عبادة الشيطان هي طاعته والانقياد والخضوع له ، ومقابلها في سياق الآية المباركة أمر إلهي بعبادته تعالى
فإذا كان كذلك وهو كذلك ، فأن الله تعالى قال : ( وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ )*، بمعنى تحقق عبادته تعالى ( طاعته والخضوع والانقياد له ) من خلال الصراط المستقيم ،
اي ان الصراط المستقيم فيه تحقق عبادة الله
ومن هنا نحتاج ونسأل الله دائمآ ان يهدينا الصراط المستقيم*( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7) / الفاتحة ) لانه بأتباعنا الصراط المستقيم نصل الى تحقيق عبادة الله وبالتالي الى الغاية التي خلقنا الله من اجلها لان الله تعالى يقول : ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ / الذاريات (56) )
وهذا الصراط المستقيم الذي هو مفتاح العبادة وغاية المعبود من خلق العباد هو عبارة عن طاعة الله ورسوله بقوله تعالى : ( وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَظ°ئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ غڑ وَحَسُنَ أُولَظ°ئِكَ رَفِيقًا / النساء 69 )
هذا الصراط المستقيم يترصده الملعون ابليس وجنوده من الشياطين ليضلوا عباد الله ويحرفونهم عنه كما قال الله تعالى :قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ / الاعراف (16)*
فمن يغويه ابليس يكون مصداق : أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آَدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ
ومن يلتزم طاعة الله ورسوله يكون مصداق : وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَظ°ئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ غڑ وَحَسُنَ أُولَظ°ئِكَ رَفِيقًا
من خلال ما سبق تبين لنا بالقران الذي يفسر بعضه بعضا ، ويبين بعضه بعضا أن الأنسان يحتاج دائما ان يطيع الله ورسوله كي يحقق عبادة الله التي هي غاية الخلق وان يجتنب طاعة الشيطان وعبادته حتى لا ينحرف عن طريق غايته
ولكن رسل الله وحجته على خلقه وخلفاءه في ارضه ليس موجودين في كل زمان ومكان ، ولطالما كان هناك زمان وفترة طويلة بين رسول وآخر مما يجعل البشر اما محتملين في إدامة تحقيق طاعة الله ورسوله وهي إما :
1- طاعة الله ، وطاعة رسوله في حياته وبعد مماته في اتباع شريعته وسنته وهكذا يتحقق دوام طاعة الله ورسوله
2- طاعة الله ، وطاعة رسوله في حياته وبعد مماته في اتباع شريعته وسنته ، وطاعة ولاة الأمر والهدات المهديين اوصياء الانبياء والرسل الذين يبينون دين الرسل ويطبقون الشريعة وهذا كما بينه القرآن : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ،،، إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ غ– وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ،،، إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ .
فهناك في كل قوم هاد ، وفي كل أمة بعد رسولها ولاة أمر ، وهم اولياء الله الذين اصطفاهم وبين صفاتهم ونص عليهم
مما يعني ان نظام الهداية ألإلهي جعل في سبب تحقق عبادة الله ان يكون ذلك الصراط المستقيم متحقق بطاعة الله ورسوله ومن امر الله بطاعته بعد الرسل والانبياء لانه لابد في كل زمان ان يكون للناس إمام وهاد يسلك بهم طريق الحق والرشاد ويقف بالضد من ابليس وجنوده المتربصين للعباد على الصراط المستقيم
او قل : ان حقيقة الصراط المستقيم في هذه الدنيا هو نفس الوجود الخارجي لحجج الله على خلقه وخلفاءه في ارضه وما ارسلوا به من دين الله ( الاسلام ) وشراءع بحسب كل امة ممن انعم الله عليهم ، بهم يهتدي الناس ،
.
وهؤلاء هم كما بينهم الله تعالى : وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَظ°ئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ غڑ وَحَسُنَ أُولَظ°ئِكَ رَفِيقًا / النساء 69 )
من هنا ومما سبق وعليه الكلام اتسق ، يتبين لنا حقيقة وأحقية مذهب آل البيت ع وأهميته في تطبيق نظام الهداية ألإلهي ، فخاتم الانبياء والرسل محمد ص يعني ان شريعته هي الشريعة الاتم والاخيرة لهداية البشرية فيما بقى من وجودها على الارض حتى يرثها الله تعالى ولكن لا يعني ختم الرسالة والشريعة والانبياء ان تختم به الهداية المتمثلة بوجود الهداة المهديين ، وذلك لضرورة وجودهم لبقاء تحقق وجود الصراط المستقيم ، فافهم.
مما سبق يتبين لعله بدقة اكبر الحديث النبوي الشريف الذي ثبت في كتب الفريقين ( السنة والشيعة) وهو حديث الثقلين ؛
أخرج أحمد بن حنبل في مسنده عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلى الله عليه وآله قال : ( إني أوشك أن أدعى فأجيب ، وإني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله عز وجل وعترتي ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وإن اللطيف الخبير أخبرني بهما أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ) .
فكتاب الله والعترة يعملان معا في الدنيا عمل الصراط المستقيم ، اي هما التشريع والإمام الهادي
ثم هل سألت مرة لماذا لا يفترقان ( كتاب الله والعترة من آل البيت ع ) حتى يردا على رسول ألله ص الحوض !
الجواب : لان هذا الصراط المستقيم الذي حقيقته ومصداقه في الدنيا وفي امة الرسول محمد ص وهو الكتاب والعترة سيتمثل بحقيقة اخرى في الآخرة وهو الصراط المستقيم الذي سوف يعبر عليه كل اناس ويمر فوق نار جهنم .
وهناك في الطرف الآخر من الصراط المستقيم وبعد العبور سيكون الحوض ، فمن اضاع صراطه المستقيم في الدنيا كيف له ان يعبر الصراط المستقيم في الآخرة !
ولذلك من كان على الصراط المستقيم في الدنيا (الكتاب والعترة ) يمكن له العبور على الصراط المستقيم في الاخرة وإمامه على الصراط هو إمام عصره وزمانه ، فتأمل .
حتى اذا ما اجتازت كل امة ذلك الصراط المستقيم مع إمامها الذي اتبعت في الدنيا وعبرت الى الطرف الآخر وجدت الحوض وعنده رسول الله ص وهناك ينتهي الدور الذي وكل به العترة حيث اخذوا الناس الى ضفة الامان ودار المقام وجنة الخلد التي وعد بها المؤمنون .
الانقلاب على الاعقاب هو الرجوع عن الدين بعدالايمان ، وكأنما ايمانهم كان مرتهن بحياة الرسول ،
وحيث ان خط الهداية او نظام الهداية ألإلهي المتمثل بالصراط المستقيم الذي حقيقته الخارجية في الدنيا هو الهادي ( النبي ، الرسول ، الامام ، الاوصياء ) والتشريع ( القرآن ) في امة محمد ص ، فان انقطاع هذه السلسلة المترابطة ( الهادي والتشريع ) يؤدي الى حصول الانقلاب على الاعقاب والرجوع عن الدين وتعطيل نظام الهداية
وهذا ما حصل في كثير او اكثر الأمم السابقة وأمة الرسول محمد ص خاصة ، فعند موت الرسول ص اختلفت الامة فيمن يخلف رسول الله او قل انحرفت الامة عن الخليفة الحق المنصوص عليه ،
وهذا يعني ان هناك خلل خطير واساسي حصل في نظام الهداية ألإلهي وإن مصداق الصراط المستقيم ومن يمثله انحرف وتغير عند كثير من امة الرسول الخاتم وهذا يستتبع انقلابهم ورجوعهم عن الدين الحق والايمان الحق .
وحيث ان نظام الهداية والصراط المستقيم في الدنيا هو رحمة ونعمة من الله للناس فمن اضاعه وانحرف عنه فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وسيجزي الله الثابتين على خط الهداية الحق الاوصياء مع التشريع وسيجزي الله الشاكرين
وآلله اعلم
التعديل الأخير تم بواسطة الباحث الطائي ; 24-06-2020 الساعة 02:18 PM.
اقول : ملاحظة ولعلها بحدود اطلاعي جديدة من نوعها وتحتاج تأمل وتدبر
وهي - خاطب الله تعالى اصحاب الشمال اولا فقال : ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ ، وفينهاية الاياة خاطبهم فقال : وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ .
أي تبدل الخطاب من ( المكذبين الضالين ) الى ( الضالين المكذبين ) ، ونعلم ان التعبير القرآني دقيق الى ابعد الحدود فما السر في ذلك ولماذا
الجواب التدبري والتأملي برأيي هو ان الاعتقاد اساس لأي عمل ، وعليه كل رسول مبعوث في أمة ما يدعوا أمته الى الايمان بالله وتوحيده وتصديق نبوته ورسالته من خلال الايات المعجزة ومن ثم يطلب من المؤمنين به السير على شريعة الله التي جاء بها ، وهذا الرسول والشريعة بمجموعيهما هما مصداق الصراط المستقيم في الدنيا .
إذا كان هذا واضحا ، فأن كل أمة عموما تتعامل وتنقسم على دعوى رسولها المرسل اليها أما التصديق والقبول والايمان بالنبي المرسل وبما اخبر عنه وجاء به من شريعة وهنا يكونوا من المهتدين عقيدتا والمكلفون بالعمل الصالح لبلوغ كمالهم الاخروي ،
وأما الرفض والانكار بعد ثبوت الحجة وهذا هو الضلال ويترتب عليه التكذيب للرسول وما جاء به ، ويترتب على هذا انهم يكذبون الرسالة والرسول وما جاء به بسب ظلالهم ومستحقين لصفة الظلال لانهم انحرفوا عن الصراط المستقيم .
وعليه جاء الخطاب القرآني في اول الامر لوصف حالهم في الدنيا فقال في حقهم ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ ، أي ثم انكم أيها الضالون عن الصراط المستقيم المكذبون بالله ورسوله ويوم الدين ... الخ وهذا بدوره يبين ان التكليف ومحل الاختبار والاختيار في الدنيا يبدا بالايمان والاعتقاد اولا ويترتب عليه العمل ثانيا ،
في حين نرى الخطاب الاخروي يقدم المكذبين على الضالين ( وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ ) ، لان الدار ليست دار امتحان وعمل بل دار جزاء على ما عمل ، وحيث ان عملهم وصفتهم كانت التكذيب فيبدأ الجزاء والمحاسبة به اولا ويترتب عليه الطريق والمصير ،
فأذا كان من اهل الهداية فسيسير على الصراط المستقيم وراء إمامه الذي أئتم به .
وأما اذا كان من الضالين فلا يرى الا طريق جهنم كما في قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا (168) إِلا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (169) النساء )
وعليه في الآخرة : وَأَمَّا إِنْ كَانَ ممِنَ ختم عليه بالْمُكَذِّبِينَ لرسالة السماء وحشر على ذلك ، كان من الضَّالِّينَ عن الصراط المستقيم ، ويجزى نُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ ، وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ
والله اعلم
الباحث الطائي
التعديل الأخير تم بواسطة الباحث الطائي ; 25-11-2020 الساعة 11:47 AM.
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
يتبع ، تأملا في الصراط المستقيم من خلال آية (7) سورة الرعد
وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَاد .
اقول : لا ينفك نظام الهداية ألإلهي عن كل زمان وقوم لانه كما اثبتنا في المباحث السابقة أن حقيقة الصراط المستقيم في هذه الحياة الدنيا يتمثل في حجة الله الامام الهداي والتشريع ألإلهي .
ولذلك جائت اية اسورة الرعد اعلاه لتكون مصداقا وتأكيدا لهذه الحقيقة ، فطالما كان هناك قوم يعيشون على وجه الارض فأن الله هيأ لهم وفق مقتضى رحمته ولطفه ان يكون لهم هاد الى الصراط المستقيم ومن ثم إماما لهم عليه في طريق رجعوعهم وتكاملهم .
اذا كان هذا واضحا ، فأنه كون النبي الخاتم محمد ص هو خاتم الانبياء والرسول اوقع البعض في شبهة خطيرة ظنا منه أنّ خاتميته هذه تعني انقطاع خط الخلافة ألإلهي في الارض الذي جعله ألله باقيا طالما هناك على الارض بشر فقال تعالى ( إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ) ، فجَاعِلٌ على وزن فاعل تفيد البقاء الاستمرار .
فمن هنا كان النبي الرسول محمد ص المنذر لامته الهادي لهم على الصراط المستقيم في حياته ، فلما توفاه الله اقتضى وجود واستمرار حقيقة الصراط ان يكون له خليفة بجعل الله تعالى يخلفه في امته وهاديا للناس الى الصراط المستقيم وإماما لهم يسير أمامهم عليه وهم يتبعوه .
وعليه ( انتبه ) يتبين لك الآن بوضوح اكبر ذلك الحديث النبوي المشهور الذي ثبت في كتب الفريقين وهو حديث الثقلين الذي ورد في صيغ متعددة ولكن مشتركة المضمون كما يلي : ( إني تاركٌ فيكم ما إن تمسَّكتُم به لن تضلُّوا : كتاب الله ، وعِترتي أهل بيتي ، فإنَّهما لن يفترقَا حتى يرِدَا عليَّ الحوضَ )
فكتاب الله ( الشريعة) والعترة ( الهادي والامام ) لن يفترقا لضرورة ولزوم مقتضى الرحمة واللطف ألإلهي بوجود الصراط المستقيم المتمثل بهما حتى يهتدي الناس لطريقهم الذي اراد لهم الله السير والثبات عليه ، ومصداق الصراط المستقيم بعد حياة الرسول الخاتم كان في العترة الطاهرة أئمة آل البيت ع والقرآن الكريم وهما باقيان حتى يوم القيامة . بل حتى يردا على رسول اللّه محمد ص في الحوض وهذا بعد عبور الصراط المستقيم لمن ينجح في العبور ، لانه في الآخرة سيكون نفس هذا الامام الهادي في الدنيا هو الامام الذي يسير خلفه اتباعه من قومه ، فأذا عبروا الصراط وصاروا الى الحوض الذي عند ابواب الجنان انتهت مهمته ونجح في إمامته وفاز من اتبعه ، فتأمل ، وآلله اعلم
الباحث الطائي
التعديل الأخير تم بواسطة الباحث الطائي ; 12-02-2021 الساعة 02:23 PM.
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
الصراط المستقيم في حديث من مات ولم يعرف إمام زمانه ،،،
مصادر الشيعة :
المرحوم الشيخ الصدوق رحمة الله عليه فغŒ كتاب كمال الدين و تمام النعمة ، غŒقول :
سئل أبو محمد الحسن بن علي عليهما السلام وأنا عنده عن الخبر الذي روي عن آبائه عليهم السلام : " أن الأرض لا تخلو من حجة لله علي خلقه إلي يوم القيامة وأن من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية " فقال عليه السلام : إن هذا حق كما أن النهار حق ، فقيل له : يا ابن رسول الله فمن الحجة والامام بعدك ؟ فقال ابني محمد ، هو الامام والحجة بعدي ، من مات ولم يعرفه مات ميتة جاهلية .
كمال الدين وتمام النعمة - الشيخ الصدوق - ص 409 - 410 و كفاية الأثر - الخزاز القمي - ص 296*و وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي - ج 16 - ص 246 و مستدرك الوسائل - الميرزا النوري - ج 18 - ص 187 و ... .
و اغŒضا ابن حمزة الطوسي رضوان الله تعالي عليه فغŒ كتاب الثاقب في المناقب ، ص 495 غŒذکر هذه الرواية هکذا :
عن محمد بن العلاء الجرجاني ، قال : حججت فرأيت علي بن موسي الرضا عليه السلام يطوف بالبيت ، فقلت له : جعلت فداك ، هذا الحديث قد روي عن النبي صلي الله عليه وآله : " من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية " . قال : فقال : " نعم ، حدثني أبي ، عن جدي ، عن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال : قال رسول الله صلي الله عليه وآله : " من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية " . قال : فقلت له : جعلت فداك ، ومن مات ميتة جاهلية . قال : " مشرك "
اقول : علمنا سابقا أنّ تحقق عبادة الله تكون من خلال الصراط المستقيم كما أمر / بين ألله تعالى ( وَأَنِ ظ±عْبُدُونِى هَظ°ذَا صِرَظ°طٌ مُّسْتَقِيمٌ / يس - 61 )
والصراط المستقيم حقيقته في الدنيا هو حجة الله في ارضه وتشريع الله ، فمن لم يهتدي الى حجة الله في زمانه اضاع الصراط ، لان لزوم الاستقامة والسير عليه يقتضي وجود الإمام الهادي اليه وعليه .
فمن لم يعرف إمام زمانه الحق وحجة الله عليه ، ليس له إمام يهديه الى الصراط المستقيم أو لا يستطيع السير بالاستقامة والثبات دون إمام هاد .
ولا يستطيع تطبيق شرع الله كما أمر الله ، وبذلك ينحرف عن الصراط المستقيم أو يضيعه ، ويعيش حياة الجاهلية في ضلال وضياع .
ومعرفة كل إنسان لإمام زمانه هي معرفة ايمانية مقتضاها طاعته والاستماع له واتباعه ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ )
وألله اعلم
التعديل الأخير تم بواسطة الباحث الطائي ; 18-02-2021 الساعة 03:03 PM.