|
بــاحــث مهدوي
|
رقم العضوية : 65883
|
الإنتساب : May 2011
|
المشاركات : 1,191
|
بمعدل : 0.24 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
تَوظيفُ الشَعيرة الحُسينية في عصر الإنتظار
بتاريخ : 24-10-2014 الساعة : 08:56 AM
سُؤالٌ
_____
كيف يمكن أنْ نوظِّفَ الشعيرةَ الحُسَينيَّة في خدمة التمهيد للإمام المهدي
(عجّلَ اللهُ فرجه الشريف من قريب) و مشروعه الحق ؟
الجواب
______
واقعاً أنَّ كل فعل أو أي سلوك عقلائي أو حتى شرعي يتوفَّر في دوافعه على
غاية وهدف ونتيجة يُتحَرّك بإتجاهها إراديا وإختياريا .
وهذه الغاية أو الهدف لها إرتباط مباشر إما بذات الفاعل والممارس للسلوك
أو لها إرتباط آخر بالمجتمع ومتطلباته البشرية.
بمعنى أنَّ من يُمارس ويُطبِّق الشعيرة الحسينية يجب أن يدرك الدافع والهدف
في مجمل نطاق تطبيقه .
ولا شك في أنَّ أبرز وأشرف دافع هو إصلاح الذات والمجتمع .
بحيث يخرج بمحصلة عمليَّة ذاتية وغيرية يلمسها الجميع وجدانا وعيانا
وإذا توفَّرَ الوعي في حَراك المُطبِّق للشعيرة الحسينيّة الهادفة والمُثمرة
فما عليه إلاَّ أن يتجه بإتجاه التعاطي المُعاصر مع ذاته ومجتمعه تغييرا وإصلاحا
وهذا هو معنى التوظيف والإعتبار .
ويتجلى التعاطي المُعاصر والتوظيف و الإعتبار في صورة إدراك الإنسان المؤمن
والمهدوي لكل موقف وحدث مرّتْ به الأمة في تعاطيها مع إمامها الحسين
( عليه السلام) آنذاك.
ويُحاول بل يعمل جاداً على تقويم ما أخفقتْ به الأمة.
من موقف الخذلان والإنهزامية النفسية و التثبّط والتثاقل السلوكي في الكون
والإصطفاف العقدي والخارجي مع إمام الزمان آنذاك
وهنا نضع خط و إشارة ومؤشِّر تحت سطر الخذلان و الإنهزاميّة .
ونسعى جاهدين إلى تجاوز هذا النمط من التعاطي مع الإمام المعصوم
إلى أن نُحقق في أنفسنا ومجتمعنا ملكة ودافع وقدرة الإنتصار
للإمام المهدي(عليه السلام ) والكون معه نفسيا وسلوكيا إن أمكن ذلك .
هذا توضيح بصورة عامة .
أما بالصورة الخاصة .
________________
فمن المعلوم أنَّ أغلب الشعائر الحسنية الحقة والهادفة أسهمتْ في تعزيز وترسيخ الإعتقاد بالإسلام عامة وبمذهب أهل البيت المعصومين خاصة
وعلى مر التأريخ المُنصَرم وستبقى هكذا دوماً إن شاء الله تعالى.
حيثُ أنّها إنطلقتْ في تطبيقاتها سلوكا وإعلاما وموقفا وإصلاحا
حتى أنَّ أغلب الثائرين والمصلحين تأريخيا وحديثا قد نهلوا من مبادئ وشعارات
الإمام الحسين ووظفوها في حركاتهم ونجحوا في ذلك .
وفيما يخص وقتنا وقت الغيبة الكبرى فيمكن لنا ولكل مؤمن بالإمام المهدي
أن يجد في نهضة الإمام الحسين و الشعائر الشريفة كل ما يضع الأمة والأفراد
في طريق الحق والظفر والصلاح والعدل .
مُستثمرا ومُعتبراً بالموقف ونتيجته إيجابيا .
فإذا كانت الأمة قد خذلتْ إمام زمانها آنذاك فعليها أن تؤمن بالإمام المهدي
إمام الزمان وتستعد لنصرته وتأييده فعليّا.
وإذا كانت الأمة قد خنعت وبايعت الظالم والطاغية والفاسد فعليها أن لاتخنع
ولا تبُايع الظالمين والمفسدين في وقتنا المعاصر.
وإذا كانت الأمة أو حتى الأفراد آنذاك قد وقفتْ مُتفرجةً على ما حدث
مع الإمام الحسين وما وقع من بعده من سبي لعياله وأهل بيته
ولم تعترض أو تقف بوجه الظالمين فعلى أمتنا المعاصرة أن تحدد خيارها
العقدي والشرعي بوجهه الحق وهو الإعتقاد إمامة الإمام المهدي وكونه الحق
ويجب الإيمان به كونه يُمثل مشترك عقدي بين كافة المسلمين في الأصل
وإلاَّ أي وإن لم تتمكن الأمة أو حتى الأفراد من توظيف ما يؤمنون به من أهداف
النهضة وشعائرها الصالحة في خدمة القضية المهدوية وإنتظار الإمام المهدي
فعلى الجميع مراجعة أنفسهم و عقولهم وفهمهم ووعيهم بصورة صحيحة وسليمة وهادفة
و إلى ذلك المغزى أشار القرآن الكريم توظيفياً ونتيجاً في التعاطي مع الشعائر عامة
قال تعالى:
{ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ }الحج32
(( وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ{36}
لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ )){37} : الحج:
وتعظيم الشعائر هو الأخذ عمليا بثمارها ومُحصّلاتها المحسوسة ذاتيا
ومجتمعيّاً بحيث تكون عنواناً للتقوى مطلقا .
هذا ما يُريده اللهُ تعالى منا.
___________________________________
مرتضى علي الحلي / النجف الأشرف
|
|
|
|
|