العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى الثقافي

المنتدى الثقافي المنتدى مخصص للكتاب والقصة والشعر والنثر

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

الصورة الرمزية ام النور
ام النور
عضو برونزي
رقم العضوية : 23583
الإنتساب : Oct 2008
المشاركات : 432
بمعدل : 0.08 يوميا

ام النور غير متصل

 عرض البوم صور ام النور

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : المنتدى الثقافي
Lightbulb سلسلة قصص ((من كتاب عالم عجائب الاارواح ))
قديم بتاريخ : 05-11-2008 الساعة : 02:12 AM


كتاب عالم عجائب الارواح السيد حسن الأبطحي.....
سوف ادرج هنا قصص من هذا الكتاب الرائع والذي اعجبني بالفعل
واخذني الى عالمة الغريب والروحاني .....



فداك ابوك يا ولدي....


كتب الىّ السيّد الدكتور " س " استاذ احدى الجامعات الايرانية حكاية تشبه الحكاية السابقة .

رايت فى المنام انّى متزوّج ولى ابن ، وذلك حينما كنت طالبا يافعا لم يتجاوز سنّى سبعة عشر ربيعا .

وكان الولد خال كبير على خدّه الايسر ، وهو ازبّ الحاجبين اقرنهما ، غليظ الشفتين ، اقنى الانف ، دمث الخليقة . وقد تـعـلّقـت بـه تـعلّقا شديدا ؛ بحيث انّى حينما انتبهت من النوم وادركت انّ ما رايت كان حلما ولم يتسنّ بعد ذلك رايته اجهشت بالبكاء . وفى الليلة التالية رايت عين الطفل فى الحلم وهو يهتف قائلا :
بابا ، بابا ، واتّجه نحوى راكـضـا ، فـضـمـمـتـه الى صـدرى وانـا مسرور ؛ لانّى رايت ابنى ثانية . ولكن حينما استيقظت من النوم تشعّبتني الهموم وتقسّمتنى الغموم ، فجلست اذرف الدموع وانا انشج نشيجا عاليا ، حتّى استيقظ والداى من نومهما وساءلانى عـن عـلّة بـكـائى ، فـقـصـصـت عـليـهـمـا حـلمـى عـلى الرغـم مـن كـونـى اشـعـر بخجل شديد من سرد حلمى لهما ، ولكن كان يحدونى امل على ان يبادرا الى زواجى ؛ لكى انجب ذلك الولد .

الاّ انّ امـلى ذهـب ادراج الريـاح ؛ اذ اظـهـرا عدم اكتراثهما لهذا الامر وعدم مبالاة به ، وقابلانى باستهزاء وسخرية وهما يقولان :
لازال الزواج بالنّسبة اليك مبكّرا جدّا ، لاتشغل بالك بهذا الامر ابدا ، ثابر على مطالعة دروسك ، ثمّ تركانى وحيدا - متجاهلين رغبتى - وانصرفا .

بيد انّ ولهى بالولد كان شديدا ، فهو لايغيب عن مخيلتى لحظة واحدة ، وما استطعت تلك الايام استيعاب دروسى ، فرسبت فى الامتحانات بعد ان كنت طالبا متفوّقا فى دروسى ؛ لانّ ما جرى لى قد صادف ايّام الامتحانات . وبعد مـضـىّ شهر واحدعلى ذينك الحلمين ، كنت اذرع ساحة البيت ذهابا وايابا فى وقت متاءخّر من احدى الليالى والهدوء يـطـبق على المكان ؛ اذ كان بيتنا بعيدا عن ضوضاء الطريق وصخب المارّة . وكان الولد ممثَّلا لناظرى ، ومتصرّفا بـيـن خـواطـرى ، وفـجـاءة سـمـعـت صـوتـه يـنـبـعـث مـن احـدى زوايـا البـيـت وهـو يـصـيـح :
بـابـا ، بابا . حسبت اوّل الامـر انـّى ارى حلما ايضا ، ولكن حينما اصخت اليه جيّدا تبيّن لى انّى يقظان ، فصرخت بدون شعور :
فداك ابوك يا ولدى ! وهرولت نحو مصدر الصوت ، الاّ انّى لم اسمع غير صدى تلاشى بسرعة . وفى صباح اليوم الثـانى عرضنى والداى على طبيب نفسي بعد ان اطّلعا على ماحدث لى الليلة البارحة ولمسا تغيّرا فى سلوكى خـلال شـهـر . وامـعـن الطـبـيـب فـى فـحـصـى سـاعـة واحـفـى فـى السـؤ ال ، ثـمّ قـال لوالدىّ :
انّ هـذا الشـابّ تعلّق بالطفل الّذى رآه فى المنام وهواه ، وانجع دواء لعلاجه هو الزواج ، رجـاء ان يـرزق طـفـلا ويـشـفـى غـليـله . فـثـلج بكلام الطبيب صدرى ، وسرى همّى ، واسلى غمّى ، وعبّرت عن ذلك بايماءة براسى ، الامر الّذى اثار امتعاض والدىّ وسخطهما علىّ ، لما ابديت جراة متناهية امام الطبيب .

واتّضح لى فيما بعد انّ ابى وامىّ قد صرفا فى هذا الامر عنايتهما ، فقرّرا ان يخطبا لى فتاة ، الاّ انهما كانا يـتـريـّثـان فـى مسيرهما ويتلبّثان فى سيرهما . والحقّ معهما ؛ لانّ الوقت لم يحسن بعد لزواجى ، لصغر سنّى وعـدم اكـمـال دراسـتـى وصـفـر يـدىّ ، كـمـا انـّى اصـبـحـت كـمـعـتـوه بـه لمـم ؛ لولعـى بالطفل وتمثيله لعينىّ دوما .

وكـنـت انـهض من فراشى واخرج من غرفتى بعد تلك الليلة عندما ياءوى والداى الى فراشهما ، واتوجّه الى نفس الزاويـة كـلّ ليـلة ، واتصوّر كيف سمعت صوته بوضوح وهو يردّد باءعلى صوته :
بابا ، بابا . وكيف اجبته بـشـوق وحـرارة :
فـداك ابـوك يـا ولدى ! وكيف ضممته الى صدرى ، واحتضنته وناغيته برهة ، كما يحتضن الاب ابـنـه ويـنـاغـيـه . وفـى ليلة من ليالى الجمع ذهب ابواى لزيارة بعض الاصدقاء ، وبقيت انا وحيدا فى البيت ؛ لكـى ازاول مـا اعـتدته بحرّية ، كما انّهما يستنكفان ان يصطحبانى معهما لما اعانيه . فخلالى الجوّ ، فذهبت على عادتى الى زاوية البيت ، واذا بصوت الطفل يشنّف اذنىّ ثانية ، مع شبح ملامحه التي رايتها فى الحلم مرتسمة عـلى الجـدار وهـو يـنـاديـنى ، فاءسرعت نحوه فى الظلام ، فارتطم راسى بالجدار بشدّة ، فسقطت على الارض مغشيّا علىّ .

وحـيـنـمـا عـاد والداىّ الى البـيـت رايـانـى مـلقـى عـلى الارض مـغـشـيـّا عـلىّ والدمـاء تـسـيل من راسى ، وانا اردّد باستمرار :
فداك ابوك يا ولدى ، فرثيا لحالى وجزعا . ولمّا افقت رايت امّى تذرف الدموع علىّ حتّى احرقت ماقيها .

فـتـاءهـّبـا بعد هذه الحادثة لزواجي باءسرع وقت ممكن ، وقرّرت ان اكبح ما استطعت جماح صبابتى بالولد ؛ لما اصابنى من الكدّ والتعب ، ونالنى من الجهد والنصب ، وعزمت على اغضاء جفنى عنه . ولكن امسى ما ازمعت عليه هواء فـى شـبـك ؛ اذ تـفـاقـم امـره واعـتلى ، واستفحل واستشرى ؛ فكنت ارى الشبح فى الزاوية كلّ ليلة ، واصغى الى صوته والاطفه حينا كما يفعل الوالد مع ولده ، وكان يطلعنى على امور مجهولة بالنسبة الىّ .

واصـبـحـت جـذلان مـبـتـهـجـا ؛ لرؤ يـة ولدى والتـقـائى بـه كـلّ ليـلة ، ومـمـّا زاد فـى سـرورى هـو عـثـور والداى خلال هذه المدّة على فتاة تكون امّالطفلى فى المستقبل ، وقد ابدى رضاه بها ، وسمّى لى اسمها ، فتزوّجت بها .

واصبحت ارى شبح الطفل عـلى صـدر زوجـتـى لا فـى زاويـة المـنـزل ، وذلك حـيـنما تخلد الى النوم ، فنتجاذب اطراف الحديث حينا ، وما ان تـسـتـيـقـظ زوجـتـى مـن نـومـهـا اثـنـاء ذلك حـتـّى يـغـيـب فـورا ولا اعـود اراه . وقـلت له ليـلة :
ارى مـن الافـضـل ان تـاءتـى مـتـاءخـّرا عـنـدمـا تـغـطّ امـّك فـى نـوم عـمـيـق ؛ كـى تـسـتـيـقـظ مـتـاءخـّرة ، فـقـال :
انـا هـنا دائما ، فلحبّك ايّاى وودّك لى ترانى حينما تهوّم امّى وتهجع ، ولكن ما ان اشبعت نهمك من رؤ يتى تواريت عنك .

واخيرا حملت زوجتى ، وما اصبحت ارى للشبح صورة ولا اسمع منه صوتا بعد ان مضى على حملها اربعة اشهر ، وايـقنت انّه حلّ بالجنين الّذى يثوى فى احشاء زوجتى ، ولم احزن لفقده ؛ لانّه قدر تعلّق بى واحبّنى ، ولاملى انّه سوف يولد والازمه ملازمة الظلّ للشاخص .

قـالت امـّى لى يـومـا :
ايـّهـا المـاكر ! انّك خدعتنا واحتلت علينا ؛ ذريعة الى بغيتك ، فجلبت لنا الاذى ، لماذا لم تصارحنى بمرادك وتحسر لثامك ؛ لكى اختار لك شريكة حياتك ؟ وعقّب ابى قائلا :
لولا مكاشرته ومداجاته مـا زوّجـنـاه بـهـذه السـرعـة الاّ بـعـد اكـمـال دراسـتـه ، ثـمّ التـفـت الىّ وقال :
انّك جرّعتنى الغصّة ، سامحك اللّه يا بنى .

فـاضـطـررت الى كـشـف الغـطـاء وحـسـر الغـمـّاء ؛ لانـّهـمـا حـسـبـانـى مـحـتـالا مـخـاتـلا ، فـوصـفـت لهـمـا مـلامـح الطـفـل كـامـلة وهـو فـى بـطـن امـّه ، واسـتـمـحـتـهـمـا ان يـصـبـرا ريـثـمـا يـولد الطفل ، وسوف يريان انى لست متخرّما ولامختلفا ؛ لانّ " الرائد لايكذب اهله "



واحـسـّت زوجـتـى يوما باءلم الوضع ، فنقلناها للتوّالى مستشفى الولادة ، وبقيت انا اترصّد خبرها خلف غرفة العـمـليـّات عـلى احـرّ مـن الجـمـر . وفـجـاءة خـرجـت امـّى مـن الغـرفـة فـرحـة مـسـرورة فـقـبـّلتـنـى وهـى تـقـول :
مـعـذرة يـا ولدى ! كـنـت اظـنّ بـك ظـنّ السـوء عـلى غـيـر هـدى ، انـّك لم تـكـن كـاذبـا ، فـقـد ولد نـفـس الطفل الّذى وصفته لنا ، ليهنئك هذا الامر .

ويـبـلغ طـفـلى الا ن عـشـرة اعـوام مـن عـمـره ، ومـهـمـا احـاول جـاهـدا تـذكـيـره بـتـلك الذكـريـات فـانّ جـهودى تبوء الفـشـل...
، ولكـنـّه كـان يـحـيـط بالحوادث الّتى سردها لى فى ذلك الوقت عفويّا ، وكاءنّه متعلّم لاينسى مواضيع دروسه .










من مواضيع : ام النور 0 لي مطلبين فهل من مجيب .....
0 سلسلة قصص ((من كتاب عالم عجائب الاارواح ))
0 لا تقبلو الطفل في فمة ...
0 موالية جديدة

الصورة الرمزية عاشق الامام الكاظم
عاشق الامام الكاظم
شيعي حسيني
رقم العضوية : 23036
الإنتساب : Sep 2008
المشاركات : 9,776
بمعدل : 1.72 يوميا

عاشق الامام الكاظم غير متصل

 عرض البوم صور عاشق الامام الكاظم

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : ام النور المنتدى : المنتدى الثقافي
افتراضي
قديم بتاريخ : 05-11-2008 الساعة : 01:59 PM


اللهم صلي على محمد وال محمد
جزاكي الله خير جزاء يا اختي
وربي اتفاعلت كثيرا مع القصة الروعة لا حرمنا منها
اختي انتضر باقي القصص ارجو ان تنزليها باقرب وقت
لاني احب ان اقراها

توقيع : عاشق الامام الكاظم
رحم الله والديه من قراء الفاتحة لابن عمي
حيدر جليل نعمة
من مواضيع : عاشق الامام الكاظم 0 فديو عجبني
0 مقال خطير في صحيفة سعودية
0 أفضل ما ستقرأه في حياتك ..
0 هل القران متناقض يا وهابية !!!!
0 ابو هريره يروي..( الله يؤيد الدين بالرجل الفاجر )

الصورة الرمزية نسايم
نسايم
شيعي حسيني
رقم العضوية : 18676
الإنتساب : Apr 2008
المشاركات : 7,218
بمعدل : 1.24 يوميا

نسايم غير متصل

 عرض البوم صور نسايم

  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : ام النور المنتدى : المنتدى الثقافي
افتراضي
قديم بتاريخ : 05-11-2008 الساعة : 02:19 PM



تسلمي اختي على هذا المجهود الرائع

ننتظر بقية القصص


توقيع : نسايم

يا باب الحوائــج حاجتي يمكــ
عليك اقسم بضلع الطاهرة امــكـ


إلهي أسئلك العفو والعافية

عافية الدنيا والأخرة
من مواضيع : نسايم 0 رائحة القهوة
0 فلكي يصف إمكانية رؤية قمرين بـ«كذبة أغسطس»
0 سحابة «سـوداء» أخفت برج سـاعة مكـة
0 بالورد والياسمين نرحب بالأخ العزيز الرادود علي حامد الكاظمي
0 الشاعر واثق العيساوي والملا باسم الكربلائي في قصيدة ماجينه

الصورة الرمزية ام النور
ام النور
عضو برونزي
رقم العضوية : 23583
الإنتساب : Oct 2008
المشاركات : 432
بمعدل : 0.08 يوميا

ام النور غير متصل

 عرض البوم صور ام النور

  مشاركة رقم : 4  
كاتب الموضوع : ام النور المنتدى : المنتدى الثقافي
افتراضي
قديم بتاريخ : 05-11-2008 الساعة : 03:39 PM


مشكورين ويعطيكم العافية على المرور الكريم ....وشكرا للتثبيت...

من مواضيع : ام النور 0 لي مطلبين فهل من مجيب .....
0 سلسلة قصص ((من كتاب عالم عجائب الاارواح ))
0 لا تقبلو الطفل في فمة ...
0 موالية جديدة

عذاب
عضو فضي
رقم العضوية : 6713
الإنتساب : Jul 2007
المشاركات : 1,634
بمعدل : 0.27 يوميا

عذاب غير متصل

 عرض البوم صور عذاب

  مشاركة رقم : 5  
كاتب الموضوع : ام النور المنتدى : المنتدى الثقافي
افتراضي
قديم بتاريخ : 06-11-2008 الساعة : 10:40 AM


مشكوووووورة خيتو ام النور
بجد القصة تهببببل
لاتحرمينا من جديدك
تقبلي مروري
اختك/عذاب

توقيع : عذاب
من مواضيع : عذاب 0 غباء اليهود
0 .:**:.تمارين لشد البطن والخصر .:**:.
0 أشبكي أصابعك ...لتعرفي في النهاية "حقيقة علمية"
0 عيارة و دهاء إمرأة -( فكاهه وحكمه
0 فضل ذكر الامام الحسين ( ع ) عند شرب الماء ..!!

الصورة الرمزية ام النور
ام النور
عضو برونزي
رقم العضوية : 23583
الإنتساب : Oct 2008
المشاركات : 432
بمعدل : 0.08 يوميا

ام النور غير متصل

 عرض البوم صور ام النور

  مشاركة رقم : 6  
كاتب الموضوع : ام النور المنتدى : المنتدى الثقافي
افتراضي
قديم بتاريخ : 06-11-2008 الساعة : 05:05 PM


اشكرك اختي عذاب وان شاء الله اليوم احط قصة جديدة ...

من مواضيع : ام النور 0 لي مطلبين فهل من مجيب .....
0 سلسلة قصص ((من كتاب عالم عجائب الاارواح ))
0 لا تقبلو الطفل في فمة ...
0 موالية جديدة

الصورة الرمزية ام النور
ام النور
عضو برونزي
رقم العضوية : 23583
الإنتساب : Oct 2008
المشاركات : 432
بمعدل : 0.08 يوميا

ام النور غير متصل

 عرض البوم صور ام النور

  مشاركة رقم : 7  
كاتب الموضوع : ام النور المنتدى : المنتدى الثقافي
افتراضي
قديم بتاريخ : 06-11-2008 الساعة : 05:08 PM


حكاية عجيبة


وصـلتـنـى رسـالة من رجل يبلغ من العمر اربعين عاما يسكن مدينة " لاهيجان " فى محافظة " جيلان " ، وقد ذكر لى فـيـهـا القـصـّة العـجـيـبـة التـاليـة الّتـى وقـعـت وقـائعـهـا قـبـل عـشـريـن عـامـا ، وهـى تـنـاسـب هـذا الفصل من الكتاب :
لى بـيـت يـقـع فـى ضـاحـيـة مـن ضـواحـى مـديـنـة " لاهـج "((13))

عـبـر طـريـق " سـيـاهـكل "((14))

، يشرف على مزرعة شاى . جلست يوما قرب المزرعة ، وكان الجوّ صيفا ، وانا اشخص ببصرى نحو باب المزرعة ، فاءبصرت شابّا وسيما يقف وراء الباب وهو ينظر الىّ . فقمت من مكانى واتّجهت صوبه ؛ لاسـاءله عـمّ يـريـد ، وعـن سـبـب دخوله المزرعة . فاءذهلنى مرآه ! اذ اخذ يتلاشى شيئا فشيئا كلّما اقترب منه حتّى اصبح كالذرّة ، ثمّ غاب تماما عندما اصبحت المسافة بينى وبينه عشرة امتار ! فارتبت فى هذا الامر ، وتخالجنى فـيـه شـك ، وحـدّثـت نفسى :
لعلّ هذا الشاب قد تمثّل لى ، وعدت من حيث اتيت . وحينما صوّبت نظرى نحو الباب ثـانـيـة رايـتـه - كـمـا فـى المـرّة الاولى - يـقـف وراء البـاب وهو ينظر الىّ ، وكاءنّه يريد ان يتفوّه بشى الاّ انّ الخـجـل يـتـمـلّكـه فيحجم عن الكلام . فنهضت من مكانى وصرخت باءعلى صوتى وانا خائف :
من انت ؟ وماذا تريد ؟ والى اين ذهبت قبل قليل ؟ وكيف غبت ؟ فاءجابنى بصوت رخيم :
اريد ان آنسك واسلّيك ؛ لانّك اغثت مظلوما وانقذته من ظالم ، فعلىّ ان اوقفك على بعض الحقائق ، وهى بمثابة مكافاءة لك .

فقلت له :
ما اسمك ؟ ومن اين اتيت ؟ اجابنى قائلا :
لازلت فى هيئة لاتخطر على بالك ، فلذا لايمكننى ان اسمّى نـفـسـى بـاسـم ، ولعـلىّ فـى المـسـتقبل القريب اصير ذاهيئة ويطلق علىّ اسم ، فيمكننى حينئذ ان اعرّفك بنفسى .

فقلت له :
اقترب منّى ؛ لكى نقعد معا ونتحدّث عن كثب ، وهذا لايمكن ونحن متباعدان .

قـال :
لا اسـتـطـيـع الاقـتـراب مـنـك اكـثـر مـن هـذا ، ولكـنـّنـى احـاول ان اوصل صوتى اليك كما تسمع صوت من يقعد جنبك ، وساءسمع صوتك حتّى ولو كان واطئا .

ولمـّا تـجـاذبنا اطراف الحديث احسست بصوته قريبا منّى ، على الرغم من انّ المسافة بينى وبينه تقدّر بثلاثين مـتـرا . وكـان يـظـهـر لى فـى نـفس المكان كلّ يوم قبل غروب الشمس بساعة تماما ، ويغيب عنّى عند غروب الشمس مـبـاشـرة ، واسـتـمـر الحـال عـلى هـذا المـنـوال مـدّة عـشـرة ايـّام مـتـواليـة . وكـنـت اذهـب بعض الايّام الى ذلك المكان قـبـل المـوعـد بـدقـائق فلااراه فيه ، وكان يظهر حين وصول اشعّة الشمس الى المكان الّذى يقف فيه ، ويتلاشى شـيـئا فـشـيـئا بـغـيـاب الشـمـس ثـمّ يضمحلّ . ونهضت من مكانى مرّة حينما ظهر ، واتّجهت نحوه بدافع حبّ الاطّلاع ، واقـتـربـت مـنـه عـلى بـعـد عـشـرة امـتـار ، فـمـا كـان مـنـه الاّ ان تـضـاءل ثـمّ غـاب ، وعـنـد مـا ظـهـر ثـانـيـة قـال :
دعـنـى اعـلّمـك مـا اعـلم . ومـمـّا يـثـيـر الانـتـبـاه هـو انـّى مـا كـنـت اشـعـر بـخـوف او وجـل طـيـلة هـذه المـدّة ابـدا ، عـلى الرغم من كونى وحيدا فى المزرعة ؛ اذ اصبح امره ماءلوفا بالنّسبة الىّ ، فلم يـخـطـر عـلى بـالي فـيـمـن هـو ؟ وما عمله ؟ ولم اعر له اهتماما ؛ بحيث انّى ما اخبرت احدا باءمره وما ساءلته فى اليوم الاخير لرحيله عن محلّه ، وما حزنت حين رحيله عنّى .

ومـن الجـديـر بـالذكر انّى ما كنت المّ باءىّ شى من علوم الاسلام واحكامه ، على الرغم من كونى شابّا ، وقد علّمنى خـلال عـشـرة ايـّام عـلومـا واحـكـامـا ضـروريـّة . ولم اره بعد تلك المدّة ، الاّ انّه طرق سمعى ليلة صوت على غرار صوته ايقظنى من نومى ، فاءسرعت الى المكان الّذى كان يقف عنده وكان الظلام مدلهمّا ، فلم ار سوى شى نظير شـرارة النـار لكنّها بيضاء فى نفس المكان الّذى كان يقف فيه ، وحينما اقتربت منه غاب . وفى العام الماضى - اىّ بـعـد تصرّم تسعة عشر عاما على تلك الحادثة - كنت قاعدا فى الموضع الّذى الفته ، وقد طرا على المزرعة بـعـض التـغيير ؛ حيث غرست اشجارا محلّ الشاى ، وكان باب المزرعة مفتوحا . وفى هذه اللحظة رايت ذلك الشابّ بـنـفـس هـيـئتـه المـعـهـودة يـنـقـر البـاب بـاءصـابـعـه ؛ طـالبـا الاذن مـنـّى لدخـول المزرعة ، فهتفت به :
تفضّل بالدخول ، ولم اقترب منه كما هى عادتى معه سابقا ، ولكن هو اقترب منّى هـذه المـرّة ، تـقدّم نحوى وهديته الى غرفتى ، فرحّبت به واكرمته . ثمّ التفتّ اليه قائلا :
انّ شكلك لم يتغيّر قـط مـنـذ تـسـعـة عـشـر عـامـا ، الاّ انّ سـلوكـك فـقـط قـد تـغـيـّر ، فـقـال :
لاافـقـه مـا تـقـول ، انّ عـمـرى لايـتـجـاوز ثـمـانـيـة عـشـر عـامـا ، كـمـا انـّى لم ازر مـديـنـة " لاهـج " مـن قـبـل ، وجـئت الى هـنـا بـرفقة ابى قبل بضعة ايّام ؛ كى نخلد الى الدعة ونتمتّع بنسيم البحر ، فليس ‍ الامر كما تقول .

وحـاولت عـبـثـا اقـنـاع نـفـسـى بـاءنّ مـا حـدث كـان مـنـّى زلّة ، ولكـنّ جـهـودى بـاءت بالفشل ؛ اذ انّ هيئته هى بعينها ونبرة صوته هى هى ، فرايت ان اختبره لاطمئن نفسى .

فبادرته بالسؤ ال :
لماذا اتيت الى مزرعتى اذا ، فردّ قائلا :
ان كنت قد ضايقتك فساءعود من حيث اتيت ، قلت :
ما كـنـت ارمـى الى ذلك ، الاّ انـّى ارجـو مـنـك ان تـجـيـب عـلى اسـئلتـى بـدون احـراج ؛ لانّ هـذا الامـر يـهـمـّنى كثيرا .

فـقـال :
لقـد فـادتـنـى قـدمـاى الى هـذا المكان ، فتعلّق قلبى به تعلّقا شديدا ، ولا اعلم ما الباعث على ذلك ، فاستاءذنتك لدخول المزرعة .

ثـمّ اردف حـديـثـه بـالقـول :
ومـمـّا يـثـيـر دهـشـتـى هـو انـّى اتـصـوّر شكل هذه المزرعة كان مغايرا لما هو عليه الا ن ، ولا اجد تحليلا لتصوّرى هذا . فقلت :
حسنا ، كيف كان شكلها مثلا ؟ قـال :
كـانـت المـزرعـة تـحـفـل بـجـنـبـة الشـاى ، امـّا الا ن فـقـد حـلّت الاشـجـار مـحـلّهـا ، اليـس مـن الافـضـل ان تـسـتـاءصـل الاشـجـار وتـغـرس الشـاى مـحـلّهـا ؟ فـقـلت :
كـان الامـر كـمـا تـقول قبل عشرين سنة ، الاّ انّ الاشجار كانت غراسا فنمت ، فالشجرة سادت والجنبة بادت ، وسوف اجتثّ الاشجار واغـرس الشـاى ثـانـيـة عـملا باقتراحك ، وسوف تعود المزرعة الى سابق عهدها ان شاءاللّه بشرط ان تضيفنى كلّما زرت " لاهج " . قال :
تسرّنى رؤ يتك والا قامة فى منزلك ، ولكن يجب ان استاءذن ابى فى هذا الامر .

ثـمّ قـلت له :
مـا اسـمـك ؟ قـال :
كـمـا تـرانـى الا ن بهذه الهيئة امامك ، ان ابى اطلق علىّ اسم " مهدى " . فتداركت جـوابـه بـسـؤ الى :
مـاذا تـعـنـى بـقـولك :
كـمـا تـرانـى الا ن بـهـذه الهـيـئة امـامـك ؟ قال :
لااعلم ، انّ ذلك جرى على لسانى .

وهـنـا تـبـادر الى ذهـنـى انـّى سـاءلتـه قـبـل عـشـريـن سـنـة عـن اسـمـه فـقـال حينها :
لازلت فى هيئة لاتخطر على بالك ، فلذا لايمكننى ان اسمّى نفسى باسم . وتذكّرت انّه بيّن لى احـكـامـا ومسائل دينية ، وكان العلماء حولها مختلفين . فساءلته عن بعضها ، فاءبدى جهله بها بحركة من كتفيه ، وعقّب بالقول :
انا لا ادرك ما تقول ؛ لانّى ما درست العلوم الدينية . فقلت له :
صارحنى بكلّ ما يخطر على بالك ؛ لانّ ذلك يـعـنـيـنـى عـناية فائقة . قال :
ان كان الموضوع بهذه الخطورة فالاولى برايى ان يكون الاستجواب مطابقا لما حدث لى سابقا بدون ادنى تفاوت واختلاف . فساءلته :
اىّ المواقع من المزرعة يثير اعجابك وتركن اليـه نـفـسـك ؟ قـال :
انّى آنس بتلك الزاوية ( واشار بيده الى باب المزرعة ) ولا ادرى ما السبب ؟ اذ حين قدومى الى هنا دفعنى دافع للوقوف فيه ! وهـنـا انـجـلى الريـب ، فـهـذا الشـابّ هـو نـفـسـه الّذى كـان يـتـردّد الىّ قـبـل عـشـريـن سـنـة ؛ فـلقـد دلّ عـلى المـوضـع الّذى اعـتـاد الوقـوف فـيـه خـلال الايـّام العـشـرة . فـقـلت له :
ايـمـكـنـنـى الالتـقـاء بـاءبـيـك ؟ قال :
نعم . ذهبنا معا الى بيت مضيّفه ، وهو احد اصدقائى .

سـاءلت ابـاه :
مـا عـمـر ولدك ؟ قـال :
سـبـع عـشرة سنة ، فقلت :
ارجو منك ان تذكر لى نبذة مختصرة عن حياته .

قال :
ولكن لماذا هذا الطلب ؟ فقلت :
لى قصد وراء ذلك ، وربّما ساءشرحه لك . فاستعرض لى لمحة من حياته مـنذ ولادته حتّى لحظة لقائى معه ، ولم تكن فى حياته مواقف تثير الاهتمام . وانّى عزفت عن اخباره بحقيقة الامر ؛ لانـى لا اسـتـطـيـع تـفـهـيـمـه بـذلك ، وكـلّ مـا ذكـرتـه له هـو رؤ يـتـى لابـنـه فـى الحـلم قبل عشرين عاما بصورة مختصرة ، وانّه لقّننى بعض العلوم ولازلت احفظها ، فهو بمثابة الاستاذ بالنسبة الىّ ، واحبّ ان تبقى هذه الصلة بيننا دوما .

وخـتـم رسـالتـه بـالقـول :
ارجـو مـنـك ان تـوافـيـنـى بـتـخـريـج وتحليل لهذه الحادثة العجيبة .

وانا بدورى كتبت له جوابا مفصّلا ، اليك ملخّصه :
انّ ارواح البـشـر - طـبـق مـا روى عـن ائمـّة المـسـلمـيـن الاوائل - كـانـت تـحـيـى قبل عالمنا هذا بسنين ، ولها علم جمّ وقدرة على التصرّف كيفما تشاء . وكانت تتالف و تتعاشر فى ذلك العالم ، ولهـا ابـدان صـغـيـرة نـظـيـر ابـدان هـذا العالم . ويستفاد من الروايات انّها تاءنس فى هذا العالم اكثر بالبقاع والاشخاص الّذين راتهم او عاشرتهم فى ذلك العالم حتّى وان لم تتذكّر مكان وزمان رؤ يتهم ، وقد تطرّقت الى هذا الموضوع بصورة مفصّلة فى كتاب " بين يدى الاستاذ " .


ارجو ان تنال القصة على اعجابكم ....بالتوفيق ...



من مواضيع : ام النور 0 لي مطلبين فهل من مجيب .....
0 سلسلة قصص ((من كتاب عالم عجائب الاارواح ))
0 لا تقبلو الطفل في فمة ...
0 موالية جديدة
التعديل الأخير تم بواسطة ام النور ; 06-11-2008 الساعة 05:13 PM.


الصورة الرمزية نسايم
نسايم
شيعي حسيني
رقم العضوية : 18676
الإنتساب : Apr 2008
المشاركات : 7,218
بمعدل : 1.24 يوميا

نسايم غير متصل

 عرض البوم صور نسايم

  مشاركة رقم : 8  
كاتب الموضوع : ام النور المنتدى : المنتدى الثقافي
افتراضي
قديم بتاريخ : 07-11-2008 الساعة : 01:32 AM




توقيع : نسايم

يا باب الحوائــج حاجتي يمكــ
عليك اقسم بضلع الطاهرة امــكـ


إلهي أسئلك العفو والعافية

عافية الدنيا والأخرة
من مواضيع : نسايم 0 رائحة القهوة
0 فلكي يصف إمكانية رؤية قمرين بـ«كذبة أغسطس»
0 سحابة «سـوداء» أخفت برج سـاعة مكـة
0 بالورد والياسمين نرحب بالأخ العزيز الرادود علي حامد الكاظمي
0 الشاعر واثق العيساوي والملا باسم الكربلائي في قصيدة ماجينه

الصورة الرمزية ام النور
ام النور
عضو برونزي
رقم العضوية : 23583
الإنتساب : Oct 2008
المشاركات : 432
بمعدل : 0.08 يوميا

ام النور غير متصل

 عرض البوم صور ام النور

  مشاركة رقم : 9  
كاتب الموضوع : ام النور المنتدى : المنتدى الثقافي
افتراضي
قديم بتاريخ : 07-11-2008 الساعة : 03:04 AM


الله يعافيك اختي ...

من مواضيع : ام النور 0 لي مطلبين فهل من مجيب .....
0 سلسلة قصص ((من كتاب عالم عجائب الاارواح ))
0 لا تقبلو الطفل في فمة ...
0 موالية جديدة

الصورة الرمزية ام النور
ام النور
عضو برونزي
رقم العضوية : 23583
الإنتساب : Oct 2008
المشاركات : 432
بمعدل : 0.08 يوميا

ام النور غير متصل

 عرض البوم صور ام النور

  مشاركة رقم : 10  
كاتب الموضوع : ام النور المنتدى : المنتدى الثقافي
افتراضي
قديم بتاريخ : 08-11-2008 الساعة : 05:54 PM


المشاهدات كثيييرة بس الردود تكاد تكون معدوومة ....

من مواضيع : ام النور 0 لي مطلبين فهل من مجيب .....
0 سلسلة قصص ((من كتاب عالم عجائب الاارواح ))
0 لا تقبلو الطفل في فمة ...
0 موالية جديدة
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 02:21 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية