطن العراقي الساذج بشعار < دولة القـــانون > فهو مثل خبز < باب الأغــا > حار وطيب ورخيص !!
تحت هذا العنوان سارع الأفندية والمعممون من الذين عرفناهم في < جايخانة > مجلس النواب بحملة جمع التبرعات من الناس لغزو البرلمان من اوسع الأبواب !!
وهؤلاء بالطبع واهمون فالقانون عندنا محترم جدا وقد وضع المواطن المناسب في مكانه المناسب ولافضل لفروخ الأحزاب على غيرهم من اصحاب الشهادات العليا لأن " فرمانات " دولة البطيخ تسمح للمدلكجية والفيترجية والحملدارية وماعداهم من الروزخونية ان يكونوا مستشارين وخبراء وأمناء في الرئاسات الحكومية الثلاث !!
******
وبحكم تجربة السنوات الماضية اتقنت جوقة <البطيخ> في البرلمان فن التسقيط والمراوغة وكشف العورات والألتفاف على المواطن بألف عذر لكي تبرر للوزراء الحرامية سرقاتهم وللمتورطين بالدم العراقي جرائمهم .
كما أجادت أيضا رفع الشعارات في وقتها المناسب : ففي شهر محرم الحرام هم حسينيون لطامون من الدرجة الأولى وفي رمضان عباد زاهدون صائمون حتى وان كانت رائحة الخمرة تفوح من بعض الأفواه وفي وقت الحج كلهم حجيج اتقياء لاصوت لهم غير < لبيك اللهم لبيك > ولايبقى بعد ذلك من "الديمقراطية " غير الكراسي الفارغة !!
كل هذا الأيمان والتقوى لاينفع فحينما يحضر < هاروت وماروت> تحت قبة البرلمان تجد الجميع " الا من رحم ربي " يرقص على سمفونية الطائفية والعرقية والعشائرية والمحافظاتية والفدرالية والموت لأمريكا وإسرائيل وعبد الحليم حافظ وفيفي عبده !!
و في موسم الأنتخابات الحالي " كالمعتاد " تغيرت وجوههم ومؤخراتهم مع بعضها البعض وصار الجميع ينفخ في بوق الوطنية < وحدها لاشريك لها > ويلعن ابو وزير الكهرباء الذي اخذ المليارات ولم يعط غير الخوازيق !!
******
لقد نجح العديد من < النواب البطيخيين > وتحديدا خلال الفصول التشريعية في ان يجعل من البرلمان < محفظة نقود > مستفيدا من رواتبه وامتيازاته الخرافية ومن التسيب وعدم الانضباط الحاصل في البرلمان للاقامة شبه الدائمة في احدى عواصم دول الجوار او الخليج ليبدأ من هناك صفقاته التجارية مع المسؤولين الكبار النافذين في الدولة .
وصنف آخر أسوء بكثير من الأول : كان محنكا في إدارة التمويل والتخطيط وربما التنفيذ مع الأرهابيين والقتلة القادمين من وراء الحدود لتدمير العراق !!
وصنف ثالث وقعت على قلبه بركات الحرص على أموال الدولة من غير مقدمات وأخذ يحذر في اسطوانة مشروخة من مغبة اشراك ملايين العراقيين المقيمين في المنافي بالأنتخابات البرلمانية بدعوى الأسراف في االمال العام بينما تتحدث المصادر الرسمية الموثوقة من أن راتب 35 نائبا يساوي ميزانية محافظة عراقية لسنة كاملة !!
وصنف رابع من < المدلكجية > نذر نفسه فقط لعرقلة تشريع القوانين والتحاور مع خصومه بحوار الطرشان لكي يعلق العضويته في البرلمان < إحتجاجا > وعلى الفور يتبعه " الحبربشية " من اعضاء حزبه < تضامنا > حتى لايكتمل نصاب البرلمان لاحقا بينما الشيىء الوحيد الذي لايمكن ان يساوموا عليه هو قبض < الخرجية > بالدولار آخر الشهر !!
وصنف خامس من < الخفافيش > يبحث عن القوائم المظلمة < المقفولة > لأنــه يخشى من الهواء الطلق ونور الشمس في وضح النهار خوفا من الفضيحة الأنتخابية !!
وصنف آخر من < الأنتهازية > المحترفين صار يطرق ابواب دول الجوار او الخليج طالبا الدعم المالي والأعلامي لكي يكون في خدمة اجندتهم السياسية والأرهابية في البرلمان القادم !!
******
اما رؤساء كتل قوائم البطيخ الذين لايسمح مقامهم السامي بالحضور مع < الزعاطيط > تحت قبة البرلمان نشاهد طلعتهم البهية في الفضائيات " حاليا " وقد ضرب عقولهم < فايروس < جنون البقر > وصاروا < يطربكَون > في تصريحاتهم الأعلامية في هذا البلد اوذاك من انهم صمام امان العراق الديمقراطي محذرين في الوقت نفسه حكومة المالكي من خطر تزوير الأنتخابات وعودة الحرب الطائفية ووقوع العراق في احضان بعض دول الجوار وغيرها من الخرابيط !!
تبقى هناك حقيقة واحدة تكاد ان تكون القاسم المشترك لمعظم < البطخيين > الذين وصلوا لسدة البرلمان بالقضاء والقدر ، انهم فعلا أجادوا لعبة السبات الشتوي والصيفي وربما السنوي وقد كانوا سببا في زيادة كوارث ومصائب العراق ،
وشر البلية ونحن على مسافة اسابيع معدودة من الأنتخابات القادمة صرنا نسمع صراخهم في قربة مثقوبة وهم يطالبون الآن بعدم تضييع الوقت بالأجازات والعطل والغياب وضرورة الأسراع بتشريع القوانين التي تأخرت كثيرا وحرم من منافعها المواطن العراقي !!
الأمر لايزيد عن مزايدات مكشوفة الدجل جاءت في الوقت الضائع .
بعد كل هذا < الفلم الهندي > يريدون من المواطن ان يصوت لهم مرة أخرى !!
بصرخة مدوية أقولها لكم :
كفى أرحمونا . لانريد ان نرى وجوهكم الكالحة في الدورة المقبلة ، العراق ليس عقيم برجاله !! لقد خذلتم المواطن العراقي يوم ان خرج بصدره عاريا يواجه الأرهاب من اجل التصويت للديمقراطية الحقيقية ، فضائحكم في السنوات التي خلت صارت تزكم الأنوف . سوّد الله وجوهكم مادام هناك ليل أو نهـــار وأستثني فقط الشرفاء والنبلاء منكم !!
السلام عليكم .....رحم لوالديك ظلمته علينه واهنه على ابواب انتخابات وما اكول كلامك غلط ,اكثره صحيح .ولكن اين الحل فالننظر الى كمية الماء في الكأس ولاننظر الى الفراغ وان نشعل شمعه وان لانلعن الظلام ........لنترك الفتره الماضيه بكل مساوئها وان نبدأ صفحه جديده الى امام , وان نضع النقاط على الحروف فبجهود الكل يجب ان نبدأ البناء وان نضع صوتنا للشريف الفعال لان اكو شريف مو فعال ( الاصوات بيد الشعب فاعرفوا اين تضعوها) حتى لا تعضوا على ايدكم يوم لا ينفع الندم .
في بدا الامر كلامكم جميل والصراحة
حمل لنا ابتسامه من خلال هذا المقال
جميعة صحيح وهذا لا يختلف علية اثنان
لكن الان نرى الاتي
الاخت شيعية كيفي
تقول لو كنت مكانهم ماذا تفعل يعني الاخت من الان تعلن
الاستسلام الى السراق ونهاب خيرات المواطن !!!!
كذلك الاخ رافضي يقول لنبدأ بصفحة جديدة
نعم كلامه جميل جدا ولكن لنرى
ان الشعب العراقي عندما سقط الطاغية قال بدأنا بصفحة جديدة
وجاء بعده مجلس الحكم وخيب امال الشعب
ثم قال الشعب لنفتح صفحة جديدة
وجاءت الحكومة المؤقتة وخيبت امال الشعب
وقال الشعب لنفتح صفحة جديدة
ثم الحكومة المنتخبة وهذه المرة خاب امال الشعب 100% ولا يوجد
لدية الان اي صفحة لانه قد نفذ دفتر الشعب بالكذب والسرقة والنفاق وغيرها
الان ونحن في ضل انتخابات جديدة
من سيكون حامل امال العراقيين على كتفه والمسيرة
المجاهدة التي خرج منها العراق باكثر من نص مليون شهيد
الأخ الكريم أحسنت في مقالك الساخر هذا لأني من كتاب المقالات الساخرة على هؤلاء النواب ليس البطيخين وأنما أقول في أنها ولاية البطيخ كما يقول المثل العراقي العامي وأسوق لك مذكرات الحاكم بريمر (سيء الصيت)الذي كتب مذكراته عن حكمه للعراق والذي قام ما قام في زرع الطائفية عندنا وخرج وفي جيبه (8) مليارات نظيفه أخذها من العراق هنيئاً مرئياً فيقول عن مجلس الحكم المحلي الذي أنشأ في ذلك والذي هو الصورة المصغرة والناصعة عن مجلسنا البطيخي يقول((لم أرى مجلساً مثل هذا المجلس في العالم كله فهم لا يتفقون على اي قانون أو قرار وكلهم يعارضون ويصح قول المثل الذي نحن نقوله أتفقنا على أن لا نتفق ولكن أتفقوا على قرار واحد وبالاجماع ولم يأخذ أكثر من خمس دقائق وهو قرار مرتباتهم مخصصاتهم المالية أتفقوا بدون معارضة) فلنلاحظ هؤلاء الذين يحكمون بلدنا كيف يصفهم من هم الذين يعتبرونه صديقهم وأستقبلوه وودعوه بالاحضان.
فهم يحق عليهم المثل المصري (المال السايب يعلم الناس على السرقة) وأقرأ خبري عن توزيع عن توزيع الأراضي ولترى مقدار السرقة والاستيلاء على أموال اتالشعب العراقي الصابر الجريح والذي يعاني من هؤلاء البطيخيين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.