من هم الملائكة
اللهم صل على محمد وآل محمد
تكرر ذكر الملائكة في القرآن الكريم ولم يذكر منهم بالتسمية الا جبرئيل وميكال , وما عداهما مذكور بالوصف كملك الموت والكرام الكاتبين والسفرة الكرام والبررة والعتيد وغير ذلك ..
أولا . انهم موجودات مكرمون هم وسائط بينه تعالى وبين خلقه من العالم الموجود فما من حادثة او واقعة صغيرة اوكبيرة الا وللملائكة فيها شأن وعليها ملك موكل او ملائكة موكلون وليس لهم شان الا إجراء الامر الالهي ..
قال تعالى ( لايسبقونه بالقول وهم بامره يعملون ) الانبياء /27
ثانيا . انهم لايعصون الله ما امرهم به فليست لهم نفسية مستقلة ذات ارادة مستقلة تريد شيئا غير ما اراد الله سبحانه فلا يستقلون بعمل ولا يغيرون امرا حملهم الله تعالى اياه اوزيادة او نقصان ..
قال تعالى (لايعصون الله ما امرهم وبفعلون ما يؤمرون ) التحريم /6
وثالثا . ان الملائكة على كثرتهم على مراتب مختلفة علوا ودنوا فبعضهم فوق بعض وبعضهم دون بعض
فمنهم آمر مطاع ومنهم مامور مطيع لامره , والآمر منهم بامر الله حامل له الى المامور والمامور مامور بامر الله تعالى مطيع له فليسلهم من انفسهم شيئ البتة قال تعالى ( وما منا الا له مقام معلوم ) وقال ( مطاع ثم أمين )
وقال تعالى ( قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق ) سبأ/23
ورابعا. انهم غير مغلوبين لانهم إنما يعملون بامر الله تعالى وارادته ( وما كان الله ليعجزه من شيئ في السماوات ولا في الارض ) فاطر/44 . وقد قال ( والله غالب على امره ) يوسف /21
ومن هنا يطهر ان الملائكة موجودات منزهة في وجودهم عن المادة الجسمانية التي هي في معرض الزوال والفساد والتغيير ومن شانها الاستكمال التدريجي الذي تتوجه الى غايتها , وربما صادفت الموانع والآفات فحرمت الغاية وبطلت دون البلوغ اليها ..
الفرق بين تمثل الملائكة بصورة انسان وبين تشكله ؟؟؟
فقد ورد في الروايات تشكل الملائكة بصور واشكال وهيئات جسمانية للانبياء والاولياء ؟
فيقول السيد الطباطبائي .. وليس من التصور والتشكل في شيئ (اي الملك لايتشكل )؟
ففرق بين التمثل والتشكل
فتمثل الملك انسانا ( هوظهور لمن شاهده في صورة الانسان فهو اي الملك في ظرف المشاهدة والادراك ذو صورة ملكية )
وههذا بخلاف (التشكل ) و(التصور) فانه لو تشكل بشكل الانسان في ( الخارج ) وتصور بصورته صار انسانا في نفسه من غير فرق بين ظرف الادراك والخارج عنه ؟ فهو انسان في العين والذهن ..
ولقد صدق الله سبحانه من معنى التمثل في قوله في قصة المسيح ومريم ( فارسلنا اليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا ) مريم /17