(29)
لا يُلْدَغ المؤمنُ من جُحْرٍ مرتين
================
اول من قال ذلك هو رسول الله (صلى الله عليه وآهم) لأبي عزة الجمحي الشاعر، وذلك أنه أسر يوم بدر فقال: "يا محمد، إني رجل مُعِيل، وإنما خرجت معهم ليعطوني ما أعود به على عيالي".
فمنَّ عليه النبي صلى الله عليه وآله بنفسه، وحذَّره من العودة لهجائه أو محاربته، فضمن ألا يكثر عليه أحدًا ولا جمعًا.
فلما كان يوم أحد، خرج فيمن يحرِّض الناس على محاربة المسلمين، وقد وقع أسيرًا ولم يُسْتَأْسَر في ذلك اليوم غير أبي عزة فقال: "يا محمد، عيالي.. مُنَّ عليَّ.. فإني حُمِلْتُ على الخروج إليك".
قال النبي عليه الصلاة والسلام: "لا يُلْدَغ المؤمنُ من جُحْرٍ مرتين"، ومعنى الكلام أن المؤمن فَطِنٌ لا يخدعه أحدٌ مرتين.
كان رجل من دهاة العرب وعقلائهم , يقال له”شن” فقال والله لأطوفنّ حتى اجد امرأة مثلي أتزوجها .
فبينما هو في بعض مسيره اذ وافقه رجل في الطريق فسأله شن : أين تريد ؟
فقال موضع كذا يريد القرية التي يقصدها شن فوافقه حتى اخذا في مسيرهما
فقال له شن :أتحملني أم أحملك ؟ فقال له الرجل: ياجاهل انا راكب وأنت راكب فكيف أحملك أو تحملني ؟فسكت عنه شن وسارا حتى اذا قربا من القرية اذا يزرع قد استحصد فقال شن : أترى هذا الزرع أكل أم لا ؟
فقال له الرجل :ياجاهل ترى نبتا مستحصدا فتقول أكل أم لا ؟
فسكت عنه شن حتى اذا دخلا القرية لقيتهما جنازة فقال شن : أترى صاحب هذا النعش حيا أو ميتا ؟ فقال له الرجل مارأيت أجهل منك ترى جنازة تسأل عنها أميت صاحبها أم حي؟ فسكت عنه شن فأراد مفارقته فأبى الرجل أن يتركه حتى يصير به إلى منزله فمضى معه فكان للرجل بنت يقال لها “طبقة” فلما دخل عليها أبوها سألته عن ضيفه فأخبرها بمرافقته اياه وشكا إليها جهله وحدثها بحديثه فقالت ياأبت ماهذا بجاهل .
** أما قوله أتحملني ام احملك فأراد أتحدثني أم أحدثك حتى نقطع طريقنا
** وأما قوله أترى هذا الزرع أكل ام لا فأراد هل باعه أهله فأكلوا ثمنه أم لا
** وأما قوله في الجنازة فأراد هل ترك عقبا يحيا بهم ذكره أم لا .
فخرج الرجل فقعد مع شن فحادثه ساعة ثم قال : أتحب ان افسر لك ما سألتني عنه ؟ قال نعم فسره . ققال شن: ماهذا من كلامك , فأخبرني عن صاحبه قال ابنة لي فخطبها اليه فزوجه اياها وحملها الى أهله فلما رأوها أنها تشبهه او تفوقه في الذكاء والدهاء قالوا : وافق شن طبقة
(31)
أبصر من زرقاء اليمامة
=============
زرقاء اليمامة هو لقب لفتاة عربية عاقلة جميلة كانت عيناها زرقاء اجمل ما فيها وكانت ترى الاشياء من مسافات بعيدة جداً فترى الشخص على مسيرة ثلاثة أيام والناس يعجبون من قوة نظرها وكانت بلادها تسمى اليمامة؛ فسميت زرقاء اليمامة.
صعدت الزرقاء يوما إلى القلعة ونظرت فرأت شيئا عجيبا..
رأت من بعيد شجرا يمشي ويتنقل من مكان الى اخر فنادت رئيس قومها واخبرته فعجب الناس وقالوا: "الشجر يمشي يا زرقاء! اعيدي النظر "فأعادت النظر ثم قالت: "كما أراكم بجانبي أرى الشجر من بعيد يمشي" فقال واحد من أهلها: "ربما جاء الى تلك البلاد سيل شديد فقلع الشجر من مكانه وحمله لذا تراه الزرقاء يسير" فأعادت النظر وقالت: "لا، بل أراه الأن أوضح ، أرى تحت الشجر رجالا سائرين وراكبين والشجر يسير معهم" فلم يصدقها قومها وقالوا ان عيناها خدعتها .
لكن الحقيقة أن ما رأته زرقاء اليمامة كان صحيحا فقد استتر الأعداء بقطع الأشجار وحملها أمامهم لكي يتمكن من الاقتراب دون أن يشعر أحد, فلما وصل الأعداء إلى قومها أبادوهم وهدموا بنيانهم ، وقلعوا عين زرقاء اليمامة.