العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى العقائدي

المنتدى العقائدي المنتدى مخصص للحوارات العقائدية

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

الصورة الرمزية الباحث الطائي
الباحث الطائي
بــاحــث مهدوي
رقم العضوية : 78571
الإنتساب : Jun 2013
المشاركات : 2,162
بمعدل : 0.54 يوميا

الباحث الطائي غير متصل

 عرض البوم صور الباحث الطائي

  مشاركة رقم : 14  
كاتب الموضوع : الباحث الطائي المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 09-08-2014 الساعة : 02:30 PM


بسم الله الرحمن الرحيم

الاخوة الاعزاء

انقل ما يفيد كدليل قراني يمكن به التاسيس لجواب السؤال محل الطرح.
وهو تفسير لاية من القران من تفسير الميزان للعلامة الطباطبائي وكما يلي:*


قوله تعالى:*«إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء»*ظاهر السياق أن الآية في مقام التعليل للحكم المذكور في الآية السابقة أعني قوله: آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس إلخ، فيعود المعنى إلى مثل قولنا: فإنكم إن لم تؤمنوا به كنتم بذلك مشركين، و الله لا يغفر أن يشرك به فيحل عليكم غضبه و عقوبته فيطمس وجوهكم بردها على أدبارها أو يلعنكم فنتيجة عدم المغفرة هذه ترتب آثار الشرك الدنيوية من طمس أو لعن عليه.

و هذا هو الفرق بين مضمون هذه الآية، و قوله تعالى: إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء و من يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا:«النساء: 116»، فإن هذه الآية آية 48، تهدد بآثار الشرك الدنيوية، و تلك آية 116، تهدد بآثاره الأخروية، و ذلك بحسب الانطباق على المورد و إن كانتا بحسب الإطلاق كلتاهما شاملتين لجميع الآثار.

و مغفرته سبحانه و عدم مغفرته لا يقع شيء منهما وقوعا جزافيا بل على وفق الحكمة، و هو العزيز الحكيم، فأما عدم مغفرته للشرك فإن الخلقة إنما تثبت على ما فيها من الرحمة على أساس العبودية و الربوبية، قال تعالى: و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون:*«الذاريات: 56»، و لا عبودية مع شرك، و أما مغفرته لسائر المعاصي و الذنوب التي دون الشرك فلشفاعة من جعل له الشفاعة من الأنبياء و الأولياء و الملائكة و الأعمال الصالحة على ما مر تفصيله في بحث الشفاعة في الجزء الأول من هذا الكتاب.

و أما التوبة فالآية غير متعرضة لشأنها من حيث خصوص مورد الآية لأن موردها عدم الإيمان و لا توبة معه، على أن التوبة يغفر معها جميع الذنوب حتى الشرك، قال تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم و أنيبوا إلى ربكم:«الزمر: 54».

و المراد بالشرك في الآية ما يعم الكفر لا محالة فإن الكافر أيضا لا يغفر له البتة و إن لم يصدق عليه المشرك بعنوان التسمية بناء على أن أهل الكتاب لا يسمون في القرآن مشركين و إن كان كفرهم بالقرآن و بما جاء به النبي شركا منهم أشركوا به راجع تفسير آية 221 من البقرة، و إذا لم يؤمن أهل الكتاب بما نزل الله مصدقا لما معهم فقد كفروا به، و أشركوا ما في أيديهم بالله سبحانه فإنه شيء لا يريده الله على الصفة التي أخذوه بها فالمؤمن بموسى*(عليه السلام)*إذا كفر بالمسيح*(عليه السلام)*فقد كفر بالله و أشرك به موسى، و لعل ما ذكرناه هو النكتة لقوله تعالى: أن يشرك به دون أن يقول: المشرك أو المشركين.

و قوله تعالى:*«لمن يشاء»*تقييد للكلام لدفع توهم أن لأحد من الناس تأثيرا فيه تعالى يوجب به عليه المغفرة فيحكم عليه تعالى حاكم أو يقهره قاهر، و تعليق الأمور الثابتة في القرآن على المشيئة كثير و الوجه في كلها أو جلها دفع ما ذكرناه من التوهم كقوله تعالى: خالدين فيها ما دامت السموات و الأرض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ:*«هود: 108».

على أن من الحكمة ألا يغفر لكل مذنب ذنبه و إلا لغا الأمر و النهي، و بطل التشريع، و فسد أمر التربية الإلهية، و إليه الإشارة بقوله: لمن يشاء، و من هنا يظهر أن كل واحد من المعاصي لا بد أن لا يغفر بعض أفراده و إلا لغا النهي عنه، و هذا لا ينافي عموم لسان آيات أسباب المغفرة فإن الكلام في الوقوع دون الوعد على وجه الإطلاق، و من المعاصي ما يصدر عمن لا يغفر له بشرك و نحوه.

فمعنى الآية أنه تعالى لا يغفر الشرك من كافر و لا مشرك، و يغفر سائر الذنوب دون الشرك بشفاعة شافع من عباده أو عمل صالح، و ليس هو تعالى مقهورا أن يغفر كل ذنب من هذه الذنوب لكل مذنب بل له أن يغفر و له أن لا يغفر، كل ذلك لحكمة.

*********

واقول : التوحيد اصل قراني يقيني ثابت تتفرع عنه كل الاصول الباقية واليه ترجع كل الاصول.

الشرك هو نقيض التوحيد ، ونقض التوحيد هو نقض اصل الدين.

التوحيد له جنبتان
الاولى: هي الجنبة الاعتقادية ، الايمانية والتي بها يحتاج الانسان ان يؤمن بتوحيد الله ، ويقول اهل العقائد لا تقليد بالاصول فهذه حقيقة اعتقادية مكلف بها كل انسان*

الجنبة الثانية : هي الجنبة العملية للتوحيد ( التوحيد العملي) ، وهنا لا طريق اليها الا بهادٍ . لذالك انحصر الوصول للتوحيد العملي المكلف به الانسان من خلال رسالة الانبياء والرسل . وان شأت قل الحجة الواسطة بين الله وعباده.*

لذالك وكما هو معلوم ضرورتا أنّ وراء كل عمل نية تؤسس هذا العمل( إِنَّمَا الأعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى/الحيث النبوي)


لذالك فقد اثبتنا بالدليل أنّ التوحيد بجنبته الاعتقادية الايمانية (المعنوي) هو الاساس الذي يبنى عليه التوحيد العملي .

ولكن هذا التوحيد المعنوي والذي هو الشهادتين لا يعني وإن اتى بها الانسان انها نافية او مستبعدة في تصورها ضروريات العقيدة الحقة في التوحيد العملي ، ونعني به ضرورة الايمان بالاصول الاخرى كالمعاد والامامة كما في التوحيد العملي ، لان التوحيد المعنوي الذي يبدأ بالشهادتين وشرط قبوله هو صدق واخلاص الايمان وهذا يقتضي ان صاحبه لا يمكن تصور انه ينكر الضروريات الاخرى لو قُدر له فسحة العمل او العمر.

ومن هذا يظهر لنا ان الدخول في الاسلام المحمدي يتطلب من اي انسان ان يدخل فيه ان ياتي بالشهادتين والتي هي تمثل التوحيد بجنبته الاعتقادي الايمانية والتي تؤسس للتوحيد العملي الذي يتطلب من المكلف الايمان بالاصول الباقية ومنها النبوة والامامة والعدل ويفسر هذا عمليا في اتباعهم وطاعتهم.*

لذالك فان التوحيد الايماني المعنوي الذي يؤسس الى ما بعده هو يعني الدخول في حصن الله الحصين ونيل رحمته( لا اله الا الله حصني فمن دخل حصني امن من عذابي/ الرواية)

فاذا دخل الانسان حصن الله بعقد ايمانه وشهادته بالتوحيد تطلب منه الاتيان بالتوحيد العملي الذي ذكرناه والذي يدخل فيه بقية الاصول كالنبوة والامامة والمعاد.
وإن لم يوفق لذالك لاي سبب ممكن معقول فهو بلا شك في رحمة الله كيف لا والله يقول ( وسعت رحمتي كل شيئ. )

ويقول ايضا: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ

ومما سبق سيكون الجواب: نعم من اتى بالشهادتين صادقا فانه ينجوا في الاخرة وينال رحمة الله- اذا لم يتسنى له الاتيان بالتوحيد العملي*
لذالك هذه الاية التي دخلنا منها لاستخرج الجواب تعد من اهم الادلة القرانية في استحصال الدليل القراني والله اعلم.

توقيع : الباحث الطائي
لا اله الا اللـه محمــــد رســــول الله
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم

( الاسلام محمدي الوجود . حُسيني البقاء . مهدوي الغاية )

*
*

الباحـ الطائي ــث
من مواضيع : الباحث الطائي 0 القراءة السياسية والعلامتية لاحداث مصر
0 متى يخرج السفياني لغزو العراق
0 في أي فصول السنة يظهر القائم ع
0 الفتنة الشرقية الغربية وعلو بني إسرائيل الثاني
0 قراءة جديدة في رواية اذربيجان
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 11:59 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية