العودة النهائية الى بلدي الحبيب
اعود نهائيا الى بلدي محملا ب"كنز" لا يقدر بثمن ... انها مجموعة ضخمة من الكتب في التفسير والفقه والعقائد ... اشتريت بعضها واستلمت اغلبها بالمجان اذ كانت تطبع على نفقة " المحسنين" وتوزع بالمساجد وهكذا تضاف لمكتبتي المنزلية التي حرصت على تكوينها منذ ريعان الشباب عناوين اخرى ...
عدت بحمد الله لبلدي في بداية التسعينات ورجعت لعملي السابق وانا كلي يقين وانني على المحجة البيضاء ليلها كنهارها كيف لا وانا اغتنمت فرصة وجودي بارض الحجاز لاستزيد من معرفة حقائق ديني من بلد الاسلام الاول بلد الحرمين الشريفين الذي يرفع علم " التوحيد " عاليا ويطبق الشريعة الاسلامية في احكامه وقد اتممت الركن الخامس من اركان الاسلام...وما علي الآن الا ان اشمر عن ساعد الجد ..للمواصلة المشوار في طاعة الله عز وجل وعبادته لاكون من الفائزين باذن الله يوم القيامة .
ثورة الاتصالات ( العالم اصبح قرية )
وجاءت منتصف التسعينات حاملة معها ثورة اعلامية وقفزة تكنولوجية بدا معها العالم الفسيح يضيق ويضيق ليصبح قرية صغيرة... فقد انتشرت الأطباق اللاقطة واصبح ما يحدث في اقصى اقاصي الكرة الارضية بنقل على الهواء مباشرة وانتشر الحاسوب واصبح وسيلة جيدة للمعرفة والبحث والمطالعة وبما ان من طبيعتي حب المعرفة فقد بادرت باقتناء واحدا منه واصبحت الاقراص الليزرية تاخذ مكان الكتاب في نشر العلوم المختلفة وبعد بضع سنوات انتشر الانترنت واصبح وسيلة اخرى اكثر تطورا وسعة لنقل العلوم وطبعا منت من الاوائل الذين شغفوا بهذه الوسائل واستغلالها في اشباع رغبتي الجامحة في المطالعة وتوسعة مجال المعرفة في اغلب المجالات وكان التركيز الاكبر على العلوم الدينية....
وعادت المصطلحات القديمة الجديدة تطرق مسامعي في وسائل الإعلام مثل " اهل البيت " ، " العترة الطاهرة " ، " آل الرسول " ، " الشيعة "....وبدات اتساءل : هل للرسول آل ؟؟؟ هل للرسول امتداد ؟؟؟ هل ؟؟؟ وهل ؟؟؟ من هم ؟؟؟ ما علاقة الشيعة والتشيع بهم ؟؟؟فالشيعة هم من يتخذون عليا بديلا عن رسول الله .فعلاقتهم بعلي فقط وهو ابن عم ارسول و زوج ابنته البتول فاطمة الزهراء ... و بالتالي عليا هذا ما يربطه بالرسول ، وحتى ابناؤهما الحسن و الحسين لم نسمع عنهما الا ان جدهما الرسول الاكرم صلى الله عليه و آله كانا يداعباهما و يركبا فوق ضهره الشريف وقد قال فيهما " الحسين و الحسين سيدا شباب اهل الجنة و بالتالي قد توفيا - ربما - في ريعان شبابهما ...
يا الله ... كم كنت جاهلا ؟؟؟ تصوروا اخوتي الاعزاء اني وصلت لهاته المرحلة من العمر ومن الالتزام و مع ذلك كنت اجهل ان للرسول الاكرم صلى الله عليه و آله امتداد .... بل كم كنا جميعا – الذين تربينا في مدارس اهل السنة – هكذا من الجهل و الغفلة ...
ربما يستغرب الكثيرين مما ذكرته وذلك بحكم ان الآن انتشرت هاته المصطلحات فاصبحت متداولة جدا وظهرت الكثير من الحقائق واصبح اشكالات الذين يعملون ضد منهج اهل البيت في قضايا خلافية مثل عدالة الصحابة او الامامة او غير ذلك اما في الفترة التي عشتها سابقا وكما ذكرت في اوائل هذه السيرة ان كنا تربينا على القول بان الشيعة تفضل عليا على الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وان جبرائيل عليه السلام قد اخطا في العنوان – والعياذ بالله – بل اننا تربينا على ان الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله ليس له اهل ولا آل ... وان الله سبحانه وتعالى توفى اولاده الذكور وهم صغار لكي لا يكون له ذريته بعده وبالتالي لن يكون لهم اي دور... وذلك لحكمته جل وعلا ... نعم هكذا تربينا ... بالرغم من اننا ولسنين مديدة كنا نقرن الصلاة على آل محمد بالصلاة عليه صلى الله عليه وآله في جميع صلواتنا لم نكلف انفسنا يوما عناء البحث عن من هم ؟؟؟ وهل عاشوا بعده ؟؟؟ وهل كانت لهم ادوار ؟؟؟
شيئا فشيئا ، بدا يقترن مصطلح " اهل البيت " بمصطلح " الشيعة " ... وبدا التساؤل " ما علاقة الشيعة باهل البيت ؟؟؟ " " هل عليا الذي يتخذه الشيعة بديلا عن الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله من اهل البيت ؟؟؟ " ... الخ ...
طبعا لم تكن هاته الافكار تراودني لوحدي بل كانت تضغط على الكثيرين ممن اعيش معهم في محيطي ... في العمل ، في المسجد ، في العائلة ...
وهكذا بدات اتواصل مع اصدقاء قريبين مني بدءوا يبحثو ن عن الحقيقة ...
حقيقة فرقة كبيرة من المسلمين تسمى الشيعة الاثني عشرية .