|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 26242
|
الإنتساب : Nov 2008
|
المشاركات : 9,071
|
بمعدل : 1.56 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
آمالٌ بددتها السنونْ
المنتدى :
المنتدى الثقافي
بتاريخ : 23-12-2009 الساعة : 04:04 PM
-5-
كانت ليلى جالسه في غرفة الجلوس تتابع المحاضرة الثانية لشيخ
على قناة الأنوار عندما سمعت صوت الباب يُفتح. انتظرت أن يدخل
زوجها والأولاد عليها ولكن لا أحد؟؟!!. اطفأت التلفاز ونهضت لترى
مالذي يؤخرُهم.وجدت لؤي جالساً على درجات السلم تعلو وجهه
نظره شاردة.....
- بني ؟!
- نعم أمي
- اين والدك وحسام؟
- في المكتب
- آه !!... كيف كانت المحاضرة؟
- كانت محاضرة نافعة ومفيدة وقد نبهتني لأشياء كثيرة لم تكن
في مخيلتي من قبل ... أتعلمين يا أمي
- ماذا ؟
- حديث الشيخ جعلني افكر واتدبر , مشاعر جديدة ايقظتها
كلماته بداخلي , أيماني بالله وأهل البيت سلام الله عليهم
اصبح اكثر عُمقاً... سأواصل حظور المحاضرات
مع والدي
استبشرت ليلى خيراً من كلام ولدها الصغير, في داخلها كانت تعلم
بأن هذه من بركات المجالس الحسينية, فشكرت الله في سرها.
السرور كان جلياً في عينيها الحنونتين وهي تمسك بيد ولدها وتسأله:
- لما لا نُعدْ الطاولة للعشاء ريثما ينتهى والدك من حديثه
مع حسام
أجابها ببتسامة عريضة...
- كما تريدين ياسيدتي انا في خدمتك دائماً
في المكتب كان شأنٌ آخريحدث والتوتر كان يسود الأجواء, على الأقل
هذه ماكان يشعر به حسام فنظرات والده كانت مركزه عليه وللآن لم
يتفوه بكلمة....
- عظم الله لك الأجر في وفاة محمد يا حسام
وقع الجملة كان كالصاعق عليه , اهتزت مشاعره وترقرقت الدموع في
عينيه ولم يستطع ان يجيب. مرئى الدموع في عينيِّ حسام جعلت السيد
جميل ينهض من مكانه ويحتضن ولده مواسياً
- لما لم تخبرني يابني
- انا لستُ لؤي أو سارة
الحيرة في وجه أبيه جعلتهُ يتابع......
- دائماً اجد صعوبة في التعبير عما بداخلي بعكسهما
تنهد السيد جميل وربتَ على كتف حسام....
- تعال لنجلس
- بني نحن جميعاً بشر ولكن لكل منا شخصيته واسلوبة
في التعبير عن ذاته ومشاعرة... هل تعرف الفرق
بين الكاتب والرسام؟
الكاتب يعبر عن افكارة ومشاعره بكتابة موضوع
اما الرسام يعبر عنها بصورة أليس كذلك ؟!
- نعم أبي
- ماأريد قوله يابني انك لا تشكو من شيء والصعوبة التي
تعاني منها ماهي ألا نتيجة عدم محاولتك التقرب من أحد
أو وضع ثقتك فيه.... طوال سنوات اقتصرت على صداقة
محمد رحمة الله كان أقرب أليك من أفراد أُسرتك ولا تعتقد
اني لم الاحظ........ الآن محمد توفي وهذه سُنة الحياة لأن
الله يقول في كتابه الكريم (( كل من عليها فان)) وهذه حقيقة
لا مفر منها
- نعم أبي ولكن محمد رحمة الله كان صديقي الوحيد ... أخي
الذي لم تلده أمي وقد فقدته
- بني الحياة عالم فسيح وفيه الكثير من الخيرين الذين يمكن
ان تبني معهم علاقة صداقة جديدة
- وهل هنالك مثل محمد ؟!
- نعم وربما تبني علاقة اقوى معهم ولكن عليك المحاولة
ساد الصمت لدقائق اثنائها كان السيد جميل يدرس ملامح حسام والنتيجة
لم تعجبة فلازل الشك والتردد وعدم الأقتناع تملىء نظرات أبنه
لذلك قرر ان يعكس استراتيجيتة في الحديث...
- اتعلم يا حسام ؟! هناك مثل يقول " اذا كبر أبنك خاويه " لما لا
تحاول معي يابني ؟!
الأبتسامة التي أضأت وجه حسام كانت كالبلسم على قلب السيد جميل
كان مستعداً لتقديم الغالي ونفيس في سبيل ان تبقى للأبد على شفتيِّ أبنه.
مر الوقت والأب والأبن يتحدثان في مختلف الأمور , صوت قرعاً
على الباب ورأس لؤي يطل من فتحةِ الباب قاطع حديثهما....
- أبي أمي تقول العشاء سيبرد تناولا الطعام اولاً ثم اكملى
حديثكما
- حسناً نحن قادمان
ماأن أُغلق الباب خلف لؤي حتى التفت السيد جميل ناحية حسام
- بني مارأيك لو خطبنا لك ؟؟
سؤال والده المفاجأ والغير متوقع أربكه...
- أبي ماهذا السؤال .... هل انت جاد في ماتقول ؟
- نعم بني فأنت اصبحت رجلاً وماهي ألا اشهر وتتخرج
ان شاء الله.... ناهيك عن رغبتي في رؤية
اطفالك يترعرعون امام ناظري
- أبي لم أفكر من قبل في هذه الأمر ولكن أن كانت رغبتك فالأمر أمرك
- حسناً سأناقش هذه الموضوع مع والدتك وعندها يقدم الله مافيه الخير والصلاح
- الآن لنذهب لتناول العشاء قبل ان يقضي أخوك على
الطعام
كان الأثنان لايزالان يضحكان عندما دخلا غرفة الطعام , ومن نظرة
لاحظت ليلى التغير الذي طرأ على إبنها حسام. تطلعت في عيني
زوجها متسائله فرد عليها بنظرة وأيمأه من راسها تقول " فيما بعد ".
يتبع ...............
|
|
|
|
|