سيد عاشق الـ 14
كم وددت من الكثير من الاخوة الذين ينظرون الامور وفق منظارك ان لا تشخصنوا الاشياء والاحداث والمواقف فنتظروا ان كل كلام يوجه بعمومياته بأنه ممكن ان يتفصل ثوباً عليكم .. واطمح ان تقتدوا بقول الامام امير المؤمنين ( اذا سمعت الكلمة تسيؤك فطأطئ عنها فأنها تتخطاك ) ,, وليتكم اخي الكريم اعتبرتم ان الكاتب عندما يطرح موضوعا بنوع من الاهمية لاينظر قطعاً الى شخوص القراء فرداً فرداً فيكتب من اجل هذا الشخص او ذاك ,, او لا اقل هذا ليس اسلوبي اذ لست احب ان احول مواضيعي الى غرف للدردشة الشخصية بل غاية ما اريد هو خلق حوار فكري علمي هادف يعتمد الحقيقة .. اما ان يقتطف كل قارئ من فقرات المواضيع التي تطرح ما يتناغم مع توجهاته سلباً او ايجاباً ثم يشخصن الموضوع فهذا بحد ذاته غير هادف وغير بناء في لغة الحوار العلمي ,,
و انا لازلت مصراً اخي الحبيب على ان هنالك البعض من المتقمصين للباس التدين يحاولون تحييد الفساد الاداري الذي جعل العراق البلد الاكثر فساداً في العالم عن واقعه الذي نعيشه كل يوم ويحصرونه بالطبقة الحاكمة وكأن الكوادر الوظيفية الوسطية في العراق هم افواج مليونية من الملائكة تسبح بحمد الاصلاح بكرة وعشياً ,, ان ابسط مواطن في هذا البلد ليعلم ان الفساد الاداري هو سمة جميع دوائر الحكومة من اكبرها الى اصغرها وليس هو حكر على الطبقة السياسية ,, قل لي بربك اي دائرة حكومية في هذا البلد خالية من الفساد الاداري بل ان الفساد فيها هو السمة الطاغية ومع احترامي الشديد حتى دوائر الاوقاف ..
بحسب علمي ان الكوادر الوظيفية في جميع دوائر الدولة هم من العراقيين واغلبهم شيعة واغلبهم يسيرون الى كربلاء .. اما ان تأتيني بنسبة من عندياتك فتقول ان الفساد الاداري لايبلغ 1% فهذا خيالك واحترم وجهة نظرك التي تختلف عن الحقيقة التي تقول ان العراق في مقدمة الدول في الفساد الاداري عالمياً ولو كانت النسبة كما تفضلتم لكنت ترى برج خليفة الذي لم يكلف الامارات سوى مليار ونصف المليار دولار في كل ناحية من نواحي العراق بفضل ميزانيته الانفجارية ,,
عموما كلامي كان خطاباً شمولياً وجنابكم الكريم من شخصنه الى اتهام لذاته فأرجوا ان لا تكونوا كمن يحسبون كل صيحة عليهم فهذا مما لا يليق بعلمية الحوار وهدفيته
كما وددت يا اخي الكريم ان لا تحاولوا لي الكلام وتوجيهه الى حيث ما تكنه صدوركم فأنا رجل احترم الواقع وفق معطياته ولست اكترث كثيراً للقضايا العاطفية التي يحلم بها الاخرون ويعتاشون على بركاتها ,, فأرجو منكم ان لا تدعموا افكاركم بوهم يوهن رؤاكم بنظر الاخرين فيحط منها من حيث لا تشعرون ,, فليس في كل موضوعي وردودي اي اشارة الى ما تدعية من مقارعة رأي اي مرجع من المراجع ,, وياليتك تبين للقراء في اي موضع من مواضع الطرح تطرقت الى مقارعة رأي لمرجع ولو لمرة واحدة ,, ارجو من جنابكم المكرم ان تثبت ما تقول على الاقل لتثبت مصداقية ما تطرح امام الاخرين لأن التجني على غيرك عيب يستهجنه العقلاء ... وياليتك تدلني على مشروع اسلامي شمولي اممي مرجعي في العراق فأكون اول الداخلين فيه ولكم الاجر والثواب.
اما مسألة فقدان الهوية الشيعية فأنت لازلت بعيداً عن صلب الموضوع ولا زلت تنظر الامور وفق مقاييس العاطفة المحضة ,, واتمنى لو فقط تتفهم ان الانتساب المذهبي بحد ذاته مجرداً عن الاقتداء العملي والتمسك العقائدي الفعلي والذوبان الروحي في حقيقة الهوية لا يعبر اطلاقاً عن المفهوم الالهي للهوية الذي اراده الله سبحانه وهذا ماطرحته عليكم مراراً وتكرارا وابيتم الا ان تتناولوه عاطفياً.. الهوية الحقة بنظر السماء هي ماكان انصهاراً عقائدياً وفعلياً وواقعياً واستعداداً للتضحية والثبات والاندكاك في جوهر تلكم الهوية ,,
اما التمسك الظاهري والشعاراتي و الممارسات الطقوسية للهوية فهو لا يعبر عن جوهرها اطلاقاً .. ففي حقبة البعث عانينا اشد المعاناة من المعتنقين للديانة العفلقية مع انتسابهم للهوية الشيعية والذين ساموا الابرياء سوء العذاب ,, وهم الذين تقمصوا اليوم ثوب الهوية الشيعية زوراً وبهتاناً ,, وياليتك تقلب صفحات الماضي لتجد الملايين التي انتسبت للهوية الشيعية ووقفت مواقف خزيٍ في تأييدها للحكومات الظالمة كما حدث زمن الامام الحسين صلوات الله عليه وكما حدث زمن البعث المجرم ,, في حين انبرت النخب المؤمنة في كل عصر ومصر للدفاع عن الهوية الشيعية الحقة والاعتزاز بها والانتصار لها بالرغم من قلة عددها و امكاناتها..
بالنسبة للعامل الغيبي اخي الكريم .. نعم ان الله سبحانه له الامر من قبل ومن بعد وهذا من المسلمات التي لا يغفل عنها ذوي الحجى ,, لكن الله سبحانه لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ,, وقد قرن مشيئته سبحانه بمشيئة خلقه ,, فلا تعتبر ان مجرد وجود اضرحة اهل البيت بين بيوتنا هو كاف لنجاة الامة ,, بل ان وجودهم بين اظهرنا لهو حجة بالغة لله علينا ,, فالله سبحانه يقول (( وننزل من القرآن ماهو شفاء ورحمة للمؤمنين ومايزيد الظالمين الا خسارا )) ,, فحاول ان تجعل مائزاً بين العاطفة و الرغبة في الاشياء وبين الحقائق الواقعة التي تفرض نفسها علينا.
ولسوف احترم نصيحتك القيمة جداً لكنني اعتذر عن قبولها فأنا ملتزم بقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي يقول ( من لم يهتم لأمور المسلمين فليس منهم ) وأنا معتقد بأن اتباع قوله صلى الله عليه وآله اولى من اية نصيحة ارضية ولو كانت من اخ عزيز مثل جنابكم ,, وهي ضمان لي ان ابقى مسلماً.
اسأل الله ان تكون الفكرة المرجوة من الطرح قد وصلت الى ذهنكم فأكون قد اختتمت هذا الموضوع من بدايته الى نهايته ,, ويا حبذا لو تتفضلون علينا بطرح رؤاكم في مواضيع مستقلة ,, لكي يتسنى لي بل للكل محاورتكم والاستفادة من طرحكم .
اسأل الله العفو والهداية لي ولكم