|
بــاحــث مهدوي
|
رقم العضوية : 65883
|
الإنتساب : May 2011
|
المشاركات : 1,191
|
بمعدل : 0.24 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
جَدلُ العقل والعاطفة في القضيّة الحُسينيّة
بتاريخ : 24-10-2014 الساعة : 10:45 AM
جَدلُ العقل والعاطفة في القضيّة الحُسينيّة
__________________________________
لاشكَّ أنّ كل قضية وجودية تتطلب في التصديق بها الى حكم العقل والوجدان
وحينما يذعن العقل بحقانية هذه القضية خاصة قضية الإمام الحسين
(عليه السلام) ونهضته الشريفة ومشروعيتها القيَميّة ويقبلها قبولا إذعانيا
يأتي دور العاطفة في التعاطي معها إيجابا أو سلبا
هنا تتأرجح القضية بين جدل العقل و العاطفة
و كل منهما له فروضه ومحدداته البشرية
فالعاطفة تطلب الإنتماء الوجداني والنفسي الى جوهر القضية الحسينية
وقد تُعبّر عن إنتمائها سلوكيا بالمشروع و اللامشروع بحسب الفهومات البشرية.
لنحتاج الى ضرورة تصحيح اللامشروع أو تكييفه فقهيا وعقلانيا بصورة نضمن
معها مقبولية الشرع الحكيم.
وكذلك العقل يطلب الإنتماء الواعي والهادف والحكيم من القضية الحسينية وقيَمها الشريفة.
وعلى هذا الأساس يتحصّل لنا أمرين في ماهية التعاطي مع القضية الحسينية
وهما :
:1: الإنتماء العاطفي (الوجداني)
:2: الإنتماء العقلاني والعقدي القويم.
وهما عنوانان مركزيان يجب توافرهما في هوية الإنسان المؤمن
وكلاهما مطلوبان في التعاطي مع أي قضية عقديّة وليس الأمرُ محصورا بعاشوراء
لا بل يمتد الى كل مديات التعاطي مع شرعة الإسلام ومنهاجه
والقرآن الكريم نص على ضرورة الإنتماء والتعاطف وجدانيا مع المعصومين
في قوله تعالى:
((قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى )) الشورى /23.
((فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ )) إبراهيم (37)
ونص أيضا على ضرورة الإنتماء الفكري الواعي والمُستَبصِر الى العقيدة والشريعة.
قال تعالى:
((قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ )) يوسف108
وبما أنّ حديثنا عن هوية القضية الحسينية الشريفة والتي تتجلى موضوعاتها
ومحمولاتها وأحكامها غالبا في ماهية الشعائر العاشورائية
فهنا يجب أن يأخذ الهدف الحسيني الشريف القسط الأكبر في تحققاته في
مجتمعنا وذواتنا أخلاقيا وسلوكيا وحتى فكريا بقدر كبير يفوق ما تأخذه الشعائر في طقوسيتها العملية.
ذلك لأنّ الإمام الحسين هو إنسانٌ هادف ومعصوم وحكيم
فمن العبث والقبيح عقلا أن نُضيَّع أغراضه وأهدافه الشريفة ؟
لنختزلها في صورة الشعائر والتي أغلبها جاءت متأخرة في طقوسيتها عن الهدف الحسيني الشريف.
المطلوبُ هو أن تكون أهداف الإمام الحسين المقدسة في واجهة القضية
الحسينية في يومنا هذا أولا وبالذات.
وأما الشعائر فيجب أن تأخذ طريقا تعبيريا مشروعا ومقبولا عقلانيا
وبإسلوب معتدل لا يُنحي أهداف ومرادات الحسين خلف الواجهة .
وأما الحديث عن حركة ونهضة الإمام الحسين في وقته
فيجب أن يُطرح بلغة الوقت و بثقافة العصر وبقراءة فاحصة وموثقة
بحيث تعتمد قراءة النص الحسيني الشريف ظهورا وظاهرةً في حياتنا .
لأننا نعتقد أنّ قول ونص و سلوك وفعل المعصوم حجة شرعية لفظية
و غير لفظية تمتد في إطلاقها القيمي وبقدرها المُتيّقن فتشمل وقتنا هذا
إلى يقوم الإمام المهدي في العالمين .
قال الله تعالى
((لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ))يوسف111
____________________________________
مرتضى علي الحلي/ النجف الأشرف
|
|
|
|
|