الرئيس طالباني: العراق إعتبر قضية فلسطين قضيته الأولى دوماً
بتاريخ : 06-04-2009 الساعة : 05:35 PM
الاتحاد: استقبل فخامة رئيس الجمهورية جلال طالباني في قصر السلام ببغداد، أمس الاحد، فخامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس والوفد المرافق له، حيث جرى استقبال رسمي تخلله عزف النشيد الوطني العراقي والفلسطيني، وفتش الرئيسان حرس الشرف.ورحب الرئيس طالباني بالرئيس الفلسطيني والوفد المرافق له ترحيبا حارا. واثناء اللقاء، الذي حضره نائب رئيس الوزراء الدكتور برهم احمد صالح ونائب رئيس مجلس النواب الشيخ خالد العطية ووزير الخارجية هوشيار زيباري وعدد من الوزراء وممثلي الكتل السياسية المتنوعة واعضاء مجلس النواب والمسؤولين العراقيين الاخرين.
عبر الرئيس طالباني عن سروره بهذه الزيارة، متمنيا ان تكون فاتحة خير على طريق تطوير العلاقات العراقية الفلسطينية في مختلف المجالات.
تلا ذلك، اجتماع رسمي بين الرئيس طالباني والرئيس عباس، بحضور نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي، بحث خلاله الجانبان سبل تعميق العلاقات الثنائية وتوسيعها، بالاضافة الى مناقشة عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وفي تصريح صحفي مشترك، رحب رئيس الجمهورية بزيارة الرئيس الفلسطيني والوفد المرافق له الى العراق والتي تأتي للاعراب عن المشاعر الأخوية راسخة الجذور في التاريخ بين الشعبين الشقيقين الفلسطيني والعراقي، مؤكدا ان “العراق إعتبر دوماً قضية فلسطين قضيته الأولى”، وان الشعب العراقي كان دوما، رغم تعاقب الحكومات المختلفة عليه ورغم تسلط الإرهاب والدكتاتورية عليه، قلباً وقالباً مع الشعب الفلسطيني، وأكد فخامته ان الشعب العراقي “يتمنى أن يكون له دور حقيقي وتأريخي للإسهام في تحقيق الهدف الذي يناضل اليوم من أجله الشعب الفلسطيني وهو الدولة الفلسطينية المستقلة على أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف”، مضيفا أن “العراق يقف موقفاً صلباً وثابتاً في هذا المجال”.
واشار الرئيس طالباني الى ان هذه الزيارة ستزيد الإهتمام والإسناد لقضية شعب فلسطين، مضيفا ان هذه القضية “هي القضية الأولى للأمة العربية والإسلامية”.
من جانبه، أشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى ان هذه الزيارة “ربما جاءت متأخرة ولكنها حصلت هذه الأيام وتشرفنا بأننا الآن بين أهلنا وإخواننا وبضيافة فخامة الرئيس والأخوة نواب الرئيس والحكومة العراقية”، مضيفا “نحن لسنا غريبين عن بعضنا البعض فالعراق تأريخاً وحضارة وشعباً دائماً وقف ويقف الى جانب الشعب الفلسطيني”، مؤكدا ان “هناك بصمات كثيرة على الأرض الفلسطينية تشهد لهذا الشعب المقدام ولجيشه المقدام لدوره الباسل في القضية الفلسطينية”، مضيفا “نحن اليوم يشرفنا أن نكون هنا وتكون هذه الزيارة هي الزيارة الأولى وتتبعها زيارة وزيارات”.
واعرب الرئيس الفلسطيني عن امله بان يقوم الرئيس طالباني بزيارة الى فلسطين، مضيفا “نأمل في المستقبل القريب عندما تتعافى فلسطين وتحصل على الدولة الفلسطينية المستقلة أن يشرفنا فخامة الرئيس والأخوة المسؤولون العراقيون”.
كما ابدى الرئيس عباس عن سعادته بالتقدم العظيم الذي يشهده العراق في كل مناحي الحياة، سواء في الأمن أو في الوحدة الوطنية أو في الديمقراطية وغيرها، مؤكدا “إن هذا البلد بدأ يتقدم وبدأ يتعافى وقد خرج من عنق الزجاجة والحمد لله، هذا يهمنا ويهم جميع العرب والمسلمين”.
واشار الرئيس محمود عباس الى إن لقاءه مع الرئيس طالباني كان فرصة ليطلعه على هموم الشعب الفلسطيني وعلى القضايا التي يعيشها وابرزها مسألة الوحدة الوطنية والحوار الوطني الفلسطيني، مؤكدا ان الرئيس طالباني ابدى اهتماما بالغا بهذا الشأن، مشيرا الى ان الرئيس جلال طالباني “تساءل كثيراً عن ما يجري وما هو الدور الذي يمكن أن يلعبه العراق لإعادة اللحمة بين ابناء الشعب الفلسطيني”، مضيفا “نأمل أن تتم هذه الوحدة بأقرب فرصة ممكنة لأنه بدون وحدة لن يكون هناك أي تقدم في المسار السياسي الفلسطيني”.
كما اشار الرئيس الفلسطيني الى ان لقاءه مع فخامة الرئيس طالباني تناول القضايا الاخرى المتعلقة بالحكومة الإسرائيلية الجديدة، مؤكدا ان “موقفنا ثابت فيما يتعلق بالوضع السياسي حيث أننا نريد من هذه الحكومة أن تعترف برؤية الدولتين وأن توقف النشاطات الإستيطانية وأن تزيل كل العوائق في أراضي الضفة الغربية ليتاح لنا أن نستأنف الحوار من أجل الوصول الى حل سياسي مع هذه الحكومة”.
وقدم الرئيس عباس شكره للحكومة العراقية على دعمها المعنوي والأدبي والإقتصادي والمالي الذي تقدمه للشعب الفلسطيني، مشددا على ان “هذا شيء يذكره شعبنا وهو يقدم كل الإمتنان والتقدير للعراق رئيساً وحكومة وشعباً”. واضاف الرئيس عباس “نشكر الحكومة العراقية على إهتمامها بقضية أبنائنا الفلسطينيين المقيمين هنا، والذين يعتبرهم فخامة الرئيس والحكومة جزءاً من الشعب العراقي وجزءاً من إهتمام الحكومة العراقية وجزءاً من الأمن العراقي، لذلك نحن نعتبرهم بأيدٍ أمينة ستحرص الحكومة العراقية حرصها على كل فرد من أفراد الشعب هنا”.
كما اشار الرئيس محمود عباس الى انه جرى تبادل للاراء في الكثير من القضايا السياسية، موضحا “نحن نعيش الآن في عالم صغير حيث أن هناك قضايا إقليمية ودولية لا بد أن تكون على مدار البحث خاصة الحديث عن مبادرة السلام العربية التي أطلقت عام 2002، مضيفا ان “العراق بطبيعة الحال موافق عليها وشرحنا ما هي الخطوات التي قمنا بها والخطوات التي سنقوم بها من أجل تثبيتها وتطبيقها والعراق يؤيدنا في هذا”.
وفي نهاية حديثه اعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن امله “بأن يكون مستقبل العراق أفضل من الماضي وأن يتقدم وأن يكون مستقبل فلسطين أحسن من الحاضر والماضي وأن نحصل على إستقلالنا في إطار الأمة العربية والإسلامية”.
وضم الوفد المرافق للرئيس الفلسطيني الامين العام للسلطة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه ورئيس دائرة شؤون المحافظات في منظمة التحرير الدكتور صائب عريقات ووزير الشؤون الاجتماعية ووزير الزراعة الدكتور محمود الهباش ومستشار الرئيس الفلسطيني والناطق الرسمي نبيل ابو ردينة.