بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
اللهم صل على فاطمة وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها بعدد مااحاط به علمك,,,
السلام على ورثة الانبياء..
السلام على المداد القائم الدائم..
السلام على الفقهاء والعلماء العرفانيين..
السلام على تلك الشموس التي لن تغيب على الرغم من تكاثر الغيوم عليها..
السلام عليك ياسيدي وابن سيدي يامحمد باقر الفالي..
نــــكمـل بـــبركة الصلاة على محمد وآل محمد
اللهم صلِ عـــــلى مـحـمـد وآل مــحـمــد....
الإمام الباقر (عليه السلام)
محمد بن علي الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) ,
خامس الأئمة الهداة والسادة الولاة أبوه الإمام زين
العابدين وامه ام عبدالله بنت الحسن بن علي بن أبي
طالب , ولد بالمدنية سنة سبع وخمسين من الهجرة.
كان عليه السلام خليفة أبيه ووصيه والقائم بالإمامة
من بعده , ولم يظهر عن احد من ولد الحسن والحسين
عليه السلام من علم الدين والآثار والسنة وعلم القرآن
والسيرة وفنون الآداب ما ظهر عنه عليه السلام.روى
عنه معالم الدين بقايا الصحابة ووجوه التابعين ورؤساء
وفقهاء المسلمين وصار بالفضل به علماً لأهله تضرب به
الأمثال وتصير بوصفه الآثار والأشعار.
قام بأمر الله بعد أبيه ودعا إلى سبيل ربه بالحكمة
والموعظة الحسنة.
قــُــتل مسموماً في اليوم السابع من ذي الحجة سنة سبعة
عشر ومائة . بأمر هشام بن عبدالملك وعلى يد إبراهيم بن
الوليد بن عبدالملك . ودفــن بالبقـــيع عند أبيه السجاد و
الحسن المجتبى (عليه السلام) .
ســـجل لنا التاريخ قصصاً رائـــعة عن باقـــر العلم (عليه السلام) وإلـــــيكـم بعضها:
ㄨدفـــــــــاع الإمـــــام عــــن أبيـــــــه (عليه السلام)ㄨ
لما تكلّم الإمام السّجاد (عليه السلام) في مجلس يزيد رادّاً على قوله , وحكم يزيد
بقتل الإمام بعد ما أشار عليه جلساؤه بقتله , إبتدر أبو جعفر الباقر (عليه السلام)
الكلام وله سنتان فحمد الله وأثنى عليه , ثمّ قال ليزيد: لقد أشار عليك
هولاء بخلاف من أشار جلساء فرعون عليه , حيث شاورهم في موسى وهارون.
فانّهم قالوا له: ( أرجِه وأخاه وابعث في المدآئن حاشرين يأتوك بكلّ سحّارٍ عليم ).
وقد أشار هولاء عليك بقتلنا , ولهذا سبب.
فقال يزيد: وما الّسبب؟
فقال: انّ هولاء كانوا لرشده وهولاء لغير رشده , ولا يقتل الأنبياء وأولادهم
الاّ أولاد الأدعياء , فأمسك يزيد مطرقاً.
ㄨالتلمـــــــيذ الـــــذي كــــان يصـــحح أغــــلاط الأُســــــتاذㄨ
وروى الصّدوق بسنده عن عمرو بن شمر قال: سألت جابر بن يزيد الجعفي
فقلت له: لم سمي الباقر باقراً؟
قال: لانه بقر العلم بقراً أي شقه شقاً وأظهره إظهاراً , ولقد حدثني جابر بن
عبدالله الأنصاري أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول: ياجابر إنّك ستبقى حتى تلقى
ولدي محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب المعروف في التوراة بباقر,
فإذا لقيته فاقرأه مني السلام , فلقيه جابر بن عبدالله الأنصاري في بعض سكك
المدنية.فقال له: يا غلام من أنت؟
قال: أنا محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
قال له جابر: يابُنيّ أقبل , فأقبل , ثم قال له: أدبر , فأدبر , فقال: شمائل رسول
الله (صلى الله عليه واله) ورب الكعبة.ثمّ قال: يا بُنيّ رسول الله يقرؤك السّلام.
فقال: على رسول الله (صلى الله عليه واله) السّلام ما دامت السّموات والأرض وعليك ياجابر بما
بلّغت السّلام.
فقال له جابر: يا باقر يا باقر!أنت الباقر حقّاً , أنت الّذي تبقر العلم بقراً , ثمّ كان
جابر يأتيه فيجلس بين يديه فيعلّمه وربّما غلط جابر فيما يحدّث به عن رسول
الله (صلى االله عليه واله) فيردّ عليه ويذكره فيقبل ذلك منه ويرجع إلى قوله وكان يقول: يا باقر يا
باقر يا باقر أشهد بالله إنّك قد أوتيت الحكم صبيّاً.
ㄨالإمــــــام البــــــاقر (عليه السلام) يسقـــــــط فـــــــي البــــــــئرㄨ
روى المجلسي عن المناقب: إنّ عليّ بن الحسين (عليه السلام) كان قائماً يصلي حتّى وقف
إبنه محمّد (عليه السلام) وهو طفل إلى بئر في داره بالمدينة بعيدة القعر فسقط فيها, فنظرت
إليه أمه فصرخت وأقبلت نحو البئر تضرب بنفسها حذاء البئر وتستغيث وتقول:
يابن رسول الله (صلى الله عليه واله) غرق ولدك محمّد , وهو لا ينثني عن صـــلاته وهـــو يسمع
إضطراب إبنه في قعر البئر , فلمّا طال عليها ذلك قالت-حزناً على ولدها-:
ما أقسى قلوبكم يا أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه واله)؟
فأقبل على صلاته ولم يخرج عنها إلا عن كمالها وإتمامها , ثم أقبل عليها وجلس
على أرجاء البئر , ومدّ يده إلى قعرها وكانت لا تنال إلاّ برشاء طويل , فاخرج إبنه
محمداً على يديه يناغي ويضحك , لم يبتل له ثوب ولا جسد بالماء.
فقال: هاك يا ضعيفة اليقين بالله , فضحكت لسلامة ولدها وبكت بقوله (عليه السلام):
يا ضعيفة اليقين بالله.
فقال: لا تثريب عليك اليوم , لو علمت أني كنت بين يدي جبار لو ملت بوجهي
عنه لمال بوجهه عني أفمن يري راحماً بعده.
ㄨمشــــياً عــــلى الأقـــــــدام إلـــى بيـــت الله الحــــــــرامㄨ
وقال المجلسي في البحار نقلاً عن الإربلي في كشف الغمّة: ونقلت من كتاب جمعه
الوزير السعيد مؤيد الدين أبو طالب محمد بن أحمد بن محمد بن العلقمي , قال:
ذكر الأجل أبو الفتح يحيى بن محمد بن حياة الكاتب , قال: حدّث بعضهم
قال: كنت بين مكة والمدينة فإذا أنا بشبح يلوح من البرية يظهر تارة ويغيب
أخرى حتى قرب منّي فتأملته فإذا هو غلام سباعي أو ثماني , فسلّم عليّ فرددت
عليه وقلت: من أين؟
قال: من الله , فقلت : وإلى أين؟
فقال: إلى الله.
قال: فقلت: فعلامَ؟
فقال: على الله
فقلت: فما زادك؟
قال: التقوى.
فقلت: ممن أنت؟
قال: أنا رجل عربي.
فقلت: أبن لي ؟
قال: أنا رجل قرشي
فقلت: أبن لي ؟
قال: أنا رجل هاشمي
فقلت: أبن لي؟
فقال: أنا رجل علوي , ثم أنشد:
فنحن على الحــوض ذوّاده *** نـــــذود ويسعــد ورّاده
فما فـــاز مــــن فاز إلاّ بنا*** وما خــاب من حبّنا زاده
فـمن سرّنا نال منّا السرور *** ومن ساءنا ســـاء ميلاده
ومن كان غاصـــبنا حقّــنا *** فيــوم القـــيامة ميعـادة
ثم التفتّ فلم أره , فلا أعلم هل صعد إلى السماء أم نزل في الأرض.
يـــــــــــــتبــع...